- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تعرفوا على أول أبطال المعرفة في جامايكا

التصنيفات: الكاريبي, جامايكا, آداب, أخبار جيدة, تعليم, شباب, صحافة المواطن, فنون وثقافة
[1]

تقف رايتشل ماكدونالد، واحدة من الفائزين الأربعة بجائزة بطل المعرفة لجمعية صناعة الكتب الجامايكية، أمام مكتبة دي كاونا، مكان ممتع وغير تقليدي لتجمع أفراد المجتمع يُسهل بناء المعرفة لدى البالغين والأطفال. لقطة من فيديو على قناة جمعية صناعة الكتب الجامايكية على اليوتيوب [1].

نُشرت [2] نسخة من هذا المقال بالأصل على مدونة الكاتبة، ونُشرت نسخة محررة أدناه.

ربما يُعتبر المعلمون، والوالدان، والقُراء، والكُتاب، ومساعدي أداء الواجبات المنزلية أبطال المعرفة “المجهولين” في كل مكان، لكن أرادت جمعية صناعة الكتب الجامايكية [3]، أقدم رابطة تجارية في البلدان الكاريبية الناطقة بالإنجليزية، نقل الفكرة إلى مدى أبعد: جائزة بطل المعرفة الرسمية.

منذ 1989، عملت جمعية صناعة الكتب الجامايكية على دعم التثقيف وعادة القراءة بدافع التسلية بواسطة فعاليتِّها الرسمية، مهرجان كينغستون للكتاب [4]، لذا بدا أن تقديم جائزة سنوية لتكريم الذين يروجون للتعليم والقراءة كوسائل لتحقيق التغيير، والتنمية، والازدهار الشامل، وحفظ الموروث الثقافي، تَقدُّمٌ منطقي.

أعلنت [5] جمعية صناعة الكتب الجامايكية عن أول الفائزين بالجائزة في 23 فبراير/شباط. اُختير المكرَّمون بعد منافسة وطنية [6] شديدة. قُدِّم أكثر من 100 مرشح من قبل أفراد ومنظمات تتوزع على 10 من أصل 14 أبرشية في جامايكا.

وصفت لاتويا ويست بلاكوود، مديرة المشاريع الخاصة في جمعية صناعة الكتب الجامايكية، التي جاءت بفكرة الجائزة، الأمر بهذه الطريقة:

At the core of reimagining and reigniting a nation for greatness, must be a vision for literacy. Without this vision, we leave our youth in an extremely vulnerable position to face a present and future driven by knowledge.

لابد من وجود رؤية للتعليم في صميم إعادة تصور وإعادة الأمة لعظمتها. دونَّ هذه الرؤية، إننا نترك شبابنا في وضع مواتٍ جدًا لمواجهة حاضر ومستقبل تقوده المعرفة.

تتضمن المجموعة الأولى مشروع مكتبة مجتمعية مستدامة، وحملة للقراءة على وسائل التواصل الاجتماعي بقيادة أم وابنها، ومشروع مكتبة رقمية والعلاج بالقراءة، ومؤسسة أُسِّسْت لتخليد ذكرى الأخت العزيزة “دودة الكتب”. إليكم أبطال المعرفة الأربعة الأوائل…

[7]

صورة لرايتشل ماكدونالد مُلتقطة من قبل إيماني ويليامز، الصورة من جمعية صناعة الكتب الجامايكية، مُصرح باستخدامها.

رايتشل ماكدونالد [1]

صُممت مكتبة دي كاونا [8]، سُميت بذلك لوجودها في زاوية شارعي داف ومور في منطقة روز تاون على الساحل الجنوبي لجامايكا، لدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة [9]، الهدف رقم 4 [10] ورقم 11 [11]، من خلال تعزيز إمكانية حصول البالغين والأطفال على تعليم جيد، فيما تساهم في خلق مجتمعات مستدامة ومسالمة.

أعادت ماكدونالد، معلمة مُدرَّبة متخصصة بمرحلة الطفولة، استخدام الثلاجات كرفوف للكتب، وسمحت للآخرين باستعارة الكتب، وقراءتها، وإعادتها في أي وقت. كما نظمت المكتبة أنشطة لدعم الصحة العقلية والتفكير الإيجابي، فضلًا عن التوعية البيئية. باستشارة أفراد المجتمع الذين أعربوا عن رغبتهم في دعم رفع معدل التعليم في المنطقة، يتوسع —ويُفيد — نموذج روز تاون في المجتمعات المجاورة الآنَّ بنجاح. ثمة خطط لإطلاق فروع جديدة من مكتبة كاونا في مونتيغو باي [12]، وبول باي [13]، وتريجر بيتش [14] هذا العام.

[7]

صورة كيرك سكارليت مُلتقطة من قبل إيماني ويليامز، الصورة من جمعية صناعة الكتب الجامايكية، مُصرح باستخدامها.

