الاتصال الإلكتروني كحل لتأثير التغير المناخي في سهل “غران تشاكو” في جنوب أمريكا

صورة “ميخائيل ميراندا”، استُعملت بترخيص.

 تمّ نشر هذا المقال، أصلاً، من طرف وسيلة الإعلام البوليفية Muy Waso وأعادت نشره “جلوبال فويسز” في إطار الشراكة الإعلامية.  

تقوم العديد من المشاريع الرّقمية المستحدثة على التكنولوجيا لمساعدة السّكان المحليين في تعايشهم مع آثار الأزمة المناخية في إحدى الغابات المعروفة بالتّنوع البيئي في أمريكا اللاّتينية؛ ويعتبر سهل “غران تشاكو” أكبر وأهم ثاني غابة في أمريكا الجنوبية. تمتدّ مساحته على أربع دول حيث يشمل 100 مليون هكتار؛ ويعيش أكثر من ثمانية ملايين من الأشخاص في هذا الإقليم.

بسبب ظروف هذا الإقليم والتّدخل الإنساني، يُعتبر سهل “غران تشاكو”، إحدى المناطق الأكثر حساسية تجاه آثار الأزمة المناخية في أمريكا اللّاتينية. إنّ انجراف التّربة والتّصحر والتّغيير في نظام الماء هي بعض المشاكل التّي تؤثر على هذا الإقليم.

هناك تنبؤات لتغيرات كبيرة خلال 30 سنة المُقبلة؛ لاسيما فيما يتعلق بالجفاف والفيضانات وزيادة الظواهر المناخية القاسية.

حسب “مؤسسة الحياة البرية الأرجنتينية”، فإنّه إذا تواصلت إزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي في سهل “غران تشاكو”، مثلما هو عليه الحال الآن، ستكون النّتائج وخيمة. خلال عام 2028، يمكن أن تخسر المنطقة ما يقارب 200 مرة مساحة مدينة “بوينس أيرس”.

من جهة أخرى، علّقت “فيرونيكا كيروغا”، الدكتورة في العلوم البيولوجية، لموقع Mongabay قائلة: “إنّ مراحل الفيضانات والجفاف الشّديد هي ظواهر طبيعية في التشاكو” ولكن حاليًا، يمتدّ الجفاف على مرّ السّنين؛ فقبلاً، كانت تُقاس هذه التغييرات على مرّ عقود.

العيش في سهل “غران تشاكو”

حسب التّقارير الأخيرة، يعيش في سهل “غران تشاكو” أكثر من ثمانية ملايين من الأشخاص، ويتواجد من بينهم حوالي 300 ألف شخص في بوليفيا؛ ومن بين هؤلاء السّكان، يوجد على الأقلّ خمس قرى من السّكان الأصليين.

معظم سكان سهل “التشاكو” “يمارسون الزّراعة ويربون الدّواجن والنّحل ويحترفون الصّناعة التّقليدية”؛ غير أنّ العديد من هذه النّشاطات هي مُهدّدة مع مجيء الصّناعات الزّراعية وإنتاجها على صعيد كبير.

تُعرض هذه المشاكل المحلية التّغيّر المناخي المحلي للخطر عيش سكان سهل “غران تشاكو”.

“إنّ تقلّب المناخ هذا هو يضرّ فعلاً السّكان وأنظمتها الإنتاجية، وهذا بضياع الإنتاجية الزّراعية، ونقص نوعية ووفرة المياه، وفيضان الأنهار والحرائق”، يحذّر “ماورسثيو موريسكو”، مُنسّق موقع “برو أدبت غران تشاكو”.

بالنّسبة لـ “ماوريثيو” يبدو مُستعجلاً “إنشاء طاقات جديدة، ووسائل، ومعارف، ونماذج الإنتاج والتّجارة، من شأنها السّماح لجاليات سهل “غران تشاكو” وأنظمتها البيئية تقليص هشاشتها.

الاتصال بالإنترنت والتكنولوجيا في مواجهة الأزمة

يجتاز نهر “بيلكومايو” سهل “غران تشاكو” في ثلاثة بلدان ويجوب أكثر من ألف كيلومتر انطلاقًا من مصبه في بوليفيا إلى غاية التّراب الأرجنتيني. يُعتبر نهر “بيلكومايو” أحد الأنهار، وينقل أكبر حجم من الرّواسب في العالم، وأثناء زيادة الرّواسب، تصل ضخامتها ثلث حجمه.

خلال مواسم المطر، فإنّ هذه الخاصية ومسارها المُتقلّب تؤدّي بمنازل كثيرة وزراعات السّكان إلى دفنها في الوحل.

لقطة عبر الساتليت للمسار العالي لنهر “بيلكومايو”، على بعد 40 كلم من مدينة “مونتس”. المصدر: “أوتون باروس”/ويكيميديا.

لمُواجهة هذه المخاطر، شرع السّكان الأصليون في تجسيد مسار تشاركي إقليمي بين الأرجنتين وبوليفيا والبارغواي في بداية الألفية؛ مُذ ذاك اليوم، تعزّز هذا المسار وشمل مساعدة العديد من الهيئات لتصبح نظام تنبيه سريع مستخدمة وسائل الاتصال الرّقمية، وتُستعمل أفواج واتساب (وسيلة الرّسائل الأكثر استعمالاً والتّي يمكن أغلبية السّكان الوصول إليها في المنطقة)، ولكن أيضًا تليغرام وتويتر وفيسبوك.

يُعتبر “نظام التنبيه السّريع”، والمسمى أيضًا “سات”، جهدًا، يستدعي مساهمة مختلف القطاعات مثل التقنيين والسّكان؛ ولكن يبقى تسييره ضمن السّكان المحليين. حسب “اللّجنة العامة للتّأقلم”، في خلال فقط 24 ساعة، بعد التّحذير من حالات قرب العواصف، يمكن الحدّ من الضّرر بنسبة 30%.

يعتبر “ماركو كراسو”، من “مؤسسة أفينا”، وهي منظمة التّي تدعم هذا الجهد، أنّ الأمر “يتعلّق بمسار تشاركي واسع، بما أنّ الأفعال هي وليدة التّأقلم وحلّ النّزاعات وإدارة الأزمات وإنشاء بيانات مناخية ثابتة”.

نساء “نانوم”

إنّ “مبادرة نانوم للنّساء الموصولات بالإنترنت”، هي عبارة عن مشروع لثلاث دول (والتّي تشمل منظمات عمومية وخاصة من الأرجنتين وبوليفيا وبارغواي) وُضع في نهاية عام 2019 لتجسيد إجراءات وتحالفات في الإقليم للتّواصل عبر الإنترنت مع خمسة آلاف من النّساء في كلّ سهل “غران تشاكو”.

بهذه الطّريقة، يمكن إنشاء شبكات تنبيه سريعة في حالة الاستعجال، وبرامج اتصال بيئية، والإعلام المناخي وكذا الإتجار بمنتجاتها.

“في العالم الحالي (…) يُعتبر الإعلام مفتاحًا في الوقت الذّي تُتخذ فيه قرارات ناجحة تجاه هذه الآثار؛ فالجاليات هي واعية بالحاجة المُلحة في التّصرف للحدّ من التّغيّر المناخي والتّأقلم مع آثاره ومراقبة التأثيرات”، علّقت “مارثيلا ثامورا”9، مُسيّرة بلدان “نانوم” للنّساء الموصولات بالإنترنت في بوليفيا ومسؤولة محافظة “مؤسسة ناتيفا”.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.