
لقطةٌ مُقدَّمةٌ من الكرملين (Kremlin.ru)، بموجبِ ترخيصِ المشاعِ الإبداعيِّ 4.0 (CC BY 4.0)، عبرَ ويكيميديا كومنز.
القوائمُ البيضاء للرقابة الروسية على الإنترنت
دأبتِ الحكومةُ الروسيةُ على تقييد شبكةِ (RuNet) لما لا يقلُّ عن عقدٍ من الزمانِ، مُنشِئةً بذلكَ قائمة شاملة بالمواقعِ والمنصَّاتِ الواجب على مُزوِّدي الخدمةِ حجبُها. حدث تطورَ مُغايرَ ومُلفتَ هذا العام؛ حيث استحدثتِ السُّلطاتُ الروسيةُ قائمةَ المواقعِ البيضاءِ، المسموحٌ بدخولها، ليُصبِحَ كلُّ ما سواها مَحجوبًا بشكلٍ افتراضيٍّ عن المُستخدمينَ الروس. صحيحٌ أنَّ هذا الإجراءَ مُخصَّصٌ حاليًا للعملِ فقط عندَ تعطيلِ الإنترنت للهواتف المحمولة، ولكنَّ الخبراءَ مُجْمِعونَ على تمثيله للمستقبلَ القاتمَ الذي ينتظرُ مُستخدمي الشبكةِ في روسيا، مُحوِّلًا البلادَ لنموذجٍ يُحاكي كوريا الشمالية، وشبكةَ الإنترنت إلى شبكةٍ داخليَّةٍ مُقيدة.
يُفترَضُ أنَّ ابتكارَ القوائمِ البيضاءِ هذا مرتبطُ بعمليات قطعِ إنترنت الهواتف المحمولةِ العديدةِ وطويلةِ الأمدِ، التي تشهدُها روسيا أثناء عامِ 2025. الذريعةُ المُعلَنةُ لعملياتِ القطعِ هذهِ هيَ ادعاء استخدام الطائراتِ المسيَّرةَ الأوكرانيةَ التي تستهدفُ البنيةَ التحتيةَ النفطيةَ الروسيةَ للإنترنت المحمولَ لتحديدِ الأهدافِ. وفقًا لقناةِ “نا سفيازي” على تيليغرام، التي تتابعُ عملياتِ قطعِ الإنترنت المحمولةِ يوميًا، سُجِّلَ في 27 سبتمبر/أيلول 2025، على سبيلِ المثالِ إبلاغ 54 منطقةً روسيةً عن حالاتِ قطعِ الإنترنت المحمولةِ. وتطبيقُ القوائمِ البيضاءِ للمواقعِ المتاحةِ في 30 منطقةً من هذهِ المناطقِ، بالتزامنِ معَ قطعِ خدمةِ الإنترنت المحمولةِ.
المصادرُ الإلكترونيةُ المُدرَجةُ في القوائمِ البيضاءِ حصرية لمن تتَّخذُ من روسيا مقرًا لها. في لحظةِ كتابةِ هذا المقالِ، تشملُ هذهِ القوائمُ:
- مواقعُ الحكومةِ الروسيةِ وإدارةِ الرئاسةِ.
- خدماتُ غوسلُوغي: البوابةُ الرسميةُ للحكومةِ الإلكترونيةِ للخدماتِ العامةِ (مثلِ جوازاتِ السفرِ والضرائبِ والرعايةِ الصحيةِ).
- بعضُ الخدماتِ المصرفيةِ عبرَ الإنترنتِ.
- منصَّات التواصلِ الاجتماعيِّ المحلِّيَّتانِ فِي كيه وخدمةُ الرسائلِ ماكس
- منصَّةُ مايل آر يو (مُزوِّدُ البريدِ الإلكترونيِّ ومُجمِّعُ الأخبارِ).
- نظامُ التصويتِ الإلكترونيِّ في الانتخاباتِ الروسيةِ.
- خدماتُ ياندكس: النظامُ البيئيُّ لشركةِ التكنولوجيا الروسيةِ (محركُ البحثِ، الخرائطُ، البريدُ، سياراتُ الأجرةِ، إلخ).منصاتُ التسوقِ الإلكترونيِّ: أوزون ووايلدبيريز (منصاتُ تسوقٍ روسيةٌ كُبرى شبيهةٌ بأمازون).
- مُشغِّلو الشبكاتِ/الاتصالاتِ المحمولةِ.
