
الكرة النارية عبر canva pro.
في كل عام يجذب الفائزون بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة اهتمامًا كبيرًا بمنطقة الكاريبي، وليس فقط لأن سكانها يستمتعون بالقصص المُروية جيدًا. فقد حقق العديد من الفائزين الإقليميين، والعامين بالجائزة مسيرةً كتابيةً مزدهرة، ومنهم: ديانا ماكولاي، وكيفن جاريد حسين، وباربرا جينكينز، وشارون ميلار، وإنغريد بيرسود، ولعل أبرزهم إيرل لوفليس، “العملاق الأدبي” المكرم مؤخرًا في افتتاح مهرجان بوكاس الأدبي لعام 2025، العام نفسه الذي احتفل فيه بعيد ميلاده التسعين.
تجذب جائزة الكومنولث للقصة القصيرة (التي تسعى إلى جمع أفضل الأعمال الخيالية غير المنشورة) عادة بين 6000، و7000 مشاركة لكن طبعة عام 2025 شهدت “رقمًا قياسيًا” بلغ 7920 مشاركة من جميع البلدان المؤهلة البالغ عددها 56 دولة في الكومنولث تقريبًا، مما يسلط الضوء على الحماس المتزايد لهذه الجائزة الأدبية المرموقة التي تظل واحدة من أكثر السبل الواعدة التي تمكن الكُتاب الكاريبيين الناشئين الحصول على اعتراف دولي.
أُعلنت القائمة المختصرة في 15 أبريل/نيسان، وضمت كُتّابًا من جميع الأعمار من 18 دولة من دول الكومنولث بما في ذلك (ولأول مرة على الإطلاق) أنتيغوا، وبربودا، وسانت لوسيا. باستثناء واحد وهو أن يكون لم يسبق لأيٍّ من كُتّاب هذا العام أن رُشّح للقائمة المختصرة من قبل.
تم الكشف عن الفائزين الإقليميين -واحد من كل منطقة من المناطق الخمس في الكومنولث- في 14 مايو/أيار، حيث تصدر سوبراج سينج من غيانا منطقة البحر الكاريبي بكتابه “هروب مارغوت”، وهي قصة عن أم جديدة “تغامر في الليل لحماية طفلها من مخلوق متعطش للدماء”.
ووصفت الكاتبة ليزا ألين أجوستيني (إحدى الحكام المشاركين في منطقة البحر الكاريب) المشاركة الإقليمية الفائزة بأنها “قصة اندفاع أم لاهثة عبر المناظر الطبيعية في غيانا في محاولة للتغلب على أول “هيج” التي كانت تهاجم ابنها الرضيع”.
يُعرف “أول هيج”( كما تُسمى هذه الشخصية في التراث الشعبي في غيانا) باسم “السوكويانت” مصاص الدماء في أجزاء أخرى من الكاريبي. حتى أن هذه الشخصية ألهمت الكاتب الغياني مارك ماكوات لكتابة قصيدة تحمل نفس الاسم، ولا تزال تُدرّس في مناهج الأدب في المدارس الثانوية الإقليمية.
في قصة سينغ تسعى مارغو (الأم الجديدة اليائسة) إلى التغلب على هذا المخلوق باستغلال نقاط ضعفه، مستعيدةً قوتها في هذه العملية. تختار مارغو ليلة عيد الاستقلال الأول لغيانا لمواجهة أول هيج، في الوقت الذي يغادر فيه المستعمرون البيض البلاد بعد أجيال من الإجلاء، والاستغلال.
بأسلوبٍ آسر(وكأن الرواية تُجسّد التقدم المُصمّم لمهمة مارغو) “كُتبت مُعظم القصة في جملةٍ واحدة، تُشعّ كضوء كرة نار أول هيج”. يصف ألين-أغوستيني العمل بأنه “رائع”، و”مُثير للعواطف”، و”حافلٌ بالإثارة” إذ “يكشف عن الطبيعة المُصاصة للدماء للنظام الاستعماري”.
يقول سينغ نفسه (في وصفه للعمل بأنه “كاريبي أصيل”) إنه في الأساس “قصة عن العائلة – سواء كانت عائلة بيولوجية، أو عائلة وجدتها – ودورها في خلق مساحة من الأمان، والسند في أوقات الشدائد العظيمة”.
وفقًا لكريتيكا باندي (الفائزة الشاملة في عام 2020) فإن جائزة الكومنولث للقصة القصيرة ضرورية “للكُتاب الذين يتحدون الهيمنة المستمرة للأدب الأوروبي المركزي ويعتبرون أعمالهم عالمية بقدر ما هي محلية”.
ترأست لجنة التحكيم لهذا العام الكاتبة، والمخرجة السينمائية فيلسوني هيرينيكو التي أشارت إلى أن “القصة الرائعة تُحرك مشاعرنا، وتدفعنا إلى التفكير، وأحيانًا تُغيرنا. تتألف هذه القائمة المختصرة من قراءات ذات صلة، وحيوية، وأساسية، وتضم أفضل 25 قصة من بين ما يقرب من 8000 مشاركة. تُبرز هذه القصص معًا أهمية استمرار دعم، وتشجيع القصص القصيرة”.
تجدون مشاركة سينغ هنا. سيتم الإعلان عن الفائز النهائي في مسابقة هذا العام في 25 يونيو/حزيران خلال حفل توزيع جوائز الكومنولث للقصة القصيرة.






