- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

ما مدى دقة حصيلة وفيات فيروس كورونا في نيبال؟

التصنيفات: جنوب آسيا, نيبال, تقنية, حقوق الإنسان, حكم, صحافة المواطن, صحة, علاقات دولية, كوارث, كوفيد19
Graphics by Prajesh Sjb Rana. Via the Record (Nepal).

رسومات برجيش سجب رنا. عبر السجل (نيبال).

نُشر [1] هذا المقال لماريسا تايلور بالأصل في السجل (نيبال). يتم إعادة نشر نسخة منقحة أدناه كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى مع الأصوات العالمية.

كان غانيش شريستا (اسم مستعار) يتمتع بصحة جيدة في عامه الثامن والستين، لم يكن يعاني أي مشكلات صحية ولم يدخل المستشفى قط.

لكن في مايو/أيار 2020، في أثناء الموجة الثانية لجائحة كورونا، أصيب بالفيروس ودخل المشفى بسبب مشكلات في التنفس، وبعد عشرين يومًا، توفى غانيش، وتخلص الجيش النيبالي من جثته. لقد كان غانيش واحد من حوالي 11.928 نيبالي وافتهم المنية [2] بعدوى كورونا في العاميين الماضيين.

كان السبب المباشر لموت غانيش ضعف نبضات القلب [3]، ذلك الضعف الذي يسببه القلب فيخفض من معدل نبضاته لمنع الزيادة غير الطبيعية في ضغط الدَّم. وفقًا لابنته كان الالتهاب الرؤي الثنائي سببًا من الأسباب. كما قال (أنه تم استقباله في جناح المصابين بالفيروس) وعدّ تلقائيًا من وَفَيَات الفيروس.

منذ بداية الوباء، تعددت التساؤلات بشأن الأسباب الفعلية لوفاة المصابين بالفيروس [4]. تعد حالة غانيش رمزًا لهذا الالتباس، على الرغم أن غريشيا كان سيختبر سلبًا بفيروس كورونا خلال تواجده بالمستشفى، نسب الأطباء وفاته لمضاعفات ناتجة عن فيروس كورونا، وسُجل كحالة وفاة نتيجة له.

تزداد الأمور تعقيدًا عندما يعود الأمر للمريض، خاصة بوجود أمراض مصاحبة أو مزمنة [5]. كما يوجد التباس حول إحصائيات الوفاة المذكورة، تبين الوَفَيَات من فيروس كورونا أو ممن ماتوا نتيجة الفيروس. لا تفرق وَفَيَات الفيروس المعلن عنها من قبل الحكومة يوميًا حول العالم – وتشمل نيبال- بين النوعين [6]. لذا إن جمعت هاتين الإحصائيتين معًا لا توفر لنا خلفية حقيقية لعدد وَفَيَات الوباء الفعلية [7] حيث يمكن هذا أن يعوق تدابير الصحة العامة المستهدفة لمنع الوَفَيَات في المستقبل.

حالات الإصابة والوفيات المؤكدة الجديدة بفيروس كوفيد 19 يوميًا لكل مليون شخص. 7 أيام معدل دوران، يعني الاختبار المحدود والتحديات في عزو سبب الوفاة أن الحالات وعدد الوفيات قد لا يكون دقيقًا. حالات جديدة لكل مليون شخص. وفاة جديدة لكل مليون شخص

وفقًا للمبادئ التوجيهية الدولية لمنظمة الصحة العالمية لإصدار الشهادات وتصنيف سبب الوفاة [8]، تعتبر وَفَيَات فيروس كورونا حالات “ناتجة عن مرض مماثل سريريًا في حالة فيروس كورونا المحتملة أو المؤكدة، ما لم يكن هناك سبب بديل واضح للوفاة لا يمكن أن يكون مرتبطًا بمرض كوفيد-19 مثل (الورم أو الإصابات).

تماشيًا مع منظمة الصحة العالمية، لم يتوصل قسم علم الأوبئة ومكافحة الأمراض [9] بوازرة الصحة النيبالية (EDCD) إلا إلى إرشاداته الخاصة لتسجيل وفيات الفيروس في يناير 2021.  قبل ذلك، كانت الممارسة المعتادة هي تسجيل وفاة فيروس كورونا لأي شخص كان إيجابيًا للفيروس وقت الوفاة.

