هل تعود هونغ كونغ فعلًا لنشاطها المعهود من قواعد رقابة كوفيد-19؟

الناس ملزمين باستخدام تطبيق “غادر المنزل بامان” لدخول برج الهجرة في وان تشي. الصورة: GovHK عبر هونغ كونغ فري برس.

كُتِبّت النسخة الأصلية من المقال الآتي من قبل توم غرندي ونُشرت من قبل هونغ كونغ فري برس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. أُعيد نشر هذه النسخة المحررة على جلوبال فويسز بموجب اتفاقية مشاركة المحتوى مع هونغ كونغ فري برس.

مع ترك قيود كوفيد-19 لكتب التاريخ في شتى أنحاء العالم، أخبر رئيس هونغ كونغ التنفيذي جون لي قادة قطاع الأعمال أن المدينة “ستعاود نشاطها من جديد“، فيما أعلنَّ مديره المالي أن المدينة “عادت للعمل.”

إلا أن الواقع يوحي بغير ذلك، فما زال تطبيق قوانين التباعد الاجتماعي الصارمة في أوجه ويُصِّر مسؤول الصحة هذا الأسبوع على أن المدينة لا زالت تواجه “حالة طوارئ صحية عامة.”

على الجانب الآخر في البر الرئيسي للصين، ضاعفت بكين من التزامها بسياسة “صفر كوفيد”، رغم الإعلان عن تخفيف بعض القواعد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني. في هونغ كونغ، لا يوجد جدول زمني لرفع القيود ويقع الاقتصاد تحت وطأة الضغط حاليًا حيث كشفت الحكومة عن انخفاض إجمالي الناتج المحلي بمقدار 4.5% منذ العام الماضي.

مع ذلك، لدى المركز المالي سِجِل حافل للارتداد، كما قال لي في قمة المصارف الهامة العام الماضي. لكن أهو من السابق لأوانه ادعاء عودة الحياة لطبيعتها بينما لا تزل أعداد الوافدين للمدينة منخفضة بمقدار 97% مقارنة بالأعوام الثالثة الماضية؟

تستعرض هونغ كونغ فري برس قواعد التباعد الاجتماعي الباقية التي لا تزل سارية —بعضها منسي والبعض الآخر غريب— حيث يتساءل الأطباء عن الأسس العلمية المُستندة إليها ويُشكك العامة بضرورتها على نحو متزايد.

ارتداء الكمامات في الأماكن العامة وحظر التجمعات

لابد من ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة، منها متاجر التسوق، أو يُخاطر السكان بالحصول على غرامة ثابتة قدرها 5 ألف دولار هونغ كونغ (حوالي 640 دولار أمريكي). أتاحت الحكومة استثناءات للذين يمارسون الرياضة خارج المنزل أو في الأندية والملاعب الرياضية، لكنها لم تستثني المدخنين.

قالَّ لي هذا الأسبوع أن رئيس المدينة أشار إلى أن أقنعة الوجه وُجدت لتبقى: “ستدوم أقنعة الوجه لأني أرى أن جميع الخبراء أشاروا لمدى أهميتها في الحد من انتشار الوباء.” لكن صرحَّ بعض الخبراء، مثل عالم الأوبئة بن كاولينغ، أنه ثمة داعٍ علمي بسيط لاشتراط ارتدائها في هذه المرحلة من الجائحة.

تُحْظَر التجمعات التي تضم أكثر من 12 شخص في الأماكن العامة. كما ينبغي أن تبقى المجموعة على بُعد 1.5 متر عن بعضها. تقتصر المجموعات السياحية المحلية على 30 شخص، أو 100 شخص في حال خضعَّ جميع السُياح لفحص سريع. يواجه المخالفين غرامة ثابتة قدرها 5 ألف دولار هونغ كونغ (حوالي 640 دولار أمريكي).

تطبيق تعقب كوفيد-19 في الأماكن الرئيسية

منذ 24 فبراير/شباط، يجب على السكان إظهار دليل على أنهم مُحصنين عبر تطبيق التعقب “غادر المنزل بأمان” لدخول أماكن مثل متاجر البقالة، والمراكز التجارية، والمدارس، والمكاتب الحكومية، والمستشفيات وغيرها من الأماكن.

