- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

حرروا بناتنا: إنهاء ختان الإناث في نيجيريا

التصنيفات: جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, نيجيريا, النساء والنوع, صحافة المواطن, صحة

أكد بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة سابقًا، خلال اليوم العالمي لرفض ختان الإناث في 2014،  “يُمكن لهذا الجيل إنهاء ممارسة تؤثر حاليًا على 130 مليون فتاة وامرأة في 29 بلد.” الصورة من ويكيميديا كومنز، مُلتقطة بواسطة أوليفر أسلين لصالح منظمة الأمم المتحدة للطفولة [1]، 6 فبراير /شباط 2015 (مُرخصة بموجب CC BY-SA 2.0 [2]).

اضطهاد الرجال، مأساة، أما اضطهاد النساء فتعتبر عادات وتقاليد – ليتي لوتين بوغريبي.

حسب تقارير منظمة الصحة العالمية [3]، تتعرض نحو 200 مليون فتاة وامرأة في 30 بلد افريقي، والشرق الأوسط، وآسيا لمُمارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. يموت ثُلثيهن يوميًا نتيجة لذلك، ما يستدعي اتخاذ السُلطات إجراءات فورية لوضع حد لهذه المُمارسات. مع ما يُقدر بنحو 19.9 مليون ناجية، لدى نيجيريا ثالث أكبر عدد من النساء والفتيات اللواتي تعرضن لتشويه أعضائهن التناسلية على مستوى العالم.

ختان الإناث هي مُمارسة يتم من خلالها إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية جُزئيًا أو كُليًا لأسباب ثقافية أو غير علاجية. أقرت [3] منظمة الصحة العالمية أنه رغم تعدد أوجه الأسباب لهذه المُمارسة، ثمة حقيقة واحدة ثابتة تتمثل في كون ختان الإناث إشارة إلى التمييز الجنساني المُتأصل. تقول [4] الطبيبة أوزواماكا أوغوشينيري إبوندو وخمسة باحثين آخرين في الصحة العامة في مستشفى جامعة نامدي أزيكيوي التعليمي جنوب شرق نيجيريا، “الثقافة والعادات بمثابة عاملان مُهمان في دوام استمرارية ختان الإناث.” أفادت [5] بَبمِد، قاعدة بيانات تضم مراجع ومُلخصات عن علوم الحياة، أن ختان الإناث قائم على مفهوم “السيطرة على النشاط الجنسي للنساء.” ولأسباب أخرى، تشمل، “الرغبة في نيل القبول الاجتماعي والخوف من رفض المجتمع.” شددت إبوندو بقولها، “ختان الإناث جريمة بحق الأنوثة وذات عبء صحي ومادي جسيم قد يؤدي أحيانًا إلى الموت.”

تضم الأعراض الجانبية [3] لختان الإناث نزيف حاد، ومشاكل في التبول، وخراجات وارد ظهورها لاحقًا، والعدوى، ومشاكل نفسية. كما توجد مضاعفات الولادة وارتفاع معدل وفيات المواليد. إنه مؤذٍ للجسد ويُضر بأنسجة الأعضاء التناسلية السليمة والطبيعية. علاج ختان الإناث باهظ الثمن [6] ولا يتسنى لكثير من هؤلاء النساء تحمل تكاليفه، ما يجعلهم أكثر عُرضة للعدوى.

أصبح ختان الإناث وأشكالٍ أخرى من العنف الجنساني جرائم يُعاقب عليها قانون حظر العنف ضد الأشخاص في نيجيريا خلال 2015 [8]. مع ذلك، وفقًا لِما ورد في صحيفة تريبيون النيجيرية [9]، كان هناك عدد قليل من الإدانات نظرًا لقِلة الوعي [10] العام وعدم اعتماد هذا القانون في 17 ولاية من أصل 36 ولاية نيجيرية، معظمها يقع في المناطق الشمالية.

“أسفرت هذه العملية المروعة عن تَشَكُل أنسجة مُتندِّبة”

مُلصق رافض لختان الإناث على كانفاس! الصورة بواسطة رفاي آجالة [11]، 27 أكتوبر /تشرين الأول 2010، (مُرخصة بموجب CC BY-SA 2.0 [12]).

