صورة بيدرو سزيكلي/فليكر، مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي CC BY-SA 2.0
تم نشر هذا المقال بالأصل على موقع صحافة الحي (بريديزمو دي باريو) وأعيد نشره في الأصوات العالمية بموجب اتفاق شراكة.
في 16 مايو/أيار، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى “دعم الشعب الكوبي، وتزويده بأدوات إضافية لتحرير نفسه من الاضطهاد الذي تمارسه الحكومة الكوبية، والحصول على فرص اقتصادية أفضل”.
جاء هذا البيان بعد قرابة شهر من استئناف مفاوضات الهجرة نصف السنوية بين البلدين. كما أنه يسبق إعادة فتح القسم القنصلي الأمريكي في هافانا لمعالجة عدد محدود من طلبات التأشيرات.
تجيب صحافة الحي (بريديزمو دي باريو) على عدة أسئلة لفهم التغييرات التي حدثت الشهر الماضي في سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا.
ما هي الإجراءات الجديدة التي اتخذتها حكومة بايدن؟
وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن وزارة الخارجية، فإن هذه الإجراءات تهدف إلى توفير المزيد من الحرية للمواطنين الكوبيين، وتزويدهم بفرص اقتصادية أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تقترح الحكومة الأمريكية مضاعفة الخدمات القنصلية والخدمات المسؤولة عن إصدار التأشيرات بمقدار عشرة أضعاف. وتعلن استئناف برنامج لم شمل الأسرة المعلق في ديسمبر/كانون الأول 2018 أثناء رئاسة دونالد ترامب.
كما أنه يشجع نمو القطاع الخاص الكوبي عبر الإنترنت، والتطبيقات ومنصات التجارة الإلكترونية الأمريكية. تدعم الولايات المتحدة التفاعلات بين رجال الأعمال الكوبيين والشركات الأمريكية من خلال ابتكار طرق جديدة للدفع الإلكتروني وتحسين إمكانية الوصول إلى الأعمال التجارية والتمويل الصغير.
وفي الوقت نفسه، ألغت الولايات المتحدة الحد الأقصى ربع السنوي البالغ 1000 دولار الخاص بإرسال أموال العائلة. قالوا إنهم سيواصلون دعم التحويلات المالية إلى رجال الأعمال الكوبيين من أجل تعزيز التوسع في أعمالهم. ستعمل الحكومة الأمريكية أيضًا على تسهيل الزيارات العائلية إلى كوبا، ورحلات العمل والسماح للأشخاص بالتواجد على الجزيرة للتحقيق.
ما هي الموضوعات التي تمت تناولها خلال مفاوضات الهجرة؟
في 21 أبريل/نيسان 2022، ولأول مرة منذ أربع سنوات، اجتمع ممثلو حكومتي كوبا والولايات المتحدة لمناقشة تنفيذ اتفاقيات الهجرة الموقعة بين البلدين. منذ تسعينيات القرن الماضي، عُقدت هذه الاجتماعات مرتين في العام حتى تم تعليقها من قبل حكومة ترامب في عام 2018.
وكانت تدفقات الهجرة، وآليات مكافحة الهجرة غير الشرعية، وعودة المواطنين وإعادة توطينهم، فضلاً عن دور السفارات من بين القضايا التي نوقشت في أبريل/نيسان. يهدف هذا الحوار إلى تعزيز الهجرة القانونية والنظامية والآمنة بين البلدين.
يمكن تفسير الإجراءات الجديدة للرئيس بايدن واستئناف الحوار حول الهجرة على أنها استراتيجية تهدف إلى تقليل عدد المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد بشكل غير قانوني. خاصة وأن هذه القضايا تمت مناقشتها بصحبة قادة الدول المجاورة مثل المكسيك وبنما.
ما هي الإجراءات الجديدة التي اتخذتها حكومة بايدن؟
تتضمن اتفاقيات الهجرة بين كوبا والولايات المتحدة اتفاقيات ثنائية موقعة في عام 1984 و1994 و1995 و2017.
تعد اتفاقية 1984 نتيجة مفاوضات بين الحكومتين بعد الهجرة الجماعية عبر ميناء مارييل. وقد قبلت كوبا عودة 2746 مهاجرا فروا من البلاد خلال الأزمة. وقد تم تصنيف هؤلاء الأخيرين كمجرمين ومصابين بأمراض عقلية في الولايات المتحدة.
