تعيش في أذربيجان جماعة عرقية تُعرف “جوهورو”، أو “Dağ Y əhudiləri” باللغة الأذربيجانية، ومعناها يهود الجبل. وبينما تعود أصول هذه الجماعة إلى بلاد فارس، هاجر أبناؤها بكثافة إلى إسرائيل وأماكن أخرى، ولكن بعضهم لا يزال [1] في أذربيجان حيث يلعبون دورًا مهمًا في العلاقات بين البلدين.
يتحدّر يهود الجبل، المعروفون أيضًا بيهود القوقاز، من اليهود الفارسيين ويعيشون بمعظمهم في أذربيجان، فيما تتوزع مجموعات أصغر منهم في روسيا وشمال القوقاز. يقدّر عددهم بما بين 20 و50 ألفًا [2]، ويتخذون من بلدة القصبة القرمزية (كراسنايا سلوبودا [3]) الواقعة في منطقة غوبا الإدارية الشمالية في أذربيجان عاصمةً ثقافية لهم. لا يقطن في هذه المدينة إلا يهود الجبل، بينما يعيش آخرون في العاصمة باكو ومناطق أخرى من البلاد. وتفيد بعض المصادر [4] بأن القرية هي “المدينة اليهودية الوحيدة في العالم خارج إسرائيل والولايات المتحدة”.
نظرًا لأصلهم الفارسي، يتحدثون لغة تُعرف محليًا بالجوهورية، وهي لغة فارسية تجمع بين كلمات فارسية وعبرية وتركية وكُتبت في تاريخها بالأحرف العبرية واللاتينية والسيريلية [5]. يتبعون أيضًا تقاليدهم اليهودية [6] الخاصة، التي تختلف عن تقاليد الأشكناز والسفارديم.
مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وتعدد الصراعات في شمال وجنوب القوقاز والمرحلة الانتقالية الاقتصادية الصعبة، انتقل جزء كبير منهم إلى إسرائيل حيث يقدَّر عددهم اليوم بنحو 100 إلى 150 ألف شخص [2]، وفق ما يوضحه هذا الفيلم الوثائقي:
مع ذلك، لا يزال الكثيرون يحافظون على روابط قوية مع أذربيجان، خصوصًا مع بلدة القصبة القرمزية، حيث يبنون القصور ويعودون لقضاء الصيف [7]. وهذا الواقع يستعرضه حاليًا معرض “تاريخ شعب واحد” في برلين في صالة Q Gallery [8].
في الواقع، بعد دمج يهود الجبل في الإمبراطورية الروسية في أوائل القرن التاسع عشر، سُمح لهم بامتلاك الأراضي، فطوّروا أعمالهم المحلية الخاصة في صناعة الحرير، والسجاد، والتبغ، والنبيذ. يركز المعرض على صناعة السجاد، وهو نشاط تهيمن عليه النساء ويتم استعراضه في المعرض مع السجاد، والصور، واللوحات.
هنا تلقي هذه السجادة الضوء على النساء اللواتي ينسجن السجاد، الذي يعتبر ركيزة جوهرية في تصميم كل منزل ومدعاة فخر للأسرة:
تُظهر هذه الصورة القديمة التي تعود إلى عام 1937 مجموعة من ناسجات السجاد من القصبة القرمزية:
وهنا تقف ناسجة أخرى أمام سجادتها:
وهذه لوحة لرامي مئير، يرسم فيها الكنيس القديم في القصبة القرمزية: