- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

عام الانتخابات في البرازيل، نساء سياسيات يندّدنّ بتهديدات مُتكرّرة

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, البرازيل, النساء والنوع, انتخابات, حقوق الإنسان, حقوق المختلفين جنسيًا, سياسة, صحافة المواطن
No Brasil, ameaças à candidatas estão crescendo | Imagem: Luís Gustavo Moreira Carmo / Global Voices

في البرازيل، أصبحت التهديدات ضدّ المُرشحات أمرًا مألوفًا | صورة التقطها “لويس غوستافو موريرا كارمة”/ “جلوبال فويسز”.

الدّورة الأولى للانتخابات الرّئاسية في البرازيل المقرّرة في 2 من شهر أكتوبر/تشرين الأول [1]، ندّدت نساء مُتحوّلات جنسيًا ومُخنّثات، الخائضات في السّياسة البرازيلية، على وسائل التّواصل الاجتماعي، سلسلة من العنف السّياسي الجنساني [2] بحيث يُعتبر بمثابة جريمة انتخابية [3] في البرازيل.

دخلت رسائل ذات طابع ذكوري وعنصري وحتّى ذات صيغ نازية في سجل التّهديدات تجاه مُستشارات وبرلمانيات؛ وكما هو شائع، فإنّ النّساء ينتسبنّ إلى أحزاب يسارية أو من الوسط اليساري [4]، ويُدافعنّ عن نماذج متعلّقة بالاختلاف ومحاربة اللامُساواة.

“دودا سالابارت”

كانت “دودا سالابارت” (من الحزب الدّيمقراطي للعمل [5]، PDT في تسميته باللّغة البرتغالية) البرلمانية الأكثر تصويتًا عليها خلال انتخابات 2020، وأوّل مستشارة مُتحوّلة جنسيًا في مدينة “بيلو أوريزانتي” في ولاية “ميناس جيريس”. في مطلع شهر أغسطس/آب، قامت بالتّنديد على رسالة تلقتها على البريد الالكتروني [6]حاملة تهديدات بالموت من قبل “جماعة النازيين الجُدّد الذّين يرتادون المنتديات والفضاءات الافتراضية”؛ وكانت تحتوي الرّسالة على صيغ نازية [7].

قامت بتسجيل الشّكوى على محضر الشرطة [8]، وقالت المستشارة على وسائل التّواصل الاجتماعي، إنّها فقدت وظيفتها كمعلّمة:

“ويليام ماسا دوس سانتوس” – 28 يوليو/تموز فقدان وظيفتك هو فقط البداية، في المرة القادمة، ستفقدين حياتك. من “ساو باولو” إلى “ميناس جيريس”، يوجد فقط خطوة واحدة. إذا رغبتِ في أن تكوني شهيدة المُتحوّلين الجنسيين، إذن فليكن الجمال والظّاهرة. يُمكنني أن أجعلك أكثر قُبحًا مّما أنت عليه، كلّ ما أحتاجه هو قضيب حديد وشعلة نار. إنّ غضب الرّب مُسلّط عليكِ. انتظري. قتل شخص مثلي، وضرب إنسان أسود، وسرقة يهودي، واغتصاب امرأة. 14/88.

————–

تلقيتُ تهديدًا آخر بالموت من طرف جماعة من النازيين الجُدّد الذّين يرتادون على المنتديات والفضاءات الافتراضية، أولئك الذّين أوحوا للإرهابيين ارتكاب مجزرة في مدرسة “سوزانو” [10].
————–
بسبب هؤلاء النّازيين، فقدتُ وظيفتي العام الماضي، بعدما أرسلوا لي برقيات الكترونية في المدرسة حيث كنتُ أعمل وقالوا إنّهم سيحوّلون المدرسة إلى بحر من الدّماء في حالة ما إذا بقيتُ أعطي دروسًا هناك.

بعد مرور أسبوعين، عاودوا الهجوم على المُرشحة لمنصب نائبة فيديرالية. في مكتبها، تلقت جرائد عليها كتابات ورسوم ذات صيغ نازية ومُعادية للمثلية [11]؛ وجّهوا “دودا” في رسائلهم، في صيغة المُذكّر وقالوا إنّ عليها الانعزال “في مركز الاعتقال مليء بالقاذورات التّي تُشبهكَ”:

أنتَ قُمامة، “دودا”، أنتَ تُشكّل خطرًا على المجتمع، عليكَ أن تبقي منعزلاً، في أسرع وقت ممكن، أو بالأحرى في مركز الاعتقال مليء بالقاذورات التّي تُشبهكَ”.
———

🆘 مُرعب: تلقيتُ للتّو رسالة تهديد أخرى نازية. وصلت الآن إلى مكتبي في غرفة المُستشارين رسالة، بهذا المُحتوى: أوراق جرائد عليها كتابات ورسوم مُتعلّقة بالنّازية.