- أفيتو (موقعُ الإعلاناتِ المُبوَّبةِ الروسيُّ الشهيرُ للبيعِ والشراءِ وتأجيرِ الشققِ والوظائفِ). ياندكس زين (منصَّةُ محتوى ومدوَّناتٍ معَ أخبارٍ ومقالاتٍ مُخصَّصةٍ).
- روتيوب (منصَّةُ استضافةِ الفيديو الروسيةُ المُشابهةُ ليوتيوب).
- الموقعُ الرسميُّ لنظامِ الدفعِ مير (نظامُ بطاقاتِ الدفعِ الوطنيِّ الروسيِّ البديلِ لفيزا وماستركارد).
- كينو بويسك (منصَّةُ الأفلامِ والتلفزيونِ الروسيةُ للبثِّ والتقييماتِ ومعلوماتِ الأفلامِ -الشبيهة لإم دي بِي ونتفليكس معًا).
- مجموعتانِ من أكبرِ متاجرِ السوبرماركت/البقالةِ الروسيةِ.
- تو جي آي إس (خرائطُ رقميةٌ روسيةٌ وخدمةُ دليلِ المدينةِ معَ قوائمِ تفصيليةٍ للأنشطةِ التجاريةِ والملاحةِ- تُشبهُ خرائطَ جوجل مضافًا إليها دليلٌ للأعمالِ).
في الوقتِ الراهنِ، من المُتوقَّعِ تطبيقُ القوائمِ البيضاءِ فقط أثناءَ حالاتِ قطعِ الإنترنت المحمولةِ. لكنَّ بالنظرَ للنطاقِ الواسعِ للخدماتِ التي تُغطِّيها هذهِ القوائمُ، يُشيرُ إلى إمكانية تطبيقها في المستقبل على جميعِ اتصالاتِ الإنترنت في روسيا.
رقابةُ الإنترنت: التحوُّلُ إلى استهداف البنية التحتية في روسيا
بالإضافةِ إلى ذلكَ، أعلنتِ السُّلطاتُ الروسيةُ الحرب على شبكاتِ VPN (الشبكاتِ الخاصةِ الافتراضيةِ): يستخدمونَ التفتيش العميق للحزم (DPI) لتحديدِ وحجبِ العديدِ من بروتوكولاتِ VPN الشائعةِ. بالتوازي معَ ذلكَ، وقَّعَ الرئيسُ الروسيُّ فلاديمير بوتين على أمرٍ تنفيذيٍّ يَحظُرُ الإعلانَ عن خدماتِ VPN في أيِّ مكانٍ في روسيا.
بدأتِ الحكومةُ الروسيةُ مؤخرًا، في حجبِ جميعِ مصادرِ حركةِ البياناتِ. يهدفُ هذا الإجراءُ إلى تمكينِها من تحديدِ ما إذا كانتْ هذهِ الحركةُ عبارةً عن مُكالماتٍ عبرَ الإنترنتِ، أو ألعابٍ، أو بثٍّ، أو حتَّى شبكاتِ VPN.هذا يعني أنَّ الحكومةَ، حتَّى قبلَ التطبيقِ الكاملِ للقوائمِ البيضاءِ، تعزلُ بالفعلِ قنواتِ التواصلِ معَ العالمِ الخارجيِّ عن العديدِ من الأشخاصِ في روسيا، أو على الأقلِّ – في الوقتِ الراهنِ – الاتصالاتِ الصوتيةَ التي تتمُّ عبرَ الإنترنتِ.
في 11 أغسطس/آب 2025، بدأَ المُستخدمونَ الروسُ في الإبلاغِ عن مُشكلاتٍ في مُكالماتِ واتساب وتيليغرام. أصبحتِ الاتصالاتُ غيرَ مُستقرَّةٍ، معَ انقطاعِ جُملٍ كاملةٍ من المُحادثاتِ، ممَّا جعلَ استمرارَها أمرًا شبهَ مُستحيلٍ. الجديرُ بالذكرِ أنَّ استخدامَ شبكاتِ VPN لم يُحسِّنْ من جودةِ المُكالماتِ.
كما كتبَ دينيس ياغودين، المديرُ السابقُ للابتكاراتِ في المُنظَّمةِ الروسيةِ غيرِ الحكوميةِ المُنفيَّةِ تيبليتسا: تكنولوجيا من أجلِ الصالحِ الاجتماعيِّ، في منشورٍ على “لينكد إن” :“هذهِ ليستْ حملاتَ قمعٍ تستهدفُ تطبيقاتٍ بعينِها.”
