- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، ماتزال العوائق قائمة في ترينيداد وتوباغو

التصنيفات: الكاريبي, ترينيداد وتوباجو, النشاط الرقمي, تعليم, حقوق الإنسان, سياسة, شباب, صحافة المواطن, الجسر
[1]

لورا بيير اسكايغ وفرانسيس اسكايغ مع عائلتهم. أسسَّ الزوجان منظمة كوز آن إفيكت [1] غير الربحية، التي تهدف لتحسين جودة حياة ذوي الاحتياجات الخاصة في ترينيداد وتوباغو. الصورة من التقاط راشمي ماتور – صفحة شعب ترينيداد وتوباغو [2]، مُستخدمة بإذن من آل اسكايغ.

كُتِبَّ هذا المقال من قبل كوز آن إفيكت [3]، منظمة غير حكومية مهتمة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة تهدف لدمج وحماية ذوي الإعاقة، إضافة لإنشاء معيشة مدعومة مُستدامة ومجتمعات عمل يستطيع فيها ذوي الإعاقة المعتدلة إلى الشديدة المساهمة بشكلٍ فعال في مجتمع أوسع والشعور بالرِضا.

موضوع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة [4] لعام 2022، الموافق 3 ديسمبر/كانون الأول، هو “حلول جذرية للتنمية الشاملة: دور الابتكار في تغذية عالم مُيسر وعادل” — لكن بالنسبة لذوي الإعاقة في ترينيداد وتوباغو، لا يوجد الكثير للاحتفال به.

بالكاد يمر يوم لا نُذَكَّر فيه بوضعنا غير المؤاتِ في المجتمع، ومستوانا المتدني، وترتيبنا في السلم الوظيفي — من التدخل المُبكر، والتقييمات، والأدوية، إلى التعليم وكل شيء آخر على طول مسار الحياة.

تُفيد منظمة الصحة العالمية [5] أن 15% من سكان العالم يعانون من الإعاقة، ويزداد هذا الرقم بفعل النمو السكاني، والتقدم الطبي، وعملية التقدم في السن. يُعد ذوي الاحتياجات الخاصة أكبر أقلية في العالم. في ترينيداد وتوباغو، هنالك نحو 210 ألف شخص يعيش مع نوع ما من الإعاقة.

رُغم توقيع ترينداد وتوباغو لمختلف المعاهدات الدولية، منها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة [6] في 2014، إلا أننا لم نتقدم على نحو حاسم لتلبية الاحتياجات المتنامية لذوي الإعاقة.

لا تزال الحواجز الاجتماعية قائمة.

يخلق غياب الإطار التشريعي لدعم وحماية مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة وأُسرَّهم تمييزًا عُنصريًا مِهنّي. مع عدم توافُّر أي شكل من أشكال الإصلاح، تتعرض القدرة على الاستفادة من الإمكانات البشرية للخطر منذ سنٍ مُبكرة، وتستمر في مسار تنازلي على مدى الحياة، ما لم يتمكن الوالدان اللذان يَمْلِكان القدرة المالية من الوصول شخصيًا لكل الخدمات اللازمة، التي تعمل كجسرٍ مؤدٍ لمسار حياة أكثر إيجابية لأطفالهم.

تتضمن معوقات التقدم الحصول على خدمات التدخل المُبكر، وخدمات الرعاية الصحية المتعلقة بالإعاقة، وخدمات التعليم الخاصة، وفرص العمل، والسكن، وخدمات النقل، والرعاية طويلة الأجل للأشد ضُعفًا في مجتمعنا.

على حد تعبير [7] نيكولو مكيافيلي، ثمة ثلاثة أنواع من الأشخاص في العالم: أشخاص يفهمونكَّ، وأشخاص يفهمونكَّ بعد الشرح لهم، وأولئك الذين لا يفهمون. نعتقد أن هناكَّ جسرٌ خفي يصل بين هذه الفئات الثلاث؛ لنسميه “جسر الاهتمام”. نُدرك أنها غير حسنة. كنا نحاول جعل الإعاقات حسنة على مدار الأعوام التسعة الماضية، لكن يبدو أن وصمة “النقص”، و”يا لهم من مساكين” أو التعبير السلمي القائل “إنها مشيئة الرب” متأصلة بعمق في النفس البشرية كما هو الحال مع معظم النّاس — حتى وإن فهِموا، أو فهِموا بعد شرح الأمر لهم — لن يهتموا بما يكفي لإدماج أصحاب الإعاقات المرئية وغير المرئية في هذا المجتمع المتطور سريعًا الذي نعيش فيه.

كانَّ للجهود التي بذلتها لادي ثيلما هوشوي [8] وروزي ميلز، أخصائية اجتماعية أمريكية، لبناء دار لادي هوشوي [9] للأطفال والأشخاص الذين يعانون من الإعاقة خلال 1961 دور هام في انتشال الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية من أماكن إقامتهم السابقة لمكانٍ أكثر ملائمة ورعاية. في ترينيداد وتوباغو، قبل 1961، وضِعَّ الأطفال إلى جانب البالغين الفقراء، بعضًا ممن عانوا من أمراض عقلية، فيما يُعرف حاليًا مُجمع القديس جيمس الطبي [10] في ضواحي بورت أوف سباين.

الآن، بعد 61 عام، حتى في الوجه المتطور للطب والعلوم، لا سِيَّما في ضوء الأساليب الحديثة والمُحسنة لعلاج ذوي الإعاقة الذهنية وغير المرئية، يبدو أن ترينيداد وتوباغو عازمة على إبقاء نهجّها المخصص لذوي الإعاقة، الذي لا يضمن إدماج ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.

لا يحتاج مُجتمعُنا لمجاملات واعترافات فارغة في يومٍ محدد. لسنا بحاجة للبيروقراطيين [11]، والتكنوقراطيّين [12]البعيدين بشكل واضح عن تجارب حياتنا، التي تُملي علينا الإجراءات الموضوعة تحت التنفيذ لذوي الاحتياجات الخاصة. ما نحنُّ بحاجة ماسة إليه هو، قيادة تهتم وتتفهم أن جودة الحياة التي يتعرض أفراد المجتمع لها تعتمد على كيفية معاملة أفراده الأشد ضعفًا.