- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

“شاجينام با كامايال”: دعم نساء مايا كاكتشيكال لمعاناتهن من التّحرش على الإنترنت

التصنيفات: صحافة المواطن, رايزنج فويسز

رسم لـ “باتريسيا سوسلي بولوك تيكوم” أعدته لصالح “رايزين فويسز”

بقلم “ماريا ألفاريث”، قائمة على دراسة حالة للكاتب “ميغال أنخل أوكسلاخ” بعنوان “ماذا تعرف قائدتان من قبيلة “كاكتشكلاس” عن الأمن الرّقمي، بعد معاناة من التّحرش والتّرهيب والتهديد على وسائل التّواصل الاجتماعي؟”.

We seek to support and share based on friendship and sisterhood, we share various forms of self-care and collective care against harassment and gender violence. - (Saqb’ix)

نبحث عمن يدعمنا ويشاركنا باسم الصّداقة والأخوة، نتقاسم العديد من أشكال العناية الذّاتية والجماعية ضدّ التّحرش والعنف القائم على الجنس. – (ساكبيكس).

لمحة عن اللغة

“الكاكتشيكال هي لغة يتحدث بها سكان الكاكتشيكال في الوسط الغربي لغواتيمالا؛ وتنتمي إلى مجموعة لغات “كيشيس”، هذه الأخيرة تنتمي إلى العائلة اللسانية للغة المايا. يتحدث بها قرابة نصف مليون ناطق، وهي إحدى لغات المايا الأكثر أهمية في غواتيمالا”. ويكيبيديا [1]

الاعتراف بها: اعترف قانون اللّغات لعام 2003 لغواتيمالا الكاكتشيكال كلغة وطنية؛ تعتبر اللّغة الوطنية للمكسيك بموجب القانون العام للحقوق اللّسانية لشعوب السّكان الأصليين.

وضعية اللّغة: 6B (مُهدّدة). لغة مُعترف بها (2003، قانون اللّغات الوطنية، مرسوم 19). تستعمل اللغة للتواصل وجها لوجه بين الأجيال، ولكنها تفقد تدريجيًا مستعمليها – مقياس [2]EGIDS [2]، إثنيات [2].

موارد الأمن الرّقمي في هذه اللّغة:

  • لم يتم تحديد أحد

أدوات الأمن الرّقمي في هذه اللّغة:

  • سيجنال❌
  • تور❌
  • بسيفون ❌

“ساكبيكس” [3] و“كسالاخ كوس” [4] (أسمائهما بلغة الكاكتشيكال)، امرأتان من شعب المايا كاكتشيكيليس في “تشي كسوت”، غواتيمالا. باعتبارهما شابتين وناشطتين ومدافعتين عن حقوق الإنسان، عانتا من عنف العنصرية والذّكورية عبر الإنترنت وخارجه. انطلاقًا من تجربتيهما، تتيح الاثنتان التّعرف على الأفكار التّي تستدعي الأمن الرّقمي وتربطان ذلك بالعناية الجماعية والأخوة والحقوق اللّسانية لشعوب السّكان الأصليين.

في دراسة “ماذا تعرف قائدتان من قبيلة “كاكتشكلاس” عن الأمن الرّقمي، بعد معاناة من التّحرش والتّرهيب والتهديد على وسائل التّواصل الاجتماعي؟”، يحلّل “ميغال أنخل أوكسلاخ” ناشط على مستوى ذات القبيلة، مع كلّ واحدة الطرق الممكنة نحو مستقبل أكثر أمانًا للنّاشطين. بالنّسبة له، الحديث عن الأمن الرّقمي انطلاقًا من سياقات قبائلية، هو موضوع حديث وضروري لأنّه يشكل طرفًا في الحقوق الرّقمية لكلّ شعوب العالم.

 

 

المايا كاكتشيكال في غواتيمالا

قبل الحديث عن التّفكير حول الأمن الرّقمي ولغة المايا كاكتشيكال، يبدو ضروريًا فهم سياق كفاح المرأتين؛ وكما يشرح “ميغال أنخل أوكسلاخ”، تعتبر “تشي كسوت” (سان خوان كومالابا)، واحدة من 47 بلدية في غواتيمالا حيث يتحدثون بهذه اللّغة، وداخل هذه البلدية، يوجد 97,22 بالمائة من الأشخاص يعرفون أنفسهم من المايا كاكتشيكال. في غواتيمالا، يعتبرون من الشّعب الأصلي الذّي له صلة كبيرة ومباشرة مع الاحتلال منذ 1524، كما أنّ العواصم الثلاث التّي عرفها البلد، تأسست في إقليم المايا كاكتشيكال.

