- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

استقالة الرئيس السريلانكي بعد اقتحام مقر إقامته الرسمي

التصنيفات: جنوب آسيا, سريلانكا, أخبار عاجلة, احتجاج, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية, كوارث
People taking back power. At the Presidential Secretariat in Colombo, Sri Lanka. Image by Amalini. Used with permission. [1]

استرداد الشعب للسلطة، في الأمانة الرئاسية في كولومبو، سريلانكا. 9 يوليو/تموز 2022. الصورة لأماليني [2] استخدمت مع الموافقة

في التاسع من يوليو/تموز، وصلت سيريلانكا ذرّوة أزمتها، الناتجة عن ارتفاع الأسعار ونقص الوقود والغذاء والدواء وعدة أشياء، سار آلاف الأشخاص من شتى أنحاء البلاد باتجاه [3] المقر الرسمي [4] للملك في العاصمة كولومبو مطالبين باستقالة الرئيس غوتابايا [5] راجباسكا. في مشهد مهول لمسير الناس باتجاه المقر الرسمي للرئيس مع عاصفة الكترونية [6] في مشهد مشابه لأحداث حصار الكابيتول الأمريكي [2] في السادس من يناير/كانون الثاني 2021. هرب الرئيس إلى مكان لم يكشف عنه، ثم كشفت الأخبار أنه سيستقيل [7] في الأيام القادمة.

وسط الاحتجاجات العامة [8]، استقال رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا في 9 مايو/أيار 2022. ومع ذلك، ظل شقيقه، الرئيس جوتابايا راجاباكسا، في السلطة رغم الاحتجاجات المستمّرة.

سريلانكا على المحك

في الخامس من يوليو/تموز، أعلن [9] رئيس الوزراء السيرلانكي رانيل وكرمسينغ، الذي بدوره صرّح أن البلاد منهوبة وأن الشعب يواجه تحديات، المفاوضة مع الهيئة العالمية للغذاء لتحسين اقتصاد البلاد. تواجه سيرلانكا أسوأ أزمة اقتصادية [10]، كما منع نقص العملة الأجنبية استيراد المواد الأساسية كالوقود والغذاء والدواء. عجّلت الأزمة من سلسلة الأخطاء الاقتصادية الفادحة [11] التي أودت بالبلاد للتخلف [12] عن سداد ديونها في مايو/أيار الماضي.

اقرأ تغطيتنا الخاصّة حول الأزمة السريلانكية [13]

في الرابع من يوليو/تموز، كانت الدولة تملك احتياطي نفط ليوم واحد [14]، مما أجبر كل وسائل النقل العامة على التوقف. اضطر المواطنون للانتظار في صفوف طويلة قبالة محطات الوقود لتعبئة غاز الطبخ، والوقود للتنقل. بينما كان الجيش يحرس [15] جميع محطات الوقود في البلاد منذ شهر مارس/آذار الماضي، كانت هناك تقارير عن اشتباكات متفرقة خارج محطات الوقود واضطرت القوات إلى إطلاق النار [16] في 19 يونيو/حزيران لوقف أعمال الشغب للحصول على الوقود.

شاركت الناشطة والمدونة أماليني مجموعة لقطات على تويتر [17] توضح مدى تأثير أزمة الوقود على حياة المقيمين في الجزيرة.

مجموعة مشاهد وقصص للأزمة الاقتصادية السريلانكية من الطوابير والمنازل حول الجزيرة، تم التقاط الصور التي يكون فيها الأفراد مقربين ويمكن التعرف عليهم بموافقة.

غرّد مستخدمو تويتر في سيرلانكا وفاة حوالي 14 شخصًا، وهم ينتظرون في الصفوف الطويلة للحصول على الوقود.

توفي 14 شخص حتى هذه اللحظة وهم منتظرون في الصفوف الطويلة، أفادت التقارير عن وفاة ستيني بعد إسعافه بعد إصابته بمرض أثناء الانتظار في صفوف محطات الوقود.

