في 94 سنة، تُوفي الرّوائي الباربادوسي “جورج ليمينج” من أهمّ الكُتاب ذوي التجربة الاستعمارية الكاريبية “

الباربادوسي “جورج ليمينج” يتحدث عن روايته الشّهيرة عالميًا “في قصر بشرتي”. لقطة شاشة لفيديو على يوتوب نشرته الهيئة الثقافية الوطنية لباربادوس.

توفي يوم السبت 04 يونيو/حزيران الرّوائي الباربادوسي الشّهير “جورج ليمينج” (George Lamming)، عن عمر يناهز 94 سنة، وجرت مراسيم الدّفن الرّسمية في مسقط رأسه بجزيرته.

قالت الوزيرة الأولى الباربادوسية، “ميا موتلي” (Mia Mottley)، إنّها برمجت لزيارة الكاتب في يوم ميلاده 95، وبعد أربعة أيام فقط من وفاته، لاحظت قائلة:

Wherever George Lamming went, he epitomised that voice and spirit that screamed Barbados and the Caribbean. And while he has written several novels and received many accolades, none of his works touches the Barbadian psyche like his first — In The Castle of My Skin, written back in 1953, but which today ought still to be required reading for every Caribbean boy and girl.

Barbados will miss George Lamming — his voice, his pen, and of course, his signature hairstyle — but I pray that the consciousness of who we are that he preached in all that he wrote will never fade from our thoughts.

هناك، حيث ذهب “جورج ليمينج”، جسّد ذلك الصّوت وتلك الذّهنية التّي كان يدعو بهما في الباربادوس والكاريبي؛ ورغم أنّه كتب العديد من الرّوايات، وتلقى الكثير من الإطراءات، غير أنّه لا يوجد أيّ عمل له تناول نفسية الباربادوسيين مثلما تناولته روايته الأولى “في قصر بشرتي” (In The Castle of My Skin)، التّي كتبها سنة 1953، ويجب أن يستمر الأمر في أن تكون من بين القراءات المفروضة للأطفال […] في الكاريبي.

ستفتقد الباربادوس كثيرًا “جورج ليمينج” – صوته، قلمه وبالطبع تسريحة شعره المُتميّزة – ولكن سأصلي من أجل ألا يُمحى من أذهاننا وعينا الذّي بشر به في كتاباته.

وُلد “ليمينج” في مدينة “كارينغتون” بباربادوس، في 08 يونيو/حزيران 1927، وتابع دراسته في مدرسة “روبوك بويز سكول” (Roebuck Boys’ School)، تحصل بعدها على منحة في المدرسة التّاريخية “كومبيرميري سكول” (Combermere School)، وكان البروفيسور “فرانك كوليمور” (Frank Collymore) (“رجل الثقافة لباربادوس” ومحرّر المجلة الثقافية “بيم” BIM) معلّمه، ونقل إليه شغفه في الأدب، وبدأ في كتابة الشّعر. في عام 1946، انتقل إلى دولة “ترينيداد وتوباغو” حيث درس لمدة أربع سنوات في “متوسطة فينيزويلا”، في “بويرتو إسبانيا”. هاجر، بعدها، إلى إنجلترا، وعمل لمدة قصيرة في مصنع. في عام 1951، أصبح مُنشّطًا في قناة “البي بي سي”، القسم الاستعماري.

في عام 1967، التحق بالفضاء الأكاديمي، بصفته كاتب مُقيم وأستاذ في “مركز الثقافات الإبداعية وإدارة التّربية” بجامعة الجزر الهند الغربية، ثمّ أستاذ مُستضيف، وكاتب مُقيم بجامعة نيويورك وأستاذ في جامعة بانسيلفانيا، وكذلك أستاذ مُستضيف متميّز في جامعة دوك وأستاذ مُستضيف للدّراسات الإفريقية والثقافات الأدبية بجامعة براون، وقدّم أيضًا طوال حياته دروسًا ومُحاضرات في جامعات في تانزانيا، والدانمارك وأستراليا.

رغم أنّه يؤكد أنّه “كاتب متثاقل”، فهو كتب ست روايات وأربعة كتب غير خيالية. من بين رواياته نذكر “المهاجرون” (The Emigrants) (1954)؛ “من سنّ وبراءة” (Of Age and Innocence) (1958)؛ “موسم المغامرات” (Season of Adventure) (1960)؛ و”ماء الخليج” (Water with Berries) (1971). من بين أعمالها غير الخيالية، تبرز سلسلة من المقالات مُعنونة “ملذات المنفى” (The pleasures of Exile)، والذّي بحث من خلالها كيف قولب الاستعمار الثقافة والسّياسة والهوية الشّخصية.

