- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

وقوع أوسيان بولت وآخرين كضحايا عملية احتيال مالية كبرى في جامايكا

التصنيفات: الكاريبي, جامايكا, الاقتصاد والأعمال, حكم, سياسة, صحافة المواطن, قانون
[1]

صورة [2] للعداء الجامايكي من سامسونج بلجيكا على فليكر، مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي CC BY 2.0 [3]، معاد مزجها بعناصر من كانفابرو

كانت الأخبار صادمة، وما زالت موجات تلك الصدمة تصعق المشهد العام والوسط الإعلامي في جاميكا، فقد تصدرت العناوين يوم ١٣ يناير/كانون الثاني، خبر العداء الجامايكي النجم البارز أوسيان بولت خسارته استثمار [4] بقيمة ١٢ مليون دولار، نتيجة عملية احتيال كبرى في بيت الأوراق المالية [5] في كونجستون. ذكرت الأخبار أن أموال بولت المدخرة كانت مخصصة لتقاعده ولوالديه، كما أكد محاميه [6] أن حساب البطل الأوليمبي الظاهر لا يتجاوز الآن إلا ١٢ ألف دولار أمريكي فقط لا غير، وعليها يهدد بولت برفع قضية.

يمكن تفهم الاهتمام العالمي بالقصة لشهرة بولت الدولية، حيث أعاد هذا الاهتمام لما يقرب من ٤٠ مستثمر آخر [7] ممن يواجهون خسران مدخراتهم أيضًا. تتضمن المجموعة مواطنين من كبار السن، وأعضاء من أصحاب الشتات الجامايكي، حتى صديق الطفولة لمرتكب الاحتيال المزعوم جيان آن بانتون، مستشار الثروة السابق لشركة الأسهم والأوراق المالية المحدودة (SSL).

أبلغت الشركة (SSL) لجنة الخدمات المالية [8] (FSC)، المشرع الحكومي، بتاريخ ١٠ يناير/كانون الثاني عن عمليات احتيال تقدر بحوالي ٣ مليارات دولار جامايكي (ما يقارب من ١٩,٦٠٠ ألف دولار أمريكي)، وتم رفع التقرير بعد إدلاء بانتون ببيان بتاريخ ٧ يناير/كانون الثاني، شهده قاضي للسلام، يذكر فيه تفاصيل أسماء المستثمرين ضحايا الاحتيال والمبالغ بالدولار الأمريكي والعملة المحلية التي تم أخذهم منهم، لكن لم يظهر اسم بولت في البيان الذي تم تسريبه وتم مشاركته على نطاق واسع على بعض منصات التواصل الاجتماعي.

تم وضع شركة SSL تحت الرقابة المشددة [9] في ١٢ يناير/كانون الثاني، وتعيين مدير مؤقت [10] في ١٧ يناير/كانون الثاني، ومنذ حينئذ أزالت الشركة صور مديريها [11] من موقعها ولم يتحدث أحد من رؤسائها للعامة.

لم يتم القبض على بانتون بعد، ويذكر أنه مازال متعاون مع المحققين من قسم التحقيقات المالي [12]، وفريق مكافحة الاحتيال التابع للشرطة الذي بحث [13] في بنايتن تابعين لبانتون في ٢٠ يناير/كانون الثاني، وتم إبعاد الإعلاميين عندما اشتكى الجيران [14] من وجودهم، في الحين نفسه تمت مشاركة لقطات فيديو [15] عن البحث – التي تضم المشتبه به – بالإضافة إلى مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.

