هذا الصيف، كافحت العديد من البلدان الظواهر المناخية القاسية الناجمة عن أزمة المناخ. لم تنج الصين من هذا التحدي، بل تعرضت لأشد موجة حر وجفاف في تاريخها، لكن حتى في خضم هذه الكوارث الطبيعية، عكفت البلاد على إجراء فحوصات كوفيد-19 على نطاق واسع في المناطق المنكوبة.
أعرب العالم عن دهشته إزاء الفحوصات التي تُجرى على مستوى مدينة تشونغتشينغ الصينية في 24 آب/ أغسطس في نفس الوقت الذي تعاني فيه المدينة من الجفاف، وحرائق الغابات، وتحطيم موجة الحر درجة حرارة قياسية ببلوغها 45 درجة مئوية هذا الصيف، وُصف الأمر عبر منصات التواصل الصينية بأنه تَحدٍ قومّي يجب التغلب عليه.
موجات الحر، والجفاف، وحرائق الغابات
تشهد الصين أسوأ موجة حر في تاريخها منذ أكثر من شهرين. وفقًا لإدارة الأرصاد الجوية الصينية، سجلت 914 محطة رصد جوي، بين الأول من يونيو /حزيران و15 أغسطس /آب، تُغطي 37.7% من جميع المراصد، 38 درجة مئوية وما يفوقها، مع تسجيل 262 مرصدًا 40 درجة مئوية أو أعلى. لاحظ خبراء الأرصاد الجوية أيضًا تسجيل 155 موقعًا درجات حرارة قياسية. بالرغم من اقتراب فصل الخريف، مازال الطقس القاسي مُخيمًا على وسط الصين.
Catastrophic heat in China with dozens of records smashed again on 19 August.
Beibei 45.0C again
Chongqing brutal Tmin 34.9C (highest ever in China in August) and Tmax 43.7C (record)
43.2C Chishui highest ever in Guizhou Province tied
Shanghai AP 40.0C all time high
more down.. pic.twitter.com/cBFBVSU4Nl— Extreme Temperatures Around The World (@extremetemps) August 20, 2022
تواجه الصين موجة حر كارثية بتحطيمها أرقام قياسية مجددًا في 19 أغسطس /آب حيث بلغت درجة الحرارة في منطقة بيبي 45.0 درجة مئوية مجددًا، في حين بلغت درجة الحرارة الصغرى 34.9 درجة مئوية (الأعلى في الصين خلال أغسطس/آب) ودرجة الحرارة العظمى 43.7 درجة مئوية (رقم قياسي) في مدينة تشونغتشينغ. بلغت درجة الحرارة في مدينة شيشوي 43.2 درجة مئوية وهي تُعد الأعلى من أي وقتٍ مضى في مقاطعة غويتشو، فيما شهدت شنغهاي درجة حرارة غير مسبوقة بوصولها 40 درجة مئوية.
تزامن قدوم موجة الجفاف وحرائق الغابات مع موجة الحر. أكثر المقاطعات تضررًا هي: سيشوان، وهوبي، وهونان، وجيانغشي، وجيانغسو الواقعة في حوض نهر اليانغتسي، أطول نهر في آسيا، ومقر أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم. في الوقت الراهن، تتعرض مياه النهر للجفاف:
Shocking pictures from China: World’s third-largest river dries up in drought 👇pic.twitter.com/1rXKa01quq
— Daniel Moser (@_dmoser) August 23, 2022
صور صادمة من الصين: الجفاف يجتاح ثالث أطول أنهار العالم.
إنها أسوأ موجة جفاف تشهدها الصين منذ 1961. لقد أدت لخفض 50% من إمدادات محطة الطاقة الكهرومائية ومعاناة مقاطعة سيشوان، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الصين، إلى صعوبة في توفير التيار الكهربائي نظرًا لحرارة الجو وزيادة استخدام أجهزة التكييف، مما يفاقم عجز إمدادات الطاقة:
NEW: China’s Sichuan province activated its highest emergency response to deal with an “extremely outstanding” power supply deficit 🇨🇳 🚨
⚡️ Hot weather and weak hydropower means there isn’t enough electricity
🏭 Power is being diverted from industrieshttps://t.co/4Txad2k9Mx— Stephen Stapczynski (@SStapczynski) August 21, 2022
أطلقت مقاطعة سيشوان الصينية أعلى مستويات الاستجابة لحالات الطوارئ من أجل التصدي للعجز “شديد الاستثنائية” في إمدادات الطاقة؛ إذ يدل الطقس الحار وضعف الطاقة الكهرومائية على عدم وجود طاقة كهربائية لتحويلها من قِطاع الطاقة.