نقلت [13] لوسي أوزويغبو، صحفية لدى صحيفة بريميوم تايمز الإلكترونية [14]، التجربة المأساوية لروزالين نكوو (اسم مستعار حِفاظًا على خصوصيتها)، إحدى الناجيات من ختان الإناث:

I am in my late 50s with shattered aspirations; no husband, no children or a family of my own due to the barbaric practice of female genital mutilation that was carried out on me when I was a two-year old. My mother told me that my case was a peculiar one because it was done without Anaesthesia and I struggled so hard when I could not stand the searing pain arising from the bad cut that had to be stitched. This barbaric act led to an irritating formation of Keloids and scar tissues around my genitals which scared men whenever they tried to get intimate with me. This crashed my two marriages and made me become lonely, angry, useless, lost, abandoned and hopeless.

أنا في أواخر الخمسينيات من عمري بآمال محطمة؛ لا زوج، ولا أطفال، أو عائلة تَخُصُّني بسبب تلك المُمارسة الوحشية لختان الإناث التي أُجريت عليّ عندما كنت في الثانية من عمري. أخبرتني أمي أن حالتي كانت شاذة بسبب إجرائها دون تخدير ومعاناتي الشديدة عندما لم أستطع تحمل الألم الحارق الناجم عن الجرح العميق الذي كان ينبغي خياطتُه. أدى هذا الفعل الوحشي إلى تَشَكُل ندوب الجدرة وأنسجة مُتندِّبة حول أعضائي التناسلية التي أثارت ذُعر الرجال كلما حاولوا ممارسة العلاقة الحميمية معي. تسبب هذا بهدم زيجتين وجعلني وحيدة، وغاضبة، وعديمة الجدوى، وضائعة، ومهجورة، ويائسة.

أدركت نكوو، البالغة من العمر 57 عامًا خلال وقت نشر قصتها في 2016، مدى جدية وضعها عندما طلقها زوجها بعد رؤية أعضائها التناسلية في ليلة زواجهم. تقول أنها لم تستطع تحمل تكاليف العمليات التصحيحية لعجزها عن تسديد الفواتير. مُنْذُئِذٍ وهي تقضي حياتها في غضب، وبؤس، وأسى. لقد دمَّر هذا النهج حياتها وأي فُرص لرُبما أُتيحت لها بشكلٍ كُلّي. نكوو واحدة من بين العديد من النساء اللواتي خضن تجارب مشابهة نتيجة لختان الإناث. ليس ذلك فحسب، فهي مُجرد واحدة من ملايين النيجيريين الذين فقدوا كل شيء.

بالتعاون مع وكالة أنباء نيجيريا، روت أوزويغبو قصة امرأة أخرى أيضًا، نيوما، 36 عامًا، أُم لطفلان تروي عن وضعها وكيفية تدميره لعائلتها ودورها كزوجة. تُحمل نيوما أمها مسؤولية مشاكلها الزوجية وتساورها الحِيرة فيما إذا كان يتعين عليها لعنها أو مُسامحتها:

I had my two children through caesarean section; the doctor said it was due to FGM, my vagina opening is so narrow. It made intercourse painful that I try to avoid sex as much as possible; and I cannot satisfy my husband sexually. When I hear people talk about sex as a pleasurable act, I still cannot understand it because my experience has been a painful one. I feel different and uncomfortable among other women. It has not been easy, but I have to accept and live with my husband’s extramarital affairs.

وُلد طِفلاي بجراحة قيصرية؛ قال الطبيب أن ذلك يعود لشدة ضِيق فتحة المهبل لدي بسبب الختان. ذلك جعل الجِماع مؤلمًا لدرجة أني حاولت تجنب ممارسة الجنس قدر المستطاع؛ ولم أستطع إرضاء زوجي جنسيًا. عند سماع حديث الناس عن الجنس كأمرٍ ممتع، لا زلت أعجز عن استيعاب ذلك لأن تجربتي كانت مؤلمة. أشعر بالإختلاف وعدم الراحة بين النساء الأخريات. ليس هذا بالأمر السهل، لكن ينبغي أن أتقبل وأتعايش مع علاقات زوجي الغرامية.

نظرًا لخطورة ختان الإناث على حياة الكثير من الفتيات، كثفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، نطاق مداخلاتها في كثير من البلدان، بما فيها نيجيريا. يُشرك هذا البرنامج [15]، الذي يكون بصدد مرحلته الثالثة الآن، بُلدان عِدة لتغيير المفاهيم والأعراف الاجتماعية المُتبعة. كما يتعاون برنامج منظمة الأمم المتحدة للطفولة واتحاد الائتمان الفيدرالي للأمم المتحدة مع الحكومة النيجيرية لدعم وتشجيع القوانين التي تحظر ختان الإناث مع ضمان إمكانية حصول النساء على خدمات رعاية صحية وحماية للأطفال ذات جودة عالية.