- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

فيضانات مدمرة في الباكستان تضع التغير المناخي والعدالة المناخية تحت المجهر

التصنيفات: جنوب آسيا, باكستان, الدعم الإنساني, بيئة, حقوق الإنسان, حكم, صحافة المواطن, علاقات دولية, كوارث, Green Voices
مدينة في محافظة سينده في الباكستان تقريباً بالكامل تحت الماء في آب 2022. الصورة عبر فليكر عن طريق علي حيدر جونيجو صاحب حقوق النشر [1]

مدينة في محافظة سينده في الباكستان تقريباً بالكامل تحت الماء في آب 2022. الصورة عبر فليكر عن طريق علي حيدر جونيجو [1]. حقوق النشرBY 2.0 [2].

في 25 آب/أغسطس، 2022، أعلنت الباكستان حالة الطوارئ، مترنحة تحت فيضان مدمر، الأسوأ [3] في تاريخ البلاد. أثيرت الفيضانات عن طريق الرياح الموسمية التي بدأت في منتصف تموز هذه السنة، لكن قامت موجة حر شديدة أيضاً هذا الصيف بإذابة الثلوج [4] من أكثر من 7000 نهر جليدي [5]، أكثر مما تفعل عادةً. اجتمعت هطولات الأمطار الغزيرة — خمس إلى سبع أضعاف الكمية المعتادة في آب — مع الأنهار الجليدية الذائبة المتدفقة إلى الأسفل من الجبال، مغرقة [6]ً “ثلث” الدولة، مؤثرة على 33 مليون شخص. أكثر من 1486 شخص تم قتلهم [7] وأكثر من 12700 شخص تمت إصابتهم في الفيضانات منذ حزيران، وتقدر الحكومة الباكستانية بأن الأضرار ستتجاوز 30 مليار دولار أميركي.

كان البعض سريعين في توجيه أصابع الاتهام بأن سبب الدمار الحاصل بسبب الفيضانات هو الفساد وسوء الإدارة؛ على أي حال، وفقًا للعديد من الأشخاص، إن هذه هي إحدى عواقب التغير المناخي [8]. بحلول أواخر شهر آب/أغسطس، أصدرت [9] الأمم المتحدة مع الباكستان مناشدةً طارئةً للدول الأخرى من أجل رد دوليّ لرفع تمويل الطوارئ البالغ 160 مليون دولار أميركي.

سامانثا باور، مديرة في وكالة الولايات المتحدة الأميركية للتطوير الدولي USAID، غرّدت على تويتر:

من الصعب تخيل فداحة ودمار الفيضانات في الباكستان. تشير الإحصاءات بتأثر 33 مليون شخص. مات أكثر من 1300 شخص (ثلثهم من الأطفال). مات 750 ألف من الماشية. 1.7 مليون منزل مدمر. 17500 مدرسة متضررة.
من مشاهد اليوم القاسية، عدد لا يحصى من القرى تقبع تحت الماء.

أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الفيضانات خلقت بحيرة داخلية هائلة [12] يبلغ عرضها أكثر من 100 كيلومتر. غردت فرحان محمود من لاهور على تويتر:

اتصلت بحيرة هامال وبحيرة مانشار ببعضهم وأكثر من 100 كم من المناطق المأهولة تحت الماء

سلّط مستخدم تويتر الباكستاني عاصم جافري الضوء على نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرري للنجدة:

طلب أنطونيو غوتيرري من الأمم المتحدة في زيارته للباكستان المدمَّرة من قبل الفيضانات إلى دعم مادي طارئ، لافتاً إلى أنّ “اليوم إنها الباكستان، غداً قد تكون دولتك أينما تعيش. هذه أزمة عالمية… تتطلب استجابة عالمية.”

لم أر في حياتي كارثة مناخية على مستوى الفيضانات في الباكستان.

في حين يستمر كوكبنا في أن يصبح أدفأ. جميع الدول ستعاني الخسائر والأضرار من المناخ بما يتجاوز القدرة على التكيف.

