تتوجه أنظار العالم نحو مصر، حيث تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغيير المناخ (COP27)، الذي يجمع أكثر من 190 حكومة من حول العالم في شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، لمحاولة حل بعض التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا في العالم.
يشهد العالم حاليًا أحداثًا مناخية كارثية، وأزمة طاقة ناجمة عن الصراع في أوكرانيا، في نفس الوقت الذي تحذر فيه أبحاث مقلقة للأمم المتحدة من أن “فرصة سانحة على وشك الانغلاق” لأن البشرية لا تفعل ما يكفي لمكافحة الاحتباس الحراري.
بالرغم من ذلك، هناك تخوفات من أن يقوم سجل حقوق الإنسان المتدهور للدولة المضيفة وقمعها للفضاء المدني باختطاف الضوء عن جدول أعمال المؤتمر.
كوب 27 – مساحة “للغسيل الأخضر”
في الوقت الذي تستضيف فيه مصر مؤتمر كوب27، قامت الحكومة بتقييد مشاركة منظمات المجتمع المدني المحلية، بحيث أثبطت مشاركة المنظمات الناقدة للحكومة المصرية من خلال الفرز الانتقائي للمنظمات غير الحكومية المسموح لها بحضور المؤتمر. لم يتم إبلاغ منظمات المجتمع المدني بإجراءات التقديم أو كيفية التقديم، ولم يتم الكشف عن معايير الاختيار أو عملية التقديم.
وفقًا للخبراء إن الزيادة المنسقة في أسعار الفنادق، والقيود المفرطة على الحق في التجمع السلمي خارج مكان المؤتمر، والتأخيرات التعسفية في إصدار التأشيرات للزوار الدوليين قد فاقمت الوضع.
Super fun to have a climate summit in a police state sponsored by @CocaCola while most “civil society” delegates save their indignation for jacked up hotel prices instead of locked up political prisoners. #COP27 in #Egypt is shaping up to be very cool and normal. #SaveAlaa https://t.co/28NEuyYxVD
— Naomi Klein (@NaomiAKlein) October 1, 2022
من الممتع جدا أن تكون لديك قمة المناخ في دولة بوليسية برعاية كوكا كولا، بينما يدخر معظم ممثلي “المجتمع المدني” سخطهم على ارتفاع أسعار الفنادق بدلاً من اعتقال السجناء السياسيين. #كوب27 في #مصر يتجه ليكون رائعًا وطبيعيًا.
مما زاد الطين بله استبعاد الحكومة المصرية لأي منظمة مصرية تتخذ من سيناء مقرا لها، أو مجالا رئيسيا لنشاطها من حضور مؤتمر كوب27، على الرغم من أن القمة تعقد في شرم الشيخ، الواقعة على أراضيها وفقًا لـمركز القاهرة لحقوق الانسان.
تشن الحكومة المصرية، منذ عام 2013، حملة عسكرية في شمال سيناء بذريعة محاربة جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. تشمل الحملة قيودًا مشددة على حركة الأفراد والبضائع في جميع أنحاء المحافظة تقريبًا، بالإضافة إلى تعليق خدمات الاتصالات لعدة أيام في كل مرة. مما أفضى إلى حاجة سكان المنطقة إلى المساعدة الإنسانية الملحة.
يأتي هذا من ضمن سياق أكبر، قامت من خلاله حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقمع كل من الفضاء المدني المصري والمدافعين عن حقوق الإنسان منذ توليه السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013، مما حد من قدرتهم على المشاركة في الخطاب السياسي والمساحات المدنية.
حسب الخبراء: “إن عمليات التوقيف والاحتجاز، وتجميد أصول المنظمات غير الحكومية وحلها، وقيود السفر المفروضة على المدافعين عن حقوق الإنسان، خلقت مناخًا من الخوف لمنظمات المجتمع المدني المصرية للمشاركة بشكل فعال في كوب 27″.
أزمة حقوقية مستمرة في عهد السيسي
وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش العالمي لعام 2022 الذي يسلط الضوء على أزمة حقوق الإنسان المستمرة في مصر في ظل إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، زادت الحكومة في عام 2021 مقاضاة النشطاء والمنتقدين السلميين من قبل محاكم أمن الدولة- طوارئ التعسفية، كما أصدرت المحاكم أحكامًا بالإعدام في محاكمات جماعية، مما أضاف إلى الارتفاع الحاد في عدد الإعدامات.
في غضون ذلك، تجاوز عدد المعتقلين السياسيين في مصر من منتقدي الحكومة، والصحفيين، ونشطاء حقوق الإنسان ال 60,000، يقضي العديد منهم فترات طويلة في السجن دون محاكمة ثم يعلقون في شباك نظام “القضايا المعاد تدويرها” المصمم لإبقائهم خلف القضبان؛ إذ يتم إعادة اعتقال السجناء المفرج عنهم في قضايا جديدة بنفس التهم أو بتهم مشابهة.
تجاهلت السلطات أيضا النظر في العديد من حالات سوء المعاملة والتعذيب التي لا تزال تحدث خلف القضبان، مع تكثيف الاستهداف لعائلات دعاة حقوق الإنسان في الخارج.
#أنقذوا_علاء، نافذة الفرصة على وشك الإغلاق لعلاء عبد الفتاح
علاء عبد الفتاح مثال على ما سبق؛ ناشط في مجال حقوق الإنسان، كاتب ومطور برامج من أصل بريطاني مصري؛ كان من الأصوات البارزة خلال ثورة 25 يناير 2011، ما أسفر عن اعتقاله من قبل جميع الحكومات التي مرت عليه في حياته.
