- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مقتل الصحفي الباكستاني في كينيا قد لا يكون مسألة خطأ في تحديد الهوية

التصنيفات: جنوب آسيا, باكستان, كينيا, الإعلام والصحافة, حرية التعبير, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية, أدفوكس
Screenshot of the slain Pakistani journalist Arshad Sharif from YouTube video by Arshad Sharif Official Channel. Fair use. [1]

لقطة شاشة للصحفي الباكستاني القتيل أرشد شريف من فيديو على يوتيوب لقناة أرشد شريف الرسمية [1]. تحت رخصة الاستخدام العادل.

تفاجأ الكثيرون في باكستان عند علمهم [2]بمقتل الصحفي الاستقصائي ومقدم الأخبار الباكستاني، 49 عامًا، أرشد شريف برصاص الشرطة الكينية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في حادث يشوبه “خطأ تحديد الهوية”. كان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد أعلن [3] عن تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل شريف. يشكك الإعلام في كلا البلدين، ومستخدمو الإنترنت، والمشرعون في الرواية الرسمية التي قدمتها الحكومة الكينية، التي يعتقدون أنها متورطة [4].

 حادث خطأ في تحديد الهوية؟

بحسب [5] البيان الرسمي [6] للشرطة الكينية، أصابت الشرطة الكينية شريف بطلق ناري في رأسه بالقرب من طريق نيروبي-ماجادي السريع مساء 23 أكتوبر/تشرين الأول، بدعوى اختراقه، وسائقه، حاجز أمني على الطريق.

وفقا لما أفادته الشرطة [7]، كان ثمة نداء للشرطة، عند الحاجز الأمني، لاعتراض سيارة مماثلة لتلك التي كانوا يقودونها عقب حادثة سرقة سيارات في مدينة بانجاني في نيروبي، حيث جرى احتجاز طفل كرهينة.

رغم ذلك، أثارت تصريحات الشرطة، التي ذكرت “خطأ في تحديد الهوية”، من الأسئلة أكثر مما قدمت من الأجوبة.

نشر الصحفي الكيني إليود كيلبي سلسلة من التغريدات، على تويتر، تشير [8] إلى تضارب بيان الشرطة الكينية المتعلق بحادث القتل.

ينطوي بيان الشرطة حول مقتل أرشد شريف على العديد من الثغرات. أولاً، لو كان حادث سيارة مسروقة، فإن أرقام لوحة السيارة المسروقة وأرقام لوحة سيارة أرشد مختلفة، كما أنهم لا يذكرون طراز السيارة، وكان قد عثر على الصبي “المخطوف” بحلول الوقت الذي وقع فيه الحادث.

كتب الصحفي الكيني براين أوبويا تغريدة [10] تقول:

كان أرشد الشريف رجلاً مُطاردًا. كان يلاحقه بعض “كبار المسؤولين” في باكستان. بعد هروبه إلى المنفى في دبي، سافر أرشد بعد ذلك إلى كينيا، حيث تقول مصادر أنه جرى “تعقبه هناك” فقط لكي يُقتل “عن طريق الخطأ” في كينيا.

واصلت وسائل الإعلام الكينية الإشارة إلى التناقضات [14] في تقارير الشرطة بشأن مقتل أرشد شريف.

قال [15] أيوب ش أبقدير المذيع بقناة المواطن الكيني: “لقد فتح حادث القتل الباب على مصراعيه للأسئلة.”

أسئلتي حول مقتل أرشد شريف:

  • هل حاولت الشرطة حقًا إيقاف السيارة؟
  • هل خالف الركاب الأمر؟
  • لماذا فتحت الشرطة النار في حين لم يطلق الركاب النار عليهم؟
  • لماذا لم تطلق الشرطة النار على إطارات السيارة لشل حركتها بدلاً من (استخدام) القوة المميتة؟

يواصل الكينيون على الإنترنت التشكيك في هذه المفارقات، وكذلك في موضوعية الحكومة الباكستانية التي أعلنت فتح تحقيق حول مؤامرة اغتيال شريف. ذكر [19] أوبويا:

لا يمكن للحكومة الباكستانية أن تدعي إجرائها تحقيقًا في مؤامرة اغتيال أرشد شريف؛ ففي الوقت الحالي، تعد مشتبه بها بالنظر إلى الظروف التي أدت إلى القتل العنيف، وينبغي أن تتولى وكالة دولية مستقلة قيادة عملية التحقيق.

حقيقة أن شريف كان ينتقد المؤسسة العسكرية الباكستانية والهيمنة السياسية، أشار [21] بعض الباكستانيين بالمثل إلى احتمالية تورط هذه المؤسسات في موته السابق لأوانه.

