- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

رسام الكاريكاتير كيانوش رمزاني: الأمل في إيران زمن الاضطرابات

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, إيران, أديان, أفكار, احتجاج, الإعلام والصحافة, النساء والنوع, تقنية, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, سياسة, شباب, صحافة المواطن, فنون وثقافة, الجسر, "Women, life, freedom" Iran revolts
رسم كاريكاتيري ل كيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن.

رسم كاريكاتيري لكيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن

مرت ثلاثة أشهر على مقتل مهسا أمني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية لانتهاكها قانون الملابس الصارم في البلد، مما تسبب في احتجاجات غير مسبوقة في البلاد [1].

على الرغم من زيادة استخدام الوسائل التعسفية لفرض سيطرة الدولة، بما في ذلك الإعدام العلني السريع [2] للشباب المناهضين للحكومة، لكنها لم تكن ذات تأثير يذكر لوقف احتجاجات الشعب الإيراني.

مع أخذ تلك الأجواء القاتمة في الاعتبار، تحدث كيانوش رمزاني [3]، الناشط ورسام الكاريكاتير السياسي الحائز على جوائز، مع الأصوات العالمية عبر برنامج “زووم” عن مدى مقاومة الشعب الإيراني خلال الاحتجاجات الحالية، فضلاً عن أهمية الرسوم الكاريكاتيرية السياسية، من بين أشكال التعبير الأخرى للإيرانيين.

رسم كاريكاتيري ل كيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن

رسم كاريكاتيري لكيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن

يؤكد كيانوش أن تلك الاحتجاجات تختلف عن سابقاتها. على سبيل المثال الحركة الإيرانية الخضراء [4] التي شهدت خروج حشد من الناس إلى الشوارع، للطعن في نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2009 [5]، مما أدى لنفي كيانوش القسري في عام 2009.

كما تختلف أيضًا عن الاحتجاجات المدنية [6] على الصعيد العالمي 2019 – 2020، المعروفة باسم مجزرة ماهشهر، [7]التي اندلعت بسبب زيادة أسعار الوقود بنسبة 50-200 في المائة، قبل أن تتصاعد لاضطرابات عنيفة مناهضة للحكومة. يوضح:

I believe the current protests are different this time because women are in charge. The hijab, which has come to symbolise agony and oppression for women for more than 43 years lies at the very heart of these protests.

When you see women burning their hijabs, even though they are aware of the ramifications and are aware that the Mullas will never allow them to cross this red line, you know it is different.

When you witness such incredible bravery, you understand that this is not 2009 or 2019. During those protests, people only hoped for increased rights not for radical change.

But now, when you see very young girls leading the movement and you see men young and old enduring the bloodshed, you can tell this is an earthquake.

I believe the regime is growing more brutal because they are aware of this.

أعتقد أن الاحتجاجات الحالية مختلفة تلك المرة لأن النساء هن المسيطرات. يُعتبر الحجاب، رمز المعاناة والقمع للمرأة لأكثر من 43 عامًا، أساس تلك الاحتجاجات.

عندما ترى النساء يحرقن حجابهن، على الرغم من كونهم على دراية بالعواقب، وأن رجال الدين لن يسمحوا لهن بعبور ذلك الخط الأحمر، عندها ستعرف أن الأمر مختلف.

عندما تشهد مثل هذه الشجاعة المذهلة، حينها تدرك أن هذا ليس عام 2009 أو 2019. خلال تلك الاحتجاجات، كان الناس يأملون فقط في توسعة الحقوق، وليس التغيير الجذري.

ولكن الآن، عندما ترى فتيات صغيرات يقودن تلك الحركة، وتجد رجالا صغارًا وكبارًا يتحملون إراقة الدماء، يمكننا القول إنها كارثة.

أعتقد أن النظام يزداد وحشية لأنهم على دراية بذلك.

