
تدفَّقت البُقعةُ النفطيَّةُ معَ تيارِ النهرِ لمسافةِ تزيدُ عن 80 كيلومتر حتى وصولِها إلى المحيطِ الهادئِ، حيثُ خلَّفت تلوُّثًا شديدًا في ما لا يقلُّ عن تسعة شواطئَ. الصورة: جامعةُ بونتيفيسيا كاتوليكا مقرُّ إسميرالداس (PUCESE)، وتُستخدمُ بإذنٍ منها.
هذه القصَّةُ جزءٌ من سلسلةِ “المُدافعينَ البيئيِّينَ”، التي تُنشَرُ بالاشتراكِ بينَ مكتبِ أميركا اللاتينيةِ وجلوبال فويسز . تُرجمَتْ من اللغةِ الإسبانيَّةِ من قبل بيوتر كوزاك
في البدايةِ، ضربَتْهم الرَّائحةُ، كنذيرٍ سيء لا يريدُ أحدٌ الاعترافَ بهِ. كانَ أليخاندرو بوني، قائدٌ مُجتمعيٌّ في منطقةِ إل روتو بإسميرالداس، يلعبُ كرةَ القدمِ عندما اندفعَ نحوهُ فرانكلين أوباندو وجارٌ لهُ من قريةِ شوكابل وهما يُطلقانِ هديرَ درَّاجةٍ ناريَّةٍ. وصاحا “ألا تشُمُّونَ رائحةَ الدِّيزل؟”
كانَ الوقتُ حواليَ الثامنةِ والنِّصفِ مساءً، عندما شقُّوا طريقَهم نزولاً إلى نهرِ كابلي وتجمَّدوا فَجأةً عندَ المَنظرِ: كانَتِ المياهُ قاحلة السواد. قفزوا مُجدَّداً على الدَّراجةِ النَّاريةِ، وقَطَعَ ضوءُ الكشَّافِ الظَّلامَ، وتتبَّعُوا مَسارَ النَّهرِ.عندَما مَرُّوا بِمُستوطنةِ إل أشيوتي، اشتبهوا في أنَّ الأمرَ كلَّهُ قد جاءَ من بالوعة قديمةٍ، مَعروفةٍ بانهياراتِها الأرضيَّةِ. وعندما وصلوا إليها، زالَ الشَّكُ.
وقفَ صاحبُ مَزرعةٍ مُجاوِرةٍ مُستغرِقاً في الصَّمتِ، وعَيناهُ مُعلَّقتانِ على المَنظرِ الذي أمامهُ. يتذكَّرُ بوني قائلاً: ‘مِن خطِّ الأنابيبِ المُتفجِّرِ، انطلقتْ نافورةٌ بتروليَّةٌ بارتفاعِ سبعةَ عَشرَ مِترًا تقريبًا في السَّماءِ’. كانَ ذلكَ في آذار/مارس 2025.
على بُعدِ خمسَ عشرةَ دقيقةً فقط من مكان التسرب في مُقاطعةِ كوينينديه، بدأتْ أولى التقاريرِ حولَ التسرب تصلُ إلى النَّاسِ. عَلِمَتْ ماريا خوسيه باتشو، وهي ناشطةٌ بيئيَّةٌ، بالأمرِ ليسَ فقط عبرَ وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ، بل أيضًا بسببِ الوصولِ المُفاجئِ للعَديدِ من العائلاتِ المُفزُوعةِ.
كانَ النَّاسُ يَفِدونَ من منطقةِ إل روتو، حيثُ كانَ النَّهرُ متصبغ باللون الأسود . لم يَمضِ وقتٌ طويلٌ حتى تحوَّلَ مَجرى المياهِ ذاتُهُ، معَ رافِدَي فيشيه وكابلي، إلى مَجرى مُفتقِرٍ للأكسجينِ بالكاملِ، مما أدَّى إلى الموتِ الفوريِّ للأسماكِ والحياةِ المائيَّةِ الأخرى. شَرَحُوا قائلينَ: “شعرنا بإحساسٍ حارقٍ في صُدورِنا، فاسرعنا لِنرى ما يحدثُ”.

