- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

“السباق العظيم” في ترينيداد وتوباغو، أحد أقدم سباقات الزوارق السريعة في العالم

التصنيفات: الكاريبي, ترينيداد وتوباجو, تاريخ, رياضة, صحافة المواطن
[1]

لقطة شاشة من فيديو يوتيوب [1] ‘تحضيرات موتول مونستر للسباق العظيم 2021،’ من تصوير قناة ماركوس جي للإنتاج [2]، الذي يُظهر استعدادات الزورق للسباق العظيم. لقد فاز زورق موتول مونستر في السباق في كِلا 2021 و2022.

في خطٍ مستقيم، تُقدر المسافة بين العاصمة بورت أوف سبين، ترينيداد إلى سكاربورو، وتوباغو بنحو 65.25 ميل (105 كيلو متر). مع ذلك، عند انطلاق أخوية الزوارق المحلية كل عام في السباق العظيم [3] —سباق مياه مفتوحة بين جزيرتين يُصنف بكونه أطول مسار سباق زوارق سريعة في العالم— تقطع الزوارق مسافة قدرها 80.5 ميل (129 كيلو متر).

شَهِدَ سباق عام 2022، الذي عُقد في 20 أغسطس /آب، أسرع زورق، موتول مونستر، الذي قطع مسافة السباق [4] في غضون ساعة تقريبًا:

أنهى مونستر السباق بصفة غير رسمية خلال ساعة وعشر دقائق تقريبًا، من شاطئ موكورابو في ترينيداد إلى شاطئ ستور باي في توباغو.

نظرًا لتنافس المنافسين [7] في فئات مختلفة [8]، هناك العديد من الفائزين [4]، مع ذلك ينال الزورق الأسرع في الوصول إلى توباغو اللقب المنشود، حتى من تلك البدايات المتواضعة في السباق.

قبل سباق 2022، شاركت [9] جمعية ترينيداد وتوباغو للزوارق السريعة منشورًا على فيسبوك يتطرق إلى كيفية تأسيس الحدث منذ أكثر من 50 عام. كانت الفكرة من ابتكار كين غوردون [10]، الذي كان يعمل حينها في “إيصال اليخوت من ترينيداد إلى غرينادا خلال إجازة عيد الفُصح في عام 1968 و[…] أعتقد بأنه توصل لفكرة ما.”

ناقش غوردن فكرته مع بعض أقرانه، بما فيهم مُناصري [11] سباقات الزوارق السريعة أمثال كين تشارلز [12] وبراين بوين [13].

في الثاني من أغسطس/آب 1969، تحقق حُلمهم مع انعقاد أول سباق عظيم حين انطلق إجمالي 62 زورق، يتراوح حجمه بين 13-21 قدم، من نادي يخوت ترينداد وتوباغو [14] على امتداد شبه جزيرة ترينيداد الغربية لتغلب على ما كان آنذاك مسارًا يبلغ طوله 72 ميلًا إلى شاطئ ستور باي في توباغو. كان كيمنا الفائز الأول، زورق خشبي حجمه 21 قدم بهيكل على شكل حرف V، الذي أنهى المسار خلال ساعتين ونصف. مع ذلك، قِلة فقط من المنافسين نجحوا [9] في إكمال التحدي:

From 1970 onwards, those who dared to attempt the ‘Great Race’ realized that preparation was the key to success.

منذ 1970، أولئك الذين تجرأوا على تجربة ‘السباق العظيم’ أدركوا أن التحضير هو سر النجاح.

في الأعوام التالية، فيما بدأ المشاهدون باختيار زوارقهم المفضلة، بدأ [9] توجه جديد بالظهور:

In 1970, Ken Charles arrived […] with his 28-foot Bowen, Mr. Solo, and won in his first attempt.

في عام 1970، وصل كين تشارلز بزورقه ذو 28 قدم من تصميم بوين، مستر سولو، وفاز بمحاولته الأولى.

كلّف تشارلز مصمم الزوارق براين بوين [15] ببناء زورق مستر سولو، إنه قرار رأى العديد [16] فيه “بأنه أخذ شغفه بالبحر إلى مستوى آخر تمامًا […] فصنع أحد أفضل العلامات التجارية رسوخًا في مجال سباقات الزوارق السريعة.” سُمِيَّ الزورق بهذا الاسم ليس بسبب ظن تشارلز بمقدرته على تحقيق هذا الإنجاز بمفرده، بل لأنه أراد رد المعروف لعلامة سولو التجارية للمشروبات غير الكحولية [17] التي كانت الرائدة لأعمال [18] عائلته في صناعة المشروبات.