واقعة وقوع أوسيان بولت كضحية، جعل فضيحة الاحتيال أمرًا يخص كثير من الجامايكيين. بولت شخصية محبوبة، وموضع احترام لدى الجامايكيين في الوطن وخارجه. كما أشارت [16] آن سي بيلي، الأكاديمية وداعية لحب الإنسان، مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، بقولها: إن بولت محب لبلده، واختار أن يوطد علاقاته الوثيقة مع جاميكا من خلال استثماراته، في الوقت الذي كان من الممكن الاستثمار في أي مكان آخر:

We know fraud takes place all over the world, but we have to have a sense of accountability for our part of the world – Jamaica – a small island whose influence is historically greater than its size. Part of this influence is Usain Bolt who, from humble beginnings and sheer hard work and sacrifice, rose to the top […] we would do better to return to the CORE VALUES of our grandparents and great-grandparents. They had much much less, yet they NEVER stooped so low.

Chasing money and things at all costs, we have let them down. And we have let ourselves down. What are our limits? When do we say enough is enough?

I am hoping this horrible situation with Bolt and the others who lost their money will help us find the road back to […] core values of honesty, integrity, and patriotism that Bolt so vividly represents and that we desperately need right now.

نعلم أن الاحتيال يحدث في كل مكان بالعالم، لكن وجب علينا حس المسائلة لمنطقتنا في العالم – جامايكا – الجزيرة الصغيرة، التي تأثيرها التاريخي أكبر من حجمها. وإن أوسيان بولت جزء من هذا التأثير الذي وصل القمة، مع بدايات متواضعة، وعمل جاد مخلص وتضحية […] يجب أن نقوم بالأفضل لنعود عما كان عليه أجدادنا، وأجداد أجدادنا، حتى وإن لم يكن لديهم إلا القليل، هم لم ينحدروا أبدًا إلى ذلك المنحنى الوضيع.

الجري وراء المال والأشياء تحت أي ثمن؟ لقد نزلنا بمستواها وخذلنا أنفسنا، ما هي حدودنا؟ متى نقول كفى؟

آمل أن يأخذنا هذا الموقف الرهيب، الذي حل ببولت وآخرين، لطريق العودة […] للقيم الأساسية، للأمانة، والنزاهة، والوطنية، التي يمثلها بولت، والتي نحن بأمس الحاجة لها الآن.

بينما أشار جيان لوري تشين المؤسس والرئيس التنفيذي للجمعية الكاريبية المحلية غير الربحية للمتقاعدين [17] إلى القلق المتزايد حول احتيال كبار السن وقال [18] إن المنظمة تعمل مع جمعية المصرفيين [19]الجامايكيين (JBA) لتحديد سبل حماية كبار السن الجامايكيين.

ما زالت التساؤلات والمخاوف متداولة عن شركة SSL، ومدى الخسائر التي لحقت ببولت وغيره، مع تزايد مستويات التكهنات حول تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي. كما تحول الاهتمام للدور الذي تقوم به الوكالة التنظيمية الحكومية، حيث عقد مديرها التنفيذي إيفرتون ماكفارلين مؤتمر صحفي في ١٨ يناير/كانون الثاني، تم تداوله بشكل سيء للغاية [20]، لدرجة شعر المشاهدون أنه زاد الوضع سوءًا، مفجر التساؤل حول متى ملاحظة الوكالة “الإنذارات” فيما يخص أنشطة SSL، وعن كيفية تعامل الوكالة مع الأنباء المنتشرة [21]منذ عام ٢٠١٧، كان رئيس الشركة مراوغًا وقال إنه مقيدًا في الرد على بعض الأسئلة، وكان الصوت على البث المباشر غير مسموع تقريبًا، ولم يكن متاحًا إلا على فيسبوك وانستجرام. بدلاً من بعث الطمأنينة [22]، لم يقدم المؤتمر الصحفي إلا زيادة قلق العامة.

