تتعرض اثنتا عشرة مقاطعة على الحدود الشرقية لبنغلاديش لأسوأ فيضانات منذ تسجيل الحوادث، فقد حوصر ملايين من الناس، بلا مأوى ولا طعام، وارتفع عدد الوفيات إلى ٥٢ ضحية.
يهرع المتطوعون من حول البلاد للمناطق المتضررة، بالشاحنات والقوارب المحمولة والقوارب السريعة ومعدات المساعدة، ينقل الكثير الأطعمة الجافة والدواء والمياه الصالحة للشرب والأرز والعدس، في شاحنات مغطاة وحافلات صغيرة، بالإضافة لإسهام عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية براتب يوم لصندوق المساعدة، كما أعلن مشغلي خدمات الهاتف المحمول في البلد بخدمات اتصال وإنترنت مجانية لضحايا الفيضان.
كما يتبرع مواطنون عاديون بالمال والإمدادات للمتطوعين حسب إمكاناتهم، حيث جاء أشخاص من جميع مناحي الحياة من القطاعات العامة والخاصة لمساعدة الضحايا، ووصفته وسائل التواصل الاجتماعي “بنغلاديش المتحدة” لمواجهة الكارثة.
نشر الصحافي مهدي حسن معروف على منصة إكس:
Floods in Bangladesh worsen as 8 rivers surge above danger levels, leaving 5M+ stranded across Cumilla, Feni, Chattogram, Khagrachhari, Noakhali, & Moulvibazar. Power out, roads cutoff, & more rain forecasted. Muhuri & Gomati Rivers at their highest in 40 years. #BangladeshFloods pic.twitter.com/z6hAZ6DjF2
— Mehedi Hasan Marof (@MehediMarof) August 22, 2024
تزداد الفيضانات سوءًا حيث يرتفع مستوى ثمانية أنهار فوق مستوى الخطر، مما ترك خمسة ملايين قد تقطعت بهم السبل في كوميلا وفيني وتشاتوغرام وخاغرتشاري ونوخالي ومولفيبازار، حيث انقطعت الكهرباء وأغلقت الطرق. كذلك يتوقع هطول كثير من الأمطار حيث بلغ ارتفاع أنهار غوماتي لأعلى مستوى له منذ أربعين عامًا.
تعرف بنغلاديش باستجابتها القوية في إدارة الكوارث، وأسس البلد لجانًا لإدارة الكوارث على مستوى الحكومة المحلي ممتدة إلى المراكز النقابية والمحلية، لكن بعد إطاحة رئيس الوزراء الشيخة حسينة في ٥ أغسطس/آب ٢٠٢٤ خلال الانتفاضة، هرب أغلب قادة المحليات المنتميين للنظام المستبد السابق مما أدى لانهيار المنظومة المحلية للحكومة، ونتيجة لذلك، بالرغم من التنبؤات بهطول أمطار كثيفة ووقوع فيضانات مدمرة، لا يوجد تحضير كافي لتخفيف الضرر أو التصدي للأزمة الإنسانية، بينما تعجز الجهود المبذولة من المتطوعين تحت إشراف الحكومة المحلية، يتحد الشعب لمساعدة المتضررين من الفيضانات.
الطلبة في طليعة الجهود
قادت منصة تدعى طلاب ضد التمييز احتجاجات مناهضة للحكومة. في ٢١ أغسطس/آب أعلن اثنان من منسقي التنظيم “جمع حاشد من الإغاثات”، ثم تبعها احتشاد الآلاف من الأشخاص في مركز خدمة الطلاب والمعلمين في جامعة دكا للتبرع بإمدادات الإغاثة. وصل الناس بأعداد كبيرة حاملين إمدادات المساعدة بسيارتهم الشخصية والحافلات العاملة، مع الغاز الطبيعي وعربات الركشة، منهم سلمها باليد.
