- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

كيف يصمد عمال الشاي في بنغلاديش بأجرٍ يومي أقل من دولارين أميركيين؟

التصنيفات: جنوب آسيا, بنجلاديش, أصالة, احتجاج, الأعراق والأجناس, الاقتصاد والأعمال, الهجرة والنزوح, تاريخ, تطوير, حقوق الإنسان, حكم, صحافة المواطن, طعام, عمل, قانون
[1]

يعتبر الشاي أكثر المشروبات شعبية في بنغلاديش. يتساءل الفنان الشاب توفان تشاكما عمّا إذا كان الناس يشربون دماء العمال من خلال تصويره مأساة عمال مزارع الشاي الذين يتقاضون أجورًا منخفضة للغاية. الصورة من فيسبوك ومستخدمة بإذن.

ازداد [2] الحد الأدنى لأجر عمال قطف الشاي اليومي في بنغلاديش من ١٢٠ تاكا (١.٢٦ دولارًا أميركيًا) إلى ١٧٠ تاكا (١.٨٠ دولارًا أميركيًا) بعد أن أضرب عمال الشاي عن العمل لثلاثة أسابيع. يعتبر هؤلاء العمال من أقل العمال أجرًا في البلاد لصناعة موروثة عن الحكّام الاستعماريين البريطانيين، ولا يزالون من أكثر المجتمعات المُهّمشة [3] والمُستَغلّة في بنغلاديش. على الرغم من إضرابهم [4] للمُطَالَبةً بأجرةٍ يومية تبلغ ٣٠٠ تاكا (٣.١٦ دولارًا أميركيًا)، تفاوضت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة [5] مع مالكي حدائق الشاي وحدّدت [6] أجورًا جديدة في ٢٧ آب عام ٢٠٢٢، مُحدثةً ارتفاعًا تقريبيًا بنسبة ٢٥٪.

زعمت [4] رابطة مالكي حدائق الشاي أنّ مزارع الشاي توفر الإقامة، الاستحقاقات التقاعدية، التمويل الطبي إلى جانب الإعانات الغذائية الأسبوعية وتسهّل التعليم الابتدائي لأطفال العاملين رافعةً بذلك أجورهم اليومية إلى أكثر من ٤٠٠ تاكا (٤.٢ دولارًا أميركيًا) قبل الزيادة. أفصحت [7] هيئات حقوق العمل والمجتمع المدني المختلفة عن دعمها لمطالب عمال قطف الشاي.

يبدو أن اتحاد عمال الشاي مسرور بزيادة الأجور إلى ١٧٠ تاكا (١.٨٠ دولارًا أميركيًا) بالرغم من احتجاجهم [8] للمطالبة بزيادة الأجر اليومي إلى ٣٠٠ تاكا (٣.١٦ دولارًا أميركيًا). شُوهدت [9] مقاطع فيديو لهم وهم مبتهجون على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الكثير من الناس طرحوا السؤال: كيف سيصمد عمال الشاي بأجورٍ منخفضة بينما دفع التضخم بتكلفة المعيشة بعيدًا عن متناول أيديهم؟

أجابت [6] عاملة حديقة الشاي سيما محلي على هذا السؤال ل بي بي سي البنغالية.

না হয় বাগানের জমিতে থাকি, কিন্তু ঘরের মেরামতের খরচ আমাদের। কাপড় কিনতে হয়, বাচ্চাদের পড়ালেখা করাতে হয়, চাল, ডাল সবজি কিনতে হয়। এই ১২০ টাকায় কি এতো কিছু হয়?

They may say that we live in , but the cost of repairing the house is ours. We still have to buy clothes, have to provide for our children's education — rice, pulses and vegetables have to be purchased. Is this BDT 120 [USD 1.26] enough?

