- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تضرر سكان الضواحي جراء الفيضانات في بوروندي

التصنيفات: جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, الكونجو الديمقراطية, بوروندي, أصالة, الدعم الإنساني, بيئة, صحافة المواطن, صحة, كوارث

بعض سكان قرية “غاتومبا” وأرجلهم في الماء, صورة من”فرديناند مبونيهانكويي”، استُعملت بترخيص.

في بعض الأحياء لضاحية “بوجومبورا”، عاصمة بوروندي، تتكرر الفيضانات باستمرار دون أن تجد لها الحكومة حلاً دائمًا.

سكان قرية “غاتومبا” [1]، في ضاحية “بوجومبورا”، هم تحت صدمة الفيضانات منذ 4 أبريل/نيسان 2023. ليست المرة الأولى التي يواجهون فيها هذه الكارثة، بدأ تهديد الفيضانات في “غاتومبا” [2] سنة 2016، منذاك، عرفت القرية ثلاثة فيضانات خلال أربع سنوات [2]، مما نجم عنه نزوح السكان.

نجم عن هذه الأزمات المتكررة النزوح القسري للسكان المحليين، بعد ما عاشوا أكثر من سنة في مواقع للاجئين [3]، ها هم يواجهون المشكلة ذاتها، ويدقون ناقوس الخطر [4] أمام الحكومة والمنظمات الدولية للتدخل لصالحهم في أقرب وقت ممكن.

في حوار مع “دوتشي فيله” [4]، تشرح “جوستين ماناريو” إحدى الضحايا:

Certains vivent le long des routes, nous venons récemment de quitter les sites de rassemblement. On avait déjà été chassés par des inondations, et voilà que nous nous sommes encore retrouvés entourés d’eau, on ne sait pas où amener nos enfants, on ne sait pas non plus comment nous approvisionner en vivres.

البعض يعيش بمحاذاة الطريق، لقد تركنا مؤخرًا مواقع التجميع. لقد طردنا بسبب الفيضانات وها نحن مجددًا محيطون بالمياه، لا ندري أين نذهب بالأطفال، ولا ندري كذلك كيف نتزود بالمواد الغذائية.

نزحت الآلاف [5] من العائلات في الأحياء التي غمرتها الماء بـ “كينينيا” في المقاطعة نفسها بـ “غاتومبا” منذ 4 أبريل/نيسان 2023، كما يوضحه هذا الفيديو لـ “فوا إفريقيا” [5]:

يرى سكان المناطق التي أتت عليها الفيضانات أنفسهم مجبرين على إنقاذ ما بقي لهم والهرب نحو مناطق أكثر أمانًا بحثًا عن ملجأ، مثل الطريق الوطني 4، الذي يؤدي إلى جمهورية الكونغو.

نازحون على الطريق الوطني 4 لـ “بوجومبورا” نحو جمهورية الكونغو. صورة لـ “فرديناند مبونيهانكويي”، استُعملت بترخيص.

يجتمع آخرون في أماكن عبور على ضواحي المنطقة المنكوبة أملاً في الإقامة في موقع تحدده السلطات. بالنسبة للآخرين، ما تزال أماكن العبور تحت تهديد الفيضانات.

ضحايا في خيم نصبوها قرب المناطق المنكوبة. صورة لـ “فرديناند مبونيهانكويي”، استُعملت بترخيص.

مشكلة دائمة مع أسباب عديدة وعواقب وخيمة

يتواجد جزء كبير من الأحياء المنكوبة قرب الحديقة الوطنية لنهر “روسيزي” [6]. ساهمت العديد من العوامل في حدوث الفيضانات، فمثلاً، ضفاف نهر “روسيزي” ليست محمية لتوفير منازل الناحية الأمان، كما يسبب التغير المناخي، في المواسم، هطول أمطار بشكل مستمر، وأخيرًا غياب المعلومات حول المناطق التي تغمرها المياه وغير القابلة للعيش فيها.

تواجه مدينة “بوجومبورا” وضواحيها انتشار مباني فوضوية والمتواجدة غالبيتها في الأحياء التي تعاني من نقص الخدمات على غرار “غاتومبا”. حسب موقع “بورندي إيكو” [7]، هذه الوضعية تقلق الغرفة البورندية للعمران والسكن والبناء.

للفيضانات عواقب إذ يمكنها أن تضر بحياة المواطنين. حاورت “جلوبال فويسز” “بنجامين نيامبيري”، أب لستة أطفال ووسيط على جانب التل (حاكم إقليم يضم على الأقل 200 عائلة في بوروندي) حي “غوتومبا”، وقال متأسفًا:

Toutes les maisons ont été démolies. Nous risquons d’attraper des maladies de mains salés (comme le choléra) ou maladies infectieuses car elles ont démoli les latrines, et les ressources en eau potable n’existent plus, pour boire, cuire les aliments, les gens utilisent les eaux sales. Nous avons attendu que ces rives de la rivière Rusizi soient construites, mais en vain, pour le moment la population se trouve entre le marteau et l’enclume.

دُمرت جميع المنازل، كما نواجه خطر الإصابة بالأمراض بسبب الأيدي الوسخة (مثل الكوليرا)، أو الأمراض المعدية.  دُمرت دورات المياه، والماء الصالح للشرب لم يعد متوفرًا، يُستعمل الماء الوسخ للشرب والطبخ. لقد انتظرنا عبثًا بناء ضفاف نهر “روسيزي”، في الوقت الراهن، يجد السكان أنفسهم بين المطرقة والسندان.