كريك سكارليت [15]

قبل عقدين من الزمن، تأسست أي نَيشن للكتب والمستلزمات [16] بعد أن كان مؤسسها، كريك سكارليت، عاجزًا عن إيجاد كتب وافية عن الأدب الإفريقي في متاجر الكتب المحلية. دفعه شغفه في إلهام التغيير في شباب مجتمعه لاستخدام قوة الكتب لإحداث تغيير. كانت بداية أي نَيشن كمتجر إلكتروني أفريقي للكتب، لكن يُمكن أيضًا نسب الفضل له في تغذية عقول فناني الريغي الراسخين الآن جاه ناين [17]، وبروتوج [18]، وكاباكا برمايد [19].

خلق مشروع سكارليت تأثيرًا اجتماعيًا أوسع من خلال بيع الكتب والتبرع بها سنويًا. كان آخر ما تُبرِّع به مجموعة من الكتب المالية لسكان تيفولي غاردينز [20] (الذي يمتلك امتياز مشبوه كونه أول مجتمع للثكنات السياسية [21])، ما ساعدهم في إعدادهم لمشاركتهم في مُلتقى الثقافة المالية الذي تستضيفه منصات ناتي [22] وستوكس أون ذا روكس [23].

كما أطلقت أي نَيشن برنامج للقراءة للأطفال في المعلم التاريخي دار ديفون [24] حيث تطوع عدد من المشاهير وساعدوا في ارتقاء هذه الحركة القوية.

سيمون سوبرز وجيرالدين ريد [25]

[7]

صورة لسيمون سوبرز (يسارًا) وجيرالدين ريد (يمينًا) من التقاط إيماني ويليامز، الصورة من جمعية صناعة الكتب الجامايكية، مُصرح باستخدامها.

منذ إطلاقها في 2021، عملت مؤسسة أمنيات الأطفال المبهجة [26] على مساندة الذين يواجهون صعوبة في التعلم. شرعت سوبرز، فاعلة خير بالفطرة ألهمها حب أختها الراحلة للكتب، بخدمة أطفال مجتمعها المحلي الذي يعانون من إعاقات ذهنية.

من خلال المؤسسة، منحهم الثنائي سوبرز وريد إمكانية الوصول للمعرفة سعيًا منهما لتنشئة علاقة إيجابية بالقراءة، وزودت المؤسسة المعلمين بوسائل مبتكرة لمجاراة أنماط التعلم المختلفة لدى الطلاب. كما اشتركت المؤسسة مع 8 مدارس على نطاق الجزيرة وتبرعت بنحو 235 كتاب، سُلمَ مباشرة إلى 105 طالب. في 2022، دعم مخيم المجموعة الصيفي، الذي دام لثلاثة أسابيع، هؤلاء الأطفال لتحسين مستوى إجادتهم للقراءة ومستوى تعليمهم عمومًا، وزيادة حبهم للقراءة.

[7]

صورة ماريون كارتر وابنها لوكا فيليبس من التقاط إيماني ويليامز، الصورة من جمعية صناعة الكتب الجامايكية، مُصرح باستخدامها.

ماريون كارتر ولوكا فيليبس [27]

بدأ فريق الأم والابن ماريون كارتر ولوكا فيليبس رحلتهم ليصبحوا أبطال المعرفة من خلال إطلاق مجتمع رقمي على انستغرام [28]، حيث يشاركون حبهم للكتب والقراءة. في البداية، شاركت كارتر ببساطة الكتب التي كان لوكا يقرأها على صفحتها الشخصية ولاحظت طرّح الكثير من المتابعين، كان معظمهم أولياء أمور أيضًا، للعديد من الأسئلة بشأنها.

تعمدت كارتر اختيارها للكتب التي تعكس الثقافة الكاريبية وتاريخها، والتجارب الأخرى التي تريد لابنها وزملائه الارتباط بها. تُعد الصفحة اليوم مرجعًا مُتنامٍ للأهالي، والمعلمين، وكل من يرغب بالتعرف على الكتب التعليمية الممتعة بالتمثيلات الثقافية الإيجابية. تؤمن كارتر بضرورة عدم استخدام القراءة كعقاب، بل كوسيلة ممتعة لتوطيد العلاقات، ومشاركة القصص، وتعزيز القيم، وترسيخ السلوكيات الإيجابية. هكذا يتسنى للأهالي وأولياء الأمور تعلُّم كيفية دفع الأطفال لاتخاذ القراءة كهواية منذ سن مبكرة. كما أرادت كارتر وابنها إلهام شعوب الكاريبي لدعم مؤلفي كتب الأطفال المحليين إذ ركزت جهودهم مؤخرًا على جمع كتب الأطفال للتبرع بها لمن هم بحاجة إليها عبر المدارس، والمنازل، والمكتبات المحلية.

حصل كل فائز على ميدالية ومبلغ قدره 75 ألف دولار جامايكي (أقل من 500 دولار أمريكي)، لا شك في تسخريهم لجهود بناء المعرفة.