تدفَّقَت البُقعةُ النفطيَّةُ معَ التيارِ لمسافةِ تزيدُ عن ثمانين كيلومترًا حتى وصولِها إلى المحيطِ الهادئِ، حيثُ خلَّفت تلوُّثًا شديدًا في تسعةِ شواطئَ على الأقل. الصورة: جامعةُ PUCESE، تُستخدَمُ بإذنٍ منها.
وصلَت حوالي عشرِ عائلاتٍ إلى كوينينديه في تلكَ الليلةِ ذاتِها، لا تحملُ معها سوى حقائبَ الظهرِ. كانت علاماتُ الخوفِ والقلقِ المُضني مُرتسمةً على وجوهِهم، يساورُهم الشكُّ حولَ ما إذا كانتِ المياهُ التي يعتمدونَ عليها في كلِّ شيءٍ — الغسيلِ، الطبخِ، الشربِ — لا تزالُ صالحةً للاستخدامِ.
عَكَسَ عدمُ اليقينِ لديهم حجمَ التسرب: فقد تدفَّقَتِ البُقعةُ النفطيَّةُ معَ التيارِ لأكثرَ من ثمانينَ كيلومترًا وصولًا إلى المحيطِ الهادئِ، حيثُ لوَّثَتْ بِشدَّةٍ ما لا يقلُّ عن تسعةِ شواطئَ، اضطُرَّتْ ثلاثةٌ منها للإغلاقِ أمامَ الجمهورِ بسببِ الكَمِّ الهائلِ من النفطِ الخامِ.علَّقَت باتشو قائلةً: “لم يسبقْ لهم أنْ رأوا شيئاً كهذا من قبلُ”. انتشرَ عدمُ اليقينِ، مثلُ النفطِ ذاتِهِ، بسرعةٍ.
لأكثرَ من خمسينَ عامًا، تَرَكَ خطُّ الأنابيبِ الذي يَشُقُّ الإكوادورَ نُدوبًا عميقةً على إسميرالداس. باستثناءِ تسرب يومِ 13 آذار/مارس هذا، تسرب أكثرَ من 138 ألف بَرميلٍ نفطِ خامِ في المُقاطعةِ بشكلٍ عَرَضيٍّ داخل المحافظة.
في عام 1998، شهدَ مرفأُ بالاو البحريُّ — ميناءُ في إسميرالداس يصَدَّرُ جزءٌ من نفطِ الإكوادور — واحدةً من أسوأِ الكوارثِ البيئيَّةِ في البلادِ، عندما تسرَّبَ حوالي 44 ألف بَرميلٍ إلى المياهِ الساحليةِ المُحيطةِ. يحتوي البَرميلُ الواحدُ على ما يقربُ من 160 لترًا من النفطِ.
معَ ذلكَ، مرَّةً أخرى، تأخَّرَتِ الأرقامُ الحقيقيَّةُ في الظُّهورِ هذا العامَ. فقد أعلنَ وزيرُ الطاقةِ في البدايةِ تسرب 4,000 بَرميلٍ. في وقتٍ لاحقٍ، اعترفَتْ شركةُ بتروإكوادور بأنَّ الكمِّيَّةَ كانت أقربَ إلى 25 ألف بَرميلٍ. بعدَ ذلكَ، أُعيدَ تعديلُ الأرقامِ الرسميَّةِ، لكنَّ بذرةَ الرِّيبةِ كانَتْ قد زُرعَتْ بالفعلِ. إنَّ حجمَ الكارثةِ — والتَّأخيرَ في الاعترافِ بهِ — رسَّخَ مكانةَ إسميرالداس كثالثِ أكثرِ مُقاطعةٍ مُتضرِّرةٍ من انفجار خطوطِ الأنابيبِ.
