شاطئ دوريس، إحدى الوجهات السياحية، في ألبانيا. الصورة من إلتقاط جينتي بيرماج، عبر ويكيميديا كومنز (CC BY-SA 4.0).

فيما تبدأ السياحة في لعب دور متزايد الأهمية في اقتصاد ألبانيا، تُحذر إحدى المنظمات غير الحكومية الألبانية من مساهمة قطاع السياحة والسفر بصورة رئيسية في الاقتصاد والاستغلال الجنسي للأطفال، مما قد يُعرِّض شباب البلاد للخطر.

أعرب مركز حقوق الطفل الألباني، في تقريره المنشور مؤخرًا، عن قلقه إزاء افتقار السلطات في قطاع السياحة ونظام حماية الأطفال للمعلومات والمعرفة المتعلقة بالروابط القائمة بين قطاع السفر والسياحة والاستغلال الجنسي للأطفال. يُمثل التقرير أولى البحوث التي أُجريت في ألبانيا حول الاستغلال الجنسي للأطفال في قطاع السياحة.

Sexual exploitation of children in travel and tourism puts at risks the most vulnerable children. Our latest research “Sexual exploitation of children in travel and tourism in Albania” shows that up to 40% of children live in poverty, 14% of them in e extreme poverty! 1/3 pic.twitter.com/dYXnuVI4GC

— Altin Hazizaj (@AltinHazizaj) September 23, 2022

يُعرَّض الاستغلال الجنسي للأطفال في قطاع السفر والسياحة أكثر الأطفال ضُعفًا للخطر. يُظهر بحثنا الأخير “الاستغلال الجنسي للأطفال في قطاع السفر والسياحة في ألبانيا” أن نحو 40% من الأطفال يعيشون في الفقر، يعاني 14% منهم من الفقر المدقع! تُعرضهم التنمية السياحية للاستغلال في العمل والأغراض الجنسية.
تفتقر السلطات وقطاع السياحة لمعرفة وإدراك هذا الواقع غير المقبول للأطفال. حان وقت الاستيقاظ! لا ينبغي أن يتعرض أي طفل لهذا أو يعاني بسبب نمو قطاع السفر والسياحة.

تساهم السياحة في تنمية اقتصاد البلاد، لاسيما في قطاعات السفر، والثقافة، والطهو، والضيافة. خلال عام 2021 فقط، استقبلت ألبانيا أكثر من 5.6 مليون زائر أجنبي، معظمهم من الاتحاد الأوروبي.

لكن كشف البحث الذي أجراه مركز حماية الطفل الألباني بأن:

“Child poverty remains one of the major issues for the exercise of the rights of the child, affecting at least 40 percent of children. The development of travel and tourism sector in Albania and the increase of both local and foreign tourists has amplified the risks of sexual exploitation of children in the tourism. In recent years, Albania has recorded an increase in sexual crimes against children, including the sexual exploitation of children in prostitution, while trafficking for the purposes of economic and sexual exploitation continues to affect a high number of children.”

لاتزال معاناة الأطفال من الفقر إحدى المشاكل الرئيسية لممارسة حقوق الطفل حيث تؤثر على ما لا يقل عن 40% من الأطفال. أدت تنمية قطاع السفر والسياحة في ألبانيا وارتفاع معدل السُياح المحلي والأجنبي لازدياد مخاطر الاستغلال الجنسي للأطفال في السياحة. خلال الأعوام الماضية، سجلت ألبانيا ارتفاعًا في الجرائم المرتكبة ضد الأطفال، بما في ذلك الاستغلال في أعمال الدعارة، فيما يواصل الاتجار بالأطفال لأغراض اقتصادية واستغلالهم جنسيًا التأثير على عدد كبير من الأطفال.”

وفقًا لمركز حقوق الطفل الألباني، من الجلي عدم توقيع أي شركة ألبانية في مجال السفر والسياحة على مدونة قواعد السلوك الخاصة بحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي في قطاع السفر والسياحة. القطاع بحد ذاته لم يشارك قط في مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال ولا يوفر أي معلومات بشأن حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي.

صرحَّ ألتين هزيزاج، المدير التنفيذي لمركز حقوق الطفل الألباني، في حدث عام، كاشفًا عن نتائج دراسة أُجريت في تيرانا، عاصمة ألبانيا، في 21 سبتمبر/أيلول:

“The main recommendations of the study focus on the development of new laws, policies and programs by the travel and tourism industry and the child protection system, aiming to put the protection of children from sexual exploitation at the center of all the initiatives, while law enforcement agencies and tourism operators should increase the level of information and training of staff on this issue, including the membership of hotels in the Code.”

