- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

جهاز يعمل بالطاقة الشمسية يقلِّل الصراع بين الإنسان والحيوان في الهند

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, بيئة, تقنية, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, عمل, كوارث
A farmer’s family in V-Kota village of Andhra Pradesh with an installed Parabraksh in their field. [1]

عائلة مزارع في قرية في-كوتا في أندهرا براديش إلى جانب جهاز بارابراكش مُرَكَّب في حقلهم. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

كانت مالان راوت، أربعين عامًا، من ولاية ماهاراشترا [3] في غرب الهند، مزارعة قانعة عندما انتقلت إلى الزراعة العضوية في 2016 لتنجو من تأثير التغير المناخي. تقوم بزراعة الحبوب والبقول والخضروات على مساحة 3.5 فدان من الأرض في قريتها الأصلية ناغارسوجا. لكنها واجهت مشكلة غير متوقعة بعد ثلاث سنوات، فقد كانت تفقد المحاصيل الزراعية بسبب هجمات الحيوانات البرية. [4]

Malan Raut next to the Parabraksh installed in her field in Nagarsoga village of Maharashtra. [5]

مالان راوت إلى جانب جهاز بارابراتش المركب في حقلها في قرية ناغاراسجو في ماهاراشترا. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

“تقتحم قطعان من الخنازير البرية والغزلان أرضي في الليل من بقعة قريبة من البرية والأشجار- تلتهم وتسحق وتدمر محصولي‘‘، هذا ما أخبرته مالان لجلوبال فويسز في مقابلة هاتفية. سبّب هذا الأمر زيادة تدريجية في الخسائر السنوية إلى حوالي 30-40 ألف روبية (376-500 دولار أمريكي)، وأصبح من الصعب على عائلتها تحمل ذلك.

في عام 2020، عملت المنظمة المحلية غير الربحية سوايام شيكشيام برايوغ [6] على تركيب جهاز يدعى بارابراكش (ومعناه الحماية من الحيوانات البرية بلغة كانَّادا، وهي لغة ولاية كارناتاكا الجنوبية).

يستخدم جهاز بارابراكش تكنولوجيا تعمل بالطاقة الشمسية [7] لتوليد ومضات من الضوء لإبعاد الحيوانات عن الحقول الزراعية دون إيذائها. تأتي مع لوحة شمسية باستطاعة 6 واط ومزودة ببطارية الليثيوم-أيون و4 أضواء LED والتي تومض طوال الليل مما يخلق أنماط عشوائية ضمن الحقل. يمكن رؤية الأضواء من مسافة 300-500 متر (حسب التضاريس) لردع الحيوان من التطفل إلى المنطقة المستهدفة.

قامت مالان بتركيبه في نقطة الوصول الضعيفة في مزرعتها، الآن هي مرتاحة كثيرًا. “لا تأت الحيوانات بعد الآن إلى حقلي، إنه فعال تقريباً بنسبة 97-98 بالمئة‘‘، تقول مالان.

يكلف الجهاز 10 آلاف روبية (125 دولار أمريكي) ويتم تصنيعه من قبل منظمة البحث والابتكار العلمي Katidhan [8] ومقرها بنغالورو في كارناتاكا [9]. وفقًا ل إس آر آيان والذي يرأس المنظمة، فإن أنماط الوميض المبرمجة والتي تنبعث من الجهاز تهاجم الرؤية الإدراكية للحيوانات مثل الخنزير البري والجاموس [10] والثور والفيلة والنمور والفهود، وبالتالي تمنعهم من دخول المناطق المستهدفة.

Long shot of the animal deterrent light amidst an agricultural field in Tamil Nadu. [11]

لقطة بعيدة المدى للضوء الرادع للحيوان وسط حقل زراعي في تاميل نادو. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

“Forests, or the natural home of wildlife are getting fragmented, destroyed and disturbed, due to expanding human habitations and developmental activities,” said Sanjeev Kumar, Additional Principal Chief Conservator of Forests, Jharkhand [12] to Global Voices over email. He said this is what compels animals to enter villages (especially those bordering the forests) in search of food and water, which invariably leads to crop raids, livestock killing etc., causing human-wildlife conflicts.

