أترغب بالذهاب في رحلة صديقة للبيئة إلى الأمازون، أو ألاسكا، أو منطقة كيمبرلي غرب أستراليا؟ تُقدم منظمات بارزة مثل ناشونال جيوغرافيك والصندوق العالمي للطبيعة الكثير من خيارات السفر المغرية، مثل القارة القطبية الجنوبية.

في موادها الإعلانية، استعرضت ناشونال جيوغرافيك خيارات السفر المستدامة:

…wildlife encounters and hands-on conservation experiences will provide information and inspiration for travelers to continue protecting the world and its creatures long after returning home.

ستوفر لقاءات الحياة البرية وتجارب الحفظ العملية المعلومات والإلهام للمسافرين لمواصلة حماية العالم ومخلوقاته بعد فترة طويلة من العودة إلى بلادهم.

يرى الكثيرون السياحة البيئية بنظرة إيجابية، بالربط بينها وبين الحفاظ على البيئة وصون الحياة البرية المهددة بالخطر. عند البحث عن السياحة البيئية، تكثُّر الصور المثيرة للحسد: التشمس على الشواطئ الصافية المعزولة، والغوص في الشعاب المرجانية الساحرة، ورحلات البراري والجبال السحيقة، وانغماس السيُاح في الثقافات المحلية.

كان هنالك العديد من المحاولات لتعريف المصطلح. على سبيل المثال، في ولاية كوينز لاند الأسترالية، قدمت وزارة البيئة والعلوم، الوصية على الغابات والمنتزهات الوطنية للولاية، شرحًا مفصلًا:

Ecotourism encompasses nature-based activities that increase visitor appreciation and understanding of natural and cultural values. They are experiences that are managed to ensure they are ecologically, economically and socially sustainable, contributing to the wellbeing and conservation of the natural areas and local communities where they operate.

تشمل السياحة البيئية أنشطة مراعية للبيئة ترفع من تقدير وفهم الزائر للطبيعة والقيم الثقافية. إنها تجارب يُشرَف عليها لضمان استدامتها بيئيًا واقتصاديًا واجتماعيًا للمساهمة في رعاية وحماية المناطق الطبيعية والمجتمعات المحلية التي تُطبق فيها.

على نحو مماثل، تُفيد ويكيبيديا:

Ecotourism is a form of tourism involving responsible travel (using sustainable transport) to natural areas, conserving the environment, and improving the well-being of the local people.

Responsible ecotourism programs include those that minimize the negative aspects of conventional tourism on the environment and enhance the cultural integrity of local people.

السياحة البيئية هي أحد أشكال السياحة الذي ينطوي على السفر المسؤول (باستخدام وسائل نقل مستدامة) إلى المناطق الطبيعية، حفاظًا على البيئة وتحسين رفاهية السُكان المحليين.

تتضمن برامج السياحة البيئية المسؤولة تلك الأنشطة التي تقلل من الجوانب السلبية لسياحة التقليدية على البيئة وتعزز الهوية الثقافية للسكان المحليين.

تنطوي السياحة البيئية عادةً على المجموعات الصغيرة والسفر الباهظ الثمن، مع إقامة ووجبات عالية الجودة. زيارة الأجزاء النائية من الكوكب في أعلى قائمة أماني الكثير من الناس.

فكرة السفر المستدام المُراعي للبيئة الطبيعية آسِرة. نحن نحمي ما نقدره، لاسيما من الناحية الاقتصادية. يؤكد المكتب المرجعي للسكان أن:

At its best, eco-tourism is responsible travel to natural areas that safeguards the integrity of the ecosystem and produces economic benefits for local communities that can encourage conservation. At the nexus of population and the environment, eco-tourism is a creative way of marrying the goals of ecological conservation and economic development.

في أفضل صورها، تُعد السياحة البيئية سفرًا مسؤولًا للمناطق الطبيعية يضمن سلامة النظام البيئي ويقدم منافع اقتصادية للمجتمعات المحلية يُمكن أن تشجع على حماية البيئة. في العلاقة بين السُكان والبيئة، تُعد السياحة البيئية وسيلة مبتكرة لإقران أهداف الحفاظ على البيئة والتنمية الاقتصادية.

لكن كثيرًا ما يكون لهذا النوع من الرحلات سلبيات محتملة: يُمكن أن ينتج عنه تلوث وأضرار بيئية أخرى؛ فهي غالبًا ما تتسبب بانبعاثات كربونية هائلة من الجو، والبحر، ووسائل النقل الأخرى، ويُمكنها خلق اضطرابات اجتماعية وثقافية للمجتمعات المحلية.

إليك بعضًا من الأماكن التي تعمل على تجربة السياحة البيئية.

جُزر غالاباغوس

يُقدم برنامج اكتشاف غالاباغوس موادًا دراسية عن الجُزر لطُلاب المدراس. كما يتناول تأثير السياحة:

Some of the good parts are that the tourists bring money to the Islands and are a source of income for many Galapagueños. However, there are also bad parts. As more tourists visit the Islands, they will need more places to stay meaning that big hotels could be constructed that possibly endanger nearby wildlife.

