
فيلما بولارد (يسار الصورة) بجانب الكاتبة أوليف سنيور الحائزة على أحدث جائزة للشعر (يمين الصورة) أثناء عرض كتاب عن الشعر للبروفيسور ميرفين موريس في المكتبة القومية بجاميكا في أبريل ٢٠٢٤، الصورة التقطتها إيما لويس وتم النشر بعد الموافقة.
رحلت عن عالمنا التربوية واللغوية والكاتبة والشاعرة المحبوبة فيلما بولارد التي اشتهرت بشغفها بلغة باتوا الجاميكية، وتوفيت في منزلها بكينجستون في ١ فبراير/شباط عن عمر يناهز ٨٧ عامًا، تاركة مجتمع الأدب بالمنطقة مفجوعًا.
ولدت في عام ١٩٣٧في قرية وودسايد الريفية في سانت ماري المكان الذي تأصلت فيه جذور تاريخية تعود إلى حقبة شعب التاينو، حيث كان والدها بولارد مزارعًا وعملت والدتها معلمة في مدرسة، إلى جانب نشأتها برفقة أختها إيرنا برودبر التي أصبحت بعد ذلك أيقونة الأدب والمؤرخة الشعبية. طورا حبهما للفنون الإبداعية نتيجة نشأتهما في بيئة غنية بالتقاليد والمعرفة الفلكلورية.
بدأت بولارد مسيرتها مبكرًا بفوزها جائزة في الشعر في المدرسة الابتدائية في سن السابعة، والتحقت بمدرسة إكسلسيور الثانوية في كينغستون ثم تابعت تعليمها العالي في كلية كانت تسمى في وقتها باسم كلية الجامعة بالجزر الغربية واسمها الحالي هو جامعة الجزر الغربية، ودرست فيها اللغات ثم حصلت على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية من جامعة كولومبيا ودرجة الماجستير في التربية من جامعة ماك غيل وحازت على درجة الدكتوراه في تعليم اللغات في جامعة الجزر الغربية، وعملت لعقود كمحاضر أول في تعليم اللغات في كلية الأداب والتربية في الحرم الجامعي مونا بجامعة الجزر الغربية.
بدأت بولارد كتابتها في مجال الرواية والشعر بداية جدية في منتصف السبعينيات بنشر لها قصائد وقصص في مجلات ومختارات أدبية قومية ودولية، وفازت قصتها القصيرة “كارل” بجائزة كاسا دي لاس الأمريكتين، كما تضمنت منشورات إبداعية أخرى لها منشور “أفضل الفلاسفة الذين أعرفهم لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة” (٢٠٠١)، “المرحلة الأخيرة” (١٩٩٤) و”المرأة المعنية” (١٩٨٩) و “كراون بوينت وأشعار أخرى” الذي يعد أول كتاب شعري لها نشر عام ١٩٨٨، ولها خمس مجموعات شعرية منشورة وثلاث مجموعات للقصص القصيرة.
انصب اهتمام بولارد الرئيسي في اللغات الكريولية لدول الكاريبي الناطقة باللغة الإنجليزية، وهي لغة الأدب الكاريبي وكتابات المرأة الكاريبية، ولقد نشرت كتابًا بعنوان “من لغة الكريولية الجاميكية إلى الإنجليزية المقياسية : دليل للمعلمين ” (١٩٩٤) والكتيب “حديث الخوف: لغة الراستافاري” (١٩٩٤) الذي تم تنقيحه كنسخة كلاسيكية وتم نشره في عام ٢٠٠٠ متضمنًا فصل عن “حديث الخوف في الشتات”.
فيما يلي مقطع مؤثر تأثيرًا عميقًا من قصيدتها “اقطع اللغة! (من أجل ستيفن)” يعكس إجلال بولارد للغة الباتوا ولغات الكريولية الأخرى للمنطقة:
how many learn to spell
but never practise
words
my grandsonyou will be
wordsman
claiming this English
language
other people’s
anguishclaiming our
patwa […]switching easy
when reason calls […]Children across the wall
offend
and you defend
with ‘gwe bwai
no bada wi’didn’t I tell them
everytime
bilingual is the lick?
كم من المرات تعملت تهجئتها لكن أبدًا ما عشتها
إنها الكلمات
يا حفيدي
ستصير
ساحرًا للكلمات
مدعيًا إنها الإنجليزية
بينما تعوى آلام الغير
بصرخة إنها الباتوا […]
يسهل العبور
عندما يدعو لها العقل[…]
الأطفال خلف الجدران
يسيئون
وأنت تجاهر
بكلمات “جو بواي” “نو بادا وي”
ألم أخبرك
دائما
ازدواجية اللغة هي السطوة؟
انتخبت بولارد كعضو فخري في جمعية اللغويات الكاريبية في أغسطس/آب ٢٠٢٢وشغلت بامتياز منصبين كمسئول تنفيذي ومسئول مالي في الجمعية، وعلى الرغم من مناطها تلك الأعمال، لم يقتصرعملها على المجال الأكاديمي، كما واصلت مشاركتها الفعالة بعد تقاعدها ودعمها لكتاب الدول الكاريبي والكتابة في ورش العمل والفعاليات التعليمية بجميع أنواعها.