“تركز التوصيات الرئيسية للدراسة على سَن قوانين وسياسات وبرامج جديدة من قبل قِطاع السفر والسياحة ونظام حماية الأطفال، بهدف جعل حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي محورًا لجميع المبادرات، يجب على وكالات إنفاذ القانون ومنظمي السياحة زيادة مقدار معرفة وتدريب الموظفين بشأن هذه المسألة، بما في ذلك عضوية الفنادق في المدونة.”

شهدّ الاستغلال الجنسي للأطفال في قطاع السفر والسياحة توسعًا كبيرًا حول العالم حيث أدى النمو الهائل في السفر العالمي والمحلي لزيادة أعداد المسافرين والسُياح وأعداد الأطفال المعرضين للاستغلال الجنسي. أتاح انتشار شبكة الإنترنت وتكنولوجيا الهواتف المحمولة سهولة ارتكاب المفترسين لهذه الجريمة الشنيعة مما قد يجعل أي طفل ضحية، إلا إنه من المرجح إجبار الأطفال الذين يصبحون هدفًا سهلًا على ممارسة الدعارة في مراكز السفر والسياحة، يجري التواصل معهم وإعدادهم من قبل القوادين أو الجُناة إما شخصيًا أو عبر الإنترنت، كما قد يجري المتاجرة بهم من قبل أفراد الأسرة.

ليس هنالك صورة نموذجية لمرتكبي جرائم الجنس بحق الأطفال، رغم أنهم غالبًا ذكور، قد يكون بعضهم مشتهيًا للأطفال إلا أن معظمهم ليسوا كذلك، قد يكونوا أجانب أو مواطنين محليين، يافعين أو مسنين، يُمكن أن يكونوا من شتى أنحاء العالم. إنهم يعتدون على الأطفال جنسيًا لأنهم يظنون أن بوسعهم الإفلات من العقاب. ثمة الكثير من الضحايا الذين يشعرون بالعار ويخشون التحدث عن تعرضهم للاعتداء ويندر أن يُبلغ الشهود عما شهدوه، مما يخلق فكرة التحرر من أي عواقب قانونية في أذهان الجُناة. تُعرَّض الثغرات والنزعات في تنفيذ القانون الأطفال المستغلين لخيانة العالم لهم مع تهرب الجُناة من جرمهم ليبحثوا عن الطفل التالي للاعتداء عليه.

لا يُمكن المبالغة في تأثير الاستغلال الجنسي على الأطفال، بالنسبة للضحايا تضم الآثار أضرارًا جسدية، وعاطفية، ونفسية حادة تدوم مدى الحياة. لقد باتَّ العالم قرية صغيرة مع الإقبال المتزايد على السفر وشبكة الإنترنت، جمعينا لديه دور ليؤديه الحكومات، والمنظمات، ووكالات إنفاذ القانون إضافة لدورك ودوري في حماية الأطفال من الانتهاكات المروعة التي يرتكبها المسافرون والسُياح بحقهم. بقدر ما تتطلب تربية طفل مجتمعًا كاملًا، إساءة معاملته تتطلب مجتمعًا كاملًا أيضًا. كثيرًا ما يحدث ذلك في الأماكن العامة، والحديث عن ذلك هو ما ينبغي فعله. كلٌّ منا لديه صوته، فلنستخدم أصواتنا.

المصطلح الشائع استخدامه للإشارة إلى الاستغلال الجنسي للأطفال في مجال السفر والسياحة هو “السياحة الجنسية للأطفال”. في تقريره، يحذر مركز حقوق الطفل الألباني من أن هذا المصطلح لا يفي بوصف الطبيعة الإجرامية للاستغلال الجنسي للأطفال، بل يوحي بأن هذه الجرائم أحد أشكال “السياحة.” إنهم يكررون تعريف المشكلة المستخدم من قبل مؤسسي المدونة، الذي ينص على:

SECTT is not another form of tourism, it is a crime – and should be named as such. Offenders who abuse and exploit children are not ‘sex tourists’ – they are criminals.

استغلال الأطفال جنسيًا في قطاع السفر والسياحة ليس شكل أخر من أشكال السياحة، إنه جريمة لابد من تسميتها على هذا النحو. الجُناة الذين يستغلون ويعتدون على الأطفال ليسوا ‘سُياح جنس'، إنهم مجرمون.