فر شريف من باكستان هاربًا في أغسطس/آب [22]؛ لتفادي القبض عليه عقب خضوعه لدعاوى قضائية، بما في ذلك اتهامات بالتحريض على الفتنة، وذلك بسبب محاورته لأشخاص ذوي حساسية سياسية.

كتب الصحفي الباكستاني أنس مالك تغريدة تقول:

سُجل 16 محضرا أوليًا للشرطة ضد أرشد شريف، بما في ذلك قضايا تحريض على الفتنة. لقد غادر البلاد بعد المحاضر والتهديدات التي تلقاها عن طريق إنذار متوعد من حكومة إقليم خيبر باختونخوا. يقول المتحدث باسم الجيش الباكستاني إنه: “ينبغي التحقيق في ملابسات مغادرة أرشد شريف للبلاد” – إنك محق يا سيدي.

كما علق قائلاً إن الصحفيين الباكستانيين ليسوا بأمان في أيّ مكان.

وقع اغتيال أرشد شريف في كينيا، لكن آثاره المتنامية ستكون محسوسة في باكستان. كما أنه يوكد أمرًا واحدًا وهو: أن الصحفيين الباكستانيين ليسوا بأمان في أي مكان، ليس في باكستان فقط، بل وفي أي بقعة من بقاع العالم، هم ليسوا آمنين.

من كان أرشد شريف ولماذا كان هاربًا؟

كان أرشد شريف [25] مقدمًا شهيرًا لبرنامج “باور بلاي” على القناة التلفزيونية الباكستانية آري نيوز [26]، وعمل سابقًا لقناتي الأخبار آج نيوز ودنيا تي في. اشتهر بعمله الصحفي الاستقصائي الشامل، وبكشفه للعديد من الحقائق السياسية في البلاد لمؤسسات إخبارية وطنية ودولية.

في أغسطس/آب 2022، أوقفت [27] الهيئة الباكستانية لتنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية (بيمرا) جهة عمله قناة آرى نيوز لفترة وجيزة بدعوى بثها “محتوى مفعم بالكراهية، ومثير للفتنة، وكيدي”. يُعرف عن قناة آري، وهي إحدى أكبر القنوات التلفزيونية الخاصة، دعمها لرئيس الوزراء السابق عمران خان [28]، الذي أطيح به في تصويت بحجب الثقة بعد خسارته الأغلبية في مجلس النواب. منذ ذلك الحين، كان خان ينتقد [29] الجيش والمؤسسة السياسية الحالية، زاعمًا تعرض أنصاره للمضايقة [30] والاضطهاد.

وقال عمران خان في بيان إن شريف “قد دفع الثمن غاليًا في سبيل قوله الحقيقة”.

مصدوم من الاغتيال الوحشي لأرشد شريف الذي دفع الثمن غاليًا في سبيل قوله الحقيقة- حياته. كان عليه أن يغادر البلاد ويختبئ في الخارج لكنه استمر في قول الحقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي فاضحًا ذوي النفوذ. اليوم، الأمة كلها في حداد على موته.

قال أيضًا:

أحدث نبأ مقتل أرشد شريف موجات صدمة في مختلف أنحاء باكستان. لقد سلط الضوء على الاستهداف المستمر لأي شخص يجرؤ على انتقاد أو استجواب من هم في السلطة. متى ستتحرك الهيئات القضائية العليا لدينا لضمان حماية حقوق مواطنينا الأساسية المنصوص عليها في الدستور؟

طلبت زوجة شريف، جافيريا صديق، من العامة احترام خصوصيتهم، وعدم مشاركة الصور العائلية التي جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.

اليوم، فقدت صديقي، وزوجي، وصحفيّ المفضل أرشد، فبحسب الشرطة، لقي مصرعه بطلق ناري في كينيا. احترموا خصوصيتنا وباسم الانكسار، رجاءً لا تشاركوا صور عائلتنا، وتفاصيلنا الشخصية، وصوره الأخيرة من المستشفى. اذكرونا في صلواتكم.

تعرض الصحفيون في باكستان لضغوطات شديدة من الدولة، وخسر الكثيرون وظائفهم؛ بسبب انتقادهم للحكومة والجيش. بحسب المنظمة المناصرة للإعلام مراسلون بلا حدود (RSF)، احتلت باكستان المرتبة 157 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2022 [36]. وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي للصحفيين، سقط ثلاثة صحفيين باكستانيين قتلى في عام 2021.