“تتم تجزئة الغابات، أو الموطن الطبيعي للحياة البرية وتدميرها وإزعاجها بسبب عادات البشر التوسعية والنشاطات التنموية‘‘، يقول سانجيف كومار، كبير مسؤولي الحفاظ على الغابات، جهارخاند  [12]لجلوبال فويسز في بريد إلكتروني. يقول إن هذا ما يجبر الحيوانات على دخول القرى (خاصة تلك المجاورة للغابات) للبحث عن طعام وماء، والتي تؤدي دائمًا إلى الهجوم على المحاصيل وقتل الماشية وما إلى ذلك. مما يؤدي إلى صراع بين البشر والحيوانات البرية.

على الرغم من عدم توفر البيانات التي تم تجميعها على مستوى البلاد بشأن خسارة المحاصيل، لكن يمكن قياس شدة الحدث من بعض الشخصيات الحكومية [13]- تبعًا لذلك، عانت ولاية آندرا براديش [14] في جنوب الهند وحدها من خسائر في المحاصيل تفوق 5543 فدان من الأرض في 7589 حادث بين عامي 2017 و2020. كما أبلغ تاميل نادو [15] أيضًا عما مجموعه 7562 حادثًا لمداهمات المحاصيل من قبل الحيوانات البرية خلال نفس الفترة.

وفقاً لآيان، وصل هذا الضوء الشمسي الرادع للحيوانات حتى الآن إلى أكثر من 1000 مزارع عبر 100 قرية في 12 ولاية إلى جانب بعض مالكي مَزارع الموز والقهوة، و3 أو 4 أقسام من مديريات الحراج التابعة للدولة ومنظمات متعلقة بالحياة البرية وتنموية مختلفة.

Parabraksh being installed outside a cattle enclosure in a village in Ladakh. Image credit: Snow Leopard Conservancy India Trust. Used with permission. [16]

جهاز بارابراتش يتم تركيبه خارج حظيرة ماشية في قرية لاداخ. حقوق الصورة: الأمانة الهندية للحفاظ على الفهد الثلجي [17]. مُصرَّح باستخدامها.

تم نشره لأول مرة في عام 2019، لمنع الفهود الثلجية من قتل الماشية في قرية كيسار النائية في لاداخ [18] الشرقية. القرويون هنا معظمهم من الرعاة الذين يربون الأغنام والماعز الجبلي على مراعي الهيمالايا المنحدرة.

تبعًا لجيجميت دادول، من الأمانة الهندية للحفاظ على الفهد الثلجي [17]، والذي قام بتنسيق عملية التركيب نيابة عن القرويين، فإنهم أبقوا على 150-200 رأس من الماشية مجتمعين في حظائر جماعية من أجل الرعي في مراعٍ صيفية. لم يكن لهذه الحظائر أسقف أو أبواب، وكان المفترس يدخل في الليل بسهولة، يفترس واحدة، ولكننه يقتل أو يصيب حوالي 50 بالمئة من الماشية في الهجوم، ويتركهم في الحظيرة نفسها. تسبب هذا في خسارة حوالي 200 ألف روبية (2,509 دولار أمريكي).

تم تركيب عشر وحدات من جهاز بارابراكش خارج الحظائر في سبع قرى. كما ساعدت الأمانة الهندية للحفاظ على الفهد الثلجي الفلاحين في بناء الأسقف والأبواب للحظائر لحماية ماشيتهم من مزيد من الهجمات.

Prabraksh installed in Vikram Munda’s field in Bandhuabeda village of Odisha stands tall to keep out elephants [19]

جهاز بارابراتش مركب في حقل فيكرام موندا في قرية باندهويابيدا في ولاية أوديشا يقف لإبعاد الفيلة. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

فيكرام موندا من قرية باندهويابيدا في ولاية أوديشا [20] في شرق الهند، والذي يزرع مكسرات الكاجو والأرز والخضروات الموسمية المحلية، أَسِفَ لخسائر سنوية تُقدر بحوالي 60 ألف روبية (753 دولار أمريكي) سببتها قطعان الفيلة. إلا أن بارابراكش جاء لإنقاذه في عام 2020.

