- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الثقافة وحماية البيئة في أول محمية للطيور في النيبال

التصنيفات: جنوب آسيا, نيبال, أديان, أصالة, الأعراق والأجناس, بيئة, تطوير, صحافة المواطن, فنون وثقافة, Green Voices
[1]

بحيرة غوداغودي، النيبال. الصورة من Bibek101 [1] عبر ويكيميديا كومنز (مستخدمة بموجب رخصة نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 4.0 دولي [2]).

تشكل أول محمية للطيور في النيبال [3]، بحيرة غوداغودي المتشعبة [4]، موطنًا لأنواع الطيور المقيمة والمهاجرة المهددة بالانقراض. إضافة لذلك، تحتوي على معبد يجذب السكان المحليين الذين يأتون للعبادة وللقيام بمختلف الطقوس والشعائر، منها الزيجات. أثناء مهرجان أغان بانشماي وماغي [5]، يجذب المعبد أعدادًا غفيرة من سكان ثارو [6] الأصليين الذين يجتمعون هناك للعبادة.

“غوداغودي” هو اقتران بين المصطلحان “غودا” و”غودي”، اللذان يعنيان تواليًا ذكر وأنثى الحصان. طبقًا لأحد المعتقدات، الاسم مأخوذ من الأحصنة الطينية التي اعتاد مجتمع ثارو تقديمها للآلهة على ضفاف البحيرة. وفقًا لمعتقد آخر، البحيرة شاسعة جدًا لذا لن يستطيع حصان واحد تغطية مساحتها بالكامل في يوم واحد، مما أدى لابتكار الاسم. يحتوي المعبد والمنطقة المحيطة على تماثيل أحصنة طينية يقدمها المصلين للآلهة.

مركز تنوع حيوي نشط

تضم بحيرة غوداغودي، المعترف بها كواحدة من مواقع رامسار [7] (اتفاقية [8] الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية) العشر في النيبال [9]، مساحة إجمالية قدرها 2563 هكتار. ثمة 24 بحيرة منفصلة [7] في بحيرة غوداغودي المتشعبة [10]. من بين هذه البحيرات، تبلغ مساحة غوداغودي، وناخرودي، وبوديا ناخرود، وبينساوا، وأوجاوا، ورامفال، وسانوبخاري، وتيهري، وشاندرابيجوا، وباراشينيا أكثر من هكتار واحد. على وجه التحديد، تتراوح مساحتها بين 1-77.5 هكتار.

في حدود منطقة البحيرة، تعيش العديد من الأنواع البارزة [4]، منها السلحفاة ذات التاج الأحمر [11]، والسلحفاة ذات الثلاثة خطوط [12]، وزهرة الأوركيد المهددة بالانقراض، واللوتس المهدد وذو الأهمية الدينية، وكذلك الأرز البري النادر. تعد المنطقة أيضًا موطنًا لمختلف الحيوانات، والزواحف، والطيور الأخرى.

في مقابلة شخصية معه مع جلوبال فويسز، صرح هيرولال دانغورا، عالم طيور في منظمة حماية الطيور النيبالية، أن 3 أنواع من الطيور، لا سيما دجاجة الماء خضراء الأقدام، والبط ذو المنقار المبقع، والإوز القزم القطني، تتزاوج حصريًا في منطقة بحيرة غوداغودي النيبالية. يُحصي دانغورا الطيور المائية في منطقة بحيرة غوداغودي منذ 2009.

كما ذكر أن منطقة بحيرة غوداغودي تستضيف إجمالي 360 نوع من الطيور [13]، منها طيور مهاجرة ومقيمة. من بين هذه الأنواع، حُدِّد 13 نوع على أنه مهدد بالانقراض عالميًا وفقًا لتصنيف الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة لعام 2022 [14]. بالمثل، صُنِّف 58 نوع على أنه معرض للخطر في الوضع المهدد وطنيًا [15] في منطقة بحيرة غوداغودي.

النظام البيئي لمنطقة البحيرة مهدد بالخطر [16]. أدى استخدام المزارعين المكثف لمبيدات الحشرات والأسمدة الكيميائية للتخثث [17] (يُمتص تدريجيًا مع المبيدات) في المسطح المائي كاملًا. إضافة لذلك، يزداد عدد سكان المنطقة بسرعة بسبب الهجرة من المناطق الجبلية، ما أسفر عن فرط استعمال الموارد المائية، والرعي الجائر، وإنتاج النفايات من آلاف السياح المحليين الذين يزورون البحيرة كل عام. إجمالًا، تهدد هذه المسائل صحة وسلامة النظام البيئي للبحيرة.