“بنجامين نيامبري”، أحد الوسطاء على جانب التل في حي “موشاشا”، بقرية “غاتومبا”. صورة لـ “فرديناند مبونيهانكويي”، استُعملت بترخيص.

شيء نفسه حدث لمنزل “أنيتا موجيشا”، أرملة تبلغ من العمر 32 سنة وأم لأربعة أطفال، وصلت إلى المنطقة لتحاول إنقاذ ممتلكاتها لكنها لم تفلح في ذلك، أخبرت “جلوبال فويسز”:

Nos biens ont été emporté par ces pluies. Nous n’avons pas de quoi manger ni où dormir. Les matériels de cuisine, ceux de couchages, les cahiers des enfants et d’autres nécessités ont été emportés par l'eau. Les enfants ont dormi à la belle étoile et de surcroît, nos enfants ne vont plus à l’école. Nous demandons aux dirigeants et aux organisations de venir en aide, sinon les conséquences restent à la porte de nos yeux.

حملت الأمطار منازلنا، لا نملك أي شيء نأكله ولا ندري أين ننام. جرفت المياه أدوات المطبخ، وأسرة النوم، وكتب الأطفال، وأدوات أخرى. نطلب من الحكام والمنظمات أن يغيثونا، وإلا تظل العواقب أمام أعيننا.

عدا الحالة الاجتماعية المرتبكة، تضررت أيضًا الحديقة الوطنية “روسيزي”، هذه الحديقة التي تواجه أصلاً مشاكل في جلب الزوار [8] رغم ميزاتها [9] لدعم الاقتصاد في “غاتومبا”. تم تعليق النشاط السياسي لأن الفيضانات سدّت مدخل الحديقة.

فيضانات نهر “روسيزي” تسد مدخل الحديقة الوطنية لـ “روسيزي”. صورة “فرديناند مبونيهانكويي”، استُعملت بترخيص.

وفقًا لحراس الحديقة:

La route qui mène au parc national de la Rusizi reste impraticable. Ce qui fait que la fréquence des touristes diminue ces jours.

الطريق المؤدي إلى الحديقة الوطنية في “روسيزي” غير سالك، مما أدى إلى تراجع في عدد تردد السياح إليه هذه الأيام.

حل لا يستجيب لكل التوقعات

ضمنت المنظمة الدولية للهجرة [2] للحكومة البوروندية مساعدتها للمنكوبين [2]. يوضح “أنيسات نيباروتا”، المدير العام للحماية المدنية ورئيس المنصة الوطنية لتسيير الكوارث:

Nous avons envisagé des stratégies de secours en collaboration avec l'OIM. Plus de 350 ménages seront assistés. Chacun aura une somme de 525000 Francs Bu (252 dollars américains) pour payer le loyer de trois mois en attendant la saison sèche pour que les murs et les digues soient construits.

درسنا استراتيجيات إنقاذ بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، سيتم مساعدة أكثر من 350 عائلة، كل واحدة منها ستتلقى مبلغ 525.000 فرنك بوروندي (حوالي 252 دولار أمريكي) حتى تتمكن من دفع الإيجار لمدة ثلاثة أشهر في انتظار حلول الموسم الجاف من أجل بناء الجدران والسدود.

رحب “بنجامين نيامبيري”، وسيط على جانب التل بمقاطعة “موشاشا” 1 بقرية “غاتومبا”، بالمبادرة رغم أنه يظل غير راضٍ:

Nous remercions l’OIM et le gouvernement pour ce geste de soutien qu’il nous montre. Mais une somme de 525000 Fbu (252 dollars américains) ne suffit pas car il sera sanctionné par un loyer de 150 000 Fbu (71 dollars américains). Nous avons besoin de beaucoup de choses. Nous n’avons pas de quoi manger. J'espère qu'à part cette somme de loyer, le gouvernement nous donnera de ration, même actuellement nous continuons à peiner de famine.

نشكر المنظمة الدولية للهجرة والحكومة على مبادرة الدعم هذه التي أبدتها، لكن مبلغ 525 ألف فرنك بوروندي (حوالي 253 دولار أمريكي) غير كافية لأنه سيخصص 150 ألف فرنك بوروندي (71 دولار أمريكي) للإيجار. نحن بحاجة إلى أشياء كثيرة، ليس لدينا أي شيء نأكله، أتمنى أن تعطينا الحكومة، عدا مبلغ الإيجار، حصة من المواد الغذائية، إذ أننا نعاني من الجوع.

حسب “نيباروتا”، باقي سكان “موشاشا” 1 و2 ستعرف النزوح إلى أماكن أخرى، غير أنه لحماية ضفاف النهر، سيتم بناء جدارين على طول كيلومترين [10] لكل واحد منهما يبلغ طولهما 6 أمتار عرضًا ومترين (2) طولاً. سيتم إنجاز هذه الأشغال في غضون الموسم الجاف القادم بمبلغ يقدر 324 مليون دولار [10]، كما يوضحه هذا الفيديو في “كيروندي”.

أخذًا بعين الاعتبار الفيضانات المتكررة، يبدو إعادة توطين السكان النهائي هو الحل الناجع الذي يمكن أن تتخذه السلطات البوروندية، هذا بالفعل ما يوصي به “مامرت سابوشيميكي”، عضو في جمعية أصدقاء الطبيعة في بوروندي في هذا الفيديو [11]: