الانتخابات الرئاسية والحسابات المزيفة في كازاخستان

الصورة لجيرد ألتمان من بيكساباي. مستخدمة بموجب ترخيص بيكساباي.

تدرك القيادة الحاكمة في كازاخستان أهمية نيل رضا شعبها عبر نشرها معلومات مضللة وحسابات آلية مزيفة في سبيل دعم الحكومة، وإنجازاتها، ورفع الحماس بين شعبها، لأن مواقع الإنترنت مستقلة ومتاحة لجهات المعارضة ومنتقدي النظام في ظل الأنظمة الاستبدادية الحديثة.

لا تعد ثقافة انتشار الحسابات المزيفة في دائرة العلاقات العامة ظاهرة جديدة من نوعها في كازخستان، حيث بدأت عام 2017 مع منصة نيروبتس بنشر تعليقات مؤيدة للحكومة الحالية عبر حساباتها المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. يدل اسم المنصة من النظام الديكتاتوري لأول رئيس كازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، تم تبني الأحرف الثلاثة من الاسم الأول للزعيم، كما فعلت “روبوتات الكرملين“. تقول الإعلامية الكازاخستانية إيرينا غالكينا، تم اختراع الروبوتات كدعاية لإنتاج وإعادة السرد المهيمن للسلطة المستبدة على مواقع الإنترنت، بينما أخفقت بجذب انتباه الجمهور عبر الصحف المطبوعة الأقل شعبية.

أنهت نيروبتس ترتيباتها في كيفية عرض قنوات معلومات النظام تحت إدارة وزارة الإعلام ومجلس إدارة الرئيس، حيث تم تصميمها على تقليد التعليقات الداعمة للسلطة، وكتابتها تحت الأخبار الرسمية من خلال الحسابات المزيفة، تعليقات مثل: “الرئيس يهتم ويفكر دائمًا في الناس”، “مع مؤهلات مهنية كافية، يمكن للمرء دائمًا العثور على راتب لائق وظروف حياة جيدة في هذا البلد”، “يوفر رئيسنا الاستقرار والسلام الضروريين”. يعتمد محتوى الرسائل على الجَمهور وعلى موضوع الأخبار الرسمية.

تساعد الروبوتات على التسلل إلى المساحة الرقمية، وتقليد الخطاب الداعم السائد، مما يقلل من وضوح وجهات النظر النقدية والمنشورات التحليلية عبر تقليد الملفات الشخصية الحقيقية. يتم إنشاء حسابات مزيفة بسرقة صور أشخاص عشوائيين، وانتهاك الحقوق الفردية. عادة ما تكون الصور من عرقية الياقوتيين والقرغيز، الذين يشبهون الكازاخستانيين. يمكن التأثير السلبي للروبوتات على مر السنين (2017-2019) في الحد من حرية التعبير واستبدال وتشويه الرأي العام الحقيقي، والمشكل بشكل مصطنع بواسطة حسابات مزيفة.

على الرغم من وعود خليفة نزارباييف، قاسم زومارت توكاييف، بالديمقراطية والتغييرات السياسية، اسُتخدمت الحسابات المزيفة بنشاط في حملته الانتخابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. كان الحجب المؤقت لمواقع المعارضة، وإبطاء سرعات الاتصال بالإنترنت، من بين التكتيكات المعتادة للنظام للسيطرة على عملية الانتقال السياسي المضطربة. تم تبني تشريع جديد في أكتوبر/تشرين الأول 2018 يسمح لسلطات الدولة تعليق تشغيل شبكات الإنترنت خلال حالات الطوارئ الاجتماعية والسياسية على “المستوى المحلي”. تساهم مواقع الإنترنت المقيدة للحريات على انتشار المعلومات المضللة، واستخدام الروبوتات للتعليقات.

تم تفعيل التعليقات والمنشورات المزيفة على فيسبوك على النحو التالي:

“I/We made a choice for the new Kazakhstan. I/We participate in the upcoming presidential elections, our families provide four votes for Tokayev. My/our choice is right and conscious. I/We respect the existing political course and hope that others will do the same.”

“اخترت/اخترنا كازاخستان الجديدة. أنا/نحن نشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، عائلاتنا تقدم أربعة أصوات لتوكاييف. خياري/خيارنا صحيح وحريص. أنا/نحن نحترم المسار السياسي الحالي ونأمل أن يحذو الآخرون حذونا”.

قامت التعليقات بالتركيز على فوائد الاستمرارية السياسية، والتحسينات على مستويات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، الروايتان التي تروج لهما الحكومة بنشاط.

كانت إحدى المحاولات الإبداعية للترويج للانتخابات الرئاسية في عام 2022، ملف تعريف إنستغرام “Tokayev_crush”. تم نشر هذا الحساب الفيروسي على الإنترنت على قنوات تليغرام، وإنستغرام العامة في محاولة لتحديث صورة الرئيس توكاييف وجذب الناخبين الأصغر سنًا.

تمثل منشورات Tokayev Crush تركيبة بصرية تصور توكاييف كوطني شاب ورائع يشبه شخصية أنيمي، أو محارب شجاع من القصص المصورة. مع الجهد الكبير المبذول، تلقى هذا الحساب الكثير من الانتقادات، وفقد الناس مصداقيته باعتباره مزيف ومدعوم من العلاقات العامة للدولة. فشلت محاولة خداع المواطنين وإقناعهم، رغم فوزه الانتخابات.

في نهاية المطاف، تظهر عملية إعادة النقاش المؤيد للحكومة في وسائل التواصل الاجتماعي على عدم قدرة النخب الحاكمة على الانخراط بشكل هادف مع سكانها، لذلك يلجؤون إلى القصص المزيفة الشائعة. الاعتماد المستمر على الحسابات المزيفة هو أداة دعاية مكلفة وغير فعالة. أدى انتشار المحتوى من الحسابات المزيفة خلال حملة توكاييف الرئاسية في كازاخستان لخفض المناقشات الديمقراطية، وانتقادات النظام، مما أدى لإبعاد المواطنين والحكام بالسماح للحكومة بالعبث بمساحات الإنترنت.

لم يؤد تهميش المعارضين على الإنترنت إلا لنبذهم، ووضع تحدي مستقبلي لإضفاء الشرعية السياسية على الحكومة الفعالة في كازاخستان. تلوث الحسابات المزيفة، وتهيمن على مواقع الإنترنت دون رضى، وتقبل المواطنين.

يرجى زيارة صفحة المشروع للمزيد من المقالات من مرصد لا-حرية Unfreedom Monitor.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.