- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

يللي مورينا: عبقري الرياضيات ذو 13 عامًا، الذي يقوم بتدريس طلاب الجامعة

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, مقدونيا الشمالية, أخبار جيدة, أفكار, النشاط الرقمي, تطوير, تعليم, صحافة المواطن
[1]

يللي مورينا. الصورة مستخدمة بإذن من Meta.mk

تستند هذه القصة على تغطية خاصة [2] ل Meta.mk [3]. وأُعيد نشر نسخة معدلة هنا من المحتوى بموجب اتفاق مشترك بين جلوبال فويسز ومؤسسة التحول.

انضمت شمال مقدونيا إلى برنامج تقييم الطلاب الدوليين (بيزا) [4]، وهي دراسة عالمية من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2015. منذ ذلك الحين، كانت تتلقى درجات منخفضة. أحدث البيانات لعام 2018 [5] تضع البلاد في المركز الأخير في أوروبا في المجالات الرئيسية الثلاثة الرياضيات والعلوم والقراءة. هذا يؤثر أيضًا على مستوى محو الأمية الإعلامية [6] في البلاد. تجسد هذه الحالة من معجزة الرياضيات من سكوبي الحاجة إلى إصلاحات نظامية لحل مشكلة النظام التعليمي ذو الجودة المخفضة.

لا يقضي يللي مورينا وقته في لعب كرة القدم مع أصدقائه في الخارج. يبلغ 13 عامًا فقط، ويعيش في ضاحية سكوبي في شوتو أوريزاري، حيث يمضي تقريبًا كل لحظة في حل تمارين الرياضيات ومعضلات الفيزياء. على عكس أقرانه، وبسبب معرفته كان يحضر دروسًا في الصف الثامن من التعليم الابتدائي بدلًا من الصف السابع. كان يشارك معرفته بحرية في قناته على يوتيوب [7]، التي تضم مجموعة من الطلاب الجامعيين في الهندسة المعمارية والفيزياء والاقتصاد والعلوم الأخرى المرتبطة بالرياضيات، الذين سمعوا عن هذا الطفل المعجزة.

يسعي طلاب الجامعة من مقدونيا الشمالية ومن الخارج إلى الحصول على مساعدته. يوفر يللي مورينا الدروس الخصوصية لبعض منهم في المنزل مثل: طالب الاقتصاد “بنجامين بهتجاري”. يقول بهتجاري في تصريحه لموقع meta.mk [3]:

“I study here with Yilli. It’s a little odd, because Yilli is a kid, but he knows a lot of math and knows how to explain the exercises very well. He explains the exercises and the problems that my professor can’t explain to me well, better than her.

“أدرس هنا مع يللي، أنه أمر غريب بعض الشيء، لأن يللي طفل لكنه يعرف الكثير عن الرياضيات، ويعرف كيف يشرح التمارين جيدًا. هو يشرح التمارين والمعضلات التي تعجز أستاذتي عن شرحها، بشكل أفضل منها.

يعتقد بهتجاري أن لأستاذه الصغير مستقبل مشرق.

قال بهتجاري :”هو موهوب جدًا. ربما في يوم من الأيام سيصبح مثل إيلون ماسك، فهو موهوب بنفس القدر”.

لم يكن العيش في شوتو أوريزاري [8]، إحدى أفقر المقاطعات في البلاد [9]، في صالح يللي. كون المدارس الابتدائية تعتمد بشكل مباشر على التمويل من الحكومات المحلية، فإن نقص الموارد/أو الافتقار للأولويات من قبل صانعي القرار [10]، يؤدي لخفض الدعم الأساسي لها.

نظرًا لافتقار مدرسته الابتدائية للفصول والكتب المدرسية المناسبة التي تناسب احتياجاته وموهبته، فقد وسّع يللي معرفته على الإنترنت عن طريق الاستماع إلى أساتذة من الخارج.

كانت والدته (إمران مورينا) ترغب في مساعدته بشكل أفضل، اختارت تغيير مهنتها حتى أنها تخلت عن دراستها الطبية. تقول أن يللي كان يجيد القراءة والكتابة منذ سن مبكرة جدًا. عندما كان في الرابعة من عمره وقع في حب الرياضيات، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن حل المسائل الرياضية. ثم بدأ في مشاركة معرفته علنًا وبدأ في تسجيل فيديوهات تعليمية بنفسه.

أوضح عالم الرياضيات الصغير قائلًا:

“When I was 9, I started a channel for math exercises and problems. In the beginning, I posted videos about solving some easier problems and exercises. But when I was solving the problems, I wasn’t always sure, so I consulted a professor from Kosovo, professor Skender Kastrati. Then, while I was still consulting him, I began to upload the math problems that I solved on Youtube. But I was also watching other professors from India, Pakistan, America, Kosovo, wherever from I could. The problems they were giving I solved and posted them on Youtube. This is how I learned. Then I began working with professor Musa Zuka and I also started participating in contests.”

