انتشار إعلان مشروب الراكي “العرق” في تركيا بسبب دلالاته السياسية

لقطة شاشة من الفيديو الإعلاني Yeni Raki.

ستحتفل جمهورية تركيا بالذكرى المئوية لتأسيسها في عام 1923، في 29 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام. قبل هذا التاريخ المهم، أصدرت علامة تجارية محلية للراكي (العرق)، Yeni Raki، إعلانًا تجاريًا جديدًا مع بعض الدلالات السياسية. يستهدف الإعلان الجمهور والشتات التركي حول العالم، منذ فرض حزب العدالة والتنمية الحاكم حظرًا على إعلانات الكحول في عام 2013. مع ذلك، هناك رسالة مضمنة لأولئك الذين يعيشون في تركيا والمراقبين في البلاد. يبدأ الإعلان بالسؤال: “كيف ستحتفل عندما يأتي ذلك اليوم؟” مع اقتراب تركيا من إحدى أكثر الانتخابات العامة أهمية في 14 مايو/أيار، لم يخطر ببالنا احتفالات الذكرى المئوية، بل الاحتفالات التي ستقام إذا خسر حزب العدالة والتنمية بعد عشرين عامًا من الحكم.

أصدرت Yeni Raki – العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في تركيا – واحدة من أذكى الإعلانات السياسية، ذات دلالة وابتسامة. “كيف ستحتفل عندما يأتي ذلك اليوم؟” يتسائل الإعلان، مع استحضار انتخابات 14 مايو/أيار قبل الكشف عن إشاراتها “في الواقع” لليوم الوطني التركي.

يزعم إعلان Yeni Rakı الجديد “عندما يأتي ذلك اليوم”، الاحتفال بالذكرى المئوية لتركيا في أكتوبر/تشرين الأول – لكن الكثيرين يرون أنه يعبر عن الأمل في فوز المعارضة في مايو/أيار، مع مشهد من جامعة Boğaziçi المحاصرة، وعودة الأتراك في الخارج للديار.

الفيديو مليء بالرقص، والكثير من الابتسامات، والغناء، ويمكن القول إن أقوى لحظة هي قرب نهاية الإعلان، عندما تنظر امرأة إلى الكاميرا وتقول إنها ستحتفل بالعودة. فسرها الكثيرون على أنها رسالة لجميع الأتراك المغتربين – خاصة أولئك الذين غادروا تركيا في السنوات الأخيرة، نتيجة قلة الفرص الاقتصادية، وزيادة النزعة المحافظة.

غرّد لويس فيشمان، مراقب للشؤون التركية منذ فترة طويلة: “‘عندما يأتي ذلك اليوم’ هو أحدث إعلان (جريء) لماركة المشروبات الكحولية التركية، Yeni Raki، مما يوحي للمشاهد بفوز المعارضة في الانتخابات القادمة. لكنها تكشف بعد ذلك باحتفالها بالواقع بالذكرى المئوية للجمهورية”. وأشار مستخدم آخر على تويتر، إلى أن الاحتفالات المئوية بعد ستة أشهر، مع ذلك أصدرت Yeni Raki الإعلان قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات.

نزاع حزب العدالة والتنمية مع الكحول وأنماط حياة غير المسلمين

كتب نازلي إرتان في عام 2021، “منذ عام 2002، سعت سلسلة من القوانين واللوائح التي تم تبنيها في ظل حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) إلى جعل المشروبات الكحولية مستحيلة الإعلان والترويج لها، ومكلفة للشرب، وغير مربحة للبيع”.

جاءت القيود الأولى في عام 2002 عندما قدم حزب العدالة والتنمية المنتخب حديثًا ضريبة الاستهلاك الخاص. ونتيجة لذلك، ارتفعت الضرائب على الكحول من 18% إلى 48%. لكن الزيادات لم تتوقف عند هذا الحد. حتى وقت كتابة هذا المقال، تجاوز معدل الضريبة على المشروبات الكحولية 250 في المائة، وفقًا لتقرير صحيفة الإندبندنت.

في عام 2009، فرضت قيودًا على إعلانات الكحول، جعلت من المستحيل عمليًا الإعلان عن النبيذ، أو البيرة، أو الراكي “العرق”، وبعد أربع سنوات، في عام 2013، حظرت إعلانات الكحول تمامًا. أيضًا في عام 2013، فرضت الولاية أيضًا حظرًا على مبيعات الكحول بعد الساعة 10 مساءً. بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز بيع أي كحول في نطاق 100 متر من مسجد أو مدرسة.

تم تقييد الأمور أكثر منذ بداية جائحة كوفيد-19. في عام 2021، نفذ حزب العدالة والتنمية حظر تجول منتصف الليل، الذي لا يزال ساريًا حتى اليوم. خلال الوباء، أعلنت الحكومة عن خطتها لحظر مبيعات الكحول أثناء حظر التجول المفروض المرتبط بالوباء.

#OGünGeldiğinde

نظرًا لتاريخ القيود، لم يكن من المستغرب على الإطلاق رؤية الوسم #OGünGeldiğinde (عندما يأتي ذلك اليوم) على تويتر مع إصدار إعلان Yeni Raki التجاري. تدفق العشرات من مستخدمي تويتر على المنصة، يغردون برموز الرقص التعبيرية، ويشاركون آمالهم في هزيمة حزب العدالة والتنمية.

الكابوس الذي بدأ قبل 20 عامًا، سينتهي من حيث بدأ.

كان للإعلان فروق دقيقة أخرى مخفية أيضًا، مثل مجموعة من الطلاب يحتفلون خارج حرم جامعة بوغازيتشي، حيث اندلعت الاحتجاجات منذ فبراير/شباط 2021، عندما عينت الدولة رئيسًا للجامعة على صلة بالحزب الحاكم.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.