مع ذلك، يتعين على الشعب الانتظار لغاية 22 يوليو/تموز للحصول على شحنة الوقود القادمة. [29]

في 22 يوليو/تموز، ارتفع نقص الغذاء لأعلى مستوى على الإطلاق [30] عند 80.1 بالمائة. حسب دراسة أجرتها اليونيسف كان على قرابة 70 بالمئة من العائلات السيريلانكية تقليص استهلاكها [31] الغذائي. تم إغلاق [32] العديد من المنشآت والمدارس، مع ارتفاع البطالة، وعاد معظم الحضريون إلى قراهم ليتسنّى لهم زراعة غذاءَهم.

شاركت الناشطة في مجال بناء السلام نابيلا مجموعة مقاطع على تويتر تحت عنوان “كيف تنجو؟ [33]” والذي يوضح معاناة المهمشون اقتصاديًا في ظل الأزمة الاقتصادية.

كيف تنجو؟ زوجي أبكم، من دون هذه البطاريات الخاصة بالسماعات الطبية لا يستطيع السماع نحن نعول على وظيفته، وعلى ابني البالغ 18 عامَا الذي ترك الدراسة لأجل عائلتنا المكونة من تسعة أفراد.

لقد حانت ساعتنا “انتفاضة الشعب”

لقد دفعت الأزمة الاقتصادية، والنقص الحاد، والانقطاع الكهربائي اليومي، ونقص الوقود، والموارد الأساسية السريلانكيين للخروج في المظاهرات [36] السلمية الفورية منذ منتصف مارس/آذار هذا العام. بدأ اعتصام “احتلوا جالي فيس” في جالي فيس [37]جرين في التاسع من إبريل/نيسان، وهو منتزه ضخم في الولاية المالية كولومبو المعروفة باسم غوتاغوغاما [38]، قاد هذه المظاهرة الشباب المتمرس في وسائل التواصل الاجتماعي، وضمت الطلاب والمعلمين والأطباء والخبراء، تظاهروا دون قائد بشكل فعّال، بنوا عدة خيم للاستيلاء على المسطحات الخضراء، تعاطف المواطنون وقاموا بدعم المتظاهرين من خلال إعطائهم الماء والغذاء والدواء. اتسم المتظاهرون بحذرهم السياسّي تجاه الحزب الحاكم والمعارضين.

بعد مرور ثلاثين يومًا من المظاهرات السلمية في التاسع من مايو/أيار 2022، داهم [40] داعمو الحاكم راجباسكا المتظاهرين خارج مقر رئيس الوزراء ماهيندا راجباسكا في كولومبو، ودمروّا الخيام في غوتا غوغاما [38]، بعد ذلك، تجمهر [41] المتظاهرون، وفي النهاية استقال [42] رئيس الوزراء راجباسكا وشقيقه غوتبايا راجباسكا، الذي ظلّ رئيسًا بالوكالة.

لم يستطع رئيس الوزراء الجديد رانيل ويكرمسينغ والرئيس الحالي غوتابايا راجاباكسا فعل الكثير لتوفير فترة راحة لسريلانكا. تم توجيه البلاد ببطء نحو إغلاق افتراضي [43] بسبب نفاد إمدادات الوقود وتوقف النقل العام والخاص على حد سواء. وصل الغضب العام إلى نقطة الغليان وأعلن المتظاهرون في غوتا غوغاما “احتجاجًا جماهيريًا” في 9 يوليو/تموز. “الحكومة المؤقتة [44]” التي روجت لها أحزاب المعارضة في مجلس النواب. كما تم اقتراح “مجلس شعبي”، حيث سيعمل ممثلو المتظاهرين عن كثب مع الحكومة المؤقتة.

في 9 يوليو/تموز 2022، سار آلاف المتظاهرين نحو العاصمة كولومبو. وغرد الصحفي عزام أمين:

أرغلايا:  يتجه آلاف المتظاهرين حاليًا إلى كولومبو في مختلف وسائل النقل المتواضعة، متحدين أزمة الوقود، مطالبين باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا، حاوية على الطريق تقل مجموعة من المتظاهرين.