أترون التغيُّر الذي طرأ على منطقة البحيرة بين 2003 و2018؟ تبدو مساحة الغابات أكثف مما كانت عليه في 2003. يبدو أيضًا أن جزءًا من مروج البحيرة قد تحول إلى أراضٍ زراعية.

أهمية الثقافة في حماية البيئة

منطقة بحيرة غوداغودي مهمة ثقافيًا لسكان ثارو الأصليين وثمة توافد للناس، حتى من غير شعب ثارو الأصلي، في منطقة المعبد — خصوصًا خلال المهرجانات. لكن ثمة مخاوف من مساهمة الحركة البشرية المتزايدة، لا سيما أثناء هذه المناسبات، في تدهور النظام البيئي للبحيرة.

[28]

تماثيل الأحصنة داخل معبد غوداغودي. الصورة من راجيش دونغانا عبر ويكيميديا كومنز [28] (مستخدمة بموجب رخصة نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 4.0 دولي [2]).

أطلع أناند تشوداري [29]، ناشط بيئي قادَّ مبادرات لحماية البيئة في منطقة البحيرة، جلوبال فويسز في مقابلة شخصية معه:

In my opinion, the religious and cultural importance of the Ghodaghodi Lake Area has played a significant role in its preservation. In contrast, most other lakes (outside of the Ghodaghodi system) have been drained for farming or commercial fishing purposes.

While there are concerns about the pollution caused by the temple area and tourists, I believe this is mainly attributable to the non-Tharu culture or cultural appropriation occurring in the temple area. Nonetheless, the temple appears to be equally popular among non-Tharus.

On the whole, I think the cultural and religious significance of the lake has contributed significantly to the conservation of its ecosystem and bird habitat.

برأيي، لعبت الأهمية الدينية والثقافية لمنطقة بحيرة غوداغودي دورًا هامًا في الحفاظ عليها. على النقيض، جُفِّفْت معظم البحيرات الأخرى (خارج نظام غوداغودي) بغرض الزراعة أو الصيد التجاري.

فيما توجد مخاوف بشأن التلوث الناجم عن منطقة المعبد والسياح، أعتقد أن ذلك يرجع بصورة رئيسية للثقافة الدخيلة على ثقافة ثارو الأصلية أو الاستيلاء الثقافي الحاصل في منطقة المعبد. مع ذلك، يبدو أن المعبد يحظى بنفس القدر من الشعبية بين السكان غير الأصليين.

على العموم، أعتقد أن الأهمية الثقافية والدينية للبحيرة ساهمت بدرجة كبيرة في حماية نظامها البيئي ومساكن الطيور.

وفقًا لاتفاقية التنوع البيولوجي [30]، البلدان التي وقعت على الاتفاقية ملزمة بحماية ودعم الاستخدام التقليدي للموارد الحيوية التي تتوافق مع حماية البيئة أو الاستخدام المستدام وفقًا للممارسات الثقافية التقليدية (الأمم المتحدة، 1992).

في الآونة الأخيرة، عملت منظمات حماية البيئة على دمج القيم الثقافية [31] في تخطيط وتنفيذ مساعيها لحماية البيئة. يساعد ذلك على ضمان احترام حقوق المجتمع المحلي الأصلي وزيادة الوعي بشأن قيمة التنوع الثقافي.

وفقًا للدراسة “تأملات في مناهج القيم الثقافية المتبعة لحماية البيئة: الدروس المستقاة من 20 عام من التنفيذ” [30]، قد تنتج منافع عن دمج القيم الثقافية في جهود حماية البيئة لكل من حماية البيئة ومصلحة المجتمعات المحلية. يُمكن رؤية مثال على ذلك في منطقة بحيرة بيسو في ليبيريا، حيث ساعدت المواقع المخصصة للمقابر، والاحتفالات، والمجتمعات السرية في حماية بقايا الغابات.

بالمثل، في حديقة روينزوري الوطنية في أوغندا، تم الإقرار بالتكامل بين الممارسات الثقافية من خلال التفاوض والاتفاق على الوصول للمواقع والموارد المقدسة المستخدمة في طقوس، واحتفالات شعوب الباكونزو أو الجبال. دُمِّج [31] دور القادة التقليديين في هيكل إدارة الحديقة لإدارة الوصول.