- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

خطر حرائق الغابات قضيةٌ ساخنة في الكاريبي

التصنيفات: الكاريبي, باربادوس, ترينيداد وتوباجو, جامايكا, هاييتي, النشاط الرقمي, بيئة, تعليم, صحافة المواطن, كوارث
[1]

الصورة من كانفا برو [1].

إنه موسم الجفاف [2] في الكاريبي، ورغم إقبال هذا الوقت من العام بسماءٍ زرقاء صافية ومجموعةٍ من المناطق الاستوائية المزدهرة بكامل بهائها، إلا أنه يقترن بخطر حرائق الغابات أيضًا.

أشارت [3] إيما لويس، كاتبة جلوبال فويسز المُقيمة في جامايكا، مؤخرًا على مدونتها الشخصية إلى غياب الأمطار المعتاد هطولها، واحتراق تلال كينغستون باستمرار منذ مطلع 2023:

Fires in the usually green, forested hills around our capital city, where the beautiful homes of the better-off Kingstonians nestle, have now become commonplace. […] Homes are increasingly threatened. […] Down here in the plain, we look up with alarm, and our senses are filled with smoke. Those living closer to the fires find soft black ashes falling on their gardens.

باتَّ اندلاع الحرائق في التلال الخضراء المُشجرة غالبًا حول عاصمتنا، حيث تقع منازل أثرياء كينغستون الجميلة، أمرًا شائعًا الآن. […] المنازل مهددة على نحوٍ متزايد. […] هنا في السهول، ننظر للأعلى بهلع والدخان يملأ حواسّنا. يجد الذين يعيشون على مقربة من الحرائق رمادًا أسودًا متساقطًا في حدائقهم.

تقول لويس بأن مشكلة الحرائق، والأشجار، كانت “موضوع نقاش دائم” مؤخرًا في الصفحة الرئيسية على تويتر إذ أعرب العديد من المستخدمين عن قلقهم إزاء الجفاف. أفادت [4] الشبكة الكاريبية لرصد الجفاف والأمطار [5] في باربادوس، التي تأسست منذ 13 عام لتلبية الحاجة “لتخفيف ظاهرة الزحف والجفاف والتصدي لها” في تقريرها لتوقعات الأمطار في مارس/آذار 2023 بأن معدل هطول الأمطار سيستمر [2] في الانخفاض حتى مايو/أيار.

في هذه الأثناء، في جامايكا، توقع مايكل تايلور [6] وزميله من مجموعة دراسة المناخ [7] في جامعة جزر الهند الغربية في مونا بفترات جفاف طويلة في المنطقة الكاريبية. مع ذلك، تقول [3] لويس أنها لا ترى تغيرًا في نهج الحكومة البيئي والإنمائي، رغم معرفتها [8] بالآثار السلبية المترتبة عن أزمة المناخ [9] على الدول الجزرية الصغيرة النامية مثل جامايكا:

We continue to build highways, widen roads – and yes, the cutting down of trees in the city has reached almost epidemic proportions. Our mayor [Delroy Williams [10]] is very upset about it and is talking to the Jamaica Public Service Company (JPS) about their habit of chopping madly at any tree within arm’s reach of an electric wire.

نواصل بناء الطرق السريعة وتوسيع الطرق، فيما يكاد قطع الأشجار يبلغ معدلاتٍ وبائية في المدن. عُمْدَتُّنا [دِلوري ويليامز [10]] مستاء جدًا من ذلك وهو يتحدث مع شركة الخدمة العامة الجامايكية حيال عادتهم في القطع الجنوني لأي شجرة في متناول سِلكٍ كهربائي.

بدأ عدد من مستخدمي تويتر الجامايكيين حملة [3] لتصوير الأشجار الكبيرة المتبقية في المدينة، وتسجيل مواقعها بهدف تذكير الناس بوجودها وقابلية تأثرها. بينما تهدد الحرائق أشجار سفوح التلال الجامايكية، تجد الدول على مستوى المنطقة نفسها في ظروفٍ مشابهة في كل موسم جفاف:

All afternoon, Jamaica Defence Force helicopters with large orange buckets suspended underneath have been whirring back and forth, scooping up water from the Mona Reservoir [11] and dropping it on fires that are otherwise impossible to reach. Kudos to them, and to the incredibly hard-working members of the Jamaica Fire Brigade [12], who deserve a huge raise in pay and better equipment.

طوال فترة ما بعد الظهر، كانت مروحيات قوات الدفاع الجامايكية تحمل دِلاءً برتقالية كبيرة تتأرجح تحتها ذهابًا وإيابًا لجمع المياه من خزان مونا [11] وإسقاطها على الحرائق لاستحالة الوصول إليها بطريقة أخرى. تحية لهم ولأفراد فريق الإطفاء الجامايكي [12] الدؤوبين بشكلٍ لا يصدق، الذين يستحقون علاوة ضخمة ومعدات أفضل.