أكّدت [14] البرلمانية أنّها بصدد القيام بحملتها الانتخابية بمُرافقة الشّرطة وعليها سترة واقية من الرّصاص.

“إريكا هيلتون”

“إيريكا هيلتون” [15] (حزب الاشتراكية والحرية [16]، PSOL بتسميته في اللّغة البرتغالية)، هي الأخرى مستشارة، انتُخبت سنة 2020 في “ساو باولو”، تلقت رسالة مجهولة عن طريق البريد الالكتروني [17] في شهر مارس/آذار من هذا العام، عليها تهديد بالموت كذلك.

هي أول مُخنّثة [18] (الهوية بالطّابع اللاتيني) نشغل مقعدًا في غرفة المُستشارين بالمدينة، ومنذ بداية عُهدتها، وهي تُواجه تهديدات [19] ذات مدلولات تحمل معاني رهاب المتحوّلين جنسيًا وعُنصرية.

قامت “إيريكا” بإيداع شكوى على محضر شرطة [20] بسبب الترهيب والتهديد، مثلما كان الحال بالنّسبة لـ “دودا”، وقد فتح هذا المجال للنّقاش حول تقليص مجتمع الميم [21] في خضم العنف السّياسي الجنساني. على الانستغرام [22]، علّقت “إيريكا” قائلة:

Desde o início do meu mandato as ameaças e agressões são constantes, e minha vida mudou completamente. Não posso receber amigos em casa, não posso ir ao mercado sozinha, estou sempre acompanhada por seguranças e carro oficial. Meus agressores acham que vão me parar, mas apesar do medo, natural diante da rotina de ameaças, eles estão enganados. Seguirei firme, me cuidando, mas aprofundando o trabalho político que começamos.

منذ بداية عُهدتي، تجلّت التّهديدات والاعتداءات بصورة ثابتة، وتغيّرت حياتي بأكملها؛ فأنا لا أستطيع استقبال أصدقاء في المنزل، ولا أستطيع الذّهاب وحدي إلى السّوق، يُرافقني دائمًا أعوان الأمن وسيارة رسمية. يعتقد الجناة أنّهم سيتمكّنون منّي، ولكنّ رغم الخوف، وهذا طبيعي نظرًا للتّهديدات اليومية، إلاّ أنّهم يُخطئون. سأبقى ثابتة وسأعتني بنفسي، غير أنّنا سنعمّق النّشاط السّياسي الذّي باشرنا فيه.

في بداية شهر أغسطس/آب، تلقت “هيلتون” تهديدًا [23] آخر، بعدما قامت بالتّنديد [24] رفقة المستشارة “ناتاشا فيريرا” (وهي أيضًا من حزب PSOL، في مدينة “بورتو أليغري” في ولاية “ريو غراندي دو سول”) أمام الادعاء العام الفيديرالي، بالكلمات المُعادية للمثلية التّي تلفظ بها الرّئيس “جايير بولسونارو” خلال بثّ إذاعي.

قاموا بتوجيه الرّسالة في صيغة المُذكّر، وتلقيتا تهديدات بالقتل في رسالة عبر البريد الالكتروني تحتوي على جمل مثل “الكراهية هي غايتنا في الحياة”، وهدّدوهما بتفجير منزليهما [25] في حالة ما إن لم تتخليا عن الحياة السّياسية.

في البداية، كان تهديد مُوجّهًا إلى قادة حزب PSOL [25]، وهو حزب “دودا” و”إيريكا” وكذا النّائبة الحكومية “إيريكا مالونغينو” [26] (وهي أولى امرأة سوداء من المُتحوّلات جنسيًا في البلد التّي تشغل هذا المنصب في “ساو باولو”)، ولكنّ في نيّة توجيه هذه التّهديدات إلى “هيلتون” و”ناتاشا”.

بعدما أكّدت على [27] ترشحها في منصب نائبة فيديرالية، نهاية شهر يوليو/تموز من سنة 2022، علّقت “إيريكا هيلتون” على رسالة كراهية أخرى في جريدة Estadão [23]:

É evidente que as ameaças recorrentes contra mim e tantas outras mulheres sejam elas da política, ou jornalistas, tem o objetivo de nos constranger e intimidar para interromper nossa atuação […] No meu caso, citam explicitamente que eu devo desistir de ser candidata e sair da vida pública. Não conseguirão.

