صمود سكان مدغشقر مع ارتفاع تكلفة السلع الأساسية

لقطة من شاشة مأخوذة من إذاعة “دوتشي فيله” على يوتيوب

ارتفعت أسعار المواد المعروضة في أسواق مدغشقر بصفة رهيبة منذ بداية العام؛ ولا يجرؤ السكان الحديث عن ذلك صراحة، بل يصمدون، غير أن ارتفاع كلفة المعيشة تتطلب ردة فعل من قبل الحكومة.

في أغسطس/آب 2022، وصل مستوى التضخم إلى 9,3 بالمائة، وحسب الاقتصاديين التابعين للمعهد الوطني للإحصاء، فإن توجه التضخم هو الارتفاع، وتوجد مخاطر لارتفاع مستواه أكثر في 2023. بالفعل، منذ شهر يناير/كانون الثاني، ما تزال أسعار المواد الغذائية في ارتفاع؛ في أسبوع واحد ارتفع سعر الأرز للكيلوغرام الواحد من 3200 أرياري (ما يعادل 0,7373 دولار أمريكي) إلى 3600 أرياري (حوالي 0,8294 دولار أمريكي)، ووصل السعر في منتصف شهر أبريل/نيسان إلى 4100 أرياري (حوالي 0,9446 دولار أمريكي).

للأرز مكانة مهمة في العادات الغذائية لدى سكان مدغشقر، وعدا كونه مادة غذائية أساسية، فهو يمثل عنصرًا هامًا في الثقافة والفلسفة مدغشقر، فالحياة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأرز، وكما يُقال في مدغشقر، وحدهم من أكلوا الأرز يشعرون بالرضى.

مع ذلك، يمكن لقليل من العائلات شراء ما تحتاجه، مع 81 بالمائة يعيشون تحت خط الفقر، ويتضورون جوعًا. يجد غالبية السكان أنفسهم مجبرين على تقليص نفقاتهم، ولا يستطيعون سد حاجاتهم، حتى بالنسبة للطبقة المتوسطة، تأذت كثيرًا، ووجدت نفسها مُجبرة على اتخاذ تدابير اقتصادية للإنفاق.

منع المظاهرات

يدرك غالبية السكان أن تنظيم مظاهرات لا تحل التضخم، كما عملت الحكومة على تقييد حق التظاهر بزعم فترة ما قبل الانتخابات:

Ce vendredi 31 mars au soir, à la télévision nationale malgache, le ministre de l’intérieur a annoncé que toutes les manifestations à caractère politique dans un lieu public sont désormais interdites et devront se tenir uniquement dans un endroit clos afin « de préserver l’ordre public ».

ليلة الجمعة من يوم 31 مارس/آذار، أعلن وزير الداخلية عبر التلفزيون الوطني الملغاشي حظر أي مظاهرة سياسية في الأماكن العامة، وممكنة في الأماكن المغلقة “للحفاظ على الأمن العام”.

في شهر نوفمبر/تشرين الثاني سيذهب الملغاشيون لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم، لكن المناخ الاجتماعي والسياسي يبدو مُتوترًا؛ في 7 مارس/آذار أوقفت السلطات مظاهرات نظمها طلاب من المعهد التقني “فونتوفورونا”، حيث اصطدموا بعنف مع قوات الشرطة، بعد ذلك أعلن وزير الداخلية يوم 31 مارس/آذار أن أي مظاهرة ذات طابع سياسي محظورة في الأماكن العامة، ما عدا أعضاء الجهاز التنفيذي.

أسباب التضخم

أثرت الظروف المناخية السيئة، وكذلك تدهور شبكات الطرق على أسعار بعض المواد، كما يوجد تبعية اقتصادية لمدغشقر مع الخارج في مجال استيراد المواد الضرورية، لا يستطيع البلد إنتاج الكفاية من المواد لتلبية حاجات السكان، الذي يصل عددهم 27 مليون نسمة. كما يُعد غياب الكفاءة والتحكم لموظفي الدولة عامل يجب أخذه بعين الاعتبار.

يخضع الاقتصاد الملغاشي كذلك لتقلبات الأوضاع الدولية، حيث تضرر كثيرًا نتيجة التضخم الناتج جراء الحرب في أوكرانيا. كانت أوكرانيا توفر 30 بالمائة من حاجيات القمح للعالم، عرفت هذه المادة الأولية الزراعية ارتفاعًا بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

حسب “بونوا فافغ دوباغر”، المكلف بالبحث في إدارة التشخيص الاقتصادي والسياسات العامة للوكالة الفرنسية للتطوير، فإن الأمن الغذائي في إفريقيا هو بعيدًا كل البعد عن الاستقرار، والقارة الإفريقية بأمس الحاجة إلى المساعدة الغذائية. وفقًا للتقرير، تعتبر مدغشقر واحدة من البلدان الإفريقية الثلاثة الأكثر تهديدًا، إلى جانب جمهورية إفريقيا الوسطى والجمهورية الديمقراطية للكونغو.