ألحقت موجة الجفاف الصيفية أضرارًا جسيمة بأكثر من مليوني هكتار من الأراضي الزراعية في منطقة نهر اليانغتسي. مع اقتراب مواسم الجفاف، تتوقع وزارة الزراعة تعرض محاصيل البلاد الخريفية لخطرٍ شديد.
The very landscape of Chongqing, a Chinese megacity that also takes in surrounding farmland and picturesque mountains, has been transformed by an unusually long and intense heat wave and an accompanying drought. https://t.co/w2bfGAmYjL
— The Associated Press (@AP) August 24, 2022
كما تغير حال المناظر الطبيعية في تشونغتشينغ، مدينة صينية كبيرة تستوعب أيضًا الأراضي الزراعية والجبال الخلابة المحيطة بها، بسبب موجة الحر والجفاف الطويلة والقاسية غير الاعتيادية.
أدى الطقس بالغ الحرارة والجفاف لاندلاع العديد من حرائق الغابات، مع اندلاع أكبرها قُرب مدينة تشونغتشينغ في 17 أغسطس /آب، وقد استغرقت السيطرة على الحريق أكثر من أسبوع.
طوابير فحص كوفيد وحرائق الغابات
رغم موجات الحر، والجفاف، وحرائق الغابات، بدأت مدينة تشونغتشينغ إجراء فحوصات كوفيد-19 واسعة النطاق في 24 أغسطس/آب بعد ظهور 40 حالة إيجابية مُصابة بكوفيد-19. يستعرض الفيديو أدناه المنتشر على تويتر صفوف فحوصات كوفيد في مدينة تشونغتشينغ بينما يتصاعد دخان حرائق الغابات في الخلف:
8月23日重庆,远处是浓烟滚滚燃烧的山火,近处是人山人海排队做核酸。 pic.twitter.com/ds30SuYSrw
— iPaul🇨🇦🇺🇦 (@iPaulCanada) August 24, 2022
23 أغسطس/آب ، تشونغتشينغ. يصطف عدد هائل من الناس لإجراء فحص كوفيد، فيما يسعنا رؤية الدخان المتصاعد من حريق الغابة في الخلف.
تم اكتشاف حالتين إيجابيتين فقط بين العشرة ملايين مُقيمًا.
بينما يجد الناس في خارج الصين الوضع مروعًا، يوصف فحص كوفيد الواسع النطاق في المدينة على أنه تحدٍ سامٍ عبر منصة ويبو. على سبيل المثال، استخدمت العديد من الوسائل الإعلامية التي تتخذ تشونغتشينغ مقرًا لها وسم #يستطيع سُكان تشونغتشينغ التغلب على أي انتكاسة# ( #没有一个坎是重庆人过不去的#) عند نقل أخبار فحوصات كوفيد-19 على نطاق المدينة.
لذلك أُرسل عاملين طبيين لمعاونة عمال الإطفاء المتطوعين. شارك أحد موظفي الوسائل الإعلامية للبر الصيني الرئيسي صورة منتشرة على تويتر:
经典照片:核酸高于救火! pic.twitter.com/dFrNYAyUJX
— 荣剑 (@rongjian1957) August 26, 2022
صورة كلاسيكية: فحوصات كوفيد أكثر أهمية من حرائق الغابات المستعرة!
أما بالنسبة للتقارير المتعلقة بحرائق الغابات، تُسلط وسائل الإعلام الرسمية الضوء على العمل البطولي للمتطوعين الذين قدموا الإمدادات لعمال الإطفاء في الخطوط الأمامية على دراجات نارية. فيما تتستر معظم التقارير على أي إصابات أو معاناة بشرية. لقد تحولت الكوارث الطبيعية لاحتفاء بعزيمة الأُمة، كما ينعكس ذلك في سيل مقاطع الفيديو والصور لحرائق الغابات المندلعة في تشونغتشينغ على منصة ويبو، مثل هذا المنشور:
#هذا شعب الصين العظيم# مقاطع جوية مروعة تُظهر العديد من فرق الإنقاذ في تشونغتشينغ#
لن تقف حرائق الغابات، والجائحة، وانقطاع التيار الكهربائي في وجه اتحاد سُكان تشونغتشينغ. هيّا تشونغتشينغ. تحية لأولئك الذين يكافحون كل تلك الصِعاب!