روسيا لا تستهدفُ هذهِ المنصَّاتِ بشكلٍ فرديٍّ؛ بل تُفكِّكُ البنيةَ التحتيةَ التقنيةَ التي تجعلُ الاتصالاتِ الحُرَّةَ عبرَ الإنترنتِ، بما في ذلكَ المُكالماتُ الصوتيةُ، أمرًا مُمكنًا. باستخدامِ تقنيةِ التفتيشِ العميقِ للحزمِ (DPI)، يتمكَّنُ المُراقبونَ الروسُ من تحديدِ بروتوكولاتِ الصوتِ عبرَ الإنترنتِ (VoIP) وخنقِها بغضِّ النظرِ عن التطبيقِ الذي تستخدمُهُ. إنَّها رقابةٌ على مستوى البروتوكولِ، وليستْ حظرًا على مستوى التطبيقِ.
إنَّ الآليَّاتِ التقنيةَ المُستخدمةَ تتَّسمُ ببساطتِها. يعتمدُ كلُّ تطبيقِ مراسلةٍ – سواءً كانَ واتساب، تيليغرام، سيغنال، أو فايبر – على التكنولوجيا الأساسيةِ ذاتِها لإجراءِ المُكالماتِ الصوتيةِ: بروتوكولاتِ VoIP، وتقنيةِ WebRTC للمُكالماتِ عبرَ المُتصفِّحِ، وتدفُّقاتِ بياناتِ UDP/TCP لنقلِ الصوتِ. يستطيعُ الرَّقيبُ الروسيُّ الآنَ استخدامَ التفتيشِ العميقِ للحُزَمِ (DPI) لمسحِ توقيعاتِ الحُزَمِ وتحديدِ أنماطِ حركةِ بياناتِ VoIP في الوقتِ الفعليِّ. إنَّهم لا يحتاجونَ إلى معرفةِ ما إذا كنتَ تستخدمُ واتساب أو تيليغرام؛ بل يكفيهم التعرُّفُ على إجراء مُكالمةً عبرَ الإنترنتِ وحجبُها على مستوى البروتوكولِ. إنَّ الأمرَ يُشبهُ قطعَ جميعِ خُطوطِ الهاتفِ بدلاً من فصلِ الهواتفِ الفرديةِ.
يخلقُ هذا الوضعُ عاصفةً مُثاليةً للإنكارِ المعقولِ. بينما تطبيقي سيجنال و فايبر محظورانِ بالفعلِ، ويستخدمُ معظمُ الروسِ أساسًا واتساب و تيليغرام لإجراءِ المُكالماتِ، فإنَّ الجمهورَ الأوسعَ يفترضُ أنَّ هذهِ التطبيقاتِ المُحدَّدةِ هيَ المُستهدَفةُ. في غضونِ ذلكَ، تظلُّ الضحيةُ الحقيقيةُ هيَ القدرةُ الأساسيةُ على إجراءِ مُكالماتٍ صوتيةٍ مجانيةٍ إلى أيِّ مكانٍ في العالمِ. إنَّ ما يبدو وكأنَّهُ رقابةٌ تستهدفُ تطبيقاتٍ بعينِها هوَ في الحقيقةِ سيطرةٌ على مستوى البنيةِ التحتيةِ — وهيَ خُطَّةُ عملٍ تدرسُها الحكوماتُ الأخرى باهتمامٍ.
تطبيقُ مراسلةٍ وطنيٌّ يخضعُ لرقابةِ السُّلطاتِ.
إنَّ تطبيقَ المراسلةِ الوطنيَّ، الذي طوَّرتْهُ منصَّةُ التواصلِ الاجتماعيِّ المحليةُ “في كيه” التابعةُ للدولةِ، اكتسبَ فورًا سمعةَ آلةَ مُراقبةٍ تحتفظُ بجميعِ رسائلِ المستخدمِ ومُكالماتهِ وبحثهِ، وتُسلِّمُها بشكلٍ حُرٍّ إلى السُّلطاتِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، فإنَّ تطبيقَ “ماكس”، كما يُسمَّى تطبيق المراسلة الجديدُ، لن يعملَ في الوقتِ الراهنِ إلَّا معَ بطاقاتِ SIM الروسيةِ أو البيلاروسيةِ، ممَّا يعني أنَّ المُقيمينَ في الخارجِ لن يتمكَّنوا من استخدامِهِ. حتى لو تمكَّنَ الروسُ الذين هاجروا بأعدادٍ هائلةٍ بعدَ الغزوِ الشاملِ لأوكرانيا (وبعضُهم قبلَ ذلكَ) من الحصولِ على بطاقةِ SIM روسيةٍ، هناكَ مُبادرةٌ جديدةٌ من “روسكومنادزور” تهدفُ إلى حجبِ المُكالماتِ الصادرةِ من بطاقاتِ SIM الروسيةِ المُحمولة أو بطاقاتِ SIM الأجنبيةِ، وعلى تطبيقاتِ المراسلةِ الأخرى، إضافةً إلى المُكالماتِ الخلويةِ العاديةِ.
