- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الاتحاد الأوروبي يستمر في تعطيل إقرار رفع القيود عن تأشيرات السفر لدولة كوسوفو

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, كوسوفو, سياحة وسفر, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية
Newborn monument in Prishtina, capital of Kosovo.

نصب “نيوبورن” التذكاري في مدينة بريشتينا. صورة [1] بعدسة جون ورث، CC BY 2.0 [2]، متاحة أيضًا على موقع ويكيميديا كومنز.

نشرت وكالة فاكتوهيه [3] (الحقيقة) -مؤسسة لتقصي الحقائق في ألبانيا- المقال بالأصل كجزء من المبادرة الإقليمية لمركز غرب البلقان لمكافحة المعلومات المضللة، وأعادت منصة الأصوات العالمية نشر نسخة منقحة بإذن منها.

عقد زعماء دول غرب البلقان والاتحاد الأوروبي اجتماعًا في 23 يونيو/حزيران؛ لمناقشة [4] عملية توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي. لكن عقب الاجتماع، لم يكن هناك أية تحرك بشأن قرار إعفاء مواطني كوسوفو من تأشيرات السفر لمنطقة شنغن.

تمتع مواطنو ألبانيا، وصربيا، والجبل الأسود، ومقدونيا الشمالية، والبوسنة، والهرسك في غرب البلقان بنظام التأشيرة الحرة في منطقة شنغن [5] لعدة أعوام، كما لا تحتاج أوكرانيا، ومولدوفا، وجورجيا [6] إلى تأشيرات دخول؛ لكي يسافر مواطنيها.

بدأت عملية كوسوفو لرفع القيود المفروضة على التأشيرات في 19 فبراير/شباط 2012، واستغرقت ست سنوات. لكن في عام 2018، وافقت لجنة المفوضية الأوروبية ومجلس النواب الأوروبي على استيفاء كوسوفو للشرطين الأخيرين اللازمين لإلغاء تأشيرة الدخول. في السنوات الأربع التي تلت ذلك، لم يعتمد المجلس الأوروبي الموافقة على الإعفاء من تأشيرة الدخول. تظل معارضة فرنسا وهولندا [7] العائق الرئيسي -من بين أمور أخرى- في هذا الصدد؛ حيث تخشى حكومات البلدين احتمالية توافد المهاجرين من كوسوفو بمجرد القيام بإلغاء التأشيرات.

أعلن [8] أوليفر فاريلي، المفوض الأوروبي المعني بشؤون توسيع العضوية، في 27 يونيو/حزيران عقب قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان، الحاجة إلى وضع خارطة طريق جديدة من أجل كوسوفو التي جرى إعفائها من تأشيرات الدخول:

We are ready to help Kosovo, together with the member states, establish a roadmap for addressing specific concerns. The authorities of the member countries, law and order agencies, police forces need to engage in the field to help Kosovo. From our side, we are ready to give Kosovo all the financial, technical and political assistance for this process.”

“نحن على استعداد لمساعدة كوسوفو، والدول الأعضاء، على وضع خارطة طريق؛ لمعالجة قضايا بعينها. إن سلطات الدول الأعضاء، ووكالات القانون والنظام، وقوات الشرطة، في حاجة إلى الانخراط في هذا الميدان لمساعدة كوسوفو. ومن جهتنا، نحن على استعداد لمنح كوسوفو كل المساعدة المالية، والفنية، والسياسية اللازمة لهذه العملية “.

سرعان ما أبدت [9] لجنة المفوضية الأوروبية رد فعلها عبر المتحدثة الرسمية باسمها، آنا بيسونيرو، وذلك من خلال ضمان عدم وجود أية توجيهات جديدة، واستيفاء كوسوفو لشروط إلغاء التأشيرات:

“The Commission continues to stand behind the assessment from July 2018, that Kosovo has fulfilled all the criteria from the visa liberalization roadmap of 2012… The decision to lift visas for citizens of Kosovo is a long overdue decision, which is pending in the Council.”