هذه أزمة عالمية، تتطلب استجابة عالمية.

لماذا الفيضانات مدمرة للغاية هذه السنة؟

إن الأحداث التي أدت إلى هذه الكارثة كانت بتوقيع من الاحتباس الحراري والتغير المناخي. في آذار/مارس ونيسان/إبريل من عام 2022، شهدت الباكستان والهند أحداثًا مناخية متطرفة أدت إلى موجة حر غير مسبوقة [24]، مع بعض المدن تصل لحرارة قريبة من 50°C (122°F). تنبأ [25] علماء الأرصاد الجوية بأن هذه الحرارة العالية سينتج عنها مستويات من الأمطار “فوق طبيعية” في موسم الرياح الموسمية، من تموز/يوليو وحتى أيلول/سبتمبر.

لا توجد بيانات حول كم هي بالضبط كمية المياه التي تدفقت من الأنهار الجليدية الذائبة هذا العام قد تسربت إلى الأنهار، خاصة نهر إندوس [26]، الذي يجري من شمال إلى جنوب الدولة. الناشطة المناخية الباكستانية رينا س خان ساتتي غرّدت عبر تويتر في نيسان هذا العام عن انفجار بحيرة جليدية [27] الأمر الذي تسبّب في تدفق المزيد من المياه في الأنهار:

فيضان مفاجئ في بحيرة جليدية هائلة في هونزا من نهر شيشبار الجليدي. لا توجد خسائر في الأرواح لكن الجسر الرئيسي على طريق كاراكورام السريع في هاسساناباد تعرض للانهيار بسبب الفيضان اليوم! إن تأثيرات التغير المناخي من موجات الحر إلى فيضانات البحيرات الجليدية هي واقعٌ الآن في الباكستان وستصبح أسوأ في الأسابيع/الأشهر القادمة!

في تموز/يوليو 2022، لاحظ [25] زي هاشمي، مهندس موارد مائية في مركز دراسات تأثير التغير العالمي في إسلام اباد، تدفقات عالية ومياه موحلة في نهر هونزا ذا الارتفاع العالي في سلسة جبال كاراكورام، الذي يغذي نهر إندوس.

غرّد الفنان ألتاماش جافيد على تويتر:

هذا أول ما لاحظته عندما زرت شمال الباكستان.
ذوبان جليدي مرئي.
باكستان ساهمت بأقل من 2% من الانبعاثات العالمية لكنها الآن تدفع الثمن الأكبر.
أيضاً هذه ليست معلومات جديدة، كان العلماء ينذرون عن هذه الأمور لعقود.

تتضمن العوامل الأخرى المؤدية للفيضان الرياح الموسمية الشديدة، المتأثرة بحدث نينا [32] المناخي، التي أطلقت أمطاراً موسمية أقوى في كل من الهند والباكستان. بالإضافة للذوبان الجليدي، أرسلت [33]الهطولات المطرية الكثيفة كميات كبيرة من المياه إلى نظام الدفق في البلاد.

ما يحصل في الباكستان تسلسل كارثي من عدة عوامل. كوكب أكثر سخونة يعني المزيد من رطوبة الهواء (+7% لكل 1°C)، الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من الأمطار الغزيرة وخطراً أعظم لحدوث الفيضانات. هطولات الأمطار المحرضة من قبل نينا يمكن أن تكون مميتةً بشكلٍ غير متوقع.

إذا استمر التغير المناخي، ستحدث هذه الحوادث المتطرفة بشكل أكثر انتظامًا [38].

دعوة متجددة للعدالة المناخية

وضعت الفيضانات الأخيرة في الباكستان العدالة المناخية تحت التحقيق. المُراسلة المناخية فاطمة سيد غضبت على الإعلام العالمي لتجاهله فيضانات الباكستان.

“بينما يغرق الباكستان، معظم وسائل الإعلام العالمية مثبتة على العاهل الجديد لمستعمرها السابق.”