في اليوم التالي أخبر وزير المالية نيجل كلارك الصحافيين أن رئيس لجنة الخدمات المالية FSC استقال [23] فعليًا في ٣١ يناير/كانون الثاني، حيث كان في إجازة في ٢٠ يناير/كانون الثاني، مضيفًا:

سنكون شفافين تمامًا بشأن ما حدث- نيجل وهو يتحدث عن تحقيق الاحتيال الخاص بشركة SSL

قال الوزير أنه سيدلي ببيان سياسي بتاريخ ٢٣ يناير/كانون الثاني، وإن لم يكن في مجلس النواب، كما كان قد وصف [27] الاحتيال مسبقًا بأنه “شر”، وقال ربما من الممكن أن تعيد الدولة الأصول التي تم الاستحواذ عليها من الأموال المسروقة. [28]

أوصى [29] حزب الشعب الوطني المعارض بمراجعة حسابات اللجنة FSC، ودعا الحكومة الجامايكية أثناء مواصلتهم التحقيقات بالوضع في الاعتبار العمل مع خبراء من الخارج [27]، وخاصة في مجالات المحاسبة الجنائية والأمن السيبراني.

صرحت [30] مؤسسة تجار الأوراق المائية الجامايكية JSDA دون التعليق الخاص على القضية، أنها ملزمة بإجراء تحقيق شامل والمسائلة الكاملة لجميع مرتكبي الاحتيال، لكن مع الكشف عن تفاصيل أخرى لعملية الاحتيال الخاصة بشركة SSL، بدأ الجاميكيون اليائسون بالتساؤل حول من يمكنهم الوثوق به.

كما سخرت عالمة البيئة ديانا ماكولاي على تويتر قائلة:

يحكى في إعلانات لوتا على جداول SM الزمنية الخاصة بي من المؤسسات المالية عن مدى أمان إيداع أموال معهم..

كما غرد شخص آخر قائلاً:

إذا لم تتم مراجعة الأمر برمته وتحقيقه من قبل: باميلا مونور إليس و@Greg0706، لن آخذ الأمر على محمل الجد؛ فلا يمكن أن يحقق الصديق مع صديقه، والشركة مع نفسها، فلا أثق إلا في الاثنين الذين ذكرتهما سابقًا لإجراء التحقيق وتقديم الحقيقة.

باميلا مونرو إليس هي مراقب عام [35] للحسابات، تحظى باحترام كبير في جامايكا، أما جريج كريستي، يترأس لجنة النزاهة [36] للبلاد الذي حذر من أثر الفساد على المستثمرين الأجانب:

إن أثر الفساد على الاستثمار الخاص الأجنبي ضار، فالفساد يعد ضريبة غير مباشرة مفروضة على المستثمرين، وتحد من المنافسة في البلاد، لينفر المستثمر من البلاد التي لا تتمتع بضمانات كافية للحماية من الفساد.

أضاف كريستي:

ظروف المأساة التي حلت بالسيد أوسيان بولت أضرت بسمعة جاميكا بشكل خطير، والتي تضررت سمعتها بالفعل بوصفها عاصمة عالمية للقتل، وأرض المحتالين، وبلد تتصارع مع آفة من الفساد الملحوظ، والجريمة المنظمة.

خرج رئيس الوزراء أندرو هولنيس عن صمته [40] بعد أسبوع من انتشار الأخبار معبرًا عن نفسه “مشمئز ومستاء للغاية”، كما أعرب عن تعاطفه مع الضحايا، وحث العامة على عدم الذعر مؤكدًا “لن يدخر جهد للكشف عن المدى الكامل لنشاط الاحتيال وفي تقديم الجناة للعدالة، لكن حتى اليوم لم يتم تحديد مشتبهين آخرين.

بينما غرد الرجل الذي كشف الفضيحة باسمه مغردًا بعض التعليقات القصيرة البليغة، استخدم في إحداها كلمات أغنية [41]:

في عالم من الأكاذيب؟ أين الحقيقة؟
الشر التاريخي…ما هي جذوره؟ … الأموال

اقتصرت تغريدته الأخيرة التي تشير إلى التقاعس في الرد على خطاب محاميه على كلمتين:

الصمت الرهيب

في انتظاره -وآخرون من الجامايكيين- سماع ما سيحدث.