هل شعرت يومًا ما بضرورة الذّهاب إلى المرحاض عندما تزور محل بيع للكتب؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست الوحيد. يمكن أن تكون أسطورة محلية أو ضرورة فيزيائية واقعية، فالرّغبة في الذّهاب إلى المرحاض في محل بيع الكتب أثارت النقاش في اليابان لأعوام عديدة. يمكن أن يكون هذا الإلزام عادة يشترك فيها العديد من ثقافات العالم كلّه، غير أنّه من المُحتمل أن يشعر النّاس بالحرج في الحديث عن هذا الموضوع.
إنّ الحاجة المُلحة للتّغوّط في محلات بيع الكتب يُعرف في اليابان “كظاهرة ماريكو آوكي” منذ سنة 1985.
بحسب ما نشره موقع ويكيبيديا:
The Mariko Aoki phenomenon (青木まりこ現象, Aoki Mariko genshō) is a Japanese expression referring to an urge to defecate that is suddenly felt after entering bookstores. The phenomenon's name derives from the name of the woman who mentioned the phenomenon in a magazine article in 1985.
ظاهرة ماريكو آوكي (青木まりこ現象, Aoki Mariko genshō) هي عبارة يابانية تدلّ على الرّغبة في التّغوّط التّي يشعر بها الأشخاص بصفة مُلّحة بعد دخولهم محلات بيع الكتب. اسم هذه الظاهرة هو مُشتق من اسم المرأة الذّي ذكرته في مقال ظهر في مجلة سنة 1985.
تعطي مقالات ويكيبيديا باللّغتين اليابانية والانجليزية نظرة كاملة بصورة استثنائية لظاهرة ماريكو آوكي. على سبيل المثال، حسب مقال ويكيبيديا باللّغة الانجليزية، بين عشرة إلى عشرين شخصًا يشعرون بهذه الضرورة في التّغوّط. تعدّ النّساء أكثر احتمالاً في الرّغبة في التّغوط في ظاهرة ماريكو آوكي، وهذا أربع مرات أكثر ممّا عليه الحال عند الرجال.
مع ذلك، في كلا نسختي ويكيبيديا، تضمّ جلّ المعلومات فرضيات عن الأسباب المُحتملة لهذه الظاهرة، وهي مأخوذة من المقال ذاته في Hon no Zasshi #41، المنشور سنة 1985. يبدو أنّه لم تُنجز دراسات طبيّة كثيرة، ولو أنّه يوجد بعض منها في هذا الموضوع.
خلق نقص المُعطيات ردود أفعال بعض المُشكّكين أمثال نواه أوسكو، رئيس نشرة موقع Unseen Japan المُختص في الأخبار اليابانية واللّغة والتّاريخ الياباني وأصوات غير موجودة بكثرة في اليابان.
So Aoki Mariko wrote a piece in a magazine in 1985 describing now being in a bookstore inevitably made her want to use the bathroom, and now there’s an entire pseudo-psychological process about needing to poop named after her
— Noah Oskow 🇺🇸ノア🇯🇵 נח🔯 (@NoahOskow) April 18, 2022
كتبت آوكي ماريكو مقالاً في مجلة سنة 1985 حيث وصفت كيف أنّ تواجدها في محل لبيع الكتب يُثير فيها حتمًا الرّغبة في استعمال المرحاض. اليوم، هناك مسار بأكمله، ذات طابع نفسي حول ضرورة التّغوّط، حمل اسمها.
في غياب مُعطيات علمية أو آراء أطباء عامين، ما زال البعض يحاولون فهم أكثر هذه الظاهرة. نشرت جريدة طوكيو شيمبون (Tokyo Shimbun) عام 2012، نتائج تحقيق أنجزته جمعية بائعي الكُتب حيث طرحت سؤالاً على الزّبائن، جاء فيه: “ما هي الخدمات التّي ترغب في استعمالها مُستقبلاً في محلات بيع الكتب”؟
حسب أخبار جريدة طوكيو شيمبون:
「ポイントカード」(約68%)「バーゲン」(約51%)に次いで「トイレの利用」(約38%)が三位に入った。
“استعمال المرحاض” (بنسبة حوالي 38%) يحتل المرتبة الثالثة [بالنسبة لرغبات الزّبائن داخل محلات الكتب]، وقبلها تأتي “بطاقة النقاط” (بنسبة حوالي 68%) ثمّ تليها “العروض” (بنسبة حوالي 51%).
