- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مدارس أذربيجان المهملة

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, Country Monitor Observatory 2021-2022
[1]

صورة من مويسيغوا جويل [2]. استخدام مصرح تحت ترخيص Unsplash [3].

ليلى نادجافكولييفا معلمة في مدرسة إقليمية في إيميشلي، أذربيجان. تم توبيخها مؤخرًا بسبب مقطع فيديو شاركته من المدرسة تشكو من عدم وجود مراحيض في المدرسة.

في الفيديو الأول، شاركت نادجافكولييفا على تطبيق فيسبوك [4]، قصة طالب بلل سرواله لأنه لم يتمكن من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب بسبب عدم وجود المرفق. أظهرته يقف بجانب الموقد في الفصل في محاولة لتجفيف زيه المدرسي المتسخ.

تدعو المعلمة، في الفيديو، الهيئات التعليمية الحكومية إلى معالجة نقص مراحيض التلاميذ في مدرستهم، المبنية في عام ١٩٦٩. طلبت المعلمة مساعدة العامة.

أثار الفيديو حملة مضايقات عبر الإنترنت ضد المعلمة. قالت نادجافكولييفا إنها تواجه سلسلة من التهديدات. “أتوسل إليكم أن توقفوا الحملة. ظهرت المعلمة تبكي في مقطع فيديو آخر [5] “لا أريد ذلك”. بدلاً من معالجة المشكلة، قامت إدارة المدرسة بتوبيخ المعلمة. في بيان، زعمت الإدارة أن المعلمة لم يُعاقب على الفيديو – الادعاء الذي تنفيه نادجافكولييفا.

مشاكل تمويل أم سوء إدارة؟

وفقًا للإحصاءات المتاحة [6]، توجد ٤٢٧٤ مدرسة ابتدائية وثانوية في أذربيجان. من بينها ٩٠٠ في حالة سيئة جدًا [7]، إما تتطلب تجديدًا كبيرًا، أو إعادة بناء كاملة. في مقابلة مع إذاعة أزادليق، خدمة أذربيجان للحرية، أوضح [8] المتحدث باسم اللجنة الحكومية للتخطيط الحضري والعمارة، رامز إدريس أوغلو، من المتوقع استمرار المباني المدرسية حوالي ٥٠ عامًا، مع تجديدات أو ترقيات كل عشر سنوات أو نحو ذلك. لسوء الحظ، غالبًا ما يتم التغاضي عن هذه التجديدات.

ليس من الواضح [9] مقدار الأموال المخصصة من ميزانية الدولة لتجديد المدارس وصيانتها. كذلك الحال بالنسبة لميزانية الدولة لعام ٢٠٢٣، التي تشير إلى أن نفقات التعليم زادت بنسبة [10] ١٤ في المائة عن العام السابق، لتصل إلى ٤.٤ مليار مانات أذربيجاني [11].

يقول بعض خبراء التعليم، مثل الشين إيفندي [8]، إن هناك تمويلًا كافيًا مخصصًا من ميزانية الدولة لتجديد المدارس وبنائها، مع ذلك، تكمن المشكلة في الشركات العاملة. في مقابلة [8] مع إذاعة أوروبا الحرة، قال إيفندي، يجب على الشركات المسؤولة استخدام مواد بناء عالية الجودة، وأن تكون شفافة بشأن إنفاقها، وأضاف: “إذا كان هذا هو الحال، فسنتوقف عن سماع قصص تدهور المدارس المنهارة بعد أن تم إعلانها جاهزة للاستخدام”.

كما يعتبر الأمين التنفيذي للحزب الجمهوري البديل [12] والاقتصادي ناتيج جافارلي أن الافتقار إلى الشفافية أو آلية الرِّقابة هو القضية الأهم. قال جعفرلي [13] لراديو أزادليق:

Lack of supervisory mechanism leaves decisions [for school construction/renovation] to government officials and their priorities. If someone has a personal interest in building a school then those projects do take place, but if not, then sometimes it may take years until someone pays attention.

