انتقادات تطال صانع الأفلام جوني تو بعد قوله أن هونغ كونغ “مدينة بلا روح”

لقطة شاشة من فيديو “杜琪峯導演專訪:我和香港失去靈魂——人權與自由- BBC News 中文” على قناة BBC الصينية على يوتيوب. مستخدمة بموجب الاستخدام العادل.

نُشِر هذا المقال بقلم كيلي هو  في صحيفة هونغ كونغ فري برس في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وننشر نسخة محررة كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى.

استنكرت صحيفتان، مدعومتان من بكين، في هونغ كونغ صانع الأفلام الحائز على جوائز جوني تو، الذي قال في مقابلة له مع BBC نيوز الصينية، أن المدينة باتت تفتقد حرية التعبير وحقوق الإنسان.

في مقال نشر في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ورد في صحيفة تاكونغ باو، التي تدعمها الحكومة الصينية، أن تو كان “مجحفًا” بحق صناع الأفلام المحليين بتبسيط ضائقة صناعة الأفلام في هونغ كونغ باعتبارها مجرد مسألة سياسية وتصريحه بأن المدينة “بلا روح”.

انتقد مقال بعنوان “يجب أن يحترم جوني تو أفلام هونغ كونغ” تعليقات تو ،الفائز بجوائز أفلام هونغ كونغ ثلاث مرات، خلال مقابلة مدتها 51 دقيقة مع BBC نيوز الصينية بثَّت في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني. للحديث عن مجموعة من المواضيع، منها محنته الإبداعية الأخيرة، و”الخطوط الحمراء” في الصناعة، وسبب رفضه للمشاركة في الأفلام الصينية التي تُعظِّم نظرية بكين.

عند سؤاله عما إذا كان يعمل على أي أفلام مؤخرًا، أجاب تو بأنه يختبر “أفتر مراحل حياته” بسبب “تأثير البيئة المحيطة به”. عندما طُلِب منه توضيح نوعية التأثير الذي يشير إليه، أجاب المخرج: “أظن أن لديك معرفة أفضل”. قال المخرج بالكانتونية:

I have always insisted on filming in Hong Kong. In fact, Hong Kong is very important to me. I think there is no soul now, including [in] myself and Hong Kong.

لطالما أصررت على التصوير في هونغ كونغ. في الواقع، هونغ كونغ ذات أهمية بالغة بالنسبة لي. أعتقد أنها فقدت روحها الآن، وبما في ذلك أنا.

حين سئل عما تفتقده روح هونغ كونغ، أجاب تو “حرية التعبير وحقوق الإنسان”.

طرح المحاور موضوع “مهرجان فريش ويف الدولي” للأفلام القصيرة، مشروع بارز يدعم المواهب الشابة في صناعة الأفلام، الذي خُفِض تمويله العام الماضي من قبل مجلس تطوير الفنون في هونغ كونغ الحكومي. أسس تو المهرجان قبل 19 عامًا لتمويل صناع الأفلام الصاعدين وجعلهُ منصةً لعرض أعمالهم.

رغم خفض التمويل، قال أنه سيواصل دعم المبادرة. أطلع المخرج BBC نيوز الصينية أن تقليص التمويل الحكومي دليل على “انعدام ثقة السلطات بأفراد شعبها”.

كما سُئل المخرج عما إذا كان يعتبر نفسه “صريحًا” مقارنة بغيره من صناع الأفلام المعروفين في هونغ كونغ. ضحك تو وقال:

I think so. In fact, after you asked, I will need to think about whether or not to do interviews in the future.

أظن ذلك. في الحقيقة، بعد سؤالك، سيتعين علي التفكير عما إذا كان يجدر بي القيام بالمقابلات مستقبلًا.

حصدت مقابلة تو أكثر من 820 ألف مشاهدة على يوتيوب في أقل من 4 أيام، مع إعراب العديد من المشاهدين عن احترامهم للمخرج وأشادوا به لقوله “الحقيقة”. لكن أثارت تصريحاته انتقادات الصحف الموالية لبكين، مع حث مقال تاكونغ باو لتو على عدم “تسيّس” قطاع الأفلام. ورد في المقال:

Hong Kong still saw many outstanding drama films released in recent years, including ‘A Guilty Conscience’, ‘In Broad Daylight’, and ‘Time Still Turns the Pages’, which sharply highlighted existing issues in Hong Kong society and offered candid criticism. […] If Hong Kong is truly a society without freedom of speech and human rights, then where do these films come from? Does the Hong Kong presented in the films have no ‘soul’ in the eyes of Johnnie To? His comments are clearly unfair to the film production team and the actors.

ما تزال هونغ كونغ تشهد العديد من الأفلام الدرامية البارزة التي صُدِرت في السنوات الماضية، منها “ضمير مذنب”، و”في وضح النهار”، و”الوقت يواصل تقليب الصفحات”، والتي سلطت الضوء بقوة على قضايا حالية في مجتمع هونغ كونغ ووجهت نقدًا صريحًا. […] إن كانت هونغ كونغ فعلًا مجتمعًا يفتقد حرية التعبير وحقوق الإنسان، فمن أين جاءت هذه الأفلام؟ هل هونغ كونغ التي صورتها الأفلام لا “روح” لها في أعين جوني تو؟ لا ريب في أن تصريحاته مجحفة بحق فِرق إنتاج الأفلام والممثلين. نشرت صحيفة أخرى موالية لبكين، وين وي بو، مقالًا في اليوم نفسه مشيرة إلى أن “العديد من الشخصيات البارزة في صناعة الأفلام في هونغ كونغ”، قالوا أن حرية الإبداع في هونغ كونغ “لم تتغير قط”.

قال المخرج وونغ جينغ للصحيفة أن 90% من أعمال تو السابقة لن تواجه أي قيود إن جرى تصوريها في وقتنا الحاضر. عندما سئل حول العشرة في المئة من المواضيع التي قد يُفرَض عليها تقييد، قال وونغ أنها الأفلام “ذات الطابع الإجرامي أكثر من اللازم”.

منذ سن قانون الأمن القومي المفروض من الصين في يونيو/حزيران 2020، تزايدت التقارير التي تطالب صناع الأفلام بحذف مشاهد من أفلامهم، منها مشهد أظهر حركة المظلات من 2014 لأقل من ثانية.

تخلى بعض المخرجين عن فكرة إصدار أعمالهم في هونغ كونغ بعد تعديل قانون الرقابة على الأفلام في 2021، الذي مكن الحكومة من حظر عرض الأفلام التي تُعدّ مخالفة للأمن القومي.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.