- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

لماذا تمت إزاحة “باكسلوفيد”، الدّواء الرئيسي لكوفيد 19 من قائمة التأمين الصّحي الصيني؟

التصنيفات: شرق آسيا, الصين, سياسة, صحافة المواطن, صحة, علاقات دولية, كوفيد19

في 9 من يناير/كانون الثاني، قررت [2] الصين عدم إدراج “باكسلوفيد”، دواء فعّال ضد كوفيد-19، في قائمتها للأدوية التّي تشملها أنظمة التأمين الصّحي الأساسي. سيحرم هذا الإجراء الملايين من الأشخاص الفقراء للحصول على “باكسلوفيد” عندما تنتهي مدة الأمان المؤقت في أواخر شهر مارس/آذار 2023.

في 22 من شهر أبريل/نيسان 2022، نشرت منظمة الصّحة العالمية بيانًا [3] توصي فيه، بشدة، استعمال العاملين في مجال الصحة “باكسلوفيلد” لمعالجة مرضى كوفيد-19؛ ووصفت [3] الدواء المُضاد للفيروسات “المُنقذ”، و”أحسن خيار علاجي بالنّسبة للمرضى الذّين يمثلون حالات صعبة لغاية تاريخ اليوم”.

اتهمت السّلطات الصّينية “فايزر”، مُصنّع “باكسلوفيد” بسبب ثمنه الباهظ [4]، يصل إلى 1890 يوان (ما يقارب 280 دولار) للعلبة الواحدة. في الولايات المتحدة الأمريكية، يبيع “فايزر” باكسلوفيد بحوالي 530 دولار، و700 دولار للعلبة، لكل من هونغ كونغ وتايوان. استفادت الصين من تخفيض 70 بالمائة، المحددة لبلدان الدّخل المتوسط أو المنخفض.

وفقًا للعديد من وسائل الإعلام، شركة “فايزر” مُستعدة لخفض الثمن إلى 600 يوان [5] (أي أقل من مائة دولار) عند المُساومة التّجارية؛ ومع ذلك، ترغب الصين أن ينخفض السعر لأقل من 200 يوان (ما يقارب 34 دولار)، وهو ذات الثمن للنسخة العامة “باكسلوفيد” الذّي يُباع في الهند وبلدان فقيرة أخرى، إلاّ أنّ الصين غير مُصنّفة كبلد فقير [6].

عوض “باكسلوفيد”، الدواء المُضاد للفيروسات، وذو صنع محلي لعلاج كوفيد-19، أدرجت الصين “أزفودين” [7] في مخططها للتأمين الصّحي، وكذلك زهورات “كينغفي بايدو” [8]، الموجود في الطّب التّقليدي الصيني؛ ولم تثبت فعالية الدواءين لنقص المعطيات السّريرية.

لا يزال الأغنياء والطّبقة المتوسطة في الصين يحصلون على الدّواء المُضاد للفيروسات، عندما تنتهي مدة المخطط الأمني المؤقت في شهر مارس/آذار، يمكن للمستشفيات أن تستمر في إعطاء “باكسلوفيد” للمرضى الذّين يستطيعون دفع ثمنه، خارج نطاق الأمن الصحي. إضافة إلى ذلك، مع تزايد الطلب، يدفع الأغنياء لغاية 20 ألف يوان [9] (ما يعادل 3000 دولار) للعلبة الواحدة من “باكسلوفيد” لاستعمال الطوارئ المنزلي، كما تباع النسخة العامة للدّواء بحوالي 2000 يوان في السّوق السّوداء. غير أنّ الفقراء، لاسيما في المناطق الأقل تطورًا والمناطق الرّيفية، لا يحصلون على الدّواء ضدّ كوفيد-19.

بلد مُنقسم

الآراء منقسمة على شبكات التّواصل الاجتماعي الصّينية؛ بعد إلغاء الاتفاق بخصوص التأمين الصّحي، اتهمت الدّعاية “فايزر” برفض تخفيض الثّمن بتمويل من الدّولة، مثلما تبينه تغريدة “هو سيجين”، المعلق الرّئيسي لجلوبال تايمز:

فشلت المحادثات في الصّين لإدراج “باكسلوفيد” من فايزر” في قائمة الأدوية ذات الأمن الصّحي، بسبب ثمنه الباهظ. لقد أثار ثمنه في الصين اعتراضات عامة، إنّه أمر للاستفادة من أوجاع الآخرين وهي مسؤولية أخلاقية لـ “فايزر” لتخفيض ثمن الصّادرات للصين.

في الوقت ذاته، ظهرت العديد من المقالات في الإنترنت تنتقد فيها “فايزر” لحصولها على فوائد هائلة مع اللّقاح وتجارة “باكسلوفيد”. كما تحتوي هذه المقالات العديد من نظريات التآمر لا أساس لها، بما فيها من ادعاءات كون الولايات المتحدة الأمريكية هي من خلقت الفيروس اصطناعيًا. إنّه ادعاء نموذجي [11] في سلسلة التّعليقات لمقال شائع جدًا والذّي ينتقد فيه ثمن “فايزر”:

病毒就是辉瑞跟着研发的,他当然赚钱,要不他咋开发的这么快?