يعلّق “ميغال أنخل”: “لقد أتاح لهم (شعب المايا كاكتشيكال) من جهة، الحصول على الخدمات الأولى والعملياتية، على وجه الخصوص، الحصول على الإنترنت، ولكن من جهة أخرى، جعلهم أحد الشّعوب المنحدرة من المايا الذّين هم بصدد فقدان هويتهم الثّقافية أمام الثّقافة المُهيمنة، لاسيما فقدان لغتهم أمام اللّغة الإسبانية”.

حسب الدّراسة، وصلت نسبة الوصول للإنترنت عام 2017 [5] إلى 12,84 و7,87 بالمائة على التّوالي، ووصل الإنترنت واسع النّطاق إلى 2,05 و1,2 بالمائة في إقليمي “تشيمالتيناغو” و”سكولا” حيث يوجد غالبية شعب المايا كاكتشيكال. في أقاليم غواتيمالا و”ساكاتيبيكاث”، اللّذان يشكلان جزءًا من أراضي كاكتشيكال، تعد نسبة الحصول على الإنترنت كبيرة: 56,06 و27,77 بالمائة على التّوالي. رغم أنّ التّغطية تحسنت في الأوقات الأخيرة (حتّى أثناء الجائحة، كما يشهد على ذلك “ميغال أنخل” انطلاقًا من تجربته) إلاّ أنّ فجوة الفقر كبيرة، على وجه الخصوص، الذّين يعانون من الفقر المدقع، فهم يقوضون الحصول على الإنترنت بسبب تكاليفه.

في هذا السيناريو، تابعت المرأتان من شعب المايا كاكتشيكال البالغتان من العمر 25 و28 سنة طريق النّضال عبر الفنون وتعليم لغتهما؛ وحاليًا، تستعمل وسائل رقمية لبلوغ هدفهما. “ساكبيكس” هي أستاذة في لغة المايا كاكتشيكال وهي عضو في مشروع Xamanil.com [6] لمدرسة التعليم لغة الكاكتشيكال، وكذا مشروع Yolitia [7] بمركز اللّغات الهندو أمريكية. وهي أيضًا طالبة وأستاذة في جامعة “مايا تشي كسوت كاكتشيكال”، وناشطة على الإنترنت للغات السّكان الأصليين بدعم من Wikiwuj [8]، وهي صفحة ويكيبيديا بالمايا كاكتشيكال. “كسالاخ كوس” هي مغنية وناشطة اجتماعية من شعب المايا كاكتشيكال ذائعة الصيت دوليًا. خلال جولاتها في أوروبا، وأمريكا اللاتينية والولايات الأمريكية المتحدة، قامت بتسليط الضوء على كفاح الشعوب الأصليين، والكفاح ضدّ العنصرية، لاسيما كفاح نساء السّكان الأصليين من أجل مستقبل يكون فيه احترام لأراضيهنّ ولغتهنّ وحقهنّ في الاستقلال الذّاتي ومن أجل حياة كريمة خالية من العنف.

للأسف، كانت تساؤلاتهما وتقاربهما عن الأمن الرّقمي كذلك موثقة عبر تجارب من العنف الرّقمي، حيث صرحت الاثنتان أنّهما تلقتا أنواعًا عديدة من التّحرش والعنف القائم على الجنس والعنصرية كرد على نضالهما. يؤكد “ميغال أنخل”:

Degrading and disgusting messages that, in public networks or private contexts, not only profoundly hurt their dignity as human and women, but also objectify them, degrade them and direct all their hatred towards their condition as women, instead of discussing with arguments their disagreements with their political positions.

هي رسائل مهينة ومثيرة للاشمئزاز، سواءً كانت على الشّبكات العامة أو في السّياقات الخاصة، وهي لا تؤذي بشدة فقط كرامتهما كبشر وكونهما امرأتان فحسب، بل يُستخف بهما، وتُصب الكراهية لمكانتهما كنساء بدل مناقشة الخلافات السياسية.

رغم أنّ كلّ واحدة لها حكايتها الخاصة، غير أنّهما تتقسمان حالات تهديد وتخويف وانطلاقًا من ذلك، تمّ وضع استراتيجيات للاستعمال الآمن للتكنولوجيات.