غير أنّ “ليمينج” لم يكتفِ بتحرير الكتب، ففي سنوات 1960، تعاون مع كُتاب آخرين في إطار برنامج إذاعي مُعنون “العالم الجديد للكاريبي”، حيث حلّل مكان المنطقة في العالم. وبصفته أستاذ جامعي، فإنّ صوته كان مسموعًا (ومُستوعبًا) في جميع جزر الكاريبي وفي مناطق أخرى أبعد بكثير.

عبر عن ذلك ببساطة الصحفي من ترينيداد وتوباغو، “ويسلي جيبينجز” (Wesley Gibbings) قائلاً:

“جورج ليمينج” حول الثقافة والمُثقفين. برنامج الكنوز الثقافية لباربادوس – برنامج وطني للتاريخ الشفوي. إنسان كاريبي عظيم تركنا فقط جسديًا. جورج ليمينج يبقى دائمًا جزءًا منا.

في الواقع، كان “ليمينح” معروفًا جدًا ومحبوبًا في المنطقة، فروايته الأولى الشّهيرة “في قصر بشرتي” (1953)، كتبها في إنجلترا، وكان يبلغ 23 ينة، وكانت معروفة بين القراء الكاربيين، وقد درسها الكثيرون في الثّانوية. في حوار، قال “ليمينج” إنّ روايته المؤثرة النّاضجة، علاوة على كونها “قضية باربادوسية”، فهي تصف مرحلة الطفولة والمراهقة، طبعها “تكوين إمبريالي استعماري” حدثت في كل جزر الكاريبي الأنجلوفونية والتّي كان من المزمع أن تُصبح مشروعًا خاصًا.

نشر الاقتصادي الجمايكي الشّاب “كينان فالكونر” (Keenan Falconer):

آخر لحظة – الرّوائي المُتميّز والشّاعر الباربادوسي “جورج ليمينج”، توفي في عمر ناهز 94 سنة. كان أيقونة الأدب شهير، ومعروف بأعمال مثل “في قصر بشرتي”، و”المهاجرون” و”ماء الخليج”.

توفي “جورج ليمينج”. تبقى رواية “في قصر بشرتي” من أفضل كتبي لحدّ اليوم.

لاحظ كاتب من ترينيدا أنّ “لينينج” لم يكن يخاف التّعليق على السّياسة المحلية:

👑

يتهرّب بعض الكتاب من السّياسة ويملؤون معارفهم بسياقات التّطور، أمّا “جورج ليمينج” فقد تقرّب منها حتى إنّه حذّر الشّباب الثوريين في غرناطة.

سلام.

أشادت أيضًا المعلّقة الاجتماعية والنّاشطة الجمايكية “كارول نارسيس” (Carol Narcisse) تأثير “ليمينج”:

المحترم “جورج ليمينج”

مقولة  للمجتمع المحلي لجزر الكاريبي 2008

————
عظيم تركنا. زغرودة. سلام لـ “جورج ليمينج”، وجيله من المبدعين الكاربيين، وقادة الفكر، وبناة الهوية والمُتحدثين عن الحقيقة. امتنان، واحترام واعتراف.

أدرجت رابطًا لمقولة “ليمينج” للمجتمع المحلي لجزر الكاريبي (كاريكوم) (CARICOM) سنة 2008، الذّي جاءت في خاتمته ما يلي:

In conferring on George William Lamming the Order of the Caribbean Community, CARICOM is honouring fifty-five years of extraordinary engagement with the responsibility of illuminating Caribbean identities, healing the wounds of erasure and fragmentation, envisioning possibilities, transcending inherited limitations. In recognizing this son and ancestor, CARICOM is applauding intellectual energy, constancy of vision, and an unswerving dedication to the ideals of freedom and sovereignty.

بمنح “جورج ويليام ليمينج” قيادة المجتمع المحلي لجزر الكاريبي “الكاريكوم”، فهو يشرّف 55 سنة من الالتزام الاستثنائي في اتخاذ مسؤولية تنوير الهويات الكاريبية، وعلاج الجراح، ومحو وتجزئة واستشراف الإمكانيات وتجاوز القيود الموروثة. إنّ الاعتراف بهذا الابن والسلف، فإنّ “كاريكوم” تحيي بذلك الطاقة الفكرية، وثبات الرّؤية والتفاني الرّاسخ للمثل العليا المتعلقة بالحرية والسّيادة.