تتمثل بعض الجوانب الجيدة في إحضار السيُاح المالَ للجُزر وكونهم مصدر دخل للعديد من سُكان غالاباغوس. مع ذلك، هنالك جوانب أخرى سيئة. مع تزايد إقبال السياح للجُزر، سيحتاجون للمزيد من الأماكن للإقامة مما يعني أنه من الممكن إنشاء فنادق كبيرة قد تُهدد الحياة البرية المجاورة.

نُشرت مؤخرًا دراسة بعنوان “”إعادة التفكير والضبط” السياحة في جُزر غالاباغوس: آراء أصحاب المصلحة باستدامة التنمية السياحية”، في سجلات الأفكار التجريبية لبحوث السياحة، وقد أثارت الدراسة عددًا من المسائل المهمة:

A key finding of the study is that stakeholders share the view that unrestricted tourism growth is counterproductive because of both social and environmental impacts. Addressing the effects of overtourism in the Galapagos, as in other tropical islands, may involve degrowth strategies or a transition to slow tourism that provides a mechanism to increase the revenue and employment benefits from tourism, but decrease the per-capita impact on island resources.

For a tourist destination to succeed with sustainable tourism, social and ecological concerns must be considered; if tourism is thought to be a catalyst of sustainable development, then, quality-of-life and individual well-being of local residents must be addressed, even as conservation priorities are considered.

يتشاطر أصحاب المصلحة الرأي في أن نمو السياحة دون قيود يأتي بنتائج عكسية بسبب ما تخلفه من آثار اجتماعية وبيئية. قد تتطلب معالجة آثار السياحة المفرطة في غالاباغوس، على غرار الجُزر الاستوائية الأخرى، اللجوء لاستراتيجيات تُخفض من نمو السياحة أو الانتقال لسياحة البطيئة التي تُقدم آلية لرفع الإيرادات واستحقاقات العمل من السياحة، لكنها تُقلص من تأثير الفرد على موارد الجزيرة.

لنجاح وجهة سياحية مع السياحة المستدامة، ينبغي أخذ الشؤون الاجتماعية والبيئية بعين الاعتبار؛ ففي حال اعتبار السياحة عامل محفز للتنمية المستدامة، لابد من تناول جودة الحياة والرفاهية الفردية للسكان المحليين، فيما يتم مراعاة أولويات حماية البيئة.

ماتشو بيتشو

تجذب مدينة الإنكا ماتشو بيتشو في البيرو حشودًا غفيرة سنويًا. يقطع الكثيرون مسار الإنكا الأسطوري سيرًا على الأقدام للوصول إليها. حذّر المجتمع الإلكتروني كاتاليست، بمثابة “مصدر لمحتوى السفر والعمل الاجتماعي للناشطين والسائحين ذوي الوعي العالمي”، في مايو /أيار 2022:

The lack of infrastructure supporting these numbers leads to an even higher impact. There is only one bathroom at the entrance and human waste is a huge problem. The closest village, Aguas Calientes, has resorted to pumping human waste into the Urubamba River. Increases in garbage, especially plastic water bottles, on the Inca Trail also contributes to uncontrolled waste.

The term ecotourism is now over used. It has been stretched from its original purpose to encompass any nature-related travel and to many is synonymous with sustainable.

يؤدي الافتقار إلى البنية التحتية الداعمة لهذه الأعداد لتأثير أكبر حجمًا. يوجد حمام واحد فقط عند المدخل فيما تُشكل الفضلات البشرية مشكلة كبيرة. لجأت أقرب قرية، أغواس كالينتس، لضخ الفضلات البشرية في نهر أوروبامبا. كما ساهم ازدياد النفايات، عبوات المياه البلاستيكية على وجه الخصوص، في مسار الإنكا في التصريف العشوائي للنفايات.

أصبح مصطلح السياحة البيئية مُستهلكًا الآن، حيث توسع عن غايته الأصلية ليشمل شتى أشكال السفر المتعلق بالطبيعة ويعتبره العديدين مرادفًا للاستدامة.

جبل كليمنجارو

أثارت السياحة المفرطة في جبل كليمنجارو الكائن في تانزانيا، موقع تراث عالمي مُصنف من قبل منظمة يونسكو، الانتقادات كذلك:

Tanzania’s government sparked uproar in recent years after announcing plans for a cable-car system on the southern side of Kilimanjaro, to boost tourist numbers and provide access to those unable to climb it. Expedition groups, porters who help climbers and climate experts said the project would endanger the mountain’s delicate ecosystem and hurt the local economy.