“تواصل المفوضية الوقوف وراء التقييم الصادر في يوليو/تموز 2018، بشأن استيفاء كوسوفو لجميع معايير المخطط الإرشادي لنظام التأشيرة الحرة لعام 2012 … إن قرار رفع تأشيرات السفر لمواطني كوسوفو أمر طال انتظاره، والذي لا يزال معلقًا قيد النظر في المجلس.

تسبب التأخير في اعتماد إلغاء التأشيرات في انتشار الكثير من التكهنات، والتي -إذا جرى قبولها دون تمحيص- كثيرًا ما تصبح معلومات مضللة. وتندرج بعض هذه التفسيرات الواهية داخل إطار نظريات المؤامرة الموجودة مسبقًا، والتي تعد بالفعل جزءًا من الفولكلور السياسي في البلقان؛ مما يعزز الروايات التي تصف الغرب باتسامه بالنفاق، وبامتلاكه لأجندة خفية.

من اليسار إلى اليمين: رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون. الصورة عن طريق غرفة أخبار الاتحاد الأوروبي [10]، متاحة للاستخدام العام.

هل يتعلق الأمر بالتأشيرات فقط؟

في الواقع، أكد [11] المجلس الأوروبي مجددًا على ضرورة إحراز تقدم ملموس وعاجل فيما يتعلق بالقضايا المعلقة، والنزاعات الإقليمية، خاصة بين بلغراد وبريشتينا؛ حيث يمكن إعادة العلاقات بين صربيا وكوسوفو إلى طبيعتها من خلال الحوار [12].

أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في 17 فبراير/شباط 2008 [13]. ولا تعترف [14] صربيا بكوسوفو كدولة مستقلة، ولا تزال تدعي أنها مقاطعة كوسوفو وميتوهيا المتمتعة بالحكم الذاتي. في البداية لم يكن هناك أية تواصل بين البلدين على الإطلاق؛ ولكن، في السنوات التالية قد كان هناك حوار وتعاون متزايد بين الطرفين.

أخبر جازمير راسي، المحلل من دولة كوسوفو، وكالة فاكتوهيه بأن الاتحاد الأوروبي قد جعل بالفعل إلغاء التأشيرات مشروطًا بإقامة حوار بين كوسوفو وصربيا؛ فقد جرى ذكر الحوار وأهمية التقدم فقط في الاستنتاجات التي خلص إليها مؤتمر القمة.

“The only condition is dialogue, as the German chancellor Olaf Scholz said [15] in Belgrade and Pristina that the EU will not accept states that have not known each other, or states with problems between them. We have to solve the problems between us, get the visa liberalization and then the candidate status. But this is not right, because we have never had dialogue as a condition for the visa liberalization.”

“إن الشرط الوحيد هو الحوار، حيث صرح مستشار ألمانيا أولاف شولتس في بلغراد وبريشتينا أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل الدول التي لا تعترف ببعضها البعض، أو الدول التي تعاني من مشاكل فيما بينها. علينا حل الخلافات بيننا، والحصول على (قرار) إلغاء التأشيرة، ومن ثم مركز البلد المرشح للعضوية. لكن هذا غير عادل؛ لأننا لم يفرض علينا الحوار أبدًا كشرط لإلغاء التأشيرات”.

قُدمت حجة أخرى صاغها المعلقون بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليسوا وحدهم [16] من رددها، والتي تقول إن دولة كوسوفو لم تحصل على إعفاء من تأشيرات السفر؛ لكون غالبية سكانها من المسلمين. رفض راتشي هذه النظرية قائلاً:

“Even though this has also been talked about, I do not believe in the thesis that visas are not liberalized for Kosovo because it is a country with a Muslim majority. It is an argument that does not hold, because Bosnia and Herzegovina also has a Muslim population, but it has benefited from visa liberalization [17].”

“قد سبق الحديث عن هذا أيضًا، ولكن، لا أؤمن بالفرضية القائلة بأن كوسوفو لم تحصل على إلغاء لتأشيرات السفر؛ لأنها دولة ذات أغلبية مسلمة. إنها حجة واهية، لأن في البوسنة والهرسك سكان مسلمون أيضًا، لكنها انتفعت من إلغاء تأشيرات السفر.”