يظهر هذا التقرير المعد من قبل “دوتشي فيله”، كيف ساهمت مختلف العوامل المناخية والسياسية في خلق أزمة كبيرة في مدغشقر:

رفعوا أسعار جميع المواد الضرورية

لا زالت أسعار المواد الأساسية ذات الاستعمال اليومي في ارتفاع، كما يظهره الجدول التالي من خلال قائمة للمواد المعنية بارتفاع الأسعار:

هل سيستمر ذلك؟

تصل الديون التي يجب على الشعب وأولاده تسديده إلى 4 مليار دولار.

عام 2019

سعر الأرز للكيلوغرام الواحد: 0,41 دولار أمريكي

لتر من الزيت: 1,14 دولار أمريكي

لتر من الوقود: 0,94 دولار أمريكي

لتر من المازوت: 0,80 دولار أمريكي

النقل في الحافلات: 0,091 دولار أمريكي

1 أورو مقابل 0,87 دولار أمريكي

مؤشر الفقر: 74 بالمائة

 

عام 2023

سعر الأرز للكيلوغرام الواحد: 0,89 دولار أمريكي

لتر من الزيت: 2,97 دولار أمريكي

لتر من الوقود: 1,35 دولار أمريكي

لتر من المازوت: 1,12 دولار أمريكي

النقل في الحافلات: 0,14 دولار أمريكي

1 أورو مقابل 1,09 دولار أمريكي

مؤشر الفقر: 92 بالمائة

أمام هذا التضخم، يبدو أن وضعية الحكومة المالغاشية هي رافضة لأي مسؤولية داخلية، حسب إعلام “فاوفاو فراني”، أعلنت وزيرة الثقافة والاتصال، لالاتيانا راكوتوندرازافي:

“Tsy ny fitondram-panjakana no tsy mahay mitantana” hoy ny Minisitry ny Serasera androany.

Eran-tany no miatrika ny fisondrotany fa tsy eto Madagasikara irery. Manampy trotraka ny fisian'ny adin'i Ukraine sy Russie sy ny rivo-doza nandalo nifanesy teto Madagasikara isan'ny nampidina ny famokarana ary voatery nanafatra ny fanjakana hoy hatrany izy.

“ليست الحكومة من لا تعرف إدارة البلد”، قالت الوزيرة اليوم.

“يواجه العالم ارتفاعًا في التضخم، وليس مدغشقر وحدها، لقد تقلص الإنتاج بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبسبب الأعاصير التي ضربت مدغشقر، مما أجبر الدولة على الاستيراد”.

حلول محدودة

وضعت حكومة مدغشقر تحت الخدمة المؤسسة الحكومية للمشتريات الملغاشية، مؤسسة تستورد المواد ذات الاحتياجات الأولية مباشرة، كما قامت بإجراءات اجتماعية مستعجلة مثل مشاريع Vary Tsinjo (الأرز المدعوم من الدولة) وsena mora أقامتهما في أحياء حتى تتيح للسكان شراء الأرز بثمن رخيص.

لكن هذا غير كافٍ، كما تشير ردة أفعال العديد من الملغاشيين على الشبكة العنكبوتية:

نشر “فرانك أودري” على صفحة “ريال تيفي مدغشقر” بروح مرحة:

Tena mafy ranga tsika vahoaka malagasy a!!
Sady itako we faratampony @ fanana karena!!!
Miakatra ny vidim bary mbola voavidy tsis miteny tsis mihetsika
Miakatra ny vidin solika mbola voavidy tsis miteny tsis miehetsika
Miakatra ny PPN di mbola torakizany iany
Miakatra daholo ny Vidin entana fa e e e! Mbola zakan dramalagasy fona
Ho ela velona anie ny vahoaka malagasy

الملغاشيون صناديد!!

نحن في قمة الغنى!!!

سعر الأرز يرتفع ولا يزال بإمكاننا شراءه، لا أحد يتجرأ على قول أي شيء أو يتحرك

سعر الوقود يرتفع، ولا أحد يقول أي شيء

سعر المواد الضرورية يرتفع والأمر مستمر

سعر كل المواد يرتفع ولا يزال الملغاشيون صامدون!

يعيش الشعب الملغاشي!!

نشر “مدغشقر غالوبال نيوز” على فيسبوك:

VIDIM-BARY 4100AR

Mba tsinjovy re izahay vahoaka e
Fa mitsipozy sy maty mosary
Ampidino amin'izay ny kapoaka
Fa tsy takatra ny vidim-bary

سعر الأرز 4100 أرياري (حوالي 0,9446 دولار أمريكي)

أنقذونا من فضلكم

نحن فقراء جدًا ونموت جوعًا

اخفضوا سعر حفنة الأرز

سعر الأرز لا يمكن احتماله

أصبح المناخ السياسي متوترًا، حيث قررت الحكومة فرض صمت قاهر، بينما وضع الغذاء يتأزم يومًا بعد يوم.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.