أثارت الحكومة التنزانية الجدل على مدار السنوات الماضية بعد إعلانها عن خطط بناء نظام تلفريك في الجانب الجنوبي لجبل كليمنجارو، وذلك لزيادة أعداد السُياح وإتاحة إمكانية الوصول لأولئك الذين يتعذر عليهم تسلقه. أفادت المجموعات الاستكشافية والحمالون الذين ساعدوا المتسلقين وخبراء الطقس أن المشروع سيُهدد النظام البيئي الحساس للجبل وسيضر بالاقتصاد المحلي.

الإيجابيات والسلبيات

ثمة قدر كبير من المواقع الإلكترونية التي تدعو للجوانب الإيجابية في السياحة البيئية والسفر المستدام. سوفت بَنك ترافل، الذي يُعْرِف عن نفسه باعتباره “نهج معتدل للأنشطة الخارجية”، يرى أن المزايا تشمل:

• sustainable rural development based on environmental protection
  the creation of jobs
• education and awareness about endangered animals and climate change
• the improvement of life quality for locals
• understanding of and sensitivity towards other cultures

• التنمية الريفية المستدامة القائمة على حماية البيئة وخلق فرص العمل
• التثقيف والتوعية بشأن الحيوانات المهددة بالانقراض والتغيُّر المناخي
• تحسين جودة حياة السكان المحليين
• فهم ومراعاة الثقافات الأخرى

الشهادات البيئية

يُعد المجلس العالمي للسياحة المستدامة إحدى المؤسسات التي تقدم إرشادات حول الفوائد البيئية المحتملة للسياحة البيئية. تهدف المؤسسة إلى “تطوير معايير عالمية للسياحة المستدامة وخلق وسائل للتأكد من المطالب المشروعة للأعمال المستدامة فيما تكافح الادعاءات الباطلة، ما يُعرف أحيانًا بالغسل الأخضر“. طبيعة عمل المؤسسة موضحة في هذا الفيديو:

تم إنشاء المجلس العالمي للسياحة المستدامة بصورة مشتركة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية البارزة المعنية بالحفاظ على البيئة لتطوير معايير عالمية للسفر المستدام والسياحة وخلق وسائل للتأكد من المطالب المشروعة للأعمال المستدامة فيما تكافح الادعاءات الباطلة، ما يُعرف أحيانًا بالغسل الأخضر.

لقد أصدرنا أولًا معاييرنا لقطاع الفنادق ولمنظمي الرحلات. تقوم تلك المعايير على أربعة أركان من الاستدامة: الإدارة المستدامة، والممارسات الاجتماعية والاقتصادية، واحترام الثقافة وحماية البيئة، والبيئة الطبيعية. ثم في 2013، أصدرنا معاييرنا للوجهة، لكي يُطبقها القطاع العام لإدارة الوجهات السياحية وسياسة السياحة على مختلف الأصعدة – الوطنية، والإقليمية، والبلدية. يُمكن التعرف على العملية الشاملة التي نتبعها لوضع وتنقيح المعايير عبر موقعنا الإلكتروني.

نحن نوفر شهادات اعتماد عبر شراكتنا مع الهيئة العالمية لخدمات الاعتماد. يتعين على هيئات الاعتماد المهتمة بالشهادات قراءة القِسم المعني بهيئات الاعتماد على موقعنا الإلكتروني. لا يعمل المجلس العالمي للسياحة المستدامة على شهادة الاعتماد بصورة مباشرة، إلا أننا مسؤولين إلى حدٍ كبير على عملية الاعتماد لأننا نوفر الشهادات للمؤسسات التي تقوم بالمصادقة، ونقدم معاييرنا كمعايير عالمية تُستخدم للحصول على الشهادات. كما يُقدم المجلس العالمي للسياحة المستدامة هذه البرامج: برنامجنا التدريبي للسياحة المستدامة، متوفر لكل من يعمل في قطاع السياحة، وتقييم الوجهات، وغيرها من أشكال الدعم لمديري الوجهات وصُناع سياسات السياحة.

مع ذلك، يرفض الكثير من المعلقين فكرة السياحة البيئية مُعتقدين بأنها تُجسد التناقض الذاتي. احتج المهندس المعماري سميث مورداك في مجلة أركيتكتشرال ريفيو قائلًا:

Ecotourism is an oxymoron [seemingly self-contradictory]. Trying to fix environmental degradation with tourism is like trying to fix a black eye with a right hook. It’s a total farce, but also a helpful case study. Ecotourism is an illustration of the wider phenomenon facing climate action: the interests of economic development are all too often diametrically opposed to the interests of environmentalism.

السياحة البيئية عبارة عن مفهوم متناقض [يناقض نفسه ظاهريًا]. محاولة إصلاح التدهور البيئي بالسياحة أشبه بمعالجة كدمة على العين بلكمِها. إنها مهزلة خالصة، لكنها أيضًا حالة مفيدة للدراسة. السياحة البيئية مثال حي على ظاهرة أوسع تواجه العمل المناخي تتمثل في التعارض التام لمصالح التنمية الاقتصادية مع مصالح الاهتمام بالبيئة في كثير من الأحيان.