
مساكن خطِّرة في الطريق المؤدي لجوشيماث، في ولاية أوتاراخند. الصورة عبر فليكر من التقاط كومارا ساستري (نَسب المُصنَّف – غير تجاري – الترخيص بالمثل 2.0 عام).
تواجه جوشيماث، البلدة التلية الواقعة في مقاطعة تشامولي التابعة لولاية أوتاراخند الهندية، على علو 6150 قدم (1875 متر)، أزمة سكن محتملة نظرًا لتسبب مشاكل انخساف الأرض بتصدع المباني وخلقها ظروفٍ معيشية محفوفة بالمخاطر، ما يُجبر الكثير من السكان على الرحيل. منذ 17 يناير/كانون الثاني 2023، تضرر ما يزيد عن 800 منزل وتم إجلاء مئات السكان لمخيمات الإغاثة جراء تحرُّك الأرض، ما يُشير إليه السكان المحليون “غرق جوشيماث”.
غرد الناشط الاجتماعي نديم نقوى:
Scientists have found that a large part of #Joshimath, which is facing land sinking issues, has become hollow. “So far, cracks ranging from 40 to 50 meters deep have been found inside the ground at about 460 places.”#Joshimathcrisis https://t.co/lxUsqIl67i
— Nadeem Naqvi ندیم نقوی नदीम नक़वी (@NadeemNaqviNNg) January 27, 2023
وجد العلماء أن جزءًا كبيرًا من جوشيماث، التي تواجه مشكلة غرق الأرض، أصبح أجوف. “يتراوح عمق التصدعات المكتشفة داخل الأرض من 40 إلى 50 متر في نحو 460 مكان”.
أزمة في طور الإعداد
أكدَّ تقرير الولاية في سبتمبر/أيلول 2022 على تسبب انخساف الأرض في بعض مناطق المنحدر من جوشيماث بشقوقٍ في المباني وغرق الطرق. سبق أن لاحظ السكان أن هناك أزمة آخذة في التكوُّن في أواخر 2022، وازداد الوضع سوءًا في يناير/كانون الثاني 2023.
خلال الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني، أجْلَّت حكومة أوتاراخند 600 شخص بعد انهيار معبد ومبانٍ أخرى تعتبر غير آمنة. فيما لم تُعلن السلطات أن جوشيماث منطقة انهيار وهبوط أرضي إلا بعد التطورات الأخيرة في يناير/كانون الثاني، كانت البلدة تمر بأزمة منذ فترة من الزمن. يُشير هبوط الأرض للترسُّب التدريجي أو الانهيار المفاجئ لسطح الأرض.
لم يتضح سبب الهبوط، قد يكون هنالك العديد من العوامل المساهمة، لكن تُفيد التقارير الإعلامية أن تقصير السلطات أدى لتفاقم الوضع وأنه لم تُتخذ إجراءات بالسرعة الكافية لتفادي ذلك.
غردت الصحفية عصمت آرا:
More than anything else, the story of Joshimath's sinking is the story of the state government's failure to pay heed to the residents’ complaints – which had been mounting much before the wide cracks started appearing. My story. https://t.co/W4BNbzRz8G
— Ismat Ara (@IsmatAraa) January 26, 2023
أكثر من أي شيء آخر، تروي قصة غرق جوشيماث قصة فشل حكومة الدولة في إيلاء الاهتمام لشكاوى السكان – التي ازدادت قبل مدة من بدء التصدعات الواسعة بالظهور.
صُنِفت أربع بلدات من أصل تسع على أنها غير صالحة للسكن حتى الآن، ونُقل السكان لمساكن مؤقتة كالفنادق، والنُزل، والمنشآت الحكومية، ومراكز الإغاثة. أعلنت الحكومة عن خطط لإنشاء مراكز تأهيل مؤقتة وتوفير مساكن جاهزة للأسر المتضررة. احتج بعض السكان وامتنعوا عن إخلاء منازلهم بدعوى أنه كان يُمكن تفادي الوضع لو أن الحكومة تصرفت بصورة أسرع.
غردت الوسيلة الإعلامية المستقلة أفترنون فويس:
Hundreds of affected people descended on the streets of subsidence-hit Joshimath on Friday to take part in a protest rally against the alleged slow pace of efforts to save the sinking town.#Joshimath #joshimathsinking pic.twitter.com/KQcaC2GgPw
— Afternoon Voice (@Afternoon_Voice) January 28, 2023
نزل مئات المتضررين لشوارع جوشيماث التي ضربها الهبوط يوم الجمعة للمشاركة في مسيرة احتجاجية على بطء الجهود المزعوم لإغاثة البلدة الغارقة.
البناء دون رقابة والسياحة المفرطة
تقع جوشيماث في منطقة معرضة للزلازل. تُعد جوشيماث مَنفذًا للعديد من بعثات الهيمالايا ورحلات الحج — منها المكان الهندوسي المقدس بَدرنيث والمعبد السيخي وموقع الحج غورودوارا شيري هِمكوند ساهِب. مع ازدياد أعداد الراغبين في زيارة الهيمالايا على مر السنين، أصبحت البعثات أكثر شيوعًا، وازداد الطلب على أماكن الإقامة. ذكر سكان جوشيماث أعداد المباني التجارية المتزايدة كأحد أسباب المعضلة الحالية.
