حقوق الصورة لايس مارتينز.

لسنوات، كانت الألواح الشمسية الصينية هي السائدة في البرازيل. في عام 2022، تم استيراد حوالي 99 في المائة من جميع الألواح الكهروضوئية المشتراة في البرازيل من الصين، المصنعة العالمية الرائدة لمعدات الطاقة الشمسية. تم إنتاج 1 في المائة فقط محليًا. الآن، بفضل قرار الحكومة بإلغاء الإعفاء الضريبي، الذي قلل من تكلفة استيراد معدات الطاقة الشمسية منذ عام 2020، يمكن أن يبدأ هذا المشهد في التغير.

إن تفسير هذا التبني الواسع النطاق للمنتجات الصينية متعدد الأوجه. يرجع جزئيًا لأسباب ضريبية: كانت الألواح الشمسية المستوردة من الصين، حتى وقت قريب، معفاة من ضرائب الاستيراد، مما يجعلها أرخص بنسبة 50 في المائة من الألواح المنتجة محليًا داخل البرازيل. سبب آخر لهيمنة الألواح الصينية على السوق البرازيلية هو عدم نضج القطاع المحلي، الذي فشل في تطوير نفسه في غياب برامج وسياسات الحوافز التي تقودها الحكومة.

الألواح الشمسية الصينية ليست أرخص في البرازيل فحسب. بحسب تقديرات المفوضية الأوروبية، فإن التكلفة الإجمالية لتصنيع الطاقة الكهروضوئية في الصين أقل بنسبة 35% من أوروبا، وأقل بنسبة 20% من الولايات المتحدة، وأقل بنسبة 10% من الهند. في السنوات الأخيرة، استمر سعر التصنيع في الصين في الانخفاض. وفقًا لوكالة إنفو لينك، وكالة معلومات الطاقة الشمسية، في عام 2023، كان متوسط ​​سعر الوحدات من الصين حوالي 0.25 يورو لكل واط. بعد عام واحد فقط، في أوائل مارس/آذار، كان هذا السعر أقل من 0.1 يورو لكل واط.

على الصعيد العالمي، تتمتع الصين بميزة قوية مقارنة بالمصنعين المحليين بفضل سلسلتها الصناعية الناضجة – نتيجة لأكثر من 15 عامًا من الاستثمار في تطوير التكنولوجيا. اتبع تطوير قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصين في البداية نمطًا من الأسفل إلى الأعلى ومر بثلاث مراحل متميزة. أولاً، حتى عام 2009، تطورت صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المقام الأول كسياسة تصنيع موجهة نحو التصدير بدعم من الحكومات دون الوطنية. ثانيًا، تدخلت الحكومة المركزية في الصين من خلال إنشاء أسواق الطاقة الشمسية المحلية لإنقاذ صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ثالثًا، بدءًا من عام 2015، وبفشل إلى حد ما، بدأت الحكومة المركزية الصينية في إزالة الإعانات المحلية وركزت مرة أخرى على الكفاءة التكنولوجية وتكلفة الإنتاج وتكامل الشبكة في صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المحلية.

مكنت التكلفة المنخفضة لشراء الألواح المصنوعة في الصين، دولًا مثل البرازيل، من بدء انتقالها إلى الطاقة الخضراء. حاليًا، يتم الحصول على 18.2% من طاقة البرازيل من خلال الألواح الكهروضوئية. لكن قد يكون هذا مهددًا بفضل قرار الحكومة البرازيلية بفرض ضرائب جديدة على الواردات الصينية. قد يؤدي هذا لإعادة تشكيل في القطاع، وليس بالضرورة إعادة تشكيل إيجابية.

باعتبارها واحدة من أنظف مصادر الطاقة وأقلها تأثيرًا، تعتبر الطاقة الشمسية في طليعة العدالة البيئية. إن ضمان بقاء تكاليف المعدات منخفضة يعني قدرة السكان على شراء وتثبيت المعدات، وبالتالي إضفاء الطابع الديمقراطي على استخدام الطاقة الشمسية. كما أنها تقلل من الاعتماد على أشكال أخرى من الطاقة غير المتجددة.

منذ يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الحكومة البرازيلية أنها ستعيد فرض ضريبة استيراد بنسبة 10.8 في المائة على الألواح الشمسية الصينية. قال جيرالدو ألكمين، نائب رئيس البرازيل ووزير التنمية والصناعة والتجارة والخدمات: “إن إنتاج المعدات اللازمة لتوليد الطاقة الشمسية أمر استراتيجي للبلاد”. قال، وفقًا لمنشور حكومي: “إنه يساهم في أمن البرازيل الطاقي، ويتماشى مع برنامج التحول البيئي من أجل اقتصاد منخفض الكربون”.