أقرَّ تقريرٌ لاحقٌ صادرٌ عن الأممِ المُتَّحِدةِ بأنَّ أكثرَ من 300 هكتارٍ من الأراضي الزراعيَّةِ قد تضرَّرتْ، وفُقِدَ حوالي 60 هكتار منها بالكاملِ، وأنَّ أكثرَ من 4500 صيادٍ شاهدوا مَصدرَ دخلِهم الرئيسيَّ يختفي.

في المُجملِ، وباستثناءِ تسريب يومِ 13 آذار/مارس 2025، فقد تسرَّبَ أكثرُ من 138 ألف برميل نفط في هذهِ المُقاطعةِ وحدها. الصورة: جامعةُ PUCESE، تُستخدَمُ بإذنٍ منها.
في اجتماعٍ عامٍّ عُقِدَ لمناقشةِ التسرب ، أصرَّ بوني على حدوثِ انهيارٍ أرضيٍّ ، وهو ما أكَّدَتْهُ لاحقاً شركةُ بتروإكوادور.
بعدَ يومينِ فقط من الحادثةِ، في الخامسِ عشرَ من آذار/مارس، أشارَ الرئيسُ دانيال نوبوا للتسرب النفطيِّ على حسابِهِ على (إكس) ، مُعلِناً أنَّهُ سيُصدرُ أوامرَهُ لشركةِ النفطِ الحكوميَّةِ بتحمُّلِ المسؤوليَّةِ الكاملةِ فيما يتعلَّقُ بالتَّنظيفِ البيئيِّ والتَّعويضِ لِلعائلاتِ المُتضرِّرةِ.
الشبكات تتحد
تأسَّسَت “أنقِذُوا إسميرالداس”، شبكةٌ محليَّةٌ من المُدافعينَ البيئيِّينَ الذينَ استجابوا للكارثةِ، قبلَ أشهرٍ قليلةٍ فقط، في كانونَ الأول/ديسمبر 2024، في أعقابِ واحدةٍ من أكثرِ الجرائمِ صدمة خلالَ السنواتِ الأخيرةِ. في خِضَمِّ “حالةِ النِّزاعِ المُسلَّحِ الدَّاخليِّ” المُعلَنةِ خِلالَ الولايةِ الأولى للرئيسِ المُعادِ انتخابُهُ حديثاً دانيال نوبوا، احتُجِزَ أربعةُ شبَّانٍ أفارقةٍ إكوادوريينَ، شُوهِدُوا لآخرِ مرَّةٍ في حيِّ لاس مالفيناس جنوبيَّ غواياكيل، بواسطةِ دوريَّةٍ للقوَّاتِ المُسلَّحةِ.
بعدَ ما يزيدُ قليلاً عن ثلاثةِ أسابيعَ، عُثِرَ على الجثثِ المُتفحِّمةِ لِلمُراهقينَ، تحملُ علاماتٍ واضحةً للتعذيبِ. اجتاحَ الغضبُ البلادَ، ولكنَّهُ كانَ أكثرَ عُمقًا في إسميرالداس: هؤلاءِ الشَّبابُ كانَ يمكنُ أنْ يكونوا أطفالَهم.
أثارَ الإفلاتُ من العقابِ شعورًا بالإلحاحِ. استجابةً لذلكَ، شكَّلتْ أربعُ مجموعاتٍ — هي إسميرالداس الحُرَّةُ، ومؤسسةُ سوموس، وكوفيزميه ، وأفرو ريد — تحالفًا غيرَ هَرَمِيٍّ .لم يكنْ لديهم أيُّ تمويلٍ، ولكنْ كانَ يدفعُهم شعورٌ جماعيٌّ بالإرهاقِ وحبٌّ عميقٌ لِأرضٍ تخضعُ باستمرارٍ لِلحصارِ.
