
على اليسار: زعيما المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا وماريا كورينا ماتشادو. على اليمين: الرئيس نيكولاس مادورو. صورة من ProBox، مستخدمة بإذن.
نُشرت هذه المقالة في ProBox في 30 يوليو/تموز 2024. يعاد نشر نسخة محررة في جلوبال فويسز بموجب شراكة إعلامية.
انتهى يوم الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، 28 يوليو/تموز. مع ذلك، تُرك المواطنون الفنزويليون والمجتمع الدولي مع أسئلة أكثر من الإجابات فيما يتعلق بالنتائج التي قدمتها السلطة الانتخابية في فنزويلا، المجلس الانتخابي الوطني (CNE)، حيث أعُلن فوز نيكولاس مادورو في أسرع إعلان في تاريخ البلاد الديمقراطي.
أكدت المعارضة، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو والمرشح الرئاسي إدموندو غونزاليس أوروتيا، أن استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع أشارت إلى فوز المعارضة بنحو 70 في المائة من الأصوات. كما استنكروا المخالفات في إصدار سجلات التصويت وعدم وجود مواطنين ووسائل إعلام تدقيق الانتخابات.
ماذا تقول وسائل الإعلام المستقلة الوطنية والدولية؟
قامت وسائل الإعلام المستقلة الفنزويلية والإقليمية بتغطية كبيرة للانتخابات في البلاد. في سياق حيث تتماشى وسائل الإعلام التقليدية مع الروايات المؤيدة للحكومة وحيث قام النظام بحظر أكثر من 60 بوابة إخبارية، اجتمعت وسائل الإعلام الرقمية معًا في بث مباشر لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا.
ردًا على ذلك، استخدمت المنظمات ووسائل الإعلام المستقلة والمواطنون جميع المساحات الرقمية بشكل نشط للحصول على المعلومات والإبلاغ وتسجيل الشكاوى. على X (تويتر سابقًا)، سجلنا أعلى مستوى قياسي في استخدام العلامات الاجتماعية والسياسية على مدار السنوات الخمس الماضية من نشاط الشبكة.
أصبح #VenezuelaVota (فنزويلا تنتخب) نداءً حاشدًا بقيادة الوسيلة الإعلامية El Pitazo، حيث وحدت أكثر من 100 صحفي وأكثر من 120 وسيلة إعلامية حليفة في فنزويلا والعالم للإبلاغ في الوقت الفعلي عن تفاصيل هذه الانتخابات التاريخية.
كما تجدر الإشارة إلى بث قناة VPITV، وهي قناة إخبارية عبر الإنترنت تبث باستمرار الأحداث المباشرة في البلاد.
في هذا السياق، كانت هناك أيضًا تقارير عن قيود على الصحافة أثناء الانتخابات، فضلاً عن تقارير عن حوادث مثل التأخير في فتح بعض مراكز الاقتراع. تميزت مراكز الاقتراع بطوابير طويلة، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت منذ الساعات الأولى من الصباح.
ظهرت تقارير عن معلومات مضللة حول يوم الانتخابات بعد منتصف النهار، عندما بدأت وسائل الإعلام المتحالفة مع الحزب الحاكم في نشر استطلاعات رأي مشكوك فيها. لم تنتهك الاستطلاعات القانون الانتخابي فحسب، بل أجرتها أيضًا شركات تم إنشاؤها مؤخرًا من أصل مشكوك فيه.
إن انتشار استطلاعات الرأي المزيفة ليس بالأمر الجديد. حققنا في ProBox، بالتعاون مع C-Informa، نشر استطلاعات الرأي المزيفة لصالح نيكولاس مادورو.
مع ذلك، تغير اليوم الذي كان هادئًا نسبيًا (على الأقل في السياق الاستبدادي لفنزويلا) في المساء بعد أن “اقترح” متحدثون رسميون مختلفون فوز مادورو في الانتخابات قبل ساعات من الإعلان الرسمي عن النتائج من السلطات الانتخابية.