ربما يقولون إننا نسكن في منزلٍ قدمته مزرعة الشاي لكن تقع تكلفة إصلاح المنزل على عاتقنا. ما زال علينا شراء الملابس وتوفير التعليم لأطفالنا، وشراء الأرز، والخضراوات، والبقول. هل ١٢٠ تاكا (١.٢٦ دولارًا أميركيًا) كافية؟

يكسب عمال الشاي القليل جدًا لدرجة أنهم لا يستطيعون شراء الدجاج أو الخضراوات من السوق على الرغم من أن تكلفة فنجانٍ من الشاي في متاجر الشاي الراقية في العاصمة تبلغ ١٢٠ تاكا (١.٢٦ دولارًا أميركيًا). لذلك يلجأ بعضهم إلى طبقٍ مُكّونٍ من أوراق الشاي [10] وهي عنصر مألوف في وجباتهم اليومية. بالإشارة إلى ذلك، كتب [11] الكاتب كسافادوزا نومان:

এই অঞ্চলে চায়ের চেয়ে রোমাঞ্চকর জিনিস আর কী আছে? আমাদের প্রেম, আড্ডা, গল্প, গান, বিপ্লব, বিদ্রোহ কোনো কিছুই চা ছাড়া হয় না। বিজ্ঞাপন মারফত আমরা জানতে পারি কাপ শেষ হলেও রেশ রয়ে যায়, এক কাপ চায়ে তাজা হয়ে যাওয়া যায় নিমেষেই, এমনকি চায়ে চুমুক দিয়ে আমরা বদলে দিতে পারি পরিস্থিতি, প্রতিবাদ করতে পারি যেকোনো অন্যায়ের, পেয়ে যেতে পারি যুগান্তকারী আইডিয়া। কিন্তু বিজ্ঞাপনে চা শ্রমিকরা সারাজীবন ব্যাকগ্রাউন্ড প্রপস। দুটি পাতা একটি কুড়ি তোলার সুন্দর দৃশ্যটি আমাদের কাছে আরও সুন্দর হয়ে ওঠে দারুণ সিনেমাটোগ্রাফিতে। আর আজকাল তো নগরীর অভিজাত চায়ের দোকানে এক কাপ চা বিক্রি হয় ১২০টাকায়। সে চায়েরও হয় ফুড রিভিউ। অথচ শ্রমিকদের ১২০টাকার অসুন্দর জীবনের দৃশ্য সিনেমাটোগ্রাফিতেও আসে না, খবরেও খুব একটা পাওয়া যায় না। কারণ তারা চা পাতা ভর্তা খেয়েই কাটিয়ে দিচ্ছে বেহেশতি এই জীবন!

What could be more romanticizing than talking about tea in this region? Our love, chats, stories, songs and revolutions often mention tea as references. Through advertising, we can know that even after drinking a cup full of tea, the thirst remains; you can be refreshed instantly with a cup of tea. Even by only sipping tea, we can change any situation, we can protest against any injustice, and get revolutionary ideas. But tea workers in these advertisements are real-life background props. The beautiful scene of tea-plucking looks more beautiful to us through great cinematography. Nowadays, one has to pay at least BDT 120 [USD 1.26] in an elite tea shop and even food reviewers cover these. But no video depicts the scenes of the workers’ life struggle with a meagerly BDT 120 [USD 1.26] daily pay, nor are these discussed in the mainstream media. Because they are sustaining their lives in this heaven by eating tea leaves [12]!

ما الذي يمكن أن يكون أكثر رومانسية من الحديث عن الشاي في هذه المنطقة؟ غالبًا ما يذكر حبنا وأحاديثنا وقصصنا وأغانينا وثوراتنا الشاي كمرجع. من الممكن معرفة أن العطش يبقى حتى بعد شرب كأس من الشاي بواسطة إعلان؛ يمكنك الانتعاش بكوب من الشاي على الفور. ويمكننا أيضًا تغيير أية موقف باحتساء الشاي فقط، نستطيع الاحتجاج ضد أي ظلم والحصول على أفكار ثورية. لكن عمال الشاي في هذه الإعلانات هم دعائم خلفية واقعية. يبدو لنا مشهد قطف الشاي أكثر جمالًا من خلال التصوير السينمائي العظيم. في وقتنا الحاضر، يتوجب على المرء دفع ١٢٠ تاكا (١.٢٦ دولارًا أميركيًا) على الأقل في مقهى شاي رفيع المستوى حتى أن مراجعو الطعام يغطّون ذلك. لكن ما من فيديو يصوّر مشاهد كفاح العمال في الحياة بأجرٍ يوميّ ضئيل يبلغ ١٢٠ تاكا (١.٢٦ دولارًا أميركيًا) كما لم تناقش وسائل الإعلام السائدة مواضيع كهذه لأنهم يحافظون على حياتهم في هذا الفردوس بتناول أوراق الشاي [12]!

