يتدفق الفنزويليون إلى الشوارع منذ 29 يوليو/تموز للطعن في النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها في فنزويلا. حصل الرئيس الحالي نيكولاس مادورو على فترة ولاية ثالثة، تستمر حتى عام 2031.

في 30 يوليو، دعت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو المتظاهرين إلى التجمع في جمعية شعبية سلمية من أجل إظهار نتائج التصويت المطبوعة التي ستثبت تزوير مادورو للانتخابات.

كانت شيومارا باتشيكو، وهي ممرضة تبلغ من العمر 52 عامًا وأم لطفلين، تنتظر خطاب ماتشادو وجونزاليس أوروتيا في هذه الجمعية. قالت لمنظمة جلوبال فويسز:

Está claro que no podemos confiar en los números compartidos por el CNE, porque está muy claro que Maduro simplemente ya no tiene ningún tipo de apoyo. ¿ Si no, por qué ocultarían las actas de votación? ¿ Si no, por qué el CNE violaría tantas leyes y tantos protocolos?

من الواضح أننا لا نستطيع الوثوق بالأرقام التي نشرتها اللجنة الوطنية للانتخابات، لأنه من الواضح جدًا أن مادورو لم يعد يحظى بأي نوع من الدعم. لماذا يخفون سجلات التصويت؟ لماذا تقوم اللجنة الوطنية للانتخابات بخرق العديد من القوانين والبروتوكولات؟

صوّتت باتشيكو في هذه الانتخابات الحاسمة وفي ذهنها أمل واحد:

Mis dos hijos viven en el extranjero, también mis nietos, a los que ni siquiera he conocido porque nacieron fuera. Solo quiero que mi familia vuelva al país al que pertenecen.

يعيش طفلاي في الخارج، وكذلك أحفادي الذين لم أقابلهم حتى لأنهم ولدوا في الخارج. أريد فقط أن تعود عائلتي إلى حيث تنتمي.

طعنت المعارضة السياسية الفنزويلية، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو والمرشح الرئاسي إدموندو جونزاليس أوروتيا، بالإضافة إلى العديد من الحكومات مثل الأرجنتين وتشيلي وبيرو وأوروغواي وكوستاريكا وبنما وغواتيمالا والبرازيل، على الفور في النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية الفنزويلية. المجلس الوطني للانتخابات (CNE). أشاروا إلى التناقض الهائل بين أرقام المجلس الوطني للانتخابات والبيانات التي تم جمعها من خلال استطلاعات الرأي المستقلة وشهود الانتخابات. وفقًا لبيانات المعارضة، فاز إدموندو جونزاليس أوروتيا بالفعل بعدد أصوات ضعف ما حصل عليه مادورو.

يتهم ائتلاف المعارضة الإدارة الحالية بحجب الوصول إلى سجلات التصويت في العديد من المراكز الانتخابية. لا يحق لهم ولا للشهود المحايدين الوصول إلى الأدلة المطبوعة، المطلوبة بموجب القانون، لفرز الأصوات ومراجعتها.

كما عانى يوم الانتخابات من تقارير عن ترهيب الناخبين، وحتى محاولات حرق بعض صناديق الاقتراع على أيدي الحرس الوطني البوليفاري.

العمل معًا لنشر نتائج التصويت

قام مواطنون مراقبون من جميع أنحاء فنزويلا بتبادل سجلات التصويت بشكل قانوني، حيث تم نشرهم في 30 ألف مركز تصويت في جميع أنحاء البلاد. يُطلق عليهم اسم “Comanditos”، بنية أنشأها تحالف المعارضة Comando con Venezuela من أجل تعزيز الشفافية والتحقق من قبل المواطنين قبل الانتخابات.

طلب يوجينيو مارتينيز، صحفي فنزويلي متخصص في الانتخابات، من المواطنين على X (تويتر سابقًا) مشاركة صور سجلات التصويت ومقارنتها بالسجلات الرسمية. غمر مئات المراقبين X بسجلات التصويت مع هاشتاج #buscatuacta (“ابحث عن سجل تصويتك”).

¿Podemos hacer un hilo colaborativo de la verificación ciudadana que hagan de las actas de la elección? Si tomaron una foto del acta de escrutinio de su mesa, compárenla con el acta que se está publicando en el website de difusión https://t.co/TlJc7SBMis

— Eugenio G. Martínez (@puzkas) July 30, 2024

هل يمكننا إنشاء عمل تعاوني للتحقق من صحة نتائج الانتخابات من قبل المواطنين؟ إذا التقطت صورة لجدول فرز الأصوات في مركز الاقتراع الخاص بك، فقارنها بجدول الفرز الذي يتم نشره على موقع التوزيع.