شاركت المستخدمة جين علام مقطع فيديو لجهود المساعدة في المركز على منصة إكس:
টিএসসিতে গাড়ির লাইন, মানুষের ভীড় প্রত্যেকটা গাড়ি ভর্তি ব্যক্তিগত উদ্যোগে সংগ্রহ করা ত্রাণ। এতো মানুষ ত্রাণ দিতে এসেছে যে ভলান্টিয়াররা রীতিমতো হিমশিম খাচ্ছে ত্রাণ নিতে।
এরা ত্রান নিতে আসে নাই আসছে♥️ এমন বাংলাদেশ-ই তো চাচ্ছি♥️♥️ pic.twitter.com/9Y8U8WpACI— Jane alam (@Janeala68677775) August 23, 2024
يكتظ المركز بالسيارات والأشخاص، تمتلئ كل مركبة بسلل الإغاثة التي جمعتها المبادرات الفردية، حيث أتى كثير من الناس للتطوع، ما جعل المتطوعون يعملون بلا كلل لإدارة تدفق الإمدادات. هذه بنغلاديش الذي نريد رؤيتها.
نشر المستخدم إم صورة على منصة إكس، يظهر فيها الأطفال يتبرعون بالمال المدخر لصندوق المساعدات:
So many little kids donated whatever money they had in their plastic piggy banks.
Location- Relief Collection Booth TSC/DU
Credit: Daniel Afzalur Rahman ( on facebook) #Bangladesh #BangladeshFlood #BangladeshFlood2024 pic.twitter.com/30h8CBQW4B
— M (@meeemion) August 24, 2024
تبرع كثير من الأطفال الصغار بكل ما لديهم من مال يحتفظون بها في حصالاتهم. الموقع- مكتب جمع الإغاثة
جمعت مبادرة حركة الطلاب المناهضة للحكومة في أول أسبوع من الحملة أكثر من ٧٧.٨ مليون تاكا البنجلاديشية (٦٥٠ ألف دولار أمريكي)، بالإضافة لمئات الشاحنات من أجل نقل كم هائل من بضائع المساعدة المتبرع بها.
نشر المستخدم باسم “المتظاهر” على إكس، تشكيل وحدة بين شعب بنجلاديش لمواجهة الكارثة:
The Unity of Bangladeshi People!
This Nation Cannot be Held Down by Anyone.July : They Became United to Step Down ex PM Fascist Hasina.
August : Again United to Help Flood Victims. #Bangladesh #BangladeshFlood #IndiaOut #BoycottIndia #FloodInBangladesh #FloodCrisisBd pic.twitter.com/kvYTnMcEhc— The Protester 𓆝 𓆟 𓆞 𓆝 𓆟 (@TheProtesterBD) August 23, 2024
وحدة شعب بنجلاديش. هذه الأمة لن تخضع أبدًا لأحد. يوليو/تموز: متحدون للإطاحة بالفاشية حسينة رئيسة الوزراء السابقة. أغسطس/آب: اتحدوا مرة أخرى لمساعدة ضحايا الفيضانات.
نشرت الحكومة المؤقتة قوات الجيش لإنقاذ ضحايا الفيضانات، كما وفر الفريق الطبي التابع للجيش المساعدة الطبية.
বন্যা কবলিত এলাকায় উদ্ধার কাজে নেমে পড়েছে বাংলাদেশ সেনাবাহিনী।
We are really proud of Bangladesh Army. pic.twitter.com/7bHe0zFn7z— Md. Sabbir Ahmed (@FmSabbirahmed) August 21, 2024
يقوم الجيش البنغلاديشي بعمليات إنقاذ في المناطق المتضررة بالفيضانات.
غمرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الصور ومقاطع الفيديو للمتطوعين من مناطق عدة للبلد، إلى جانب الجيش والبحرية وخفر السواحل، في الشاحنات والقوارب السريعة والقوارب لإنقاذ من تضرر من الفيضانات.
نشر المستخدمة أنيكا التالي:
এটাই সৌহার্দ্য ও সম্প্রীতির বাংলাদেশ।চট্টগ্রামের হৃদয়বান মানুষ গুলো শত শত বোট নিয়ে এগিয়ে যাচ্ছে ফেনী বন্যা কবলিত এলাকায়। pic.twitter.com/QdiEZaWoAu
— Anika ₐₙgₑₗₑ (ₜₛ)ₒₛ (@anikaos06) August 22, 2024
هذه بنجلاديش المتناغمة والمترابطة، يتوجه المتعاطفون من تشاتوغرام بمئات القوارب إلى مناطق فيني المتضررة بالفيضانات.