كردّ لنتائج التحقيق التّي ظهرت في المقال لجريدة طوكيو شيمبون، قال مُمثل جمعية بائعي الكتب:
「トイレを望む声がこれほど多いとは思わなかった。書店がなぜかトイレの利用を促すという例の症状が、数字の上でも初めて裏付けられたのではないか」
لم أعتقد أنّ هناك الكثيرون من يريدون مرحاضًا [داخل محل بيع الكتب]. إنّ عدد الأجوبة يمكن أن تؤكد للمرة الأولى أنّ محلات بيع الكتب تُحفزّ رغبة الزبون على الذّهاب إلى المرحاض.
إنّ الاعتراف بالظّاهرة لا ينحصر في اليابان، ففي حوار بمجلة أمريكية “مانس هيلث” (Men's Health)، قال طبيب مختص في أمراض جهاز الهضم بتيكساس وهو بروفيسور مساعد في الطب:
It's more common than people realize, and I think people are just embarrassed to talk about it,” he says. “I've also heard it called ‘book bowels.’ I think that name speaks for itself.”
إنّه أمر شائع ومألوف على عكس ما يعتقده النّاس وأظنّ أنّ النّاس يخجلون من الحديث عن هذا. كما أنّني سمعت أنّه يُطلق عليها اسم “أمعاء الكتب”. أظنّ أنّ هذه التّسمية هي مُعبّرة.
بخصوص سبب إثارة “أمعاء الكتب”، يقول الطبيب المختص في أمراض جهاز الهضم:
The intensity of the information that you encounter in museums and libraries—or the sudden quiet of a garden—can trigger an autonomic response in your gut.
إنّ كثافة المعلومات التّي نجدها في المتاحف ومحلات بيع الكتب – أو السّكون المُفاجئ في بستان – يُمكن أن يعطي إشارة لتحرير الأمعاء.
في سؤال أستاذ درس العلاقة بين الرّائحة والوظائف الجسدية مُؤخرًا، نومورا ماساتو، لطلبة جامعة كيندي في أوساكا، بخصوص ظاهرة ماريكو آوكي. حيث قال:
この現象が起こる理由については、「気持ちがリラックスして便意が促される」とか、「プレッシャーが腸に影響を与える」など諸説ありますが、その中で有力な仮説として知られるのが「匂い刺激説」。
هناك العديد من النظريات حول أسباب هذه الظاهرة، مثل أنّ “محلات بيع الكتب هي مُريحة وتُسهل حركة الأمعاء” وأنّ “الضّغط يُضرّ بحركة الأمعاء”. ومع ذلك، فإنّ “نظرية تحفيز الرّائحة” هي أيضًا فرضية مُقنعة.
حسب فرضية نومورا، فإنّ رائحة الكتب في محل لبيع الكتب يمكن أن تُحرر حركة الأمعاء، أو في أيّ مكان آخر حيث يُمكن تصفح الكتب، مثل المكتبات العمومية أو الجامعية.
بالتّالي، ساعد نومورا على تطوير بخاخ سائل من شأنه أن يستبدل رائحة محلات بيع الكتب ويمكن أن يعمل كمُليّن للأمعاء:
「本屋の香りスプレー」を楽しんでます https://t.co/OsmHDkJe4C pic.twitter.com/oNKSiYT3Hu
— Junichi Matsuda (@mactechlab) March 16, 2017
استمتع باستعمال بخاخ الرّوائح لمحل بيع الكتب.
أن تكون واقعًا أو أسطورة محلية، فإنّ ظاهرة ماريكو آوكي تغزو بين الفينة والأخرى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن العثور على أخبار لوجود محل بيع الكتب الأمثل لقضاء حاجة مُلحة.
日本一トイレに行きたくなる本屋として、さいたま市の本好きに知られるお店が浦和にある。
その名は須原屋。
普通の本屋と何が違うかといえば、店内に立派な噴水があるのだ。
青木まりこ現象+水音は最強。そしてなんとpaypay20%還元対象…!
三体を買うならココ! pic.twitter.com/EgpluCZlHB— 猫柳 (@nekoyanagitei) June 6, 2021
في أوروا، يوجد محل بيع للكتب، يعرفه عُشاق الكتب في مدينة سايتاما باعتباره أحسن محل بيع للكتب في اليابان يجعلك تذهب إلى المرحاض. واسم المحل سوهارايا. وما يجعله يختلف عن غيره من محلات بيع الكتب هو تواجد نافورة ماء بداخله؛ ففي ظاهرة ماريكو أوكي، صوت الماء له وقع كبير. ويا لها من غاية لاقتناء الكتب، مع تخفيض 20% عند الدفع! انقر هنا لتشتري ثلاثة كتب!