سيحصل أولئك الذين تلقوا ثلاث جرعات من لِقاح كوفيد-19 —أو جُرعتان في حال تلقوا جرعتهم الثانية قبلها بأقل من خمسة أشهر— على رمز استجابة سريعة أزرق اللون في التطبيق ليُتيح لهم الدخول، فيما يَحْصُلُ المرضى المصابون على رمز أحمر اللون، ويحصل المسافرين الداخليين على رمز أصفر اللون، مما يحظرهم من دخول معظم الأماكن.

في سبتمبر/أيلول، توسعَّ تصريح المحصنين ليشمل الأطفال في سِن الخامسة، الذين تلقوا جرعة واحدة من لِقاح كوفيد-19 على الأقل ليدخلوا عدة أنواع من الأماكن.

اختبارات كوفيد-19 للوافدين، والموظفين الرئيسيين، والسكان

لابد لزوار هونغ كونغ تعبئة استمارة تصريح طبي حكومية وعرض نتيجة الفحص السريع السلبية للركوب على متن الرِّحْلات الجوية. يتعين على المسافرين إجراء فحوص سريعة يومية وأربعة فحوص بي سي آر خلال أسبوعهم الأول في المدينة أثناء فترة “الرقابة الذاتية”. تُجرى فحوص “بي سي آر” يوم الوصول —اليوم صفر— ومجددًا في اليوم الثاني، والرابع، والسادس.

إن أظهرت أي من الفحوصات نتيجة إيجابية، سيُقْدَم للزائرين أمر العزل. بناءً على ظروفهم المعيشية، قد يضطرون للذهاب إلى مخيم الحجر الصحي الحكومي.

المعلمون، وعمال الرعاية الصحية، وموظفي دور الرعاية، والموسيقيون في أماكن العروض الحية، وموظفي التموين هم من بين الذين يتعين عليهم الخضوع لفحوص كوفيد-19 بانتظام.

يُمكن إخضاع أولئك الذين يقطنون في مناطق تفشي الوباء، التي تحددها الحكومة لاختبار الحمض النووي الإلزامي للكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-19. تُفْرَض غرامات ثابتة قدرها 10 ألف دولار هونغ كونغ (حوالي 1280 دولار أمريكي) على الذين لم يخضعوا للاختبار.

قيود الأكل والشرب

أكد مكتب الصحة في هونغ كونغ فري برس الأسبوع الماضي أن الأكل والشرب ما زال محظورًا في وسائل النقل العامة في هونغ كونغ. صرحَّ المكتب أن القواعد “مبنية على أسس علمية وهادفة.”

فيما كان استهلاك الطعام والشراب محظورًا دومًا في المناطق المدفوعة لقطار النقل العام، كان مسموحًا على متن الكثير من رِحْلات العبارات في السابق.

يُسمح بجلوس 12 شخص فقط على كل طاولة في المطاعم، ولا تزال الحواجز أو إجراءات التباعد مفروضة لترك مساحة بين المجموعات.

تنطبق مجموعة القيود ذاتها على المسابح، ومرافق الرياضة، ومراكز اللِّيَاقَة البدنية، وصالونات التجميل ومنشآت التدليك، وأماكن التسلية والترفيه العامة، ومراكز الألعاب الترفيهية، وأماكن الفعاليات، والأماكن الدينية، وصالونات/متاجر الشعر والحلاقة، والحمامات العامة، وصالات الاحتفال، والنوادي والملاهي الليلية، وأماكن الكاريوكي، وأماكن القمار، والسفن السياحية.

في مرافق خدمات الطعام، يتعين على الزبائن ارتداء قناع الوجه وعدم استهلاك الطعام والشراب عند ابتعادهم عن الطاولة. كما يجب استخدام تطبيق “غادر المنزل بأمان” عند دخول المكان.

قد يَحضُر ما يصل إلى 240 شخص لمأدبة طعام، رغم لزوم خضوعهم لفحص سريع في غضون 24 ساعة وإثباتهم ذلك للحضور.