Two years ago today, Alaa Abd El Fattah was arrested by security forces from Dokki police station, where he was spending 12 hours a day on probation. Today marks the legal limit of his pretrial detention.
Here is a timeline mapping his experience with the prison system. pic.twitter.com/ksL1njU5QF— Mada Masr مدى مصر (@MadaMasr) September 29, 2021
قبل عامين، اعتقلت الأجهزة الأمنية علاء عبد الفتاح من قسم شرطة الدقي، حيث كان يقضي 12 ساعة في اليوم تحت المراقبة. اليوم يصادف الحد القانوني لاحتجازه السابق للمحاكمة. فيما يلي جدول زمني يرسم تجربته مع نظام السجون.
بدأ اعتقاله الأخير باختطافه في 29 سبتمبر/أيلول 2019، حيث أمضى أكثر من عامين رهن الحبس الاحتياطي بتهمة “نشر معلومات كاذبة” بسبب مشاركة بوست على فيسبوك، انتهى الاعتقال بحُكم بالسجن لمدة خمس سنوات.
في 2 أبريل / نيسان 2022، بدأ عبد الفتاح إضراباً مفتوحًا عن الطعام تعبيرًا عن رفضه لظروف سجنه القاسية والأحكام ذات الدوافع السياسية التي سلبته سنوات كان يمكن أن يقضيها مع ابنه وعائلته.
بعد أكثر من 212 يومًا من الإضراب الجزئي عن الطعام، انتقل عبد الفتاح إلى إضراب كامل عن الطعام في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، كما بدأ إضرابا عن شرب المياه في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تزامنا مع بدء فعاليات كوب27.
بالنسبة لعبد الفتاح إما الحرية أو الموت قبل نهاية كوب27.
غادرت سناء، شقيقة عبد الفتاح، لندن، حيث أمضت الأسابيع القليلة الماضية في حملة من أجل حريته لحضور كوب27:
I'm on my way to #COP27 as my brother @alaa, a British citizen, begins water strike. He may only last a few days. My family needs proof of life by noon every day. @RishiSunak, I'm relieved you're working to #FreeAlaa until then, will you confirm that Alaa is still alive each day?
— Sanaa (@sana2) November 6, 2022
أنا في طريقي إلى #كوب 27 حيث بدأ أخي علاء، وهو مواطن بريطاني، إضرابًا عن المياه. قد يستمر بضعة أيام فقط. عائلتي بحاجة إلى دليل على الحياة بحلول الظهر كل يوم. @RishiSunak، أشعر بالارتياح لأنك تعمل على #FreeAlaa حتى ذلك الحين، هل ستؤكد أن علاء ما زال على قيد الحياة كل يوم؟
شارك عبد الفتاح في عدد من مبادرات صحافة المواطن. وحظي كتابه “أنت لم تهزم بعد” بإشادة واسعة النطاق.
#Alaa wrote “My mother started a sit in in front of the prison gates. It ended with her & my 2 sisters being assaulted & Sanaa being arrested for the 3rd time..I describe Sanaa’s stubborn, defiant personality”p.432.
Today @sana2 @Monasosh fight for their brother’s life#FreeAlaa pic.twitter.com/i26wIoq1jA— Winchelgirl (@winchelgirl) November 3, 2022
كتب #علاء “أمي بدأت بالجلوس أمام بوابات السجن، وانتهى الأمر بتعرضها هي وشقيقتيّ للاعتداء واعتقال سناء للمرة الثالثة… أصف شخصية سناء بـأنها عنيدة ومتحدية “ص 432. اليوم @sana2 و Monasosh@ تقاتلان من أجل حياة أخيهم #FreeAlaa
مظاهرات شعبية على هامش المؤتمر
على الرغم من حظر المظاهرات قانونًيا منذ عام 2013، والتعامل معها بحزم من قبل القوات المسلحة، إلا أن القمة تتزامن مع دعوات من الشارع المصري لتظاهرات احتجاجا على ارتفاع الأسعار، وتردي مستويات المعيشة، والمطالبة بالحقوق المدنية وحرية التعبير، ولكن أيضا للمطالبة برحيل السيسي بما وصفوه “بثورة المناخ”.
توضيح مهم
١- السيسي و مليشياته لن يستطيعوا ان يستخدموا اى عنف ضد المتظاهرين فى الفترة من ٦- ١٨ نوفمبر ولا حتى خراطيم الماء ولا حتى الغاز
٢- السيسي فى مأزق وفى اضعف حالاته وهذه فرصتنا #احشد_ليوم_11نوفمبر #ارحل_عدو_الله #إنزل_١١_١١_حرر_بلدك #نازلين_الجمعه_11_11_ثورة_المناخ pic.twitter.com/IhlNqFCulg— ezz sief عز سيف (@ezzsaif) November 2, 2022
بحسب ما ورد تم اعتقال ما يقرب من 70 شخصًا حتى الآن فيما يتعلق بمطالب الاحتجاجات التي ستنظم بالتزامن مع اجتماع المناخ كوب27.
كما وردت تقارير عن قيام ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية بفحص الهواتف المحمولة للمشاة، والبحث عن ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، واحتجاز أي شخص يشتبه في أنه ناشط سياسيًا.
رصدت #نحن_نسجل قيام جهاز #الأمن_الوطني وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية في #مصر، بشن حملة اعتقالات موسعة في معظم محافظات الجمهورية.
ووفق ماوثقته المنظمة، فقد استهدفت الاعتقالات بعض من تم الإفراج عنهم من معتقلين سابقين، بالإضافة إلى أسر بعض المعارضين المصريين في الخارج.
(1/2) pic.twitter.com/XIMxVfYHIR
— We Record – نحن نسجل (@WeRecordAR) October 28, 2022