ماذا قال المسؤولون الفنزويليون؟
انحازت السلطات الفنزويلية، إلى ما تعتبره المعارضة ودول مختلفة في المنطقة تزويرًا انتخابيًا. في 28 يوليو/تموز، بعد إغلاق مراكز الاقتراع، أدلى رئيس الجمعية الوطنية، خورخي رودريجيز، بسلسلة من التصريحات أعلن فيها بشكل خفي فوزًا ساحقًا لنيكولاس مادورو، على الرغم من إشارة أرقام المعارضة واستطلاعات الرأي الدولية لنتائج مختلفة.
بعد ساعات، أكد رئيس المجلس الوطني للانتخابات، إلفيس أموروسو، تصريحات رودريجيز المبكرة. أعلن أنه في نشرة أولية ومع فرز 80 في المائة من الأصوات، كان الفائز هو نيكولاس مادورو. بعد أقل من 12 ساعة من هذا الإعلان، أعلن أموروسو بالفعل رئاسة مادورو للفترة 2025-2031.
في الوقت نفسه، أصدر مكتب المدعي العام بيانًا يتهم فيه ماريا كورينا ماتشادو باختراق النظام الانتخابي يوم الانتخابات. وفقًا للنائب العام، طارق ويليام صعب، فإن التباطؤ في إصدار اللجنة الوطنية للانتخابات لسجلات التصويت حدث بسبب هجوم إلكتروني دبره ليستر توليدو وليوبولدو لوبيز وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو.
باستخدام هذه الروايات الملفقة، ادعى نيكولاس مادورو أن المعارضة تريد تنفيذ انقلاب.
في 30 يوليو/تموز، حث مادورو السكان على استخدام تطبيق VenApp للإبلاغ عن الأشخاص الذين يخرجون للاحتجاج. أثار هذا إنذارات دولية بشأن خطر اتهام المواطنين واعتقالهم من قبل النظام، لذلك قامت شركة آبل وشركة أندرويد بإزالة تطبيقها من متجر التطبيقات. كانت كلمة VenApp رائجة منذ ذلك اليوم لأكثر من 24 ساعة بأكثر من 80400 تغريدة.
ما الذي تندد به المعارضة؟
أعلنت المعارضة الفنزويلية بقيادة ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو جونزاليس عن تزوير الانتخابات. بعد إغلاق مراكز الاقتراع، أفاد أعضاء المائدة المستديرة للوحدة الديمقراطية بتوقف إصدار أوراق الفرز وتقييد الوصول إلى اللجنة الوطنية للانتخابات باعتبارها ضامنة انتخابية في عملية الفرز.
بعد إعلان اللجنة الوطنية للانتخابات عن فوز نيكولاس مادورو المفترض، كانت تصريحات ماريا كورينا ماتشادو صريحة: كان هناك تزوير وفاز جونزاليس بنسبة 70% من الأصوات.
أخيرًا، في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين 29 يوليو/تموز في الساعة 7 مساءً بتوقيت فنزويلا، أعلنت ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو جونزاليس أن لديهما الأدلة التي تثبت فوزهما، حيث حصلا على 73.20% من أوراق الفرز. وقدم زعيم المعارضة أرقاما: وفقا لهذا الإحصاء، بلغت الأصوات لصالح مادورو 2,759,256 صوتا، في حين حصل إدموندو غونزاليس على 6,275,182 صوتا.
نشرت المعارضة أيضًا نتائج التصويت المجمعة على القنوات الإلكترونية، زاعمة أنها أعطت الفوز لإدموندو غونزاليس.
Venezolano, a través de este enlace podrás ver cómo con tu voto y tu voluntad, cambiaste la historia de Venezuela.