بجري حاليًا تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة [13] في الدولة لمتابعة نموها الاقتصادي.

كتبت [14] تاسميا أفرين مو على فيسبوك مشيرةً إلى ذلك:

এত উন্নয়নকালে এই পোস্টার দেখতে হয় কেনো? ১৭০ টাকা রোজে মাসে ৩০ দিন কাজ করলেও চা শ্রমিক মাসে আয় করবেন ৫১০০ টাকা। কোনো আমিষ না, কোনো নিরামিষ না, কেবল ভাত আর রুটি হয় এই টাকায়?

Why do we have to see this poster [Editor's note: the poster reads “we want bread and rice in our meals — we want BDT 300 as daily wage”] during this phase of development of the country? Tea workers will earn BDT 5100 [USD 54] per month considering this increased rate of BDT 170 [USD 1.80] per day. Not even meat and vegetables, can a family afford rice and bread with this money [for a month]!

لِمَ يتوجب علينا رؤية هذا الملصق [ملاحظة المحرر: كُتب في الملصق “نريد خبزًا وأرزًا في وجباتنا — نريد ٣٠٠ تاكا كأجرٍ يومي”] خلال هذا المرحلة من تطوير البلاد؟ سيكسب عمال الشاي ٥١٠٠ تاكا (٥٤ دولارًا أميركيًا) كل شهر مع مراعاة المعدل الزائد البالغ ١٧٠ تاكا (١.٨٠ دولارًا أميركيًا) لليوم الواحد. ناهيك عن اللحم والخضروات، هل بإمكان عائلة ما شراء الأرز والخبز بهذا المال [لشهر]!

Malinichara Tea Garden in Sylhet. Image via Wikipedia by Shahnoor Habib Munmun. CC BY 3.0. [15]

مالينيشارا، مزرعة الشاي في سيلهيت. الصورة لشاهنور حبيب مونمون من ويكيبيديا

صناعة الشاي في بنغلاديش:

بدأت زراعة الشاي في بنغلاديش خلال الحكم الاستعماري البريطاني [16] حيث تأسست [17] أول مزرعة للشاي في مدينة الميناء شيتاغونغ  في عام ١٨٤٠. لكن زراعة الشاي التجارية بدأت في منطقة سيلهيت عام ١٨٥٧. في الوقت الحاضر، هناك أكثر [18] من ١٦٧ حديقة للشاي في البلاد. يقع جزءٌ لا بأس به من هذه الصناعة في مناطق سيلهيت وهابيغانج وموليفابازار. هناك حوالي ١٤٠ ألف عامل في كل الحدائق ومعظمهم منخرطٌ بهذه المهنة لأجيال.

خلال الفترة الممتدة بين عاميّ ١٨٦٠ و١٨٧٠، جذب [19] النجاح التجاري لمزارع الشاي في منطقتيّ آسام وسيلهيت الاستثمار من العديد من الشركات الأجنبية. نتيجةً لذلك، بدأت حدائق الشاي في هاتين المنطقتين بالنمو مما أدّى لطلب عمال أكثر. كشف [20] رياض محمود وأليدا بينت ساكي في ورقةٍ بحثية معنونة [21] “تاريخ حدائق وعمال الشاي في بنغلاديش” تعود لعام ٢٠١٤ أن هجرة عمال الشاي تشبه تجارة الرقيق [22]. لم يكن العمال الأوائل اللذين عملوا في مزارع الشاي من مواطني سيلهيت الأصليين وإنما جاؤوا إليها من مختلف المناطق المنكوبة في الهند — معظمهم من المجاعة —. أُحضروا إلى مزارع الشاي بذرائع كاذبة وألقى عليهم المحليون لقب “الحمقى.” عاملهم المواطنون المحليون ومالكي مزارع الشاي والمسؤولون كالعبيد.

لم يتغير حال عمال الشاي كثيرًا في القرن الواحد والعشرون حيث احتلت مسألة دخلهم ومعايير معيشتهم وعدم المساواة التي يواجهونها صدارة احتجاجاتهم الأخيرة مرة ثانية.