في العام التالي، كان القارب الأسرع من صنع هاسلر، لكن بحلول 1972، “لقد فاز كين تشارلز مجددًا في 1972 بزورقه ذو 28 قدم من تصميم بوين.” في 1973، زورق أخر من تصميم بوين، بوميرانغ، عاد إلى المنزل بمرتبة الشرف. وفي عام 1974، “بفضل المساعدة الناجمة عن تعطل بعض من أسرع الزوارق، فاز براين بوين بزورقه ذو 31 قدم، بَسمان، من تصميم بوين.” ولقد عاد مستر سولو، الذي يُعد حاليًا جزء رئيسي شهير، في عام 1975 ليفوز بزورق جديد من بوين بحجم 31 قدم.

بحلول 1975، شوهد مُتحدٍ جديد في الساحة، والذي سُرعان ما أصبح اسمًا مشهورًا أيضًا. تشيكمات، زورق بوين بحجم 28 قدم، الذي شارك في أول سباق عظيم له وفاز في غضون ساعة و13 دقيقة فقط، المدة التي لاتزال الأسرع لاسيما في ذلك المسار. واصلت زوارق بوين، بيب بيب في 1977 ومستر سولو بلقبه الرابع في 1978، بنَيْل المجد في بدايات السباق العظيم، مع هيمنة العلامة التجارية ثمانِ مرات خلال 11 عام.

علق [19] دوغلاس سكينر على منشور موقع فيسبوك:

Those were the days. […] Although boats have changed, the GREAT RACE is what it is. Man and machine. Preparation is key.

تلك هي الأيام الخوالي. […] رغم أن الزوارق تغيرت، إلا أن السباق العظيم على حاله. الإنسان والآلة. التحضير هو السر.

أضاف [20] جان ستامبفلي:

Great précis of the years of the running of the great race. So many more facts and ‘Stories’ can be added and make a great story movie. The Great Race has produced many gutsy boaters, with many running on shoestring budgets. May this wonderful race never die.

موجز رائع عن سنوات تسيير السباق العظيم. يُمكن اضافة المزيد من الحقائق والقصص لصنع قصة فيلم عظيمة. لقد أنشأ السباق العظيم العديد من سائقي الزوارق الشجعان، الذين يعمل العديد منهم بميزانية محدودة. أتمنى ألا يندثر هذا السباق أبدًا.

فاز [21] فريق مستر سولو التابع لكين تشارلز بمراحله المختلفة بلقب السباق العظيم “الزورق الأسرع” 18 مرة على مدار 53 عام من تاريخ السباق — نسبة مذهلة تُعادل 34%. ولقد جعله تشارلز شأنًا عائليًا بإشراك أطفاله ضمن فريقه. تُعد سباقات الزوارق السريعة رياضة خطرة، مع ذلك في أغسطس/آب 1993، وقعت مأساة رغم إنها لم تكن خلال السباق العظيم. كان تشارلز واثنان من أبنائه، شيلدون وكيرتس، يتنافسون ضمن بطولة الزوارق السريعة في الساحل الجنوبي الغربي لأنتيغوا عندما واجه مستر سولو موجة ضخمة [22]؛ حلق الزورق عاليًا وتفكك إثر ارتطامه، وتوفى كِلا الابنين. تأثرت البلاد بأسرها بالمأساة.

بالرغم من حزنه، لم يتخل تشارلز عن الرياضة التي أحبها، حيث عاد [22] مستر سولو، باعتباره زورق للفورمولا 3، بعد ثلاثة أعوام كأسرع زورق في السباق. وواصل تكرار نيل ذلك الشرف سنويًا من 1999 حتى 2004. خلال العامين الماضيان من ذلك السباق، كان ابن أخر من أبناء لتشارلز، هايدن، جُزءً من الفريق، وظل كذلك من 2007 حتى 2009، أثناء تحقيق مستر سولو انتصاراته الثلاثية المتتالية أيضًا.

هذا العام، واجه زورق الفريق بما فيهم هايدن [23]، وحفيد تشارلز، جوزيف، بعض المشاكل الميكانيكية ولم يستطع إنهاء المسار:

فاز موتول مونستر في فئة 130 ميل في سباق السبت. لكن اضطر المُنافس مستر سولو أيضًا لإيقاف السباق بعد مواجهة مشاكل ميكانيكية أثناء تواجده في الماء.

لم يساعد الطقس السيء [26] يوم السباق في تخفيف وطأة الوضع، كما أشار [3] موقع جمعية ترينيداد وتوباغو للزوارق السريعة:

Every year there are many breakdowns so only the best prepared boats are the ones to finish. Just finishing the race is a massive accomplishment.

تحدث الكثير من الأعطال في كل عام، لذا الزوارق الأفضل استعدادًا هي التي تختم السباق. إنهاء السباق بحد ذاته بمثابة إنجاز كبير.

في غضون ذلك، أُدرج [27] كين تشارلز في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أقدم متسابق محترف للزوارق السريعة في العالم، مع ملاحظة تُفيد بأنه “مُنح عضوية لمدى الحياة من جمعية ترينيداد وتوباغو للزوارق السريعة، وذلك لقاء مشاركته ومساهمته.” منذ انخراطه في الرياضة في عام 1970.