Aquí encontrarás las actas que hasta esta hora hemos procesado y totalizado, y que confirman nuestro extraordinario triunfo:https://t.co/UdKJvhm7Eb— María Corina Machado (@MariaCorinaYA) July 30, 2024
أيها الفنزويلي، عبر هذا الرابط ستتمكن من رؤية كيف غيرت تاريخ فنزويلا بتصويتك وإرادتك. ستجد هنا النتائج التي قمنا بمعالجتها وجمعها حتى هذه اللحظة، التي تؤكد انتصارنا الاستثنائي.
ماذا يقول المجتمع الدولي؟
في أعقاب تصريحات اللجنة الوطنية للانتخابات وماريا كورينا ماتشادو، أصدرت دول من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن المنظمات الدولية، بياناتها الخاصة التي تشكك في نتائج الانتخابات.
أعربت الولايات المتحدة والبرازيل وكوستاريكا والأرجنتين وبنما وتشيلي وغواتيمالا وبيرو وكولومبيا والاتحاد الأوروبي وإسبانيا والنرويج عن مخاوفها بشأن الوضع، ودعت لإجراء تدقيق من قبل اللجنة الوطنية للانتخابات.
أشار حلفاء مادورو لدعمهم للتشافيزية. من بين الدول التي هنأت الرئيس روسيا والصين وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا وهندوراس.
كما رفعت منظمات مثل مركز كارتر والأمم المتحدة أصواتها للمطالبة بأن تنشر اللجنة الوطنية للانتخابات على الفور نتائج الانتخابات الرئاسية.
دعت الأمم المتحدة إلى “الشفافية الكاملة” في النتائج، بينما نشر مركز كارتر في ليلة 30 يوليو/تموز تقريرًا شديد اللهجة، وصف فيه الانتخابات بأنها “غير ديمقراطية”. فعلت ذلك بعد سحب موظفيها من البلاد في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة. كانت الكلمة المفتاحية “مركز كارتر” رائجة على موقع X في 31 يوليو/تموز بأكثر من 300 ألف رسالة.
في ضوء ردود الفعل الدولية، قررت وزارة الخارجية الفنزويلية سحب موظفيها الدبلوماسيين من سبع دول: الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبيرو وبنما وجمهورية الدومينيكان وأوروغواي.
ماذا عن الشعب الفنزويلي؟
في صباح يوم 29 يوليو/تموز، أفادت وسائل الإعلام أن شوارع البلاد كانت صافية وهادئة. ثم بدأ الناس في قرع الأواني والمقالي في كاراكاس، وهو شكل شعبي من أشكال الاحتجاج في أمريكا اللاتينية يُعرف باسم “الكاسيرولازو“.
في وقت إعداد هذا التقرير، كانت التعبئة وإغلاق الشوارع والطرق تجري في أجزاء مختلفة من العاصمة ومدن أخرى في البلاد. كما تزايدت الاحتجاجات وبدأت الحكومة بالفعل في تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع.
قادت ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو جونزاليس إحدى المسيرات في 30 يوليو/تموز في كاراكاس، حيث أكدا فوز مرشح المعارضة واستلام سجلات التصويت التي تثبت ذلك.
تفيد أحدث أرقام القمع الحكومي المسجل من المنتدى الجنائي أنه منذ 29 يوليو/تموز 2024 كان هناك 429 اعتقالًا مؤكدًا و11 حالة وفاة.
ماذا يحدث الآن؟
طلبت زعيمة المعارضة ماتشادو من الفنزويليين الخروج مع عائلاتهم “لحماية الأصوات”. كما طلبت من الناس حضور التجمعات في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. قد انعقدت أول جمعية بالفعل. وفي المدن في جميع أنحاء البلاد، تجمع الناس لدعم مطالب المعارضة.
صرحت ماتشادو: “نطلب منكم الذهاب مع عائلاتكم، نحن لا ندعو إلى العنف لأن المرء لا يجلب عائلته إلى أعمال العنف”.