
لقطة من فيلم “Děvčata, nedejte se!” (يا فتيات لا تستسلمن!) لهوجو هاس (على يسار الصورة) على قناة يوتيوب لأرشيف الأفلام التشيكية. نشرت بموجب الاستخدام العادل.
كانت تشيكوسلوفاكيا في ثلاثينات القرن العشرين من أكبر الدول منتجة للأفلام، فقد كانت رمزًا في تطورها من منطقة مستعمرة لأمة جديدة أعادت تعريف هويتها المتعددة. الآن، يتوفر جزءًا من أفضل سينمائيتها مجانًا على قناة يوتيوب جديدة.
عندما تأسست تشيكوسلوفاكيا عام ١٩١٨، بعد تفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية، تعين عليها تحديد رموز جديدة لتشكيل هوية مؤلفة حديثًا من مجموعات عرقية مختلفة وبلغات مختلفة، كما أرادت ظهورها كدولة حديثة ومستقلة، وهذا المرصد الذي أصبحت فيه السينما مرآة التغييرات السريعة التي حولت المجتمع من حصره في أدوار الجنسين إلى سبل الترفية وأسلوب الحياة الحضري للموسيقى، لا سيما بعد إدخال الصوت في الأفلام في بداية الثلاثينيات.
خلال الفترة من ١٩١٨ حتى ١٩٤٠، عندما بدأ الاحتلال النازي للبلاد، أنتجت أستوديوهات تشيكوسلوفاكيا مئات الأفلام التي وصل فيها الممثلون لمنزلة مقدسة، وحققت إنجازات كانت من أكثر المجتمعات الرأسمالية ازدهارًا في أوروبا الوسطى.
حافظت النازية الألمانية على إنتاج الأفلام بما فيها استديوهات باراندوف، التي أسسها جد الرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافيل، لكن في عام ١٩٤٨ قام الشيوعيون بانقلاب وفرضوا أيدلوجيتهم بإنتاجهم أفلامًا واقعية اشتراكية، وحظروا عرض مشاهدة أفلام الثلاثينيات للجمهور – التي تُعدّ “برجوازية ورجعية”- من أدوار السينما والتلفزيون لمدة ٤١ سنة.
لكن، ظهرت أفلام الثلاثينيات مرة أخرى في أوائل التسعينيات، بعد إنهاء الثورة المخملية ١٩٨٩ الحقبة االشيوعية وعرضها على التلفزيون القومي أسبوعيًا.
يمكن لعشاق الأفلام القديمة، الآن، الاستمتاع بمشاهدة مجموعة متنامية من كلاسيكيات الفترة، بفضل قناة يوتيوب أنشاءها محفوظات الفيلم القومي التشيكي (Národní filmový archiv)، حيث يمكن مشاهدة الأفلام مجانًا، كما توفر نصوص باللغة التشيكية، ولا تنحصر تلك الكلاسيكيات على فترة الثلاثينيات فحسب، بل تعرض أفلام الخمسينيات والستينيات، بالإضافة إلى التسعينيات.
من أحد الأفلام المعروضة إنتاج عام ١٩٣٧ للمخرج هوجو هاس “Děvčata, nedejte se!” “يا فتيات لا تستسلمن!”، مثال نموذجي لكوميديا سوء الفهم، ويؤدي أدواره الرئيسية النجمة الكبيرة أدينا ماندلوفا، وهوجو هاس حيث كان ممثلًا أيضًا.

نجمة الأفلام أدينا ماندلوفا ، لقطة من قناة يوتيوب لأرشيف الأفلام التشيكية. نشرت بموجب الاستخدام العادل.
تمثل التصميمات الداخلية والأزياء والموسيقى رمزًا لفترة عرفت باللغة التشيكية باسم “První Republika” (أي الجمهورية الأولى من عام ١٩١٨ إلى ١٩٤٠)، نقيض الجمهورية الاشتراكية اللاحقة بين ١٩٤٨ إلى ١٩٨٩، كذلك تعد جزءًا من الحركة الحالية لإحياء الثقافة العتيقة في مجالات مختلفة للتصميم والموسيقى.