- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

حالات تسمم وتشريد في باراغواي بسبب صناعة اللحوم الأوروبية

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, باراجواي, أصالة, الاقتصاد والأعمال, بيئة, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, طعام, Green Voices

صورة من رسم ناكو أوكاموتو وجازمين تروش لمصلحة إلسورتيدور.

كُتِبَّ هذا المقال من قبل ماكسيميليانو مانزوني لصالح صحيفة سورتيدور [1] الباراغوية، وأُعيد نشر مقتطف منه على جلوبال فويسز بموجب اتفاقية إعلامية.

وفقًا لتقرير جديد [2] صادر عن منظمة جلوبال ويتنس لحقوق الإنسان والبيئة، تشتري شركات تصدير الأغذية الزراعية الأمريكية آرتشر دانيلز ميدلاند، وشركة كارغيل، فول الصويا من شركات، أو مُنتجين، مرتبطين بسبع حالات في الأقل لانتهاك حقوق الإنسان بحق السكان الأصليين والمجتمعات الريفية في شرق باراغواي.

تمكنت جلوبال ويتنس من تأكيد أن فول الصويا المرتبط بحالات التسمم بالمبيدات الحشرية، والتهجير القسري للسكان الأصليين، والوفاة، كان مخلوط في صوامع شركات تصدير الأغذية الزراعية، لا سيَّما آرتشر دانيلز ميدلاند [3]، وكارغيل. تنقل هذه الشركات فول الصويا عبر مركب بضائع لموانئها في الأرجنتين وأوروغواي. من هناك، تُنقل إلى وجهتها الأخيرة: مزرعتان في أوروبا، واحدة للدجاج في إنجلترا (2 سيسترز)، والأخرى للخنازير في الدنمارك (دانيش كراون). يوفر كلاهما لحومهما لأكثر من 26 علامة تجارية ومتاجر كبرى، منها كارفور، وكنتاكي، وماكدونالدز.

أعمال تسميم وتشريد المجتمعات المحلية لبيع فول الصويا لأوروبا

على سبيل المثال، تشتري آرتشر دانيلز ميدلاند فول الصويا من شركة مُتهمة بتنفيذ عمليات رش غير قانونية بالمواد الكيميائية الزراعية، والعمل دون تراخيص بيئية، وسكب المبيدات الحشرية في المجاري المائية لمنطقة كولونيا ييروتي في المنطقة الشرقية من باراغواي. في 2011، لقي [4] روبن بورتيلو حتفه [4] بسبب أعراض التسمم بالمبيدات الحشرية، ونُقِلَّ 22 شخص آخر إلى المستشفى.

في 2019، حكمت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ضد دولة باراغواي. خلص الحكم إلى فشل الدولة في حماية حق بورتيلو، وأسرته، وكامل كولونيا ييروتي في الحياة، ولم تُنفذ القوانين المنظمة لاستخدام المبيدات أو تُحقق في الوفيات وحالات التسمم. كانت تلك أول محاكمة في قضية تتعلق بالكيميائيات الزراعية في العالم. تواصل كوندور الزراعية، الشركة الأخرى المُبلغ عنها في القضية، العمل في المنطقة أيضًا. في 2021، تلقت باراغواي تنبيه آخر من الأمم المتحدة لقضية مشابهة، مجتمع أفا غواراني من كامبو أغواي [5] في كانينديو أيضًا.

إضافة لييروتي وكامبو أغواي، حددت جلوبال ويتنس 5 حالات أخرى، فضلًا عن تقارير الاستخدام غير المشروع للكيميائيات الزراعية، عن نشوب نزاعات بشأن الأرض التي يُزرع فيها فول الصويا الذي تبيعه شركات تصدير الأغذية الزراعية.

