نظرة على ثلاثة أفلام متميزة من إنتاج نوليوود

صورة تجمع ملصقات ثلاثة أفلام من إنتاج نوليود: أبي الرئيس، مَلِك الفتيان وحفلة الزفاف. صورة تعود لجيوفانا فليك.

لعبت التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تقدم نوليوود قبل انتشار نتفليكس في إفريقيا لعرض أفلام من القارة، كان على صناع الأفلام النيجيريين الاعتماد على الوصول المحدود لمحطة البث الوطنية، هيئة تلفزيون نيجيريا.

أقرأ أكثر: فرقة “إيكورودو بوا” تثبت دور المنصات الرقمية في انتشار الأفلام النيجيرية حول العالم

بحسب مات جاكوبس الصحفي في مدونة “فيلم ستايل“، أفسح نمو نوليوود الطريق لسينما نيجيرية جديدة وصناع أفلام مُكرّسين “لصناعة أفلام تروي قصصًا عن إفريقيا ومصنوعة في إفريقيا من قبل إفريقيين.” التزمت السينما النيجيرية الجديدة أيضًا برفع المعايير التقنية لصناعة الأفلام في نيجيريا. جعلت هذه الحركة صناعة السينما النيجيرية ثاني أكثر صناعة أفلام مُنتجة في العالم، متجاوزةً الولايات المتحدة الأميركية. اعتاد الأفارقة مشاهدة هوليوود وبوليوود قبل الإنتاج الضخم للأفلام النيجيرية لكنهم الآن يستمتعون بمحتوى من صنع إفريقيا يعرض ثقافتهم وإبداعاتهم. وسط هذه التغييرات في صناعة الأفلام النيجيرية، برزت بعضها كنجاحات كبيرة ضمن موجات المحتوى الجديد.

أفلام نوليوود تخلق انطباعًا جميلًا عالميًا

مع العرض الأول لفيلم “حفلة الزفاف” عام ٢٠١٦، اقتحمت نوليوود المشهد السينمائي العالمي وتطورت بشكل كبير منذ ذلك الحين، فاسحةً المجال لنجاحين عظيمين آخرين عام ٢٠١٨: “قلب الأسد” و”أبي الرئيس.” حقق فلم “حفلة الزفاف” ربحًا محليًا إجماليًا قدره ٤ مليار نيرة نيجيرية (حوالي ٧ مليون دولار أميريكي) من شباك التذاكر في نيجيريا خلال الأشهر الستة الأولى من عام ٢٠١٩. تبع ذلك فيلم “مَلِك الفتيان” الذي حقق ربحًا قدره ٢٠٠ مليون نيرة نيجيرية (حوالي ٤٧٠،٠٠٠ دولار أميركي) في مبيعات تذاكر السينما بحلول الأسبوع السابع بعد إصداره في تشرين الأول/ أكتوبر عام ٢٠١٨ وقبل بيع حقوق بثه لنتفليكس عام ٢٠٢٠، بحسب ما أفادت بوابة الأخبار المالية النيجيرية الإلكترونية نيراميتركس.

مُلصق لفيلم “حفلة الزفاف” (فيلم من إنتاج نوليود لعام ٢٠١٦). صورة ويكيميديا بواسطة جايمي تابرس، ١٠ شباط/فبراير ٢٠١٧.

“حفلة الزفاف”

تدور حبكة فيلم “حفلة الزفاف” للمخرجة كيمي أديتبا حول دوني كوكر (أديسوا إتومي)، البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا وصاحبة معرض فني والابنة الوحيدة لأهلها، التي على وشك الزواج من حب حياتها دوزي؛ رائد أعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات (أولوبانكول ويلنجتون المعروف شعبيًا باسمه المسرحي بانكي دابليو). نذر الزوجان نذر التعفف ويتطلعان إلى أول ليلة لهما كزوجين.

حطّم هذا الفيلم الحواجز، إن جاز التعبير، من أجل أفلام نوليوود في الثقافة الشعبية العالمية. استحوذ الإنتاج والقصة والكوميديا على عقول جيل الشباب وحظي باستحسان كبير.

أكّد ويلسون مورالز الناقد السينمائي لبوابة “بلاك فيلم” الإلكترونية أنّ هذا الفيلم يقوّي “ثقافة نيجيريا الغنيّة (الطعام والموسيقا والفساتين)” بواسطة “مواضيع ومشاهد” متنوعة لكن معقّدة. بالإضافة إلى تقديمه الاصطدامات التي لا نهاية لها ابتداءً “من فستان الزفاف، الضيوف المدعوّين وغير المدعوين، اختيار الطعام، من يدخل أولًا وبدء تأثير مخطط الزفاف المُرهق على العروس والعريس” بطريقة “مضحكة وممتعة،” يقول مورالز.

ملصق ترويجي لفيلم “أبي الرئيس” (سلسلة أحداث درامية كوميدية من إنتاج نوليود لعام ٢٠١٨). صورة ويكيميديا حُمّلت من قبل دات بوت في ٧ آذار/مارس عام ٢٠٢١.