عدم وجود آلية إشرافية، تترك القرارات [لبناء/تجديد المدارس] للمسؤولين الحكوميين وأولوياتهم. إذا كان لدى شخص ما مصلحة شخصية في بناء مدرسة، فستتم هذه المشاريع، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يستغرق الأمر أحيانًا سنوات حتى ينتبه شخص ما.

نقص المرافق

يغطي راديو إذاعة أوروبا الحرة استمرار قضايا المباني المدرسية التي تحتاج لتحسين [13]، غالبًا ما يُترك التلاميذ وعائلاتهم دون حل [8]. في بعض الحالات، تتدخل الدولة وتتخذ تدابير لبناء مدارس جديدة، أو تحسين المرافق، وبينهم المدرسة التي تعمل فيها نادجافكوليفا كمعلمة. بعد مناشدات المعلمة، قالت إدارة التعليم الإقليمية إن موعد تجديد المدرسة في عام ٢٠٢٣.

أعطت هذه التصريحات نادجافكوليفا بعض الأمل، على الرغم من حالة المدرسة المزرية لسنوات عديدة [7].

مع وجود حوالي ٥٠٠ طالب في المدرسة، لا يوجد سوى حمامين خارج مبنى المدرسة. لكنها ليست مشكلة المدرسة الوحيدة. منذ افتتاحها قبل خمسة عقود، لم تكن هناك أعمال تجديد. كما لا توجد تدفئة مركزية. يتم تسخين الفصول الدراسية بمواقد خشبية، غالبًا لا تعمل بشكل مناسب، وفقًا للطلاب الذين تحدثوا [14] إلى تلفزيون ميدان. تم تحديد ما لا يقل ١٣٠ مدرسة تعاني من مشاكل في التدفئة وفقًا للمراقبة [15] من قبل إدارة التعليم في مدينة باكو في عام ٢٠٢٢.

في مقابلة [14] مع تلفزيون ميدان، قالت نادجافكوليفا إنها كانت معلمة في هذه المدرسة منذ ١٦ عامًا وحاولت إثارة القضية عدة مرات من قبل، دون جدوى.

I don't know how much longer can I be calling parents, telling them to bring fresh clothes for their children when such accidents occur. My students often say the line is too long and they often get bullied by the older students and return to class complaining to the teacher.

لا اعرف كم من الوقت يمكنني ان اتصل بالوالدين، وأخبرهم ان يجلبوا ثيابا جديدة لأولادهم عندما تقع حوادث كهذه. كثيرًا ما يقول طلابي أن الطوابير طويلة للغاية، وغالبًا ما يتعرضون للتنمر من قبل الطلاب الأكبر سنًا، ويعودون إلى الفصل متذمرين من المعلم.

تفتقر بعض المستوطنات السكنية إلى المدارس تمامًا، مثل مستوطنة أونوز [16]، حيث تبعد أقرب مدرسة ٢٧ كيلومترًا. لا يملك غالبية الأطفال، الذين يعيشون هناك، تعليم رسمي، وبالكاد يستطيعون القراءة أو الكتابة أو ممارسة الرياضيات الأساسية. قالت إدارة التعليم الإقليمية أن العائلات تعيش في منطقة تم ترسيمها كحديقة وطنية، فلا يمكن تنفيذ أي بناء، ووفقًا لتقرير [16] إذاعة أوروبا الحرة. في أماكن أخرى، دفع نقص المدارس المحلية السكان المحليين للاحتجاج. [17] على الرغم من وجود حوالي ٢٥٠ طفلاً في سن المدرسة، يتعين على السكان المحليين في مستوطنة في منطقة غاراداغ إرسال أطفالهم إلى مدرسة قريبة، على بعد ٢-٣ كيلومترات.