علق الجراح الهندي المغترب براما كمال على تغريدة الصحفية نيكيتا سارين:
“#Joshimath affected badly by tourism” would be more appropriate.
Heavy engineering in eco-fragile #Himalayas is not the only cause, it exacerbated the evolving disaster.
Look at the loss of soil-stabilising trees.
And the increasing weight of concrete on unstable slopes. https://t.co/uT1SQfudNk— Bramha Kamal (@BramhaKamal) January 29, 2023
من الأنسب قول إن “جوشيماث تأثرت بشدة بفعل السياحة” (لا العكس). أعمال الهندسة الثقيلة في بيئة الهيمالايا الحساسة ليست السبب الوحيد لكنها فاقمت من تطور الكارثة. انظروا لخسارة الأشجار التي ساهمت في استقرار التربة والوزن المتنامي على المنحدرات غير المستقرة.
غردت منظمة الأبحاث السياسية بولسترات:
#Joshimath is at risk of sinking due to large-scale construction projects, climate-induced flash #floods and extreme #rainfall.#Polstrat explores the public reaction and relief measures for the residents evacuated.#ClimateCrisis #naturaldisaster #india #disasteraid #evacuation pic.twitter.com/6egYFbtryr
— Polstrat (@teampolstrat) January 20, 2023,
جوشيماث مهددة بالغرق بسبب مشاريع البناء الضخمة، والفيضانات المفاجئة الناجمة عن تغيُّر المناخ، والأمطار الغزيرة. تستكشف بولسترات رد الفعل العام وتدابير الإغاثة للسكان الذين تم إجلاؤهم.
في مطلع 1976، أعلنت لجنة حكومية مؤلفة من 18 عضو عن جوشيماث كمنطقة حساسة للأنشطة الزلزالية. من بين توصياتها، قدمت اللجنة حجج قوية لتشديد تنظيم البناء في المنطقة. مع ذلك، طبقًا لمزاعم وسائل الإعلامي وبعض التقارير، شهدت المنطقة أعمال بناء لا رقابة عليها وتحذيرات تمت تجاهلها، إضافة لظروف المدينة غير المستقرة.
Former Garhwal Commissioner Mahesh Chandra Mishra, in his report in 1976, had clearly warned that any development in this area should be ‘heavily regulated’. Of course, that did not happen, writes @rahulpandita, #Joshimath https://t.co/DMFH3bvuiH pic.twitter.com/OMaJptARIy
— Open Magazine (@Openthemag) January 24, 2023
نَبهَّ ماهيش تشاندرا ميشرا، المفوض السابق لمقاطعة غاروال، في تقريره الصادر في 1976، بوضوح من لزوم خضوع أي أعمال تنمية في هذه المنطقة لتنظيم مشدد. بالطبع، ذلك لم يحدث.
وفقًا للخبراء، أدت الأنشطة الجارية على سطح الأرض لانسداد أنظمة الصرف الطبيعية للنظام البيئي وانعدم التصريف السليم للمياه العادمة، مما أدى أيضًا لتَحرُّك التربة في الأسفل، وتغيُّر هيكلها، وازدياد عدم استقرارها.
أثارت المأساة في جوشيماث مطالب تدعو لإعلان الهيمالايا موقعًا حساسًا بيئيًا ولمراقبة الأنشطة البشرية كالبناء.
غرد الصحفي غورباكش سينغ تشال:
The resolution described the government's response to the current situation as “inadequate,” noting that while many people will be displaced as a result of Joshimath's sinking, the only way to solve the problem is by rehabilitating the affected citizens.
— Gurbaksh Singh Chahal (@gchahal) January 29, 2023
لكن يرى الخبراء أن هذه الإجراءات غير كافية. حث الخبراء على إعلان حركة سواديشي جاغران مانش الهيمالايا منطقة حساسة بيئيًا في قرار اُتُخِذَّ في اجتماع بشأن “أزمة الهيمالايا المُحدقة” يوم السبت. أوضح القرار أن استجابة الحكومة للوضع الحالي “غير كافية”، مُشيرًا إلى أنه فيما يتشرد الكثير من الناس جراء غرق جوشيماث، السبيل الوحيد لحل المشكلة هو إعادة تأهيل المواطنين المتضررين.
إما أن تُنسى جوشيماث كقضية منعزلة خلال بضعة أشهر أو أن يؤدي ذلك لفرض تدابير صديقة للبيئة طويلة الأمد ومتأثرة بالوقت. في الوقت الراهن، لا تزل المنطقة متضررة، مع أولئك المحظوظين بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بالحد الأدنى من الأضرار متسائلين عما إذا سيكونونَّ الضحايا التالين.