كما يوضح كيانوش، أن ذلك التوق المستمر في تغيير جذري، للأسف، يؤدي لمزيد من القمع والموت؛ خاصة بين الشباب الذين يحلمون بمستقبل جديد حيث لديهم مزيد من التحكم على حياتهم.

إن السرعة التي نفذت بها إيران حكم الإعدام شنقًا على المصارع ماجيدريزا راهنافارد، 23 عامًا، في 12 من أيلول/سبتمبر بعد أقل من شهر من اعتقاله [8] تثبت صحة إدعاءات كيناوش، يوضح ما يلي:

Because of recent events, I fear the worst. Since this has expanded into a nationwide protest, the State will murder a large number of people, confirming that the campaign for change is not limited to any group, ethnicity, religion, or region. It has spread everywhere.

Executions have already begun, which is a tragic reaction from a weak State that is making every effort to sow terror. This only enrages the younger generation. They are so different from our generation; we were rather conservative, this new generation has nothing to lose and is more conscious, brave, and exposed as a result of using technology enabled by the Internet.

بسبب تلك الأحداث الأخيرة، أخشى الأسوأ. بما أن ذلك الاحتجاج توسع على مستوى البلاد، فإن الدولة ستقتل أناسًا أكثر، مؤكدًا أن حملة التغيير لا تقتصر على أي مجموعة، أو عرق، أو دين، أو منطقة. لقد انتشرت في كل مكان.

بدأت الإعدامات بالفعل، وهو رد فعل مأساوي لدولة ضعيفة تحاول جاهدة بث الرعب. هذا يزيد غضب جيل الشباب فقط. هذا الجيل مختلف تمامًا عن جيلنا؛ كنا متحفظين نوعا ما، أما الجيل الجديد ليس لديه ما يخسره، وهو أكثر وعيًا وشجاعة وانفتاحًا، نتيجة لاستخدام التكنولوجيا التي تمكنها الإنترنت.

تدرك الدولة كل الإدراك أهمية الإنترنت لهذا الجيل من الشباب، خاصةً أوقات الاضطرابات [9]، حيث يُستخدم في تنظيم الاحتجاجات وتوثيق حوادث انتهاك حقوق الإنسان، ومشاركة ما يحدث في الواقع مع بقية العالم.

نتيجة ذلك، أغلقت السلطات الإيرانية مرارًا [10]اتصالات الإنترنت عبر الهواتف، وعطلت منصتي واتساب، وإنستقرام، اثنتان من أشهر منصات التواصل الاجتماعي حول العالم. يذكرنا هذا الإجراء بإغلاق [6] الحكومة الإيرانية الإنترنت في عام 2019 على الصعيد الوطني، مما أدى لانقطاع الإنترنت شبه التام لمدة ستة أيام قبل مقتل 1500 شخص في ظل غياب الإنترنت.

على الرغم من مخاوف كيانوش، إلا أنه يؤمن بصمود الشعب الإيراني، ولا يزال متفائلًا بإيجاد طريقة لإخبار العالم بما يحدث:

People have figured out how to work around the Internet shutdowns and disruptions. Despite the government's best efforts, people living outside Iran can still communicate with those living inside Iran. I'm still getting enough inspiration from the people on the ground to make cartoons.

Iranian journalists working outside and inside of Iran have also been doing fantastic job, devoting their time to write, disseminate information, and raise awareness about what is going on using whatever sources they can get their hands on, including citizen media.

We hear something new every minute now, the news never stops.

اكتشف الناس طريقة للتعامل في ظل قطع خدمات الإنترنت والاضطرابات. على الرغم من بذل الحكومة أفضل جهودها، إلا أنه لايزال بإمكان الأشخاص داخل إيران وخارجها التواصل. ما زلت أحصل على الإلهام الكافي من الناس في البلد لصنع الرسوم الكاريكاتيرية.

كما قام الصحفيون الإيرانيون العاملون خارج إيران وداخلها بعمل مذهل، حيث كرسوا وقتهم للكتابة ونشر المعلومات وزيادة الوعي حول ما يجري باستخدام أي مصادر يمكنهم الحصول عليها، بما في ذلك وسائل الإعلام المواطنة.