فيما تقول لويس بأن وزراء الحكومة لم يقولوا الكثير بشأن الوضع — “جميعهم لديهم مياه متدفقة في أنابيبهم” — توضح وجهة نظرها بأن “مجتمعات كثيرة، حضرية وريفية، لا ينطبق عليها الحال ذاته”. شرحت ناشطة بيئية الأمر بإيجاز على تويتر:

يؤثر الجفاف على طريقة نظرنا للأمور. بينما تذبل وتموت الأشجار والنباتات، أدركتُّ مقدار ما يُخفيه غطاءنا النباتي بكثافته المعهودة. ثمة أيضًا الكثير من الأوراق المتساقطة على الأرض كما يحدث خلال فصل الخريف في بقاع أخرى من العالم. أضحت مروجنا مقرمشة.

الجفاف أكثر الكوارث مكرًا – إنه بطيء، وهادئ، ومُميت جدًا.

لكن في الكاريبي تتفاقم الظروف الصعبة جراء الممارسات الثقافية:

[W]e are remarkably careless with fire. Quite apart from cigarette butts and matches being thrown away, which with our tinder-dry vegetation can start a fire in seconds, we actually do light fires — in our yards, on roadsides, and to clear fields.

نحن مُهْمِلُون في التعامل مع الحرائق إلى حدٍ كبير. فضلًا عن أعقاب السجائر وأعواد الثقاب المُلقاة، التي يُمكنها إشعال غطاءنا النباتي شديد الجفاف خلال ثوانٍ، نحن في الواقع نشعل النيران — في باحات منازلنا، وجوانب الطرق، ولإخلاء الحقول.

في جامايكا، ألحقت هذه الممارسة بعض الضرر بموقعٍ تاريخي منذ وقتٍ ليس ببعيد حينَّ أضرم أحدهم النيران بمقبرة يهودية [14] بغرض تنظيفها. شاركت لويس قصصها في هذا الصدد: إضرام حريق على جانب الطريق في حيّها على مرمى حجر من المنازل، والأشجار، وخطوط الكهرباء، ظاهريًا في محاولة لحرق بعض ثمار الأكي المُهملة [15]؛ تُعد عادة تنظيف الأجزاء والقطع المُلقاة خارج منزل أحدهم وإضرام النار فيها شائعة في المناطق السكنية، حيث يسكن الناس بجوار بعضهم البعض.

في الطرف الآخر من الأرخبيل، في ترينداد وتوباغو [16]، تُشكل حرائق الأشجار السنوية مصدر قلقٍ حقيقي. لم يُبالغ الناشط البيئي جون ستولمير فيما قاله مُحذرًا [17] في 2019:

The one phenomenon that is inexorably undermining our [society's] long-term ability to prosper is the annual increase in the loss of forest cover due to fire. […]

Forested land is important to the wellbeing of the country. 60% of the rain that falls on Trinidad is from transpiration. Bare land increases surface run off and contributes to flooding.

This is an issue of urgent national security that will require dedicated manpower to begin the procedures of regeneration.

الظاهرة الوحيدة التي تقوض حتمًا قدرة مجتمعنا على الازدهار هي الزيادة السنوية في فقدان الغطاء الحرجي جراء الحرائق. […]

الأراضي الحرجية مهمة لراحة البلاد. النتح مسؤول عن 60% من الأمطار التي تهطل على ترينيداد. تزيد الأراضي الجرداء من جريان المياه السطحية وتساهم في إحداث الفيضانات.

إنها مسألة أمن قومي مُلحة تتطلب قوى عاملة مخصصة لبدء عمليات التجديد.

شملت اقتراحاته اعتماد استراتيجيات لاحتجاز المياه وحفظها في الطبيعة، وتدريب أفراد قوات الدفاع الوطنية على مهارات بناء السدود الحاجزة وقنوات التصريف، مُضيفًا أنه “يجب بناء معسكرات مؤقتة وتزويدها بالطعام والمستلزمات في المناطق الذي يُحتمل اندلاع حرائق فيها ليتسنى للفرق العيش على مقربة من عملهم”.

العام الذي يليه، اندلع [18] حريق (واحد من بين [19] العديد) في تل لادي تشانسلير المُطل على عاصمة ترينيداد، بورت أوف سباين، أعاد الصحفي كيم جونسون نشر عمود كتبه قبل 20 عام:

Today’s image of apocalypse must be ground zero of a nuclear explosion, or a world doused in napalm. […] Now my mental image of extinction is the Northern Range […] it came as a shock the first time I noticed the state of our mountains in broad daylight […] I felt my human rights had been abused. Huge bald swathes stripped of all greenery. Scorched earth with a ragged carpet of cinders and a scattering of blackened, skeletal trees. […] I heard people moan about the heat but didn’t see the agony of the hills.
Now that I’m aware, it’s the animals I grieve for. The countless agoutis, iguanas, snakes, tattoos, manicous, ocelots, deer, mongoose, lappes and mattes that have been roasted alive.