يبدو واضحًا أنّ التّهديدات المُتكّررة المُوجّهة ضدّي وضدّ العديد من النّساء السّياسيات أو الصّحفيات، تهدف إلى جعلنا نشعر بالخجل وتخويفنا بغية عرقلة عملنا […] فيما يخصّني، فهم يقولون بوضوح إنّه عليّ التّخلي عن ترشحي وترك الحياة السّياسية. لن يفلحوا في ذلك.

“سامية بومفيم” و”مانويلا دافيلا”

تنتمي النّائبة الفيديرالية “سامية بومفيم” إلى حزب “هيلتون” في “ساو باولو”، وهي أيضًا تُشارك في هذه الانتخابات؛ وقد ندّدت هي الأخرى بعدما تلقت تهديدات بالموت [28] مُشابهة. صرّحت البرلمانية أنّه ذّكرت أسماء ابنها وزوجها، النّائب “غلوبار براغا”، في بريد الكتروني بالدّلالات نفسها كالتّي وردت في الرّسائل المُوجهة إلى “سالابارت”.

صرّحت في حسابها على الانستغرام [29]:

 Cheguei a pensar em não divulgar. Mas refleti que, mesmo não sendo a primeira ameaça, foi a mais grave e perversa. Muito semelhante às que foram dirigidas à Manuela D'Ávila e Duda Salabert […] A violência de gênero não pode ser naturalizada. Essa agressão fascista contra as mulheres na política precisa parar.

لقد فكّرتُ في ألا أنشرها، ولكنّ أعتقد أنّه حتّى وإن لم يكن أوّل تهديد، إلاّ أنّه الأكثر خطورة وفسادًا، ورسالة التّهديد مشابهة للرّسائل المُوجهة إلى “مانويلا دافيدا” و”دودا سالابارت” […] لا يُمكن أن يصبح العنف الجنساني أمرًا اعتياديًا، يجب وضع حدٍ لهذا الاعتداء الفاشي ضدّ النّساء في السّياسة.

كانت النّائبة السّابقة “مانويلا دافيلا” (من الحزب الشّيوعي للبرازيل [30]، PCdoB في تسميته باللّغة البرتغالية)، مُرشحة لمنصب نائبة الرّئيس في انتخابات 2018، وتخلّت عن المُشاركة [31] في انتخابات 2022؛ وأشارت إلى أنّ مسار المنافسة السّياسية “صعبة وعنيفة” جدًا لها ولعائلتها، مثلما نشرته في حسابها على فايسبوك [32]:

في مُستهل شهر أغسطس/آب، نشرت [33] رسالة تهديد وُجهت إليها جاء فيها أنّهم سيغتصبونها وشتموها “بالكلبة” وتمنوا الموت لابنتها البالغة من العمر ست سنوات وكذا لوالدتها. على الانستغرام، أكّدت النّائبة السّابقة قائلة:

Ser uma mulher pública no Brasil é ser amaçada permanente. É escolher um lugar para o medo, outro para a coragem, outro lugar pro fingir ignorar […] Essa é mais uma das ameaças que eu, minha filha e também minha mãe sofremos.

أن تكون امرأة سياسية في البرازيل يعني أنّك مُعرضة للتّهديد بصفة دائمة. هذا يعني أنّك تختارين مكانًا لنشر الخوف، وآخر لإثبات لشّجاعة، وآخر تزعمين أنّك تتجاهلينه […] هذا التّهديد لا يعنيني أنا فقط، بل تعاني منه ابنتي وكذلك والدتي.

تُظهر خريطة النّساء في السّياسة [34] للأمم المتحدة أنّ التّمثيل النّسوي لا يزال ضعيفًا في البرازيل.

أجرت منظمة الأمم المتحدة بالشّراكة مع الاتحاد البرلماني الدولي تقريرًا يحلّل تواجد النّساء اللّائي يشغلنّ منصبًا تنفيذيًا وحكوميّا وبرلمانيًا حيث صُنف البلد في المرتبة 140 [35] على الصّعيد العالمي.

“بيني بريولي”

كانت “بيني (من حزب PSOL [36])، أول مُخنّثة مُنتخبة في ولاية “ري ودي جانيرو” سنة 2020، في مدينة “نيتروا”. في 17 من شهر مايو/أيار 2022، وعقب جلسة في المجلس التّشريعي، اتهمت “بريولي” النّائب الحكومي “رودريغو أموريم” (من حزب العمال البرازيلي [37]، PTB في تسميته باللّغة البرتغالية)، بالعنف السّياسي الجنساني.

حسب نصّ الاتهام [38]، وصف “رودريغو”، بيني “بوازيبو” و”مسخ للطّبيعة”، واستعمل أسماء إشارة ذكورية؛ وتابعت المحكمة الانتخابية المحلية “ريودي جانيرو” هذه الحالة، وكان أوّل من يُتهّم بالعنف السّياسي الجنساني في البلد، حسب جريدة Extra [39].