كما نشرت أماليني صورًا مفادها أن الحافلات والقطارات المتجهة إلى كولومبو كانت مكتظة بالمحتجين.

قفزة صغيرة إلى الوراء في الجدول الزمني – وصول قطارات كاندي، وجامباها إلى طريق فورت- حيث المتظاهرون بين العربات

واو … انظروا إلى هذا الحشد.. التاسع من يوليو/تموز، أكثر يوم لا يُنسى في سريلانكا.

ذكّرت المستخدم الغريب كيثمينا هيواج الجميع بسبب تواجد المتظاهرين هنا:

في حال نسيتم سبب وجودنا هنا اليوم.

يحتفل مستخدم تويتر ساشين ينامبو بقوة الشعب:

بغض النظر عن النتيجة من هنا، التاسع من يوليو/تموز 2022 هو اليوم الذي تدرك فيه سيرلانكا أن قوة الشعب، وليس الأشخاص في السلطة، هي ما يهم حقًا. الملايين من الناس العاديين من جميع مناحي الحياة، يوحدهم فقط الحب الذي يشاركونه لبلدنا الجميل!

في وقت ما من اليوم، اقتحم [6] المتظاهرون منزل الرئيس وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصًا يحتلون غرفة النوم وحمام السباحة [59] ومكاتب المنزل. في إحدى الصور [60]، شوهدت سيدة عجوز متظاهرة جالسة على كرسي الرئاسة. أضرم [59] المتظاهرون النار في وقت لاحق في منزل رئيس الوزراء. شاركت أماليني:

رحلة سريعة إلى غرفة صغيرة افتتحت داخل سكرتارية الرئاسة. كل دفعة من الحشود التي دخلت صاحت بأعلى صوتها بينما كانت تقف في الداخل.

في ليلة التاسع من يوليو، أبلغ ماهيندا يابا أبيواردينا، رئيس مجلس النواب السريلانكي، في بيان [63] متلفز أن الرئيس وافق [7] على الاستقالة في 13 يوليو/تموز. كما وافق رئيس الوزراء ويكريماسينغ على الاستقالة، لكنه ذكر أنه سيبقى حتى تشكيل حكومة جديدة.

تشارك ديفيكا بيرندون المشاعر في موقع غراوند فيوز [64] للصحافة المواطن في مقال بعنوان “لقد حان يومنا!”:

We are drained. At last, after a ninety-day struggle, we have a lot to celebrate but nothing left to celebrate with. No fuel, no kerosene, no petrol. No energy.

And once we clear the last vestiges of the former regime from the seats of power, we have work to do.

نحن مستنزفون. أخيرًا، بعد صراع دام تسعين يومًا، لدينا الكثير للاحتفال به، ولكن لم يتبق لنا شيء للاحتفال به. لا وقود ولا كيروسين ولا بنزين. لا طاقة. وبمجرد أن نزيل آخر بقايا النظام السابق من مقاعد السلطة، يكون لدينا عمل يتعين علينا القيام به.

A scene of a living, breathing 'monument' of people. Colombo July 9, 2022. Image by Amalini via Twitter. Used with permission. [65]

مشهد “نصب” حي يتنفس فيه الناس. كولومبو، التاسع من يوليو/تموز 2022. الصورة بواسطة أماليني [2] عبر تويتر. مستخدمة بإذن.

يحتفل [66] الباحث والصحفي بهافاني فونسيكا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بقوة تعبئة المواطنين التي شكلت الاحتجاجات الأخيرة:

The changes brought about in the last few weeks give hope that sustained, innovative, and inclusive citizen mobilization has a chance to transform Sri Lanka.

تعطي التغييرات التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية الأمل في أن تعبئة المواطنين المستدامة والمبتكرة والشاملة لديها فرصة لتغيير سريلانكا.