في منشور لاحق على فيسبوك، واصلت جمعية ترينيداد وتوباغو للزوارق السريعة استرجاع الأيام الخوالي للسباق بالنظر في [28] السباقات التي عُقدت في الثمانينيات، عقدٌ من الزمن بدا بأنه قدم لنا بعضًا من أكثر السباقات إثارةً. كانت تلك أيضًا الحقبة الذي فازت خلالها امرأة بالسباق للمرة الأولى:

We saw our first and only female champion Carol See Tai team up with her brother Larry to win in their 28 Pantera in 1983.

شهدنا مولد البطلة الأولى والوحيدة كارول سي تاي المتحالفة مع أخيها لاري للفوز بزورقهما بانتيرا 28 في 1983.

كما أنذرت [28] الثمانينيات بتراجع هيمنة زوارق البوين. حيث بدأ تشارلز، مُناصر طويل العهد لزوارق البوين، بتجربة “أول زورق أجنبي، سيجار 35، وفاز في 1981.” لقد أثارت استفتاحية زورق شادو كات ذو 30 قدم، الذي فاز في سباق 1984، النقاش عما إذا كان أداء زوارق ديب ڤي أو كاتامارانس هو الأفضل أمام الأمواج القوية، والذي تراه جمعية ترينداد وتوباغو للزوارق السريعة بأنه لا يزال مستمرًا:

It is still said that 1985 is the best and closest Great Race finish in history, when Mr. Solo came from behind and beat King Sailor by a few meters.

What the 80s was remembered for was the rivalry between Ken Charles and Carlos Sabga, Mr. Solo vs. Checkmate, which went well into the 90’s. During this exciting decade, Mr. Solo won it twice [though] Checkmate was the first team to do the repeat in 1987 and 1988.

مازال يُقال إن ختامية السباق العظيم 1985 هي الأفضل والأقوى في التاريخ، عندما جاء مستر سولو من الخلف وهزم كينغ سَيلور ببضع أمتار. ما يُذكر عن الثمانينيات بالتحديد هو المنافسة بين كين تشارلز وكارلوس سابغا، التحدي بين مستر سولو وتشيكمات، الذي سار على نحو جيد خلال تسعينيات القرن الماضي. خلال ذلك العقد المثير، فاز مستر سولو مرتين رغم أن فريق تشيكمات كان أول من فاز على التوالي في 1987 و1988.

لكن بحلول نهاية العقد، فرضت بوين نفسها من جديد [28] بعودتها بزورق أكبر. كان من المُبهج أن تشهد الأخوية برهنة علامة تجارية محلية لأهميتها من جديد، لاسيما بعد الوفاة المفاجئة لمؤسسها براين بوين، الذي توفى بعد أن صدمه سائق [29] أثناء قيادة دراجته الهوائية في 1989.

فيما يفخر سكان ترينباغون بتاريخ السباق العظيم —عادةً ما يجتذب الحدث جماهير من مختلف الفئات وتُصبح عطلة نهاية الأسبوع من السباق مشهدًا احتفاليًا حقيقيًا في توباغو— حين يوجد شيء يُمكن للكثير من الناس الاستغناء عنه. في كل عام، قبل حوالي أسبوعان من الحدث، ينظم الحدث عرض السباق العظيم للزوارق حيث يُرى موكب [30] الزوارق المتنافسة وهو يجول الشوارع. يؤدي هذا التقليد السنوي إلى عرقلة حركة الطرق الرئيسية مُتسببًا بازدحامٍ كثيف يشل حركة العديد من السائقين لساعات، على الرغم من تواجد أفراد الشرطة الذي يهدف إلى تغيير مسار حركة المرور. في حين يُقدر [30] البعض الأخر من المشجعين المتحمسين فرصة مشاهدة الزوارق عن قرب، مثل مُستخدمة الفيسبوك كاثلين ماينارد، التي مازالت غير راضية [31]:

Just wish they would stop the street boat parade in St James on a Saturday morning.

Who [wants] to see fancy, expensive boats causing level traffic being paraded […]?

أتمنى فقط لو أنهم يوقفون موكب الزوارق في جادة سان جيمس في صباح السبت. فمن ذا الذي يريد رؤية موكب زوارق فارهة وباهظة تتسبب بهذا القدر من الزحام […]؟

حتى وإن أعادت جمعية ترينداد وتوباغو للزوارق السريعة النظر في تنظيم الموكب خلال الأعوام المقبلة، يبدو أن حضور السباق العظيم باقٍ. فبالرغم من ابتعاد الناس وانخفاض [32] مستوى دعم الرُعاة منذ بداية جائحة كوفيد-19 [33]، مازال السباق مُستمرًا.