بمُجرَّدِ وقوعِ التسرب النفطي في 13 آذار/مارس، لم تنتظرِ الشبكةُ التأكيدَ الرسميَّ؛ بل فتحَتْ سبعةَ مراكزَ لجمعِ التبرُّعاتِ في مُدنٍ شملتْ ريوبامبا، وكوينكا، وإسميرالداس، وكوينينديه، وكيتو. تتذكَّرُ جوفانا بوزو، مُنسِّقةُ مجموعةِ “إسميرالداس الحُرَّةُ”، أنَّها شاهدَتْ شاحنةً حمولتُها 24 طن تنطلقُ من ريوبامبا مُحمَّلةً بالمياهِ والإمداداتِ والمُرشِّحاتِ.
كانت كلُّ حُمولةِ شاحنةٍ هي ثمرةَ روابطَ نُسِجَتْ قبلَ وقتٍ طويلٍ — مُعلِّمونَ، ومُترجِمونَ، ومُديرونَ ثقافيُّونَ، وجيرانٌ قدَّموا بيوتَهم، وطاقتَهم، ووقتَهم لِمُساعدةِ مَن هم في أمسِّ الحاجةِ إليها. لم تقتصرْ جُهودُهم على دعمِ العائلاتِ النَّازحةِ فحسب، بل دافعَتْ أيضًا عن أصلٍ مُجتمعيٍّ أساسيٍّ يواجهُ تهديدًا خطيرًا: الماءَ. أوضحتْ بوزو: “نحنُ شبَّاب نبذلُ قصارى جُهدِنا بأقلِّ المواردِ المتاحةِ”.
انطلقت إحدى هذهِ الشَّبكاتِ لِلعملِ في بلدةِ كوينينديه، حيثُ حوَّلَتْ باتشو، التي تُعرِّفُ نفسَها بأنَّها مُنحدرةٌ من أصولٍ أفريقيَّةٍ، مركزَها الفنِّيَّ إلى نُقطةِ تَجمُّعٍ نابضةٍ بِالمُقاوَمةِ والتَّضامُنِ الجَماعيِّ. هُناك، استقبلَتْ التَّبرُّعاتِ، وقامَتْ بالتَّنسيقِ لتوزيعِها معَ مُتطوِّعينَ آخرينَ. انطلقَتْ شاحنتانِ صاخبتانِ مُحمَّلتانِ بالمياهِ المُعبَّأةِ، ومَناديلِ الحِمَّامِ ومُستلزماتِ النَّظافةِ، والأرزِّ، والمِلحِ، وغيرِها، باتجاهِ المناطقِ المُتضرِّرةِ، حيثُ كانَتِ العديدُ من المُجتمعاتِ لا تزالُ تنتظرُ المُساعدةَ الحُكوميَّةَ.”شَرَحَتْ باتشو قائلةً: “لم يَعدِ النَّهرُ صالحًا للغسيلِ أو الطبخِ. لقد ماتَ.”
View this post on Instagram
تجاوزتِ المساعداتُ بكثيرٍ الإمداداتِ الأساسيَّةَ — فقد نُصِّبتْ موزِّعاتُ مياهٍ في المدارسِ الريفيَّةِ، لِتكونَ شرايينَ حياةٍ للأطفالِ والكبارِ وكبارِ السنِّ على حدٍّ سواءٍ — وقد أُنجِزَ العملُ دونَ أيِّ ضَجَّةٍ ، ولكنْ على نِطاقٍ لافتٍ لِلنَّظرِ.
