
صورة مميزة مصنوعة من عناصر Canva Pro.
ينصب تركيز اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2024، الذي يحتفل به سنويًا في 3 مايو/أيار، على أزمة المناخ. سيتم تكريس مناقشات المؤتمر 31 لليوم العالمي لحرية الصحافة بين 2 و4 مايو/أيار، حيث تستضيف اليونسكو في تشيلي، لأهمية حرية التعبير على خلفية الأزمة البيئية العالمية الحالية.
موضوع هذا العام وثيق الصلة بشكل خاص بالدول الجزرية الصغيرة النامية مثل منطقة البحر الكاريبي، التي غالبًا أول من يشعر بالآثار الضارة لأزمة المناخ مع ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية السيئة الشديدة وغيرها، مع أنها تساهم بأقل قدر في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
أشار بيان صادر عن رابطة العاملين في وسائل الإعلام الكاريبية إلى أنه “حان الوقت لأن تسلط وسائل الإعلام الإقليمية الضوء على التأثير الذي تخلفه الأزمة البيئية على بلداننا، بخاصة تأثيره على المحرومين اجتماعيًا واقتصاديًا”، لافتًا إلى أننا “في المنطقة نتصارع مع الأزمة الوجودية التي يمثلها تغير المناخ في منطقة البحر الكاريبي”، وأن “وسائل الإعلام تؤدّي دورًا رئيسيًا في الإبلاغ عن المشاكل البيئية والحلول الممكنة”.
كما حث بيان الرابطة العاملين في المجال الإعلامي على استخدام حريتهم في التعبير بمسؤولية، “وعدم الانخراط في نشر المعلومات الخاطئة والتضليل”. وصرح أيضًا أن موضوع العام 2024 “يسلط الضوء على الحاجة إلى تدريب متخصص للصحافيين في مجال التواصل العلمي حتى يكون الممارسون أكثر قدرة على تغطية علم تغير المناخ لجماهيرنا المتنوعة”.
علاوة على ذلك، تحدت الرابطة الحكومات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية لمطالبتها بالمساعدة في توفير “الموارد التي تشتد الحاجة إليها لدعم التغطية المستمرة للقضايا البيئية من خلال التحقيقات والأفلام الوثائقية والتقارير الاستقصائية”، موضحة أن “الكوكب هو وطننا، ونحن بحاجة إلى الحفاظ عليه”.
كما أعربت هيئات صحفية وإعلامية إقليمية أخرى عن موقف مماثل، حيث أعلنت جمعية الإعلام في غرينادا، على سبيل المثال، أنها ستضع “برنامجًا تدريبيًا شاملًا يهدف إلى تعزيز الصحافة البيئية والاستدامة” من أجل “تزويد العاملين في وسائل الإعلام بالمهارات والمعرفة اللازمة للإبلاغ بفعالية عن القضايا البيئية والدعوة إلى الإشراف البيئي”.
في الوقت نفسه، طرح معهد الإعلام في منطقة البحر الكاريبي (MIC) رابطًا مهمًا بالقول إن “هذا اليوم يشكل دعوة لأولئك الذين يروون قصص الاضطرابات والخسارة، ليس فقط ليتم سماعهم ولكن ليتم الإصغاء إليهم وهم يكشفون ويتبادلون المعلومات عن آثار المناخ والتهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي لكوكبنا. يجب وضع موضوع هذا العام في سياق أهمية حرية التعبير والوصول إلى المعلومات”.
في هذا السياق، أفاد المعهد أنه أطلق “مراجعة لتشريعات حرية المعلومات والوصول إلى المعلومات في منطقة عموم البحر الكاريبي، تسلط الضوء على المجالات التي ستدعم فيها التعديلات سهولة الوصول إلى المعلومات وإنشاء نظام لتحسين الشفافية المتعلقة بجميع مسائل المصلحة العامة. سيكون هذا العمل بمثابة دليل تنظر فيه دول منطقة البحر الكاريبي التي تفتقر إلى تشريعات مماثلة”.