تنطوي صورة اليوم عن نهاية العالم على نقطة الصفر من انفجارٍ نووي، أو عالمٍ يغمره النابالم. […] الجزء الشمالي هو صورتي الذهنية للانقراض الآن […] أصابني الذهول عند ملاحظتي حالة جبالنا في وضح النهار للمرة الأولى […] شعرت أن حقوقي الإنسانية اُنْتُهِكت. مساحاتٌ شاسعة قاحلة مُجردة من كل الخضرة. أرضٌ محترقة بسجادة رثة من الرماد وأشجارٌ هزيلة مُسودة. […] سمعت تذمُّر الناس بشأن الحرارة لكنهم لم يروا عذاب التلال.

الآن وأنا أُدرك الأمر، يُحزنني ما أصاب الحيوانات. الكثير من حيوانات الأغوطي، والإغوانا، والأفاعي، والمُدَرَّع، والأبسوم، والنمور القزمة، والغزلان، والنمس، والكابا، وسحالي التيغو، حُرِّقت حية.

استطردَّ بمقارنة ترينيداد بجامايكا:

Ever notice how razor grass takes over a vacant lot if you give it half a chance? How weeds peep mischievously through any crack in the pavement?
What you mightn’t realise is how rare and precious that is. You don’t see it, for example, in Jamaica, where “rain a fall but the dutty tuff,” as Bob Marley put it.
The jungle there is concrete.
Maybe if more Trinis were to experience its oppressive ugliness we’d be less eager to incinerate our hills, cut down our trees and barbeque every walking, crawling, flying, climbing, hopping or slithering creature.

لاحظْتَّ يومًا كيف يُهيمن العشب الشائك على المساحات الفارغة إن سنحت له أدنى فرصة؟ كيف تنبت الأعشاب بدهاء عبر أي شق في الرصيف؟ ما قد لا تدركه هو مدى ندرة وقيمة ذلك. على سبيل المثال، في حال أنكَّ لم تفهم، في جامايكا حيث “المطرُّ يهطل مع ذلك الأرض جافة”، على حد تعبير بوب مارلي.

الأدغال هناك خرسانية.
ربما إن واجهَّ المزيد من سكان ترينيداد قبحها الاستبدادي سنكون أقل رغبة في حرق تلالنا، وقطع أشجارنا، وشواء كل كائن سائر، أو زاحف، أو طائر، أو مُتسلق، أو قافز.

ربما إن واجهَّ المزيد من سكان ترينيداد قبحها الاستبدادي سنكون أقل رغبة في حرق تلالنا، وقطع أشجارنا، وشواء كل كائن سائر، أو زاحف، أو طائر، أو مُتسلق، أو قافز.

لكن بعد مضي أعوام، لا يبدو أن الكثير تغيّر:

يا رجل، أصبحت حرائق غابات ترينيداد مخيفة بعض الشيء

من جانبها، أطلقت هيئة البيئة والتخطيط الوطنية الجامايكية [21] حملة تثقيف عام عن حرائق الغابات، وأعلنت عن أمر جديد “منع الحرق في الأماكن المفتوحة” للفترة من 1 فبراير/شباط إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول، لكن كغيرهم من الشعوب الكاريبية، لطالما كان نهج “اقطع وأحرق” السهل الوسيلة المفضلة لدى المزارعين والآخرين لإخلاء أرض كي يستخدموها. وفقًا للويس [3]، رغم “سهولة فقدان السيطرة على هذه الحرائق، إن انصرف انتباه مُشعل الحريق لنصف ساعة أو ما إلى ذلك، سيحل الخراب”.

في 2022، وردَّ أن ترينيداد وتوباغو شهدت [22] زيادة في حرائق الغابات تصل إلى 30%. مع ذلك، في الجمهورية الجزرية التؤام، وجامايكا، والمرجح في العديد المناطق الإقليمية الأخرى، الناس إما يجهلون عدم شرعية إشعال حريق في الأماكن المفتوحة، أو أنهم لا يبالون بالقوانين، لكن مع الآثار السلبية الناتجة عن تأثير [23] التغيُّر المناخي، سوء إدارة مسألة حرائق الغابات ليس بأمر تستطيع المنطقة تحمله [24]، كما حاول الناشط البيئي غاري عبود التأكيد في مقطع نُشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي:

كما لو أن الغبار الصحراوي لا يُسبب ما يكفي من المعاناة

وثق المقطع احتراق إطارات في منطقة سي لوتس في ضواحي بورت أوف سباين في 16 مارس/آذار.

أكدت أزمة المناخ على مدى ارتباط العالم ارتباطًا وثيقًا — على سبيل المثال، توضح معركة الكاريبي السنوية مع الغبار الصحراوي كيف يُمكن أن يكون لأحداث تقع في منطقة واحدة آثار طويلة الأمد على منطقة أخرى — ومع اقتراب كارثة بيئية أخرى بفضل حرائق بيك ماكايا الذي دامت لأشهر [27] في هاييتي، لا زال الناس يحرقون بانتظام المواد السامة كشكل من أشكال الاحتجاج [28] أو التخلص من القمامة، يتعين على شعوب الكاريبي سؤال أنفسهم، عاجلًا أم آجلًا، كيف ينوون مواجهة هذا التحدي الذي يشتد حرارة كل عام.