ذكر الدكتور آرمت بوخاريل، رئيس قسم إدارة الطوارئ لقسم علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، أن هناك وحدة كاملة بها مسؤولة عن إحصاء حالات فيروس كورونا المؤكدة إلى جانب الوفيات التي أبلغت عنها المستشفى في جميع أنحاء البلاد، وتنتشر الحصيلة اليومية كل مساء على موقع وزارة الصحة [10]. ويقول دكتور بوخاريل أنه بعيدًا عن الموت بسبب حوادث الطريق، أو، الانتحار، أو، الناتجين من الجرائم المختلفة فإن أي شخص صُنف بفيروس كورونا إيجابيًا يُعد من وفيات الفيروس.

ومع ذلك، لا تقدم هذه القاعدة العامة معلومات كافية حول وفيات فيروس كورونا، ومن الضروري التفرقة بين أولئك الذين ماتوا بفيروس كورونا وأولئك الذين ماتوا منه؛ لمعرفة أي قسم من الأشخاص لا يزال عُرضة للإصابة بالفيروس، وفي الوقت نفسه، لتقييم فعالية اللقاحات المختلفة التي نُشرت.

يتمتع الأطباء بمطلق الحرية في تحديد وفيات فيروس كورونا، وأخذ القرارات بشأنه بأنفسهم أيضا. ولكن بالنظر إلى الطريقة التي يتم بها جمع بيانات نيبال، لا يوجد مؤشر على عدد وفيات الفيروس التي حددها الأطباء، وعدد الذين أُعلن عنهم بالإصابة بالفيروس من جرّاءِ وجوده.

ولتحديد العدد الفعلي لوفيات فيروس كورونا على نحو أفضل، تقيس العديد من الدول الزيادة في عدد الوفيات [11] أثناء الوباء. وتُقاس الزيادة في عدد الوفيات على أساس الفرق بين العدد المُعلن عنه في فترة زمنية معينة، والعدد المتوقع للوفيات في هذه الفترة ما لم يحدث الوباء

يقدم عدد الوفيات الزائدة صورة أوضح للآثار الفعلية للوباء لأنه لا يأخذ في الاعتبار الوفيات المباشرة من فيروس كورونا، ولكن يربط أيضا العواقب الناجمة عنه مثل: فقدان الوظائف، والإجهاد العقلي والجسدي، وزيادة الفقر.

ومثال على ذلك: ووفقا لصحيفة علم الاقتصاد بالهند كانت مؤشرات الوفيات ما يقرب 2.3 مليون شخص وافتهم المنية بفيروس كورونا [12] بحلول بداية شهر مايو لعام 2021، مقارنة بحوالي 200 ألف حالة وفاة رسمية مما يشير إلى أن عدد القتلى الفعلي لم يتم الإبلاغ عنه.

Source: The Economist 2021. CC BY

تقديرات الوَفَيَات الزائدة المتراكمة في أثناء فيروس كورونا. بالنسبة للبلدان التي لم تعلن جميع البيانات المتعلقة بأسباب حالات الوفاة لمدة أسبوع، يرد تقدير ذلك لفترات غير مؤكدة إذا كانت البيانات المبلغ عنها متاحة يتم عرض هذه القيمة فقط. نيبال- الحد الأعلى. نيبال- التقدير المركزي. نيبال- الحدا الأدنى 95% في فترات غير مؤكدة

إن عدد الوفيات الزائد في نيبال لشهر فبراير عام 2022 يقدر ب 114.126 أما عدد وفيات فيروس كورونا المعلن عنه حاليًا 392.6 لكل مليون [13] أو (ما يقرب من 39 لكل 100 ألف) مما يدل على وجود عدد كبير من وفيات الفيروس بالإضافة إلى الضغوطات الأخرى.

يظل عدم وجود البيانات مشكلة حرجة في نيبال، خصوصًا في الوقت الذي تكون فيه تلك البيانات ضرورية لتقدير مدى انتشار الفيروس، وآثاره التي لا تحصى. حتى البيانات المتاحة تعد غير موثقة وغير علمية.