كشفت “بيني”، وهي الآن مُرشحة لمنصب نائب حكومي، في وثيقة أرسلتها إلى الشّرطة المدنية أنّها تلقت 20 تهديدًا بالموت [40].

“أموريم” معروف أيضًا بكسره للوحة تشيد بذكرى “ماريال فرانكو” [41].

قالت “بيني” على وسائل التّواصل الاجتماعي [42]:

Que o meu corpo e a minha militância sirvam de suporte e exemplo para todos aqueles que são calados ou oprimidos por um Estado genocida. Eu estou aqui por vocês, à disposição de vocês para fazer política de verdade e devolver o poder na sua mão: meu povo!

ليكن جسدي ونشاطي وسيلة دعم ومثالاً يُقتدى به جميع من يصمت أو يُقهر من طرف دولة تبيد البشر. أنا هنا لأجلك، تحت تصرفك، لأقوم بسياسة الحقّ وأمنحك السّلطة بين يديك: يا شعبي!

“ماريال فرانكو”

وضعت على الواجهة هذه الحالات وحالات أخرى من العنف الجنساني في الوسط السّياسي كفاح “ماريال فرانكو” التّي اغتيلت في شهر ماس/آذار من سنة 2018 [43]، عندما شغلت منصب مستشارة في “ريو دي جانيرو”.

“ماريللي”، هي امرأة سوداء ومن مجتمع “الميم”، وكانت تنتمي أيضًا إلى حزب PSOL ودافعت عن نماذج مشابهة [44] “بيني”، “دودا”، و”إيريكا”، و”مانويلا”، و”سامية”. ولم تحدّد الشّرطة بعد هوية الذّي اغتال “فرانكو” وسائقها “أندرسون غوماس”، وهذا بعد أكثر من 1600 يوم عن الاغتيال.

عرّف [45] مختصون في منظمة الأمم المتحدة ولجنة الدّول الأمريكية لحقوق الإنسان الاغتيال مثابة “طعنة في قلب مجتمع ديمقراطي وحالة رمزية للتّهديدات التّي يتلقاها المُدافعون عن حقوق الإنسان في البرازيل”.

بعد مرور أربع سنوات من اغتيال “ماريللي فرانكو”، لا تزال النّساء السودوات ومن مجتمع “الميم” المنتخبات ضحايا العنف السّياسي. إنّ دولة البرازيل هي مسؤولة. إعطاء ضمانات من أجل تحقيق العدالة “لماريللي” و”أندرسون”، يعتبر حماية للنّساء السّوداوات!

تواريخ وأشكال للكفاح

في شهر أغسطس/آب من سنة 2021، صادق الرئيس “جائير بولسونارو” (من الحزب الليبيرالي [48]، PL في تسميته باللّغة البرتغالية) على قانون 14.192/2021 الذّي يشمل جريمة “العنف السّياسي ضدّ المرأة” في القانون الانتخابي البرازيلي؛ ويهدف القانون إلى الوقاية [49] من العنف ضدّ النّساء في السّياسة ومحاربته.

في عام 2021، وفي مقاربة لمجتمع “الميم”، قام معهد “ماريللي فرانكو” بتحقيق حول العنف الذّي تعاني منه النّساء المُتحوّلات جنسيًا [50]، واللائي انتخبنّ في البلد. وروت جميعهنّ، 28 امرأة منتخبة، أنهنّ عانينّ نوعًا من العنف خلال عهدتهنّ، كما أنّ 22.8% يواجهنّ تخويف وتهديدات بسبب كونهنّ مُتحوّلات جنسيًا.

في 01 من شهر أغسطس/آب، وحسب معطيات مرصد العنف السّياسي ضدّ المرأة [51]، تشير إلى أنّ 44 من المرشحات في الانتخابات البلدية لسنة 2020، كنّ ضحايا العنف، وتعاونت [52] المحكمة الانتخابية العليا ومكتب النّائب العام للانتخابات لمواجهة العنف السّياسي والتّعريف به واضعين تحت التّصرف نماذج وقنوات [53] تنديد رقمية.

العنف السّياسي ضدّ المرأة.

الضّحية الكبرى هي الدّيمقراطية.

حتّى لا نكون الخاسرين.

يجب أن تختفي هذه الممارسة.
———-
إنّ العنف السّياسي هو جريمة ضدّ دولة الحقّ الدّيمقراطي، قانون 14.197 لسنة 2021.

يجب أن تختفي هذه الممارسة. ندّدوا!

اتصلوا على الرّقم 180 أو ادخلوا هنا [57].