بما إن بنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة بها أكثر من ثلاث الآلاف مسجد دعت المؤسسات الدينية الناس لدعم ضحايا الفيضانات في أثناء أوقات الصلاة، كما جمعت كثير من المساجد التبرعات وأبلغت مؤسسة السنة وهي جمعية خيرية بتلقي أكثر من ٢٠٠ مليون تاكا بنغلاديشي (١.٦٧ مليون دولار أمريكي) إسهامـًا للإغاثة من الفيضانات، واسُتخدمت تلك الصناديق لإجراء عمليات الإغاثة في المناطق المتضررة، وبالمثل تبرع ممن يعتنقون الديانة الهندوسية لضحايا الفيضانات من ميزانيات الاحتفالات الدينية الخاصة بهم.
شوهد المتطوعون يتجهون لكل بيت، من باب إلى باب، في مناطق متعددة في البلد لجمع مساعدات الإغاثة. نشر المستخدم “إم دي الأمين ميا” على إكس:
পথে নামলে বোঝা যাচ্ছে,আমরা লালনের মাটিতেই থাকি।বন্যার্ত মানুষের জন্য সহমর্মী মানুষের সাহায্য পৌঁছে দিতে আমরা গান গেয়ে হাঁটছি,আজ দ্বিতীয় দিন।আবার একজন অপরিচিত মানুষ যোগ দিলেন।
মাগুরা – ২৪.০৮.২৪।স্বত্ব: নাফিসা নাওয়ার নিঝুম pic.twitter.com/2yicx1C9y4
— Md Al Amin Mia🇧🇩 🇵🇸🕊 (@Mdalaminmia7890) August 24, 2024
نحن في الطريق، ومن الواضح أننا نعيش في أرض لالون (القديس الصوفي)، ونتغنى بأغنية لولان ونحن نسلم المساعدات للأهالي المتضررين من الفيضانات بدعم من الأفراد المتعاطفين، هذا هو يومنا الثاني وقد انضم غريب آخر، ماجورا
تم عقد حفلة موسيقية خيرية في راجو سكلبتشر في جامعة دكا لجمع الأموال لضحايا الفيضانات، كما صاحب المساهمات المالية جمع أقراض تنقية المياه والأدوية الضرورية والأطعمة الجافة والفوط الصحية، كتب صحافي هندي نافين إس غارويل:
Bands perform in Dhaka to aid Bangladesh's flood-hit people https://t.co/xtp5tWEaQS
— Naveen S Garewal (@naveengarewal) August 24, 2024
تؤدي الفرق الموسيقية عروضًا في دكا من أجل مساعدة المتضررين من الفيضانات.
كذلك تواجه الحيوانات خطرًا كبيرًا نتيجة الفيضانات وأتى الناس من أجل مساعدتهم أيضًا كما نشر المستخدم أجاي جو من الهند:
𝗡𝗼𝘁𝗵𝗶𝗻𝗴 𝗰𝗮𝗻 𝘀𝗲𝗽𝗮𝗿𝗮𝘁𝗲 𝘂𝘀 🙏🏾
Keeping the flood-affected people and animals of Bangladesh in thoughts and prayers. #FloodInBangladesh #SaveBangladesh #BangladeshFlood #Flood #Bangladesh pic.twitter.com/oQYVjX34tX— Ajay Joe (@joedelhi) August 23, 2024
لا يمكن لأحد أن يفرقنا. لا زال التفكير في الأشخاص المتضررين من الفيضان والحيوانات في الأذهان والصلوات.
من أجمل السمات في بنجلاديش هي كيفية عمل الناس لمساعدة بعضهم عند وقوع أي كارثة، ها هو دليل آخر، فيضان هذا العام.
طلبت الحكومة البنغلاديشية دعمًا بميزانية ٣٠٠ مليون دولار من مصرف التنمية الأسيوي، لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة من الفيضانات، كما بدأ محمد يونس كبير مستشاري الحكومة المؤقتة بجمع الأموال من منظمات غير حكومية والمانحين للبلد بما يقدر بميزانية ١٠٠ مليون تاكا بنغلاديشي (٨٣٥،٥٠٠ دولار أمريكي) لإعادة التأهيل بعد الفيضان.