في المُجملِ، أُرسِلَتْ خمسُ شحناتٍ رئيسيَّةٍ إلى منطقةِ الكارثةِ، معَ عملياتِ تسليمٍ مُتعدِّدةٍ في جميعِ أنحاءِ إسميرالداس وكوينينديه. يتَّفقُ النُّشطاءُ كون هذا الجهد مُوجَّهًا بِسُلوكِ الاهتمامِ والوحدةِ. لم يكنْ هذا عملاً خيريّاً؛ بل كانَ تَدخُّلاً سياسيَّاً مُتأصِّلاً في المُجتمعِ؛ مُقاوَمةً بيئيَّةً يوميَّةً
الاستجابة الفعَّالة للعلم المحليّ
كانَ إدواردو ريبوليدو، وهو مُدافعٌ بيئيٌّ وباحثٌ وأستاذٌ في جامعةِ بونتيفيسيا كاتوليكا مقرِّ إسميرالداس (PUCESE)، يحضرُ مُنتدىً في كيتو حولَ جودةِ الأنهارِ، عندما رنَّ هاتفُهُ:”“إدواردو، حدثَ تسرب هائلٌ؛ ماذا علينا أنْ نفعلَ؟”
في صباحِ اليومِ التالي، كانَ ريبوليدو وطلابُهُ قد بدأوا بالفعلِ بِأخذِ عيِّناتٍ غيرِ مُصرَّحٍ بها .كانَ يعلمُ أنَّهم إذا انتظروا الإذنَ الرسميَّ، لكانَ النفطُ قد تجاوزَ البيروقراطيَّةَ البطيئةَ لوزارةِ البيئةِ، مُعلِّقاً بِنبرةٍ ساخرةٍ: “يجبُ عليكَ طلبُ تَّصريحِ لمُجرَّدِ تَمشيطِ شَعرِكَ قبلَ التَّوجُّهِ إلى الميدانِ”.

إدواردو ريبوليدو وفريدي كيروز بونس يأخذانِ العيِّناتِ. الصورة: جامعةُ PUCESE، تُستخدَمُ بإذنٍ منها
جعلَتْ خبرة ريبوليدو أن يُدركُ تمامًا ما يجبُ البحثُ عنه. في عامي 2016 و2023، استجابَ لتسربات نفطٍ في إسميرالداس، حيثُ قدَّمَ المشورةَ لِمجموعاتِ المُراقبةِ المدنيَّةِ وجمعَ العيِّناتِ البيولوجيَّةِ. هذهِ المرَّةِ، كانتِ النَّتائجُ الأوليَّةُ أكثرَ خُطورةً بكثيرٍ: فقد علِقَتِ المُركَّباتُ الهيدروكربونيَّةُ العطريَّةُ مُتعدِّدةُ الحَلَقاتِ، مثلُ الفينانثرين والأنثراسين — وهي مُركَّباتٌ كيميائيَّةٌ عاليةُ السُّمِّيَّةِ — في المياهِ الرَّاكدةِ لِمصبَّاتِ الأنهارِ المعزولةِ.
امتدَّ التهديدُ إلى ما هو أبعدُ من مصادرِ المياهِ العذبةِ. في المحمية الطبيعية لأشجار المانجروف عند مَصبِّ نهرِ إسميرالداس، منطقةٌ مَحميَّةٌ تبلغُ مساحتُها 242 هكتار عندَ مصبِّ النَّهرِ، غطَّى النفطُ الخامُ القنواتِ، مما أدَّى إلى خنقِ الغطاءِ النَّباتيِّ، وتسميمِ الحياةِ المائيَّةِ، وتلوُّثِ الرَّواسبِ.
يُعدُّ الملاذُ موطناً لثلاثةِ أنواعٍ مُختلفةٍ من أشجارِ المانجروف ، إلى جانبِ المئاتِ من أنواعِ الأسماكِ والطُّيورِ والثَّدييَّاتِ، بما في ذلكَ الكواتي الجنوبِ أمريكيِّ ، فردٌ من عائلةِ الرَّاكونِ، وسَرطانُ اليابسةِ الأزرقُ .وكِلاهُما يَحظى بِقيمةٍ ثقافيَّةٍ واقتصاديَّةٍ هامَّةٍ لِلمنطقةِ.

أُنثى الكواتي جنوبِ أميركيِّ (Nasua nasua) تَعبُرُ الطَّريقَ. الصورة: برنارد دوبونت بموجبِ ترخيصِ CC BY-SA 2.0.