في العام ذاته، تسلمت المدرسة الابتدائية “جورج ليمينج” بباربادوس اسمه.

تحدّثت الأمينة العامة لـ “كاريكوم”، “كارلا بارنيت” (Carla Barnett):

لقد فقدت المنطقة أيقونة أدبية وأحد الأصوات الأكثر أصالة. ارقد في سلام أيّها المحترم “جورج ليمينج”.

أثنى كُتاب وأكاديميون على “ليمينج” على شبكات التّواصل الاجتماعي؛ ففي منشور على صفحة الفايسبوك، نشر المؤرخ من غيانا “ريشارد درايتون” (Richard Drayton) فيديو لسنة 2017 مؤثر، مع الرّسالة التّالية:

I just received the sad news that George Lamming today left us to join the ancestors. George was part of my life from the earliest childhood, and after my parents I can’t think of anyone who made a greater impact on me. His contributions to Barbados, the Caribbean, the Caribbean diaspora in Britain, and the world are measureless. He lived and struggled with such grace and generosity
Rest in power George
The ceremony of souls is never at an end

تلقيتُ للتّو الخبر الحزين عن رحيل “جورج ليمينج” اليوم ليلتحق بأسلافه. لقد شكّل “جورج” جزءًا من حياتي منذ صغري، فبعد والداي، كان الوحيد الذّي كان له تأثير كبير في نفسي. إنّ مساهماته في باربادوس، والكاريبي، والكاربيين، وبريطانيا وفي العالم لا يمكن إنكارها. عاش وكافح بكل سماحة وكرم.

ارقد في سلام، يا جورج.

إنّ حفل الأرواح لن تنتهي أبدًا.

نشرت الشّاعرة والكاتبة المسرحية والناشطة الثقافية من ترينيداد “إينيتو بيرل سبرينجر” (Eintou Pearl Springer)، الرّفيقة السّابقة “لليمينج”، فيديو تأبين حزين على صفحة الفايسبوك، وقالت:

Moments before my presentation this evening, I got the news that my dear friend and mentor George Lamming had transitioned. Thanks to Jouvayfest Caribbean Heritage Month for giving me the time to pour a libation to this giant of literary and revolutionary work in our region.

سويعات قليلة قبل عرضي هذه اللّيلة، تلقيت الخبر بأنّ صديقي العزيز والأستاذ “جورج ليمينج” انتقل إلى حياة أخرى خيرة. شكرًا لشهر التّراث الكاريبي “جوفايفاست” بإعطائي الوقت للإشادة بعملاق التحفة الأدبية والثّورية لمنطقتنا.

للغرابة، فإنّ روايته “في قصر بشرتي” هي مُدمجة في قائمة المطالعة لـ “Big Jubilee Read”، المكوّنة من 70 كتابًا في كلّ دول الكومنولث، التّي أنشأتها قناة “البي بي سي”،فرع Arts and The Reading Agency للاحتفال بـ 75 سنة من حكم الملكة إليزابيث الثانية. تمّ إعداد هذه القائمة من طرف أمناء المكتبات، وبائعي الكتب ومختصين في الأدب، انطلاقًا من توصيات قراء تابعين لـ 31 بلد؛ وتعدّ روايته من بين خمس روايات الكاريبية التّي مثلت العقد الأوّل من حكم الملكة (1952-1961).

بالنّسبة لكاتب واعٍ وحسّاس لمختلف طبقات الإرث الاستعماري في الكاريبي التّي درسها من خلال كتاباتها ودروسه، يمكن أن يبدو ذلك أمرًا ساخرًا. ومع ذلك، فإنّ “ليمينج” كان مصدر إلهام للعديد من الأجيال الكاريبية الجديدة على أصعدة كثيرة؛ وقد غرّد كاتب شاب من “سانتا لوسيا” مقولة “ليمينج” المعنونة “شعب جزر الهند الغربية” كتبها سنة 1966، وهو تحدّ ملهم لا يزال يبدو مُناسبًا:

إنّ هندسة مستقبلنا هو غير مكتمل فبالكاد ارتفعت السقالات.

“جورج ليمينج”.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.