حتى إن أردنا البحث عن التناقضات لا نستطيع لعدم توافر أي بيانات للمقارنة بينها. قال (يوجيندرا جورونج) أستاذ الدراسات السكانية بجامعة اريبهوفان: إن جميع أرقام فيروس كورونا كلها من وزارة الصحة.

لم تسجل كلا من وزارة الصحة والمكتب المركزي للإحصاء أي وفيات سنوية. البيانات الوحيدة المتاحة بنيبال هي المعدل السنوي للوفيات.إذا نظرنا معدل الوفيات في نيبال في الفترة بين عامي 2020-2022 [14] فنجد أنه يتراوح من 6.264 إلى 6.327 لكل ألف (6.327 في عام 2020، 6.295 في عام 2021، و6.264 في عام 2022) إذا نظرنا فقط لمعدل الوفيات سيكون عدد وفيات آخر ثلاث سنوات هو الأقل وهو الذي ينخفض كل عام حتى في سنوات الوباء. لكن هذه مجرد توقعات قدمتها الأمم المتحدة ولا يمكن الاعتماد عليها في معرفة عدد الوفيات الحقيقي لفيروس كورونا.

في حين أن بعض التقارير تشير إلى أن وفيات فيروس كورونا مبالغ فيها على نحو كبير، وهناك حالات كورونا شديدة أخرى لم توف حقها في [15]التقارير. يعتقد دكتور بون ودكتور بوخاريل مثل العديد من الخبراء الصحيين الآخرين أن عدد وفيات نيبال لم يتم الإبلاغ عنه بشكل كبير وأن العدد الفعلي للوفيات قد يكون أكبر لأن هناك العديد من الأشخاص توفوا دون أن يخضعوا للاختبار، ولأن قدرة الاختبار في مدينة نيبال محدودة.

المشكلة الأخرى التي تحد من معرفة عدد الوفيات الفعلي هي أنه في البداية كان الجيش هو من يتخلص من جثث الموتى وكانت هذه الطريقة الوحيدة لحصد الأعداد، لكن الآن يتخلص الناس من الجثث بأنفسهم مما يعني أنه قد تكون هناك حالات يتم تفويتها ولم يتم الإعلان عنها. إضافةً إلى ذلك، غالبًا ما تكون بيانات الجيش ووزارة الصحة متضاربة. في العام الماضي، وفي ذروة الموجة الثانية لفيروس كورونا، أطلق الجيش النيبالي ومنظمة الصحة العالمية أرقام مختلفة [16] لأعداد الوفيات. في11 مايو لعام 2021 قدرت وزارة الصحة عدد القتلى 4.084 بينما صرح الجيش النيبالي أن عدد القتلى كان 4.682 فانحاز خبراء الصحة العامة إلى بيانات الجيش.

مشكلة أخرى: تُغفل البيانات الصادرة من وزارة الصحة دوريا لأنها تُحسب مع الجيش، لذا قد ينتهي الأمر بالوفيات من فترة معينة في حصيلة فترة لاحقة.

رسميًا، توفى حوالي 12.000 شخص بفيروس كورونا في نيبال، ولكن العدد الفعلي أعلى بالتأكيد. شاملين من ماتوا من الفيروس مباشرة والذين ماتوا لأسباب ذات صلة. إن البيانات الصحيحة والمفصلة جزء من حق الجَمهور في الحصول على المعلومات وفي خضم الوباء وجزء من حقوقهم في الحياة للحصول على مستوى صحي لائق. لكن يقول الأطباء أن هذا الأمر في النهاية عادي لدولة نيبال فإنجاز الأشياء متأخرة أفضل من عدم انجازها على الإطلاق.

قال جورونج الأستاذ بجامعة تريبهوفان: “لقد سمعت عن حالات كثيرة من العائلة والأصدقاء لم يتوفوا مباشرة بسبب فيروس كورونا، ولكنهم أُدرجوا ضمن وفيات الفيروس لكن هذا كله غير موضوعي، لا يوجد طريقة تمكننا من معرفة عدد الوفيات الحقيقي ما لم نعيد فرز تلك الأعداد مع الأخذ في الاعتبار تعريف أكثر وضوحا للموت من فيروس كورونا.