يتمثل أحد الحلول لنقص المدارس في إنشاء [18] مؤسسات تعليمية نموذجية [18]. قدمت أذربيجان هذه في عام ٢٠١٦. لكن هذا لم يحل مشكلات الوصول. في مقابلة مع وكالة توران للأنباء، قالت [19] وزارة التعليم العالي إنه بحلول نهاية عام ٢٠٢٢، كانت هناك خطط لبناء ٦١ مدرسة جديدة في جميع أنحاء البلاد، ٣٠ من هذه الوحدات. لكن حتى مع وجود مدارس معيارية، فإن ضعف البنية التحتية للطرق في بعض القرى النائية في جميع أنحاء البلاد يجعل الوصول لهذه المدارس أمرًا صعبًا.

عدم المساواة

تمتد القضايا في نظام التعليم في أذربيجان إلى الأطفال ذوي الإعاقة، ولا تقدم أذربيجان حتى الآن مرافق تعليمية خاصة قائمة بذاتها
للأطفال ذوي الإعاقة
. توفر المدارس الابتدائية والثانوية القائمة فصولاً دراسية محدودة للأطفال ذوي الإعاقة. هذه الفجوة تترك العديد من العائلات التي لديها أطفال بحاجة إلى دعم إضافي عاجزة.

الحالة أكثر صعوبة للأسر التي تعيش في القرى والمستوطنات النائية في البلد. وفقًا لإحدى الدراسات [20] التي نشرتها في عام ٢٠١٨ منظمة غير حكومية محلية، معهد المبادرات الديمقراطية، بسبب نقص المرافق، والقرب الجغرافي، ونقص المهنيين المدربين والمهرة الراغبين في السفر لمسافات بعيدة [21]، “٧٧ بالمائة من الأطفال ذوي الإعاقة لا يشاركون في التعليم الشامل أو أي تعليم على الإطلاق”.

نُفذت العديد من المشاريع التجريبية الدولية، والبرامج الوطنية التي تركز على التعليم الشامل في أذربيجان منذ عام ٢٠٠٤، ولكن لم يحرز تقدم ملموس يذكر. خلص مؤلفو تقرير ٢٠١٨.

It is evident from repeated aims that, implementation of adopted State Programs is not carried out in a sufficient manner. Monitoring on achievement of aims is not carried out and most importantly the society is not informed about the results of the Program.

يتضح من الأهداف المتكررة أن تنفيذ برامج الدولة المعتمدة لا يتم بطريقة كافية. ولا يجري رصد تحقيق الأهداف، والأهم من ذلك أن المجتمع غير مطلع على نتائج البرنامج.

تتصور خطة عمل وافق [21] عليها وزير التعليم، أمين أمرولاييف، للفترة ٢٠٢٢- ٢٠٢٣فصولًا دراسية للتعليم الشامل في عدة مدن في جميع أنحاء البلاد. في فبراير/شباط ٢٠٢٢، في مقابلة مع AZ قال ممثل بعثة اليونيسيف إلى أذربيجان، أليكس هيكنز، “هناك تقدم في التعليم الشامل، لكن الأرقام لا تزال ضعيفة. إذا نظرت إلى عام ٢٠١٦، عندما بدأنا في المشاركة، بدأت أربع مدارس في تقديم تعليم شامل، في العام الماضي، تمت إضافة ثماني مدارس إلى تلك القائمة، وهو تقدم رائع. التحدي الآن هو أن تأخذ الأمر حقًا للتوسع في المدارس في جميع أنحاء البلاد.”

أمام وزارة التعليم العالي طريق طويل لتحسين إمكانية الوصول إلى التعليم ونوعيته في أذربيجان. مع ارتفاع معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، غالبًا ما يُشار إلى ضعف وقدم وفساد التعليم في أذربيجان. نداء ليلى نادجافكولييفا لدعم مدرستها هو واحد من العديد من الأمثلة التي تشهد [22] على هذه الحقيقة القاتمة.