- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

نهاية رمضان في تايبيه تُظهر دور الإسلام في ديبلوماسية تايوان

التصنيفات: شرق آسيا, تايوان, أديان, الأعراق والأجناس, الهجرة والنزوح, تاريخ, صحافة المواطن, علاقات دولية, فنون وثقافة

المسجد الكبير في تايبيه. صورة من “فيليب نوبل”، استُعملت بترخيص.

غالبية مجتمع تايوان من الديانة البوذية والطاوية [1]، رغم وجود أقليات دينية عديدة مثل المسلمين. حسب بعض التقديرات، يوجد حوالي 250 ألف مسلم [2] في الجزيرة، ما يمثل واحد بالمائة من السكان الإجمالي.

عضو من الجالية المسلمة الصينية من الهيوي. صورة من “فيليب نوبل”، استُعملت بترخيص.

مسلمو تايوان، من الطائفة السنية، [3]جاؤوا مع موجات مختلفة من الهجرة، ينتمي 60 ألف للجالية المسلمة الصينية من أصل 250 ألف، المعروفين أيضًا باسم “الهوي [4]” (回) في الصين، أو “دونغان” [5] في آسيا الوسطى. يعتبر “الهوي” صينيون، دخلوا الإسلام في القرن السابع [6] وتزوجوا مع تجار عرب أو فرس. انتقل بعضهم من الصين إلى تايوان عند بدء الاستعمار العرقي الصيني في القرن السابع عشر. وصلت موجة أخرى من المهاجرين بعد 1949، عندما خسر حزب “الكومينتاج” الحرب الأهلية [7] ضد الشيوعيين، وهرب إلى الجزيرة، وفرض نفسه في تايوان. انتهى الأمر بما يُقدر 20 [8] ألف من جنود “الهوي” في جيش حزب “الكومينتاج”، للإقامة في تايوان مع عائلاتهم. جاءت الموجة الثالثة والأخيرة من المسلمين الصينيين، التي لها علاقة بتايوان وحزب “الكومينتاج”، من تايلاندا وماينمار في الثمانينيات وأنشأوا مركزًا إسلاميًا [8] صغيرًا في مدينة تايبي الجديدة.

غالبية مسلمي تايوان عمال مهاجرون [9] من جنوب شرق آسيا، لاسيما إندونيسيا وماليزيا. لا يحملون الجنسية التايوانية ويأتون فقط مرة في السنة، تعمل النساء، على وجه الخصوص، كخادمات في البيوت والصحة، ويعمل الرجال في المعامل أو قوارب الصيد؛ غير أنه لا أحد من هذه البلدان تعترف رسميًا بتايوان كبلد مستقل، ولكنها تحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياحية وصناعية معها وتملك مصانع تمثلها في الجزيرة.

حضور راسخ

مُلصق للمسجد الكبير لتايبي. صورة “فيليب نوبل”، استُعملت بترخيص.

الإسلام حاضر في تايوان كلها، لكنه يبدو أكثر حضورًا في تايبيه، حيث يتواجد المسجد الكبير [10] جوار حديقة “دان” (大安森林公園)، معلم هام في مركز المدينة. بُني عام 1960، وكانت له علاقات خاصة مع المملكة العربية السعودية [11]. كمان صمم المهندس المعماري، “يانغ تشو تشانغ” [12] (楊卓成)، بعض المنشآت الرئيسية المعروفة في تايبيه، مثل الفندق جراند تايبيه [13]، وقاعة لإحياء ذكرى “تشانغ كاي تشيك”، والمسرح الوطني وقاعة الحفلات الموسيقية في تايبيه [14].

تعود جذور الجمعية الصينية المسلمة [15] (中國回教協會) إلى الصين في تسميتها، لأنها أُنشأت في الصين عام 1938، ولها دور رئيس لدى المسلمين المحليين، بمثابتها المنظمة الإسلامية الكبرى للجالية. كما لها دور ديبلوماسي غير مباشر، وتربطها علاقات مع البلدان المسلمة التي لا تعترف بتايوان كبلد مستقل، ولكنها تحتفظ بعلاقات اقتصادية ودينية مع الجزيرة.

أعضاء من الجالية المسلمة الصينية “الهوي”، نساء مسلمات موظفات في حديقة “دان”. صورة لـ “فيليب نوبل”، استُعملت بترخيص.

عيد الفطر: احتفال للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء

مُلصق لعيد الفطر في حديقة “دان” في 23 أبريل/نسيان. صورة لـ “فيليب نوبل”، استُعملت بترخيص.

في 23 من شهر أبريل/نيسان، أقيم احتفال “عيد الفطر” في نهاية رمضان، عيد انتهاء الصيام. يُحتفل به سنويًا منذ عام 2016 بدعم من حكومة مدينة تايبيه، وأقاليم حكومية أخرى. يضم الاحتفال أكشاك صغيرة للطعام والمشروبات، وحوانيت للألبسة، وهدايا تذكارية للعالم الإسلامي. كما يزودون بمعلومات عن الإسلام عامة ودوره في تايوان مع كتيبات ونصائح للعمال المهاجرين الذين هم غالبيتهم من إندونيسيا.

حضر الاحتفال الرسمي شخصيات عامة بارزة، مثل عمدة مدينة تايبيه، “تشاينغ وون آن” [16]، من حزب “الكومينتاج” ورؤساء المعامل الممثلين للبدان الإسلامية كالمملكة العربية السعودية وإندونيسيا. أصر العمدة على ضرورة تطوير السياحة المسلمة، مع رغبة سياح تلك البلدان في السفر أفواجًا وبأعداد كبيرة، ولهم احتياجات خاصة من شأنهم الدفع إلى الأمام بالصناعة التي تضررت كثيرًا جراء جائحة “كوفيد-19″.

في اقتباس من مقال على موقع The New Lens article [8]:

In recent years, Taiwan has consistently been named one of the top non-Muslim country destinations in the MasterCard-CrescentRating Global Muslim Travel Index (GMTI), and right at the top for travel safety.

برزت تايوان، خلال الأعوام الأخيرة، من الوجهات الرئيسة، غير المسلمة، في المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية حسب  MasterCard-CrescentRating، وبين البلدان الأولى من حيث أمن السفر.

كما تمت إعادة إحياء الموسيقى، لإظهار مشاركة تايوان، غير المسلمة، في نشر الثقافة العربية والتركية والإيرانية. أعادت الفرقة المحلية “تاب راكس” [17] إنشاد الأغاني المصرية والتركية مصحوبة بآلات موسيقية من الشرق الأوسط، مع بعض المنشورات على حسابها على إنستغرام:

View this post on Instagram

A post shared by TabRaqs中東鼓舞樂團 TabRaqs Middle Eastern Drum Dance Music Ensemble (@tabraqs_music_ensemble) [18]

هذه هي المرة الأولى التي تسمعوننا أو تتعرفون بنا، نشكر جميع الأصدقاء الذين دعمونا، وكذا فرقة الشرق الأوسط “تاب راكس دروم” لحضورهم والاستمتاع بالعرض.

نأمل رأيتكم قريبًا! بكل المحبة، رئيس الفرقة “إيثان”. 🤗

بالنسبة لبلد يقيم فقط علاقات ديبلوماسية كاملة مع 13 بلد [19]، لا تعتبر بلاد ذات غالبية مسلمة، فالإسلام يمثل صلة وصل أخرى، وفرصة تظهر فيها تايوان كبلد مُتسامح وديمقراطي.