“أبي الرئيس”

“أبي الرئيس” هو ثالث فيلم من إنتاج نوليوود في تاريخ السينما النيجيرية يكسر حاجز ٣٠٠ مليون نيرة نيجيرية ويعتبر ثالث أكثر أفلام نوليود نجاحًا. تتمحور الحبكة حول حياة السيد بيكروفت، صناعيّ غنيّ وكريم معروف باسم “أبي الرئيس”، الذي يساعد الجميع من حوله بمن فيهم عائلته المباشرة والممتدة، الموظفين وربّات المنزل. توفي في بداية الفيلم تاركًا أفراد عائلته يتنازعون على حصّة من تركته. سبب تشديدهم على الثروة بدلًا من الحداد مشكلة لأن أعظم رغبة للأب الرئيس كانت في جمع العائلة معًا للتخطيط لدفنه، مُجبرًا إياهم على الانسجام مع بعضهم البعض بذلك.

كان الفيلم صادقًا ومُضحكًا بطاقمه من ممثلين وممثلات من الدرجة الأولى. كان رائعًا رؤية كيت هينشا، فانك أكيندل، نكيم آووا وممثلين وممثلات آخرين في نوليوود مجتمعين معًا في هذه الكوميديا السوداء. كان طاقم ممثلي الفيلم متنوعًا للغاية: لعبت جوك سيلفا دور الزوجة الرئيسية للأب الرئيس بشكل جيد للغاية. صرّح الناقد السينمائي النيجيري أومونيكي أديوتي أن الفيلم عرضَ “جمال وبذخ الطبقة الراقية من المجتمع النيجيري. بحسب رأي الجمهور، يقدم الفيلم تمثيل ماتع لشعبنا واحتفاء بحياتنا.” على عكس بعض القصص المبسطة والرومانسية للأفلام النيجيرية الأقدم، يقدم هذا الفيلم كلا الجانبين السيء والجيد للثقافة النيجيرية من خلال استخدام الكوميديا مُسلطًا الضوء على تطور هذه الصناعة.

“ملك الفتيان”

مُلصق لفيلم “مَلِك الفتيان” (فيلم إثارة عن الجرائم السياسية من إنتاج نوليود). صورة ويكيميديا بواسطة IMDb.

فيلم “مَلك الفتيان” من بطولة الحاجة إنيولا سالامي (سولا سوبويل)، سيدة أعمال وفاعلةٌ للخير ذات مستقبل سياسي واعد. نتيجة طموحاتها السياسية المتزايدة، اندفعت للصراع من أجل السلطة وهدّد ذلك كل شيء حولها. لم تكن متأكدة من هم حلفاؤها وبمن تثق لذلك اتبعت طريقًا قاسيةً لا ترحم في نضالها من أجل مستقبلها.

يحظى فيلم “مَلك الفتيان” بشعبيّة كبيرة في نيجيريا. بحسب بوابة الأخبار الإلكترونية “نيجيريا ترافل دايجست،” أُدرِج فيلم “مَلِك الفتيان” كواحد من أفضل ١٠ أفلام لعام ٢٠١٨. يتخذ الفيلم موقفًا من خلال إظهار كيف يؤثر الفساد على كل جانب من جوانب المجتمع وكيف سيحتاج السياسيّون العالم الخفيّ للقيام بعملهم القذر. أكثر ما يحبه بعض النيجيريون في هذا الفيلم هو كيفية إظهاره للتحديات اليوميّة والمشاكل السياسيّة الموجودة في المجتمع النيجيري بطريقة صادقة ودقيقة. يسلط الفيلم الضوء أيضًا على الحلول المحتملة للمشاكل الاجتماعية الجارية.

قامت كيمي أديتبا بعمل رائع في فيلم “حفلة الزفاف” وانضمت لفريق “مَلِك الفتيان” لتبدع بعمل أروع. أشار الصحفي النيجيري آيو أونيكويو إلى أن أديتبا فرضت إبداعها في “مشاهد مفعمة بحوار مُكثّف، قرارات تشحذ التفكير من قبل الشخصيات الرئيسية وتصوير البطل الرئيسي بطريقة لم نشاهدها بعد في السينما النيجيرية.” أظهر الفيلم أيضًا إمكانية إنتاج نوليوود أفلام جريمة وأفلام حركة وإثارة عالية الجودة سبق وأن عانت بإنتاجها في الماضي.

تطورت نوليوود بوتيرة سريعة وسلطت الضوء على السينما النيجيرية حيث أظهرت للناس ما يستطيع الإفريقيون القيام به في مجال صناعة الأفلام. أكّد الباحثان الإعلاميان النيجيريان كاسرايل يودمايسر وأوبيرا أنايو على أن المزيج المتقن من “العروض الفنيّة والأداء الرائع” و”محتوى الفيلم والجودة والأصالة” فاق محاور قصص الأفلام النيجيرية. يصرّ الباحثان على أن ذلك قد رفع من مستوى “هذه الصناعة في ساحة المهرجانات السينمائية والمشاهدة،” وبالتالي توسيع نطاق أفلام نوليوود لتشمل جمهورًا عالميًا. اتبّعت قصص أفلام نوليود في السابق أنماطًا متكررة ومبتذلة تدور مُعظمها حول الموضوعات ذاتها كالحب، الخلاف داخل العائلة المالكة وما إلى ذلك.

أظهر نمو نوليوود بوضوحٍ أيضًا أن صناعة أفلام ناجحة لا تقتصر على الأوربيين أو الأميركيين. فعند مقارنة إنتاج “أبي الرئيس،” “حفلة الزفاف،” و”مَلِك الفتيان” مع أفلام نوليوود القديمة الأخرى، يكون الفرق هائلًا، مُشيرًا إلى التقدم الملحوظ الذي حققه مُنتجو نوليوود في العقود القليلة الأخيرة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.