“فيما سبق، كان علينا البقاء مستيقظين طوال الليل قبل موسم الحصاد، نفجر المفرقعات ونلوح بمشاعل لإبعاد الفيلة القادمة من الغابات المجاورة بمجموعات لا تقل عن 6-7 في كل مرة” هذا ما قاله.

وفقًا لديباشيش شارما، الضابط المسؤول عن الغابة في مقاطعة بوروليا [21] (غرب البنغال)، فإن الفيلة هي حيوانات رعي حر تتنقل عبر الغابات. كانت هذه القرى ذات مرة جزءاً من طرق الهجرة التقليدية الخاصة بهم والتي تمر بالغابات المجاورة وتربط أوديشا مع الولايات المجاورة لها. لكن اليوم تم تقليصها إلى بقع معزولة ومتقطعة، تتخللها هذه القرى- حيث تضل الفيلة البرية طريقها في آخر الأمر.

Parabraksh from close quarters guarding chillies in a field in Odisha. [22]

جهاز بارابراتش من أماكن قريبة يحرس الفلفل الحار في حقل في أوديشا. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

“مع استنزاف الطعام في الغابة، وُجِدَ أن هذه الفيلة تغير تفضيلاتها الغذائية- من النظام الغذائي في الغابة القائم على السيللوز، إنها اليوم تختار المحاصيل الأكثر غنى بالنشاء وسهلة التوفر في الحقول”، يقول شارما. أضاف، كونها أكبر آكلات الأعشاب بأقصى قدر من استهلاك الطعام، فإن الأضرار التي تسببها أكثر من الحيوانات الأخرى المداهمة للمحاصيل.

في قرية ثيروبيدي في كارناتاكا [9]، المُزارع العضوي راغافيندرا بهات منزعج من القرود. “يأتون بالمئات يصيحون ويصرخون ويقفزون عبر الأشجار وينهبون محاصيلي، مع خطف دجاجاتي‘‘. عانى من خسائر سنوية تصل إلى 150 ألف روبية (1,882 دولار أمريكي) كل عام، في مزرعته ذات 15 فدان.

Solar powered acoustic device - Kapikaat – installed in one of the trees in Raghavendra Bhat’s farm, in Karnataka keeps away monkeys. [23]

جهاز صوتي يعمل بالطاقة الشمسية -كابيكات- مركب في إحدى أشجار حقل راغافيندرا بهات في كارناتاكا يُبعِد القرود. حقوق الصورة: Katidhan [2]. مُصرَّح باستخدامها.

مع ذلك، قام العام الماضي بوضع كابيكات [24]، وهو جهاز صوتي يعمل بالطاقة الشمسية مطور من قبل Katidhan لصد زواره الجامحين. الجهاز المربوط على الأشجار على ارتفاع 10-12 قدماً، ينشر أصواتًا متنوعة مثل هدير وزئير الحيوانات المفترسة، والطلقات النارية أو الألعاب النارية لإخافتها. مع ذلك، وفقًا لبهات، هو فعال بنسبة 60-70 بالمئة، حيث بدأت القرود بالدخول إلى الحقل من جهات أخرى.

بالنسبة لآيان، فإن هذا بالفعل يمثل تحديًا في التفوق على ذكاء الحيوانات البرية وإبقائها بعيدة. في الوقت نفسه، تحاول Katidhan أيضًا إيجاد حلول حول كيفية تمكن المزارعين من استخدام نفس الجهاز للإبقاء على أنواع متعددة من الحيوانات البرية بعيدًا عن حقولهم. “نقوم بتخصيص خيارات ضبط الارتفاع أثناء تركيب الجهاز، بحيث يمكن لومضاته الرادعة أن تصيب بدقة أعين الحيوانات المستهدفة‘‘، هذا ما يقوله.

تهدف المنظمة للوصول إلى 2000 مزارع إضافي عبر 150 قرية أخرى هذا العام، مع ما لا يقل عن 15-20 من ملاك المزارع بما فيها القهوة والمطاط والشاي وجوز الهند، مع المزيد من مديريات الحراج التابعة للدولة.

أُجريت المقابلات في هذه القصة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وشخصيًا أثناء العمل البحثي في أيلول /سبتمبر 2022