يجب أن تقرأ من إموروي عن المَلَكية التي هي “متناقضة مع العدالة المناخية،” بسبب أنهم لو اهتموا لكانوا قد أعادوا القوة والمال.

المصممة البيئية والمدنية سنا غوندال تسخر:

أنا مرهقةُ بالفعل من فكرة أن يُطلب من الأشخاص المستعمَرين سابقا “أن يحترموا الموتى”. وفاتها سيطرت على دورة الأخبار وكأن الفيضانات في الباكستان قد انتهت. إذا أردت أن تنشر اليوم، فانشر عن العدالة المناخية.

الناشطة المناخية إيمان دانيش خان غرّدت عبر تويتر:

كارثة المناخ في الباكستان هي لا شيء سوى العدالة المناخية.
تُظهر الخارطة العلوية أيُّ الدول مسؤولة عن الانبعاثات الفائضة.
تُظهر الخارطة السفلية أيُّ الدول هي الأكثر تأثراً بها.

الصورة من موقع حملة #الباكستان قصتنا. [51]

#الباكستان_قصتنا مبادرة عدالة مناخية نادت [52] بالعمل في الشارع والتجمع في 9 أيلول/سبتمبر، 2022، في عدة دول من العالم لطلب التضامن مع الناس المتأثرة بالفيضانات في الباكستان. تزعم الحملة بأن القصة قصتنا، لن تحدث في الباكستان فقط، بل ستستمر في أماكن أخرى في المستقبل.
التضامن الدولي مطلوب لدعم أحدنا الآخر وإيقاف مجرمي المناخ.

أعرب العمل المناخي في الباكستان عن تضامنه مع الحملة العالمية.
#الباكستان_قصتنا تطلب الإصلاحات المناخية ونهايةً للوقود الأحفوري.
إنّنا نؤمن بأن العالم الشمالي يجب أن يتحمل مسؤولية الخراب الذي خلقوه في الباكستان.

تجمع الناس في دول مثل الكاميرون، جمهورية الكونغو الديموقراطية، الدنمارك، ألمانيا، رومانيا، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية لإظهار تضامنهم. يوجد الكثير من الصور المتوفرة في موقعهم [51].

في الكابيتول الأمريكي يوم الجمعة تضامناً مع المجتمعات المتأثرة بالفيضانات في الباكستان. يجب على حكومات العالم الشمالي أن يبدؤوا سداد دينهم المناخي عن طريق إلغاء دين الباكستان المالي حتى يستطيع الباكستان التعافي.

الناشطة المناخية ميكايلا لوش من المملكة المتحدة غرّدت على تويتر:

يحدث الآن: عرض تضامن مع الباكستان في مكاتب المصارف العالمية في لندن.
المطالبة بإلغاء ديون الباكستان ودفع تعويضات المناخ.

أكثر من 4000 متظاهر في السويد اليوم من أجل العدالة المناخية

.التضامن مع الباكستان عبر عضو من تمرد الانقراض روتشورو، محافظة شمال كيفو من شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. عن طريق صفحة الفيسبوك الخاصة بهم. مستخدم مع الأذن. [66]

التضامن مع الباكستان عبر عضو من تمرد الانقراض روتشورو، محافظة شمال كيفو من شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. عن طريق صفحة الفيسبوك. XR Rutshuru DRC [66].مستخدمة مع الأذن.

ذكر [67] علي تاكير شيخ، الخبير الباكستاني في إدارة مخاطر المناخ، في مقابلة مع صحيفة نيبالي تايمز أن فيضانات متطرفة مثل تلك في الباكستان ستتصاعد عالميًا بسبب التغير المناخي، وأنه توجد حاجة لوجود إدارة وتخفيف أفضل للفيضانات. قالت السلطات أن الباكستان لايزال في خطر من الفيضانات الجارية ويمكن أن تأخذ مياه الفيضان حتى 6 أشهر [68] كي تنحسر من بعض الأماكن المضروبة بالفيضان بشدة.