تم إرسال العديد من سجلات التصويت هذه أيضًا إلى Comando con Venezuela. في وقت كتابة هذا التقرير، تحتفظ المعارضة بنسبة 80 في المائة من نتائج الفرز، المنشورة على الإنترنت.

في الواقع، في حين أن موقع CNE لا يزال مغلقًا حتى وقت كتابة هذا التقرير، بسبب هجوم إلكتروني مزعوم، أنشأ فريق ماتشادو موقعًا إلكترونيًا حيث يمكن لأي شخص صوّت في الانتخابات رؤية سجل تصويته وإجمالي الأرقام المتاحة للجمهور التي جمعتها Comanditos.

في ليلة 30 يوليو/تموز، عقد ماتشادو وجونزاليز مؤتمرًا صحفيًا حيث قدموا هذا الموقع الإلكتروني، مما يثبت فوز جونزاليس. قال ماتشادو – وهو سياسي شعبي مُنع من الترشح للرئاسة:

Venezuela tiene un nuevo presidente electo y es Edmundo González Urrutia. ¡Ganamos! Y todo el mundo lo sabe. (…)Y toda esta información coincide en que Edmundo obtuvo el 70% de los votos de esta elección. Y Maduro el 30% de los votos. Es la elección presidencial con la mayor diferencia de la historia.

لفنزويلا الآن رئيس جديد منتخب وهو إدموندو غونزاليس أوروتيا. فزنا! الجميع يعرف ذلك (…) كل هذه المعلومات تتزامن مع حصول إدموندو على 70 بالمئة من الأصوات في هذه الانتخابات. حصل مادورو على 30 بالمئة من الأصوات. إنها الانتخابات الرئاسية التي شهدت أكبر فارق في التاريخ.

أوضح الصحفي أوجينيو مارتينيز في تغريدة:

La oposición acaba de hacer en 24 horas, algo que el CNE lleva años diciendo que no es posible técnicamente. Un site para consultar los resultados por mesa y ademas tener la imagen del acta de la mesa.

تمكنت المعارضة خلال 24 ساعة فقط، من إنجاز شيء كانت اللجنة الوطنية للانتخابات تقول منذ سنوات إنه من المستحيل تحقيقه من الناحية الفنية: موقع إلكتروني للاطلاع على النتائج من خلال جدول التصويت وصورة سجلات التصويت الخاصة بالجدول.

هذه هي المرة الأولى في تاريخ فنزويلا التي يتمكن فيها مرشح معارض من الحصول على هذا العدد الكبير من سجلات التصويت. بالنسبة للكثيرين، تمثل هذه حالة احتيال من جانب مادورو، بما في ذلك بالنسبة للمراقبين الدوليين مثل مركز كارتر.

مظاهرات عفوية وقمع متزايد

انتشرت الاحتجاجات بسرعة في العاصمة كاراكاس وفي مناطق أخرى، وخاصة في الأحياء ذات الدخل المنخفض والطبقة العاملة التي تعد معاقل تاريخية للتشافيزية.

بدأ الناس في السير وهم يهتفون ضد مادورو، وقام المحتجون الملثمون بتمزيق ملصقات الحملة المعلقة على الأعمدة والجدران.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Caracas Chronicles (@caracaschron)

كان القمع دائمًا أقوى أداة للحكومة، وتنتشر تقارير عن انتهاكات الشرطة وقمع الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي. أفادت حكومة مادورو عن أكثر من 700 حالة اعتقال، بينما سجلت منظمات حقوق الإنسان 14 حالة وفاة في أول يومين من الاحتجاجات.

كما تم اختطاف شخصيات معارضة رئيسة، حيث سجل المواطنون سيارة كبيرة تأخذ المنسق الوطني لحزب الإرادة الشعبية، فريدي سوبرلانو، وسائقه ونشطاء معارضة آخرين. يزعم حزب الإرداة الشعبية، أنه وفقًا لمصادر قريبة من السلطة، تعرض فريدي سوبرلانو للتعذيب “للاعتراف بمؤامرة كاذبة”.

من المتوقع المزيد من القمع والاعتقالات، حيث يحاول مادورو ضمان فوزه دون إظهار أي دليل على انتصاره المزعوم.