على الرغمِ من كلِّ ذلك، فإنَّ تطبيقَ “ماكس” مُتاحٌ حاليًا في كلٍّ من متجرَي جوجل بلاي و آب ستور داخلَ روسيا.

لقطةِ شاشةٍ لتطبيقِ ماكس في متجرِ جوجل بلاي في روسيا، الاستخدام العادل
مزيدٌ من الهجومِ على مُنشئي المُحتوى في منصَّتَيْ إنستغرام وفيسبوك
يُعَدُّ أحدُ القوانينِ الأخيرةِ التي دخلتْ حيِّزَ التنفيذِ هذا الخريفِ، حَظْرَ أيِّ نوعٍ من الإعلاناتِ على منصَّتي فيسبوك وإنستغرام في روسيا. ويأتي هذا بعدَ أنْ أُعلِنَتْ شركةُ “ميتا” كمنظَّمةً مُتطرِّفةً، وحُجِبَتْ في ربيعِ عامِ 2022. معَ ذلكَ، ظلَّ إنستغرام منصَّةً شهيرةً للمُدوِّنينَ غيرِ المُسيَّسينَ، الذين استمرُّوا في التعاونِ معَ العلاماتِ التجاريةِ ووكالاتِ الإعلانِ. وفقًا للرابطةِ الروسيةِ لوكالاتِ الاتصالاتِ (AKAR)، فقد بلغَ حجمُ سوقِ المُدوِّنينَ على إنستغرام وحدَهُ نحو 11.5 مليارَ روبلٍ روسيٍّ (ما يُعادلُ حوالي 130 مليونَ دولارٍ أمريكيٍّ) في عامِ 2024.
التسلسلُ الزمنيُّ لرقابةِ الإنترنتِ في روسيا
وفقًا لمنفذِ الأخبارِ المُعارِضِ على الإنترنت “ميدوزا”، فإنَّ التسلسلَ الزمنيَّ الموجزَ وغيرَ الكاملِ لأهمِّ إجراءاتِ رقابةِ الإنترنتِ التي اتخذتْها الحكومةُ الروسيةُ يبدأُ في عامِ 2015.
- كانتْ أولى الضحايا الكُبرى لإجراءاتِ الرقابةِ واسعةِ النطاقِ تلكَ المُتعلِّقةُ بحقوقِ النشرِ (وهو ما يُشبهُ طريقةَ تعامُلِ الدولِ الغربيةِ معَ تنظيمِ المنصَّاتِ، حيثُ كانتْ حقوقُ النشرِ أولَ سببٍ لتعديلِ المحتوى أيضاً). شَهِدَ عامُ 2015 حَجْبَ رو تراكر، متتبِّعِ التورنت الأوسعِ انتشارًا في روسيا، والمكتبةِ الإلكترونيةِ الأكبرِ فليبَستَا.
- كانتْ منصَّةُ التواصلِ الاجتماعيِّ الأجنبيةُ الأولى التي حُجِبَتْ في روسيا هيَ “لينكد إن” عام 2016. كانَ السببُ الرسميُّ هوَ عدمُ التزامِ المنصَّةِ بتخزينِ بياناتِ المستخدمينَ داخلَ الأراضي الروسيةِ. معَ ذلكَ، لم يكنْ لدى “لينكد إن” عددٌ كبيرٌ من المُستخدمينَ الروسِ (حوالي 6 ملايينَ فقط في عام 2016)، ولذا مرَّ هذا الحجبُ دون أن يلتفتَ إليهِ أحدٌ تقريبًا.
- في عامِ 2018، حاولتِ الحكومةُ [الروسيةُ] حجبَ تطبيقِ المراسلةِ “تيليغرام” ونجحتْ في ذلكَ بشكلٍ جزئيٍّ فقط. لكنْ عامِ 2020، رفعتِ السُّلطاتُ الحظرَ عنهُ، مُدَّعيةً أنَّ “تيليغرام” أصبحَ مستعدًا لمُكافحةِ “الإرهابِ والتطرُّفِ”.
- شَهِدَ عامُ 2021 حملةَ قمعٍ حكوميةٍ استهدفتْ متصفِّحَ تور (وهو أداةٌ شائعةٌ لإخفاءِ الهويَّةِ)، كما بدأتِ السُّلطاتُ في حجبِ خدماتِ الشبكاتِ الخاصةِ الافتراضيةِ (VPN)، التي حُظِرَ عشراتُ منها لاحقًا.