عبرت آن مارغريت ليم الشاعرة الجاميكية عبر الواتساب عن تقديرها العميق لبولارد:
For me as a younger writer I see Dr. Pollard as quietly, but very physically supportive. She never taught me…but she knows I'm a writer. Knowing that she supported you, and was rooting for you…as a fellow writer, mentor figure. A support, a rock. She was like behind the scenes, watching over me still. When I saw her at events, her support was visible…something I always felt. I see in her that quiet, strong confidence.
بالنسبة لي ككاتبة ناشئة أرى دكتورة بولارد شخصية هادئة لكنها بالفعل حاضرة لدعمك فبالرغم من أنني لم أتعلم على يديها لكنها تعرف أنني كاتبة مع العلم أنها دعمتك وثبتتك ككاتب زميل وشخص مراقب بدعمها الشامخ كانت مثل من يقف خلف الكواليس تراقبني وكنت أراها في الفعاليات بدعمها الواضح ودائما ما كنت أشعر به وأرى فيها الثقة الهادئة والقوية.
كما أكدت الكاتبة المسرحية وكاتبة الدراما الجاميكية داهيلا هاريس على دعم بولارد للكتاب الناشئين على منصة إكس (تويتر سابقًا):
Velma Pollard.. distinguished poet, novelist, and educator. Beyond your storytelling, you were a scholar and a custodian of our language and culture. You helped to shape a generation of thinkers and writers.
Walk good, literary genius. pic.twitter.com/9reWY3S9X8
— Dahlia Harris (@DahliaHarris) February 1, 2025
إن فيلما بولارد… شاعرة ميزة وروائية ومعلمة وبجانب دورك القصصي كنتِ عالمة وراعية للغتنا وثقافتنا، فقد ساعدتِ في تشكيل جيل من المفكرين والكتاب. سيري بخطوات جيدة أيتها الأديبة العبقرية.
تضمنت مقدمتها في “مونولوج بولارد” مختارات من كتابها عن المرأة الكاريبية “اسمها الحقيقي كما هو” ذكرت الكاتبة الجاميكية من أصل كندي باميلا مورديكاي ملحوظة أن “فيلما بولارد اهتمت بالقضايا المتعلقة بالنوع في منطقة الكاريبة التي مازالت محددة بتاريخها لذلك ما زال العرق والطبقات واللون يعرقل محاولة تأمين الكمال النفسي والهدوء الشخصي للفرد وكتابتها كانت بلغة ساخرة يسودها حس الفكاهة الدائم بجانب التصورات أو ما ورائها مهما بلغ بؤسها.
فور معرفة مورديكاي خبر وفاتها صرحت عبر واتساب بكلمات “عاشت حياة أشبه بالكمال واستمعت بها ، كثيرًا ما احتفلت … سافرت كثيرًا وتعرفت على كتاب وأكاديميين آخرين فسيفتقدها مجتمع عريض من الشغوفين بالفلكلور كانت خير صديق سأفتقدها”.
نشرت الشاعرة الجاميكية أوبال بالمر أديسا على فيسبوك:
Velma was a friend, fellow poet and about 2 years ago we were on a panel and she reminded me how we first met over 40 years ago, when as she put it, ‘you was just a little girl, up and coming then.’ Kind and generous, whenever I requested a poem…or her participation in an event she never said no. She was one of the panelists in the Louise Bennett symposium, October 2024…She's in my forthcoming documentary on Mervyn Morris, down to earth, solid and clear, that was Velma Pollard…Will miss you my sister. Sit with the ancestors. Asè.
كانت فيلما صديقة وشاعرة زميلة وكنا معا في لجنة منذ عامين وذكرتني بكيف تقابلنا منذ أكثر من ٤٠ عامًا كما ذكرت “كنتِ مجرد فناة صغيرة وصاعدة ” كانت عطوفة وكريمة كلما طلبت شعرًا… أو مشاركتها في فعالية لم تردني أبداً كانت واحدة من أعضاء ندوة لويز بينيت وفي أكتوبر -تشرين الأول ستكون على شرف وثائقية القادم عن ميرفين موريس وصولاً إلى الأرض صامدة وواضحة هكذا كانت فيلما بولارد سأفتدك يا أختي، ارقدي مع الأسلاف، آمين.