“ساكبيكس”

في 12 من شهر مارس/آذار 2021، كان رئيس غواتيمالا “أليخاندرو جياماتي” على وشك الوصول إلى قرية “سيماخولو دي تشي كسوت” لتدشين بناء طريق بين البلديات المتقاربة. كنا نعلم أنّ السّبب الرّئيسي للبناء لم يكن لصالح البلديات [9] ولكن من أجل مشاريع التنقيب والاستغلال المنجمي على مرأى الجميع في المنطقة. لهذا، قامت الناشطة “ساكبيكس” ورفقائها آخرون بوضع لافتات الاحتجاج في المنطقة، وكتبوا على لافتة Giammattei Eleq'on (جياميتي سارق) على الكرسي الذّي كان سيجلس فوقه الرّئيس. نشرت [10] وسائل الإعلام المحلية الخبر على شبكات التواصل الاجتماعي وعمّ فورًا.

بعد مرور أسبوع، ردّ نشطاء آخرون على المشهد بالمثل في مناطق عديدة من مدينة غواتيمالا، وذلك بمشهد كرسي من البلاستيك ذات غلاف أزرق مكتوب عليها (جياميتي سارق)، بالإضافة إلى ذلك تفاعل على الفضاء الرّقمي العديد من الدّاعمين، ولكن كان كذلك أيضًا العديد من الرّسائل الهزلية والتخويف وتهديدات قوية ضدّ النّاشطة، مسطرة بخطابات عنصرية وطبقية وجنسانية؛ وأجبرت “ساكبيكس” على الاختباء لمدة أيام واتخذت احتياطات على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما يشرح “ميغال أنخل”:

the construction of the road goes on and it becomes increasingly controversial [11] while Saqb’ix continues to lead the organizations that are monitoring this process. Now they have obtained the support of three deputies, but the Municipal Mayor, as well as the local authorities of the communities, are considering this monitoring an obstacle against the construction of the highway and against ‘development.’ In all of this, Saqb’ix, along with her colleagues, remains in a risky situation.

لا يزال بناء الطريق [11] مستمرًا وقد أصبح أكثر فأكثر مثيرًا للجدل، بينما لا تزال “ساكبيكس” تسير المنظمات التّي تراقب المشروع. حصلت على دعم ثلاثة نواب، لكن رئيس البلدية وكذا السّلطات المحلية للبلديات تعتبر هذه المتابعة مثابة حاجز لبناء الطريق وضدّ “التطور”. في هذا السّياق، تبقى “ساكبيكس” مع زملائها، في وضعية خطر.

“كسالاخ كوس”

في 10 يونيو/حزيران 2020، تلقت “كسالاخ كوس” رسائل تخويف مباشرة على حسابها على تويتر بعدما قامت بتصريحات ضدّ العنصرية الهيكلية في “غواتيمالا”. هذه لم تكن المرة الأولى ولكن هذه المرة قررت التّنديد علنًا بالتّهديد الذّي تلقته على حسابها. كما قدمت شكوى أمام النّيابة العامة لكنّها لم تتلقَ أيّ ردّ. تشرح “كسالاخ كوس” قائلة: “خفتُ على حياتي وقررت أن أشكو ذلك، لكن مع الأسف بما أنّ النّظام القضائي للبلد لا يعتبر ذلك كجريمة ومهما جلبت من دلائل، فإنه لا تُؤخذ الشّكوى بعين الاعتبار”. على مواقع التّواصل الاجتماعي، انتشر كذلك بسرعة تصريحها وسبّب في خلق ردّ مُشابه: من جهة، دعم وتضامن، ومن جهة أخرى، عنف وتحرش.

الأمن الرّقمي انطلاقًا من المجتمع

انطلاقًا من هذه التّجارب، ما هي إجراءات الأمن التّي يتخذها النّشطاء الرّقميون لحماية حياتهم الشّخصية؟ كلتا المرأتين تستعملان إشارة “سيجنال” و“تور” [12] بالنسبة للرّسائل الحسّاسة؛ ومع ذلك، علاوة على التّركيز على الأدوات الرّقمية، فإنّ كلتيهما ترى في الأمن الرّقمي استراتيجية. تعرفها “ساكبيكس” مثل “سلسلة من الممارسات والأدوات لحماية خصوصية المستعمل”، بينما تعتبرها “كسالاخ كوس” مثل “عادات سليمة وأشكال لحماية هويتنا وبيانات حساسة على الإنترنت”. تشرحان أنّ البعض يمرون دون أن ينشروا تحيينات أو صورًا في وقت فعلي أو لا يشغلون نظام تحديد المواقع أو يغيرون اسم المستعمل العام أو يقللون مؤقتًا نشاطاتهم الرّقمية.