تسببت اتفاقيات 1994 و1995 من خلال موجة الهجرة عام 1994، والمعروفة باسم “أزمة المختطفين”، والتي فر خلالها ما يقرب من 30 ألف كوبي من البلاد عن طريق القوارب للهجرة إلى الولايات المتحدة.
بعد هذه المفاوضات، تعهدت الحكومة بإصدار ما لا يقل عن 20000 تأشيرة في السنة. في مايو/أيار 1995، وقعت الولايات المتحدة وكوبا وثيقة أخرى تفيد بأن الكوبيين الذين تم اعتراضهم في عرض البحر أو الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى قاعدة غوانتانامو البحرية سيتم إعادتهم إلى كوبا. وتعهدت الحكومة الكوبية، من جانبها، بعدم محاكمتهم أو معاقبتهم لمحاولتهم مغادرة الإقليم بشكل غير قانوني.
أدت هاتان الاتفاقيتان إلى إدخال سياسة “القدم الرطبة والقدم الجافة”. نص على إعادة المهاجرين الكوبيين، الذين تم اعتراضهم في عرض البحر، إلى كوبا وأن أولئك الذين تمكنوا من الوصول إلى اليابسة سيسمح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة.
أنهى إعلان عام 2017 المُوقع خلال أيام أوباما الأخيرة في البيت الأبيض هذه السياسة وبرنامج الترخيص للعاملين في مجال الصحة الكوبيين. أنشئ في عام 2009 تحت إدارة جورج دبليو بوش، وقد سمح بدخول الولايات المتحدة للعاملين في المجال الطبي الذين يعملون أو يدرسون في بلد ثالث وتحت إشراف الحكومة الكوبية.
إلى أي مدى زادت الهجرة غير الشرعية من كوبا إلى الولايات المتحدة؟
في 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، أغلقت خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (SCIEU) مكتبها في هافانا بشكل دائم. وقد علقوا إصدار التأشيرات بالكامل تقريبًا منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، بسبب ما يعرف “متلازمة هافانا”.
وفي عام 2018 أيضًا، أنهت حكومة ترامب اتفاقيات الهجرة بين البلدين وبرنامج لم شمل الأسرة. وقد أدى إلغاء التأشيرات للولايات المتحدة، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في الجزيرة، إلى زيادة الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
بعد هذه الإجراءات، يوضح مقال نشره معهد كوينسي أن الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 90٪. في عام 2020، أعادت إدارة الجمارك الأمريكية وحماية الحدود أكثر من 14 ألف كوبي حاولوا دخول البلاد دون ترخيص. في عام 2021، بلغ عددهم 39303. أفاد معهد كوينسي أنه خلال الأشهر الأولى من عام 2022، تضاعف العدد، ويوجد 79835 مهاجرًا غير شرعي على الأراضي الأمريكية.
وفقًا لبيانات Trac Immigration، في أبريل/نيسان 2022، تمنى 83.478 كوبي تلقي رد إيجابي لطلب اللجوء. هذا رقم قياسي تاريخي، تضاعف هذا الرقم مقارنة بعام 2021.
طلبات اللجوء المعلقة للكوبيين في الولايات المتحدة من 2010 إلى أبريل 2022 (المصدر: قام بريديسمو دي باريو بتجميعها مع بيانات من Trac Immigration.).
في أبريل/نيسان 2022، تواجد معظم المهاجرين الكوبيين في ولاية فلوريدا، أي 60.1٪ من العدد الإجمالي، تليها تكساس (20.8٪) وتينيسي (3.8٪). تُعد بورتوريكو هي الولاية الأقل شعبية، حيث يتواجد 0.02٪ فقط من الكوبيين.
طلبات اللجوء المعلقة للكوبيين في الولايات المتحدة لكل ولاية (المصدر: بريديسمو دي باريو مع بيانات Trac Immigration.).
على عكس الهجرات الجماعية في الثمانينيات والتسعينيات، اختار الكوبيون في السنوات الأخيرة دخول الولايات المتحدة برًا بدلاً من البحر. سمح إلغاء التأشيرات من قبل حكومة نيكاراغوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بالسفر إلى نيكاراغوا ثم المواصلة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
يوضح منشور لمقالة في الواشنطن أن معظم المهاجرين يدخلون عبر يوما، وأريزونا، حيث توجد ثغرات في السياج الحدودي، أو عبر ديل ريو، بتكساس، من خلال عبور الجزء الضحل من ريو غراندي.