في حينِ كانَ لَدى جامعةِ PUCESE أدلَّةٌ مُجمَّعةٌ حديثاً لِلعملِ عليها، فإنَّ التَّأخُّرَ في وصولِ السُّلطاتِ كانَ يعني العكسَ تمامًا. استأجرتْ شركةُ بتروإكوادور مختبرَ LABCESTTA، الذي خلُصَتْ تحليلاتُهُ — التي أُجرِيَتْ على عيِّناتٍ جُمِعَتْ بعدَ أكثرَ من عشرةِ أيامٍ من التسرب — إلى عدمِ وجودِ أيِّ آثارٍ للتَّلوُّثِ.
وفقاً لريبوليدو، فإنَّ اختباراتِ عيِّناتِ المياهِ عُرضةٌ للخطأِ وتَميلُ إلى إعطاءِ نتائجَ سلبيَّةٍ كاذبةٍ ؛ كما أنَّ الإكوادور لا تمتلكُ المواردَ المخبريَّةَ اللازمةَ لِكشفِ مثلِ هذهِ المُركَّباتِ داخلَ الأسماكِ أو الرَّواسبِ. لكنَّ ما أثارَ قلقَهُ الأكبرَ كانَ الصَّمتُ المُؤسَّسيُّ: فَلَمْ تُصدِرْ لا وزارةُ البيئةِ ولا نظيرَتُها وزارةُ الصِّحَّةِ تنبيهاتٍ صِحيَّةً، على الرَّغمِ من المخاطرِ السّامَّةِ الموجودةً في المياهِ. كانَ صمتُهم يتناقضُ بشكلٍ صارخٍ معَ التَّوقُّعاتِ العلميَّةِ، التي أشارتْ إلى أنَّ التَّأثيراتِ في الأنهارِ الصغيرةِ يمكنُ أنْ تستمرَّ لِمُدَّةِ تصلُ إلى ثلاثِ سنواتٍ، حتى لو ساعدَتِ الأمطارُ في تخفيفِ النفطِ الخامِ.
واجَهَ الناشطُ البيئيُّ فيكتور آرويو، الذي يتَّخذُ من جامعةِ لويس فارغاس توريس التقنيةِ مقراً لهُ، الصَّمتَ ذاتَهُ. بِصفتِهِ مهندسَ غاباتٍ ورئيسَ جمعيَّةِ مُحترفي المواردِ الطبيعيَّةِ (COPRENA) في إسميرالداس، قادَ آرويو الاستجابةَ الميدانيَّةَ، حيثُ زارَ المناطقَ الواقعةَ على ضفافِ النَّهرِ بينما كانَ النفطُ لا يزالُ يطفو على المياهِ. وَثَّقَ المُحقِّقونَ ما رفضَتِ الحكومةُ الاعترافَ بهِ: كانَ هُناكَ أكثرُ من مائةِ عائلةٍ مُتضرِّرةٍ في شوكابل وحدها، ناهيكَ عن تضرُّرِ المحاصيلِ والماشيةِ، وتدميرِ صناعةِ الصَّيدِ المحليَّةِ بالكاملِ، وتوقُّفِ مجتمعاتٍ بأكملِها عن العملِ.
شدَّدَ آرويو على أنَّ هذهِ لم تكُنْ أراضٍ قاحلةً: فالنُّقطةُ الدقيقةُ التي انفجر فيها خطُّ الأنابيبِ وتدفَّقَ منها النفطُ تقعُ في مُنتصفِ مزرعةِ كاكاو — مَحصولٌ حيويٌّ يعتمدُ عليهِ العديدُ من العائلاتِ لِتأمينِ دخلِها الرئيسيِّ.
لم يكن هذا الحادثُ بعيداً عن كونهِ واقعةً مُنعزلةً. “فمن خلالِ جمعيةِ COPRENA، سمعَ