- بعدَ بدءِ الغزوِ الشاملِ لأوكرانيا في عامِ 2022، صعَّدتِ الحكومةُ [الروسيةُ] من إجراءاتِها وبدأتْ في حجبِ المزيدِ من المصادرِ والمنصَّاتِ على الإنترنتِ، مستخدمةً ذريعةَ الرقابةِ في زمنِ الحربِ.
- في عامِ 2022، حَجَبَتِ السُّلطاتُ الروسيةُ فيسبوك وإنستغرام، كما حَجَبَتْ تويتر بشكلٍ كاملٍ (بعدَ أنْ كانَ قد أُبطِئَ سابقًا). شملَ الحظرُ أيضًا Chess.com (أكبرَ منصَّةٍ للشطرنجِ عبرَ الإنترنتِ) وباتريون (منصَّةَ الاشتراكاتِ لدعمِ مُنشئي المُحتوى) وGoogle News (معَ الإبقاءِ على محرِّكِ بحثِ جوجل)، ومُعظمَ المواقعِ الإعلاميةِ الروسيةِ المُستقلةِ.
- انطلقتِ المرحلةُ اللاحقةُ بينَ عامَيْ 2024 و 2025، حيث شَهِدتْ حجبَ الحكومة تطبيقاتِ فايبر وديسكورد وسيغنال (تطبيق مراسلة مشهورٌ بكونهِ آمنًا)، وبدءَ الحجبِ الجزئيِّ لتطبيقي واتساب وتيليغرام. كما أصبحَ يوتيوب متعذِّرَ الوصولِ إليهِ عمليًا، وتمَّ حجبُ موقعِ فيكبوك (أكبرُ موقعٍ روسيٍّ لأدبِ الخيالِ المُلهَمِ).
- في عام 2025، تعرَّضتِ المواقعُ التي تستخدمُ خدمةَ كلاود فلير – وهيَ خدمةٌ تُساعدُ في تجاوزِ الرقابةِ دونَ الحاجةِ لشبكاتِ VPN – إلى تعطيلٍ كبيرٍ.
- في صيفِ عامِ 2025، أُعلِنَ عن حظرٍ شاملٍ لتطبيقِ “واتساب” على مستوى البلادِ، معَ وجودِ خُططٍ لدى السُّلطاتِ لاستبدالِهِ بتطبيقِ مراسلةٍ وطنيٍّ.
- ميخائيل كليماريف لا يشكُّ في أنَّ تطبيقَ “تيليغرام” سيتعرَّضُ للحجبِ أيضًا في المستقبلِ القريبِ.
تتجه روسيا، بل تهرولُ، نحو بناءِ “شبكةٍ داخليَّةٍ مُسيَّجةٍ” (Inside-net). لم يعدِ الأمرُ مقتصرًا على حجبِ الوصولِ إلى الأخبارِ والمعلوماتِ فحسب، بل إنَّ حتى التواصلَ الشخصيَّ معَ المقيمينَ في الخارجِ يتقلَّصُ يومًا بعدَ يومٍ.يُعربُ كليماريف عن خشيتِهِ من أنَّ حجبَ “تيليغرام” سيجعلُ مهمةَ إعلامِ الناسِ في روسيا بخدماتِ VPN التي يُقدِّمُها هوَ وناشطونَ آخرونَ أكثرَ صعوبةً.تعملُ وسائلُ الإعلامِ المُعارِضةِ، والمهاجرونَ المُلمُّونَ بالتكنولوجيا، والمُنظَّماتُ غيرُ الحكوميةِ، على بيعِ أو تقديمِ إمكانيةِ الوصولِ إلى شبكاتِ VPN أصغرَ تعتمدُ على بروتوكولاتٍ غيرِ معروفةٍ ومُوزَّعةٍ على مئاتِ الخوادمِ. تُشكِّلُ هذهِ الجهودُ “لعبةَ قطٍّ وفارٍ” معَ السُّلطاتِ الروسيةِ، التي تقومُ بشكلٍ دوريٍّ باكتشافِ وحجبِ شبكاتِ VPN هذهِ أيضًا. ورغمَ ذلكَ، فإنَّ هذا الأسلوبَ لا يزالُ ناجحًا – في الوقتِ الراهنِ. لكنْ، إذا قرَّرتِ الحكومةُ الروسيةُ أخيرًا تحويلَ البلادِ إلى نموذجٍ يُحاكي كوريا الشماليةِ، فستُصبِحُ شبكاتُ VPN عاجزةً وعديمةَ الجدوى.