“عندما كنت في التاسعة من عمري أنشأت قناة لحل تمارين الرياضيات ومعضلاتها. في البداية نشرت مقاطع فيديو حول حل بعض المسائل والتمارين السهلة، ولكن عندما كنت أحل المسائل لم أكن متأكدًا دائمًا؛ لذلك استشرت أستاذ من كوسوفو (الأستاذ اسكندر كاستراتي). بعد ذلك، بدأت في تحميل مسائل الرياضيات التي قمت بحلها على يوتيوب.  لكنني كنت أشاهد أيضًا أساتذة آخرين من الهند، وباكستان، وأمريكا، وكوسوفو، وأينما استطعت. حللت المشاكل التي كانوا يقدمونها ونشرتها على يوتيوب. هذه هي الطريقة التي تعلمت بها ثم بدأت العمل مع الأستاذ موسى زوكا وبدأت المشاركة في المسابقات”.

معظم مقاطع الفيديو على قناته على يوتيوب بلغته الأصلية الألبانية، لكنه أنتج أيضًا بعضها بلغات أخرى بما في ذلك الإنجليزية.

فاز يللي مورينا بالمركز الأول في العديد من مسابقات الرياضيات، والعلوم على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي حتى اليوم.  لكنه فخور أيضًا بالنجاحات التي حققها طلاب الجامعة الذين يدرسهم.

قال يللي: “يتصل بي الطلاب كلما احتاجوا إلي، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. على سبيل المثال: تمكن اثنان من الطلاب الذين كنت أُعدهم لاختبارات الرياضيات من اجتيازها أحدهما من كوسوفو، والآخرون من إفريقيا كنت أساعدهم بحدود، ثم أضاف أنه ألف كتابين بهما معضلات لم يتم نشرهما بعد.”

عُرضت قصته في فيلم وثائقي [11]، وفي برنامج فيديو للشباب على الإنترنت بعنوان “اختصار”، أُنتج باللغتين المقدونية [12] والألبانية [13]، وكلها تهدف إلى زيادة الوعي العام والحث على المساءلة وإيجاد الحلول من جانب السلطات المختصة.

يأمل يللي مورينا أن يكون قادرًا على مواصلة تعليمه في صالة للألعاب الرياضية بدلًا من تضييع الوقت لمدة عام آخر لدراسة مواد التعليم الابتدائي التي يعرفها بالفعل. [ملاحظة المحرر: تشمل المدرسة الابتدائية في مقدونيا الشمالية من تسع سنوات، وتعادل السنة التاسعة الصف الثامن وفقًا للنظام الكلاسيكي القديم.]

مدرسته في الصف في المدرسة الابتدائية (ميرال ريزا) لا تمدح سوى يللي. مع ذلك، قالت إنه لسوء حظ البرامج التعليمية في مقدونيا الشمالية أنها لا تتناسب مع الأطفال الموهوبين، هذا ما يمثل مشكلة لهؤلاء الأطفال والآباء على حد سواء.

شاركت والدة يللي في هذه التجربة حيث صرحت: بصفتها والدة غالبًا ما تواجه مشاكل بسبب عدم وجود برامج ملائمة للأطفال الموهوبين. كما قالت: “لا يمكننا توجيه المواهب بشكل صحيح في هذا النظام، لأن التلاميذ يحاولون أن يكونوا مثاليين فقط فيما يتعلق بعلاماتهم الدراسية، ولكن هذا ليس كافيًا لتطوير مواهبهم الحقيقية”.

تشير مورينا إلى الإجراءات التي تتبعها العديد من المدارس العامة والخاصة والمتمثلة في منح درجات عالية لغالبية الطلاب، لأن المعدل العالي أو “المثالي” عمومًا هو شرط مسبق لتمكينهم من اختيار مدرسة ثانوية أو جامعة يختارونها. إن المعلمين عُرضة لتأثيرات مختلفة من الإكراه والفساد من جانب الآباء بالإضافة إلى الرأفة التي تجبرهم على منح درجات أعلى للأطفال المقصرين.

يؤدي عدم وجود معايير موحدة للاختبار والدرجات إلى خلق حالات تُخرج فيها المدارس الابتدائية المختلفة رسميا طلاب “جميعهم من الدرجة الأولى” بمستويات مختلفة جدًا من المعرفة والمهارات، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المدرسة. كما تؤكد بيروقراطية النظام على المعايير الرسمية بدلًا من تكييف الخبرة التعليمية مع احتياجات ومواهب الطفل الفردية. في الماضي أدت محاولات الأنظمة الشعبوية لفرض “اختبار خارجي” إلى نتائج عكسية، حيث ركز التنفيذ على الشكليات والعقاب، بما في ذلك معاقبة المعلمين وإيذاء الطلاب الذين تمردوا على الاحتجاجات [14]. ألغت الحكومة المخطط [15]في عام 2017.

على غرار دول البلقان وأوروبا الشرقية الأخرى، تمتلك مقدونيا الشمالية القليل من الموارد الطبيعية والصناعية، وقد كشفت أحدث بيانات التعداد السكاني [16] عن شيخوخة سريعة لسكانها. كما تعوق هجرة العقول [17] قدرة البلاد على الانتعاش الاقتصادي.  هذا يشمل العائلات التي لديها أطفال ذوو قدرات عبقرية، اختار بعض الآباء الهجرة إلى أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة لمنح عبقرياتهم فرصة أفضل لتحقيق إمكاناتهم من خلال تسجيلهم في أنظمة تعليمية تقدر هذا النوع من الاختلاف. لكن بالنسبة للشاب يللي وآخرين مثله فقد وفر الإنترنت مسارًا بديلًا لاكتساب المعرفة ومشاركتها أثناء الإقامة في الدولة.