انتشر الفيروس من حول “فايزر”، لهذا تحصل على فوائد كثيرة، وتمكّن من تصنيع [اللّقاح والدّواء] بشكل سريع…

بعيدًا عن نظريات التآمر، تتكرّر ردود أفعال وطنية التّي تعبر عن دعمها للمصنعين الصينيين والطّب التّقليدي الصيني، مثل هذا التّعليق [12] المرفق لمقال آخر يسأل فيها “فايزر”:

相信辉瑞不如相信中药!

أفضل التّصديق بالطّب التّقليدي الصيني بدل “فايزر”.

في الوقت ذاته، انزعج آخرون لقرار استبعاد سوق الأوراق المالية. ينتقد [13] منشور واسع الانتشار على “وي شات” مسألة الثّمن:

昨天的医保谈判新闻大家都看了吧,把我给笑死。就好比牛肉太贵了买不起,就去买了一堆牛粪。

الأخبار عن الأمن الصّحي تُضحكني، وكأنّك لا تستطيع دفع لحم البقر، وتقرر شراء الكثير من روث البقر.

قام كذلك صاحب المقال الواسع الانتشار بأبحاث في الأرشيفات العمومية وبيّن كيف أنفق البلد صندوقه للتأمين الصّحي، حيث ذهب معظمه في برنامجها الوطني لاختبارات “البي سي آر” [14] والذّي يعدّ عنيفًا وغير لازم:

2021年医保累计结余3.6万亿,当年医保收入2.88万亿,支出2.4万亿,结余4400亿。…买它一亿盒,一盒500美元,也花不了几百亿,结余完全可以覆盖。今年前十个月仅仅核酸检测的相关费用,就已达1.7万亿人民币了。

وصل الرّصيد التّراكمي لصندوق الأمن الصّحي سنة 2021 إلى 3600 مليون يوان (530 مليون دولار)، ووصلت المداخيل 2880 مليون يوان (424 مليون دولار)، والنّفقات 2400 مليون يوان (353 مليون دولار) مع فائض بـ 440.000 مليون يوان (64.800 مليون دولار) … رغم أنّنا ندفع 500 دولار للعلبة الواحدة لـ “باكسلوفيد”، إلاّ أنّ الفائض يكفي كثيرًا لاقتناء الملايين من العلب. في 2022، وخلال العشرة أشهر الأولى، وصلت الأموال التّي أنفقت في اختبارات “البي سي آر” أكثر من 1700 مليون يوان (250 مليون دولار).

يشعر البعض بالإحباط بسبب عودة ظهور نظريات المؤامرة القومية المنتشرة على شبكات التّواصل الاجتماعي:

有一些人说让辉瑞滚出中国的,说不买美国药,建立对立关系的,这些人的心是得有多麻木不仁,才能说出这样的话,为了钱,为了那些人的蛋糕,你们就这样的草菅人命吗,人家研制出能救命的药,可你就是研制不出来啊,所以就开始搞破坏,搞口嗨,搞内卷,那是一条条人命啊

دعا البعض “فايزر” للخروج من الصين، ويقولون إنّ الصين لا يمكنها دفع ثمن الأدوية الأمريكية، ولم يكفوا عن خلق العداوة بين العلاقات [بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين]، فكيف يمكن قول هذا من طرف أشخاص واعين؟ كيف يمكنهم تحطيم هكذا حياة البشر؟ من أجل المال؟ من أجل التحفيزات التّي يعرضونها عليهم؟ الأمر يتعلق بدواء ينقذ الحياة وتمّ إعداده بعد بحث جيد. أنتم لم تتمكنوا من إعداد دواء ناجع، لذلك تخربون بمحادثات “ساخنة” وتناشدون “الانحطاط” [التّداول الاقتصادي الدّاخلي]، إنها حياة البشر التّي هي في المحك.

على تويتر، يخمن المعارضون حول الأسباب الممكنة التّي جعلت الصين تسحب من القائمة “باكسلوفيد”. قال “تشانغ يزهونغ”، صحفي مُتميز للصين:

منطق سياسة الحزب الشيوعي الصيني هو سهل جدًا؛ ففي المرحلة الأولى لجائحة كوفيد 19، رغب الحزب في دعم اللّقاح وتحويله إلى ركيزة لاقتصاد البلد، وبعيدًا عمن يدفع ثمن اللّقاح فإنّ المال كان يسري داخليًا، وكان الكل في الوضعية رابح [البلد كان يُظهر قوته، ومصنعو اللّقاح كانوا يحصلون على فوائد ويكبرون]. إذا دخل “فايزر” السّوق الصينية سواء كان خاضعًا للتأمين أو يمس مباشرة جيب المريض، فإنّ هذه المؤسسة الأجنبية يكون لها فوائد، وهكذا تفقد الصين المكانة والمال.

بلهجة تهكمية، قام “شان سياوبينغ”، مقدم حصة وطنية أمريكية “أصوات أمريكا”، بتكهنات مجنونة حول اتفاق التأمين الصّحي على تويتر:

  1. في الواقع، لا يمكن للصين الشراء دون الحصول على تخفيض إلى ثمن معقول.
  2. يمكن للبلد أن يتهم الولايات المتحدة الأمريكية بوفاة الصينيين [بما أنّ “فايزر” رفض تخفيض الثّمن].
  3. لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية الحصول على الجدارة لإنقاذها الحياة في الصين.
  4. يجب أن يتم توجيه مال البلد نحو المؤسسات الصينية، فمن تكون المحتملة؟