أضاف، إن المعرفة قوة، عندما يتعلق الأمر “بملايين الأشخاص الذين يواجهون آثار فقدان النظم البيئية وتغير حياتهم بشكل سلبي”. فقد رأى المعهد علاقة مباشرة بين هذه المعرفة ودعوته إلى “تسهيل الوصول إلى المعلومات بحيث يكون الناس مستعدين بشكل أفضل لمواجهة تحدياتهم من خلال اتخاذ قرارات مطلعة”.
كما حرصت المنظمة على تكريم “الصحافيين الذين يواصلون المثابرة رغم كل الصعاب لإبقاء قصصهم في مقدمة القضايا العالمية” وأشادت “بالمدافعين عن البيئة ومنظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة في القطاع الخاص التي تعمل على إحداث فرق”.
في المقابل، قررت الجمعية الإعلامية في ترينيداد وتوباغو تسليط الضوء على مسألة أخرى، إذ أشارت إلى “مقتل عدد غير مسبوق من الصحافيين في عام 2023″، تضامنت مع زملائها من مختلف أنحاء العالم من أجل مناصرة الصحافة الحرة والحداد على الصحافيين – بما في ذلك العدد غير المسبوق من الذين فقدوا أثناء أداء الواجب وفي منطقة الحرب في غزة – والدعوة إلى حماية أكبر لجميع العاملين في وسائل الإعلام”.
بالعودة إلى مهمتها المتمثلة في “الدفاع عن حرية الصحافة والسلطة الرابعة على النحو المنصوص عليه في الدستور [لدولة ترينيداد وتوباغو]”، تعهدت الجمعية “بالبقاء يقظة نيابة عن الصحافيين، مدركة أن الديمقراطية القوية تعتمد على الإعلام الحر والنزيه”.
كذلك أفادت لجنة حماية الصحافيين أن عام 2023 كان من بين أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحافيين منذ ما يقارب عقد من الزمن، وقد كان العديد من الضحايا صحافيين فلسطينيين يغطون الحرب الإسرائيلية على غزة في ظل ظروف مستعصية. كما أعرب الاتحاد الدولي للصحافيين عن استيائه من ارتفاع معدل وفيات الصحافيين (أكثر من 10 بالمئة) وحقيقة أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، تم منع الصحافيين الأجانب من دخول قطاع غزة.
في هذا السياق، قالت الجمعية الإعلامية في ترينيداد وتوباغو إنها تدعم “خطوة الاتحاد الدولي للصحافيين لترشيح نقابة الصحفيين الفلسطينيين المنتسبة إليه لجائزة اليونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2024 كوسيلة لتكريم جميع الصحفيين في غزة”.
تم الإعلان منذ ذلك الحين عن فوز الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون أحداث غزة بهذه الجائزة العام 2024.
في 2 مايو/أيار، انضمت ترينيداد وتوباغو إلى العديد من دول الكاريبي الأخرى التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين.
كما أقر المؤشر العالمي لحرية الصحافة، الذي ينشر سنويًا في اليوم العالمي لحرية الصحافة، بأن الصحافيين في جميع أنحاء العالم يتعرضون لضغوط سياسية كبيرة: “تتعرض حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم للتهديد من قبل نفس الأشخاص الذين ينبغي أن يكونوا ضامنين لها – السلطات السياسية. […] ويستند هذا الاستنتاج إلى حقيقة أنه من بين المؤشرات الخمسة المستخدمة لوضع التصنيفات، سجل المؤشر السياسي الانخفاض الأكبر حيث تراجع عالميًا بمقدار 7.6 نقاط”.
في حين أن بعض الصحافيين الإقليميين كانوا ملتزمين بدورهم في المساعدة على حماية الكوكب، تضامن آخرون مثل الجمعية الإعلامية في ترينيداد وتوباغو مع زملائهم الصحافيين، “مضاعفين التزامهم بمحاسبة من هم في السلطة، […] والبقاء صوتًا لمن لا صوت لهم، والوقوف بقوة كركيزة للديمقراطية”.