تعرض كاء بوتي، مجتمع من شعوب أفا غواراني الأصلية، لواقعتي إخلاء قسري في 2021، علاوة على تدمير منازلهم ومدارسهم. فقدت امرأة في الشهر الثامن من الحمل طفلها [6] نتيجة العنف الممارس خلال واحدة من واقعات الإخلاء. حدث كل ذلك رُغمَّ امتلاك المجتمع لملكية الأرض وحكم المحكمة لصالحهم. باتَّ أفراد المجتمع معروفين بقطنهم شوارع أسونفِيّن لمدة 8 أشهر قبل أن يعودوا لأرضهم في يونيو/حزيران 2022. مع ذلك، استمرت التوترات مع مزارعي فول الصويا. في أغسطس/آب، داهمَّ أفراد المجتمع إحدى المزارع التي تقع على أرض يزعمون أنها ملكهم. قيل إنهم هددوا، وضربوا، وهاجموا المُقيمين عليها. اُعتُقِلَّ 17 فرد [7] من المجتمع فيما يتعلق بالواقعة.

في خضم الصراعات التاريخية، والقانونية، والسياسية، تشتري كارغيل، وآرتشر دانيلز ميدلاند الصويا من مُنتجين يعملون على أراضي يطالب بها مجتمع كاء بوتي.

أعمال مبهمة

استطاعت جلوبال ويتنس من تأكيد بيع آرتشر دانيلز ميدلاند وكارغيل لفول الصويا من باراغواي في أوروبا، لاثنتين من أكبر المزارع في القارة: 2 سيسترز، شركة دواجن إنجليزية، ودانيش كراون، شركة تربية خنازير دنماركية. أكدت المنظمة من تزودهم لحوالي 26 علامة تجارية على الأقل، ومتاجر كبرى، ومتاجر تجزئة في أوروبا، منها كنتاكي، وليدل، وكارفور، وماركس وسبنسر، وماكدونالدز.

تُعد سلسلة إمداد الصويا معقدة. تُشير جلوبال ويتنس في تقريرها، “إنها صناعة تتسم بالغموض إلى حدٍ كبير”. حاولت المنظمة التواصل مع جميع الشركات المذكورة في التقرير قبل نشره، بِدءًا من منتجي فول الصويا في باراغواي، حتى المشترين في أوروبا. لم يرغب معظمهم في الرد. لم ينكر أي منهم النتائج، باستثناء آرتشر دانيلز ميدلاند.

يحول التعتيم الذي يكتنف سلسلة الإمداد ذاتها دون إمكانية معرفة ما إذا كان يُستخدم فول الصويا المزروع في ييروتي خصيصًا لتغذية دجاج وخنازير دانيش كراون و2 سيسترز التي تورد اللحوم، على سبيل المثال، لماكدونالدز. لكن يُعرِّض التعتيم ذاته جميع شركات سلسلة الإمداد لخطر اشتباهها بالتواطؤ.

يُفيد التقرير، “في هذه الحالة، سترتبط جميع الشركات الوارد ذكرها في هذا المقال بشكلٍ مباشر بانتهاكات حقوق الإنسان، التي تعرض لها السكان الأصليين والمجتمعات الريفية في باراغواي”. ستنتهك معايير الأعمال الدولية — مثل مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية المتعلقة بالشركات وحقوق الإنسان (2011) [8] وإرشادات منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي بشأن مسؤولية الشركات في التنمية [9] والعناية الواجبة [10] — أي أنها مسؤولة أيضًا عن منع انتهاكات حقوق الإنسان، التي يضطلع بها موردّيها واتخاذ إجراءات حيالها. كما ستنتهك مبدأ الموافقة الحُرة، والمسبقة، الذي يُعد جانبًا أساسيًا من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (2007) [11]، الذي طبقته باراغواي في تشريعاتها منذ 2018 [12].

يُظهر مجرد الاشتباه في إمكانية ارتباط فول الصويا القادم من ييروتي، أو كاء بوتي، باللحوم الأوروبية فشل عملية “المسؤولية ذاتية التنظيم” للشركات الأوروبية. يُشير الباحثين أن “إهمال الشركات الأوروبية، فضلًا عن التُجار، ساهمَّ أيضًا في انتهاكات كالتي وثقناها في باراغواي على مر السنين”.

حذر ماركوس، مقرر الأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان، الذي استشارته جلوبال ويتنس بشأن نتائج التحقيق، من أنه بسبب عدم امتثال المُنتجين للقانون، “تواجه باراغواي خطر عزلها عن الأسواق العالمية، نظرًا للتوجه المتنامي لضمان امتثال سلاسل الإمداد للضمانات البيئية والحقوقية”.