ذكرت الأكاديمية الشابة الحس الفكاهي لبولارد الواقعي وموقفها الشامخ وحضورها الفعلي الحيوي:
She was always our old-age ‘goals!’ We used to say ‘walk out young girl’ whereupon she would stop, turn her head and remind us quite matter-of-factly that she was an accomplished athlete and formidable hurdler! We were witnesses in the later years. We can testify that Lady V's whole frame stood at attention ‘as upright as post’ as they say. She and her pickaxe sharp wit never failed to win admiration and amidst the firm exterior was the gentlest soul, always deferring to the wisdom of her beloved sister Erna Brodber. All the great ones are moving on. And we not reproducing them quite as fast! Velma Pollard has hurdled over to the other side to run with ancestors. So long Lady V. Rest in Power💙💜🤍
لطالما ما كانت قدوتنا لمرحلتنا العمرية الكبيرة فكنا نقول لها ‘انطلقي أيتها الشابة’ حينها تتوقف وتدر رأسها وتذكرنا بأنها في الواقع كانت رياضية وعداءة ماهرة وقافزة حواجز لا تهزم، فكنا شهود عيان في سنواتها الأخيرة ونشهد بأن الإطار الكامل للسيدة فيولا واقفة باعتزاز ‘شامخة كالعمدان'كما يقولون عنها، ولم تخفت أبدًا بذكائها الحاد في إبهارنا فبرغم صلابتها الظاهرة كانت ألطف روح فقد كانت دوما تنسب الحكمة إلى أختها إيرنا برودبر. كل العظماء يرحلون ولايخلفهم أحد إلا بعد أمد طويل، فقد اجتازت العالم الثاني لتركض مع الأسلاف ذهبت بعيدًا يا سيدتي. ارقدي بسلام!
وصف أرشيف الشعر تعبيرات بولارد الإبداعية على النحو التالي:
Forms of utterance…are as central a subject for her as nature – and taken together they form a body of work which reverences things in their place, while advertising their connection with the wider world. It is this paradox that makes her one of the most important Jamaican poets of her generation.
Pollard’s readings [demonstrate] the diversity of her work, spanning themes such as family, religion, ethnicity and nature. At its most characteristic, her writing assumes a distinctly philosophical tone and shows a strong moral consciousness. The melodious and expressive way in which she delivers her poetry allows us to gain a greater understanding of these things: just as her imagination is simultaneously sensual and nervous, so is her reading rich and stringent.
أنماط النطق… بالنسبة لها هو صلب الموضوع كطبيعتها وبمزجها يتم تكوين هيئة العمل الذي يضع الأمور في موضعها بينما يبلغ اتصالها بالعالم الأوسع وتلك هي المفارقة التي تجعلها من أهم الشعراء الجامايكيين لجيلها.
تُظهر قراءات بولارد تنوع عملها الذي يشمل مواضيع مثل الأسرة والدين والعرق والطبيعة ومن أكثر خصائصها تحمل كتابتها نمطًا فلسفيًا مميزًا ويظهر وعيًا أخلاقيًا قويًا، والطريقة اللحنية والمعبرة التي توصل بها أشعارها سمحت لنا بزيادة فهمنا لتلك الأمور فما هو إلا خيالهما الموصل الفوري للإحساس فتجد قراءتها ثرية وصارمة.
أشادت هونر فورد سميث الأستاذة المساعدة بجامعة يورك من أصل جامايكي، بها على فيسبوك بوصفها “جريئة ورائعة” و”ذات القلب الأبيض”، شغلها الشاغل كان تنشئة ورعاية من يخلفها، بالسلامة يا فيلما أتمنى أن يكون طريقك سهلاً هينـًا.
وكذلك على منصة إكس شاركت جريدةالجزر الغربية فيديو:
Velma Pollard reads Edward Baugh's poem “Words” pic.twitter.com/wxzG5XYqkt
— Journal of West Indian Literature (@jwilonline) January 30, 2024
فيلما بولارد وهي تقرأ قصيدة إدوارد بو بعنوان “كلمات”
بينما أحيا مشروع الترجمة الكاريبي الذكرى السنوية العشرين لمجموعة أناسيسم الحياتية المشهورة لبولارد، وهي مجموعة قصص وأساطير فلكلورية عن دول الكاريبي للشباب.
ANANSESEM – ed Velma Pollard.
20th anniversary of the 2nd edition @carlong123.#writing #Caribbean #kidslit pic.twitter.com/1nkmvA6dPB
— The Caribbean Translation Project (@CaribTranslate) August 5, 2022
أناسيسم لفيلما بولارد، الذكرى السنوية العشرين للنسخة الثانية
قد تبدو هيئة فيلما بولارد مريبة لما قد تراه من امرأة طويلة ونحيفة تتفوه بعبارات حادة في بعض الأوقات لكن بشاشتها ومزاحها اللاذع في بعض الأحيان ودفئها فضلاً على شجاعتها وأسلوبها المتعاطف جعلت الكثير يذوبون في حبها، سيشتاق إليها شعب جاميكا من جميع الأعمار اشتياقًا كبيرًا لاسيما الكتاب الشباب، فرحيلها خلف فجوة في السرد الثقافي في جاميكا الذي طالمَا عبرت عنه بأسلوبها العفوي والدافئ.