نسمع شيئًا جديدًا كل دقيقة الآن، الأخبار لا تتوقف أبدًا.

موجة من الإبداع … والأمل

رسم كاريكاتيري ل كيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن

رسم كاريكاتيري لكيانوش رامزاني، مُستخدمة بإذن

بصرف النظر عن الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن إيران، ومنها، أصبح العالم مدركًا بشكل كبير للفن الذي ينتجه الإيرانيون داخل إيران، وفي الشتات. كما يشير كيانوش أنه لطالما برزت الرسوم الكاريكاتيرية السياسية من بين أشكال التعبير الأخرى في إيران:

Political cartoons have traditionally been very popular among Iranians. Cartoonists were present at every pivotal moment in Iran's recent history to echo the voice of the people, to tell the stories that people were unable to tell because of what was happening to them and where they were.

For Iranians, it has always been important to see their cartoonists, the majority of whom are regrettably living in exile, speaking their language and informing the world of what needs to be told. It is a show of solidarity, but it has also become a responsibility.

Also, cartoons have another side to them, they are relatable, and people can comprehend them without having to know any other languages. Cartoons can be easily distributed and used in campaigns. I'd like to expand on that.

كانت الرسوم الكاريكاتيرية عادةً تحظى بشعبية كبيرة بين الإيرانيين، كان رسامو الكاريكاتير حاضرين في كل لحظة محورية في تاريخ إيران الحديث لترديد صوت الناس، ورواية القصص التي لم يتمكن الناس من سردها بسبب ما كان يحدث لهم وأين كانوا.

بالنسبة للإيرانيين، كان من المهم دائمًا رؤية رسامو الكاريكاتير، الذين يعيش معظمهم في المنفى للأسف، يتحدثون لغتهم ويخبرون العالم ما يجب إخباره. إنه إظهار للتضامن، ولكنه أصبح أيضًا مسؤولية.

للرسوم الكاريكاتيرية جانب آخر أيضًا، فهي تحاكي الواقع، ويمكن للناس فهمها دون الحاجة لأي لغات أخرى. يمكن توزيع الرسوم الكاريكاتيرية بسهولة واستخدامها في الحملات. أود التوسع في ذلك.

تؤثر الرسوم الكاريكاتيرية السياسية التي تظهر كفاح الإيرانيين للتغلب على الخوف على الحركات السياسية والاجتماعية التي تتجاوز مسؤوليتها لإعلام بقية العالم بما يجري؛ إنها تنمي الأمل، كما يشير كيانوش:

When I create a cartoon about Iran, I add another spice: hope.

When there is a movement in Iran, simply illustrating what is happening is not enough. Giving people hope, I believe, will give them more energy and motivation to keep going.

Following the tragic death of Mahsa Amini and the outbreak of protests in Iran, people began to have dreams, hopes, and wishes. My contribution, I believe, is to depict those hopes and dreams in the form of cartoons.

At the end of the day, and despite all the darkness, I am optimistic about the future, because Iranians have not given up. They have officially got over their fear.

عندما أصنع رسم كاريكاتيري عن إيران، أضيف رونقًا آخر: الأمل.

عندما تكون هناك حركة في إيران، فإن مجرد تجسيد ما يحدث ليس كافيًا. أؤمن أن إعطاء الناس الأمل سيمنحهم المزيد من الطاقة والتحفيز للاستمرار.

بعد الوفاة المأساوية لمهسا أمني واندلاع الاحتجاجات في إيران، أصبح لدى الناس أحلام وأمنيات وتمنيات. أعتقد أن مساهمتي هي تصوير تلك الآمال والأحلام في شكل رسوم كاريكاتيرية.

في نهاية المطاف، وعلى الرغم من كل تلك العتمة، إلا أنني متفائل بشأن المستقبل، لأن الإيرانيين لم يستسلموا. لقد تغلبوا رسميًا على خوفهم.