تعلمت المرأتان الأمن الرّقمي عبر الفضاءات الجماعية مثل حلقات الرّعاية الذّاتية التّي تنظمانها بين الصّديقات والرّفيقات في مختلف المدن. تعلمت “ساكبيكس” في ورشة حيث تطرقت إلى الأمن الرّقمي مع اقتراحات لاتخاذ احتياطات على الإنترنت ثم تعلق بعد ذلك في حلقتها بين الصديقات. تعلمت “كسالاخ كوس” ضمن فوج من النّساء الشّابات اللائي يتقاسمنّ الأفكار وأشكال الدفاع النّفسي؛ وقالت في حوار: “نبحث عمن يدعمنا ويشاركنا أساسًا في صداقتنا وأُخوتنا، نتقاسم أشكالاً مختلفة من العناية الذّاتية والعناية الجماعية ضدّ التّحرش والعنف القائم على الجنس”.

الأمن الرّقمي، حق لساني للعناية بالحياة

بالنّسبة لهؤلاء النّشطاء، تعتبر أهمية الأمن الرّقمي مسألة للعناية بالحياة؛ وكما تقول “ساكبيكس”: “أصبحت حياتنا مرقمة وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأمننا الجسدي”. بالنسبة “كسالاخ كوس” فهي تعتبر “اتخاذ الاحتياطات في الفضاء الرّقمي تضمن أمننا الشّخصي”.

حددت كلتا الناشطتين مسألة واضحة للحصول على هذه المعلومة، لاسما بالنّسبة للسّكان الأصليين؛ وتعتبرها كلتاهما نوعًا من البذخ الذّي يجب أن يكون متوفرًا مثلما هو الحال بالنّسبة للتكنولوجيات. كما تشير “ساكبيكس” إلى أهمية امتلاكها بمختلف لغات السّكان الأصليين “الأمر لا يعتبر في حدّ ذاته أن يفهم النّاس – لأنّ غالبية المستعملين من المايا كاكتشيكال الذّين لديهم الإنترنت ويتوفرون على التكنولوجيات يفهمون جيدًا الإسبانية – ولكن لأنّ ذلك هو حقهم اللّساني للوصول إلى لغتهم”. بعبارة أخرى، الوصول إلى المعلومة بلغة المايا كاكتشيكال مثل بقية لغات السّكان الأصليين في غواتيمالا وفي العالم، لا يعتبر فقط حقًا رقميًا ولكن كذلك حقًا إنسانيًا.

انطلاقًا من هذه الدّراسة وبالاستماع إلى صوتي “ساكبيكس” و”كسالاخ كوس”، يشير “ميغال أنخل” إلى ضرورة تسليط الضّوء على كيفية نشر المعلومة بخصوص الأمن الرّقمي والتكنولوجيات الآمنة والتّي تعتبر موضوعًا مهمًا جدًا في غواتيمالا خاصة بالنسبة للسّكان الأصليين؛ ويشرح قائلاً: “تعتبر هذه الدّراسات خطوة أولى لإدراك مخاطر السّياق الرّقمي، ولكن هذا غير كافٍ”، ويعطي التّوصيات التّالية للتّصرفات في المستقبل:

تروي شهادات بمقاطعة “تشي كسوت” بغواتيمالا، تجارب امرأتين من المايا كاكتشيكال، واللّتين جعلتا من مواقع التّواصل الاجتماعي أداة لنضالهما. كما تحدثتا عن مختلف أصناف العنف داخل وخارج العالم الافتراضي، واستراتيجيات الأمن الرّقمي بالنّسبة للسّكان الأصليين، هذه الاستراتيجيات، كما يقولون، يجب أن تنطلق ابتداءً من حقّ صياغتها في لغات مختلفة.

للمزيد من القصص والأخبار عن المجتمعات اللّسانية المشاركة، الرّجاء زيارة صفحة مشروع “الأمن الرّقمي واللّغات” [13].