إضافة لاستخدام تطبيق “غادر المنزل بأمان”، يجدر بالراغبين في دخول الحانات أو الملاهي الليلية عرض صورة تُظهر إجراء الفحص السريع خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية ويَرِد فيها ذِكر الاسم والتاريخ. قد تمتلئ الأماكن بما يعادل 75% فقط من سعتها، ويُمكن جلوس 6 أشخاص كحد أقصى على الطاولات. عند تواجد المُحتفلين في الحانة بعيدًا عن الطاولة، يتعين عليهم عدم استهلاك الطعام والشراب، ويتوجب عليهم ارتداء قناع الوجه —حتى أثناء الرقص.

معظم أماكن العروض مُلزمة بتشغيل 85% من سعتها الاستيعابية.

قيود الفعاليات والأماكن العامة

فُرضت مُختلف القيود على الفعاليات العامة مؤخرًا، بينما فشل بعضها في الحصول على موافقة نهائيًا. أُلْغَى ماراثون هونغ كونغ وأُجِّلَ لفبراير/شباط المقبل. سُمِحَّ بعقد منافسة السباحة عبر الميناء لكنها حُصِّرت على 1،500 سباح.

يُمكن أن تستقبل المسابح العامة سباحين بما لا يزيد عن 50% فقط من سعتها، فيما تكون سعة الأماكن الخارجية، ومن ضمنها مدرجات المتفرجين، محدودة أيضًا.

يُمكن لصالات السينما، وأماكن العروض، والمتاحف، وأماكن الفعاليات، والأماكن الدينية مِلئ ما يعادل 85% فقط من سعتها.

أُوقِفت جميع موزعات المياه في كل الأماكن الترفيهية العامة منذ 29 يناير/كانون الثاني 2020 وستظل مغلقة.

القيود المدرسية

يتعين على جميع طلاب هونغ كونغ الحصول على فحص سريع لدخول أراضي المدرسة.

لقد عُلِّقت الأيام الدراسية الكاملة الحضورية لطلاب المراحل الابتدائية والثانوية في أغسطس/آب 2020. يجب أن تُحقق المدارس الثانوية معدل تحصين مزدوج بنسبة 70% بين الطلاب قبل أن يستطيعوا تقديم طلب استئناف الأيام الدراسية الكاملة أو اقتراح أنشطة ما بعد المدرسة اللاصفية. ينطبق الأمر ذاته على المدارس الابتدائية منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول. ولا توجد خطط لاستئناف اليوم الدراسي الكامل على مستوى رياض الأطفال.

الحجر الصحي للمصابين

اعتمادًا على شدة الأعراض، قد يُرسَل أولئك الذين يُبْلِغونَ الحكومة عن نتيجة فحصهم الإيجابية إلى مستشفى، أو منشأة عزل المجتمع، أو قد يُسمح لهم بالعزل المنزلي بموجب خطة “ابق في المنزل آمِنًا”. كما ينبغي لهم ارتداء سوار تعقب إلكتروني. سيمكث المرضى غير المحصنين في المنزل لمدة أسبوعين، فيما يُمكن للمحصنين المغادرة أن كانت نتيجة فحصهم سلبية في اليوم السادس أو السابع.

قد يخضع الأشخاص المقربين من المصابين في المنزل للحجر المنزلي أيضًا. مع ذلك، لا يُسمح لمن يعيشون في شقق مقسمة، أو من لا يملكون مرحاض يعمل بفعالية أو وسيلة لغسل اليدين، أو من يعيشون مع أفراد معرضين لمخاطر عالية بالعزل المنزلي.

سُلطة الشرطة والغرامات

تحتفظ الشرطة بصلاحياتها الخاصة لتفريق التجمعات غير القانونية وطلب البيانات الشخصية وبطاقات الهوية للمشتبهين بانتهاك قواعد كوفيد-19. كما تستطيع تفتيش الأماكن المتقيدة وفرض العقوبات.

يُمكن للمسؤولين المخولون الآخرين —مثل هيئة الزراعة، وهيئة الصيد وحماية البيئة، وهيئة الغذاء والصحة البيئية— فرض الغرامات أيضًا.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.