تعارض جمعية الطاقة الشمسية الكهروضوئية البرازيلية Absolar أي ضرائب استيراد جديدة. قال رودريجو ساوايا، رئيس Absolar: “إن زيادة الضرائب على المعدات المستخدمة اليوم تجعل التكنولوجيا أكثر تكلفة للمستهلكين، ومن شأنها أن تعيق الوصول إلى التكنولوجيا، ومن شأنها أن تدمر، بما في ذلك، “الوظائف الخضراء” التي تتمتع بها البرازيل اليوم للأشخاص الذين يقومون بتثبيت هذه الأنظمة”. اليوم، يتم توليد حوالي 1.2 مليون وظيفة حول صناعة الطاقة الكهروضوئية في البرازيل.

أضاف ساوايا، أن الأسواق التي سعت إلى زيادة الضرائب على الواردات شهدت انخفاضًا في التطور التكنولوجي وتأخيرًا في التحول إلى الطاقة الخضراء، لأنها تجعل من الصعب على المستهلك النهائي الوصول إلى التكنولوجيا. 

كيف ندعم صناعة الطاقة الشمسية المحلية؟

صرح خبراء في البرازيل والصين، منظمة جلوبال فويسز خلال مقابلات هاتفية وعبر الإنترنت أن هناك تدابير محتملة أخرى لدعم الصناعة الوطنية بدلًا من فرض الضرائب. قال هي جيجيانغ (何继江)، نائب المدير في مركز أبحاث التحول في مجال الطاقة والتنمية الاجتماعية في جامعة تسينغهوا، جلوبال فويسز إمكانية دعم الحكومة البرازيلية لتوطين “الصناعات اللاحقة”، مثل المصانع لإنتاج الأقواس والملحقات، وتدريب الموظفين على التجميع وإنشاء محطات طاقة كهروضوئية محلية واسعة النطاق. وأضاف جيجيانغ أن هذه التدابير يمكن أن تخلق أيضًا فرص عمل محلية.

كما قال ساوييا، من شركة أبسولار، إن إحدى الخطوات الأولى التي ستتخذها الحكومة البرازيلية ستكون إنشاء سياسة صناعية وطنية بسلسلة من الحوافز للمصنعين المحليين، بما في ذلك خفض الضرائب على المواد الخام اللازمة لإنتاج وحدات الطاقة الكهروضوئية. يتمثل الإجراء الثاني في قيام الحكومة بشراء معدات الطاقة الشمسية المصنوعة في البرازيل لتثبيتها في المباني الحكومية، كجزء من برامج الإسكان الحكومية وحتى في حالات الطوارئ الناجمة عن الأحداث المناخية المتطرفة، مثل تلك في ريو غراندي دو سول، جنوب البرازيل. قال ساوييا:

The government aims to decarbonize the Amazon, to replace the diesel-based generators that are expensive and polluting. These could be replaced with battery-powered renewable systems, like solar and eolic. Why not utilize Brazilian-made equipment in this program?

تهدف الحكومة لإزالة الكربون من الأمازون، لاستبدال المولدات العاملة بالديزل، باهظة الثمن والمسببة للتلوث، بأنظمة متجددة تعمل بالبطاريات، مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهروضوئية. لماذا لا نستخدم معدات برازيلية الصنع في هذا البرنامج؟

لكن حتى مثل هذه التدابير قد لا تكون كافية لمواجهة الأسعار الصينية. يعتقد “تان يورو (谭佑儒)”، محلل للطاقة الكهروضوئية في بلومبرج نيو إنيرجي فاينانس (BNEF)، أن استمرار انخفاض الأسعار في سلسلة توريد الطاقة الكهروضوئية قد يعيق طموحات العديد من المناطق لتطوير التصنيع المحلي. وفقًا ليورو، على الرغم من جهود الحكومة لتعزيز خطط التصنيع المحلية، سيكون هناك ضغط من انخفاض الأسعار، مما يشكل تحديًا لربحية المصانع المحلية.

يؤكد “هي جيجيانغ” أن أفضل مسار يمكن اتباعه هو تقسيم العمل، حيث تعمل البلدان على تطوير صناعات مختلفة تكمل خبرة الصين في صناعة الطاقة الكهروضوئية الأساسية. يقول، إن مشاركة البرازيل في الصناعة الأولية ستتطلب سنوات وكمية كبيرة من الاستثمار الرأسمالي، وهو ما من شأنه أن يؤخر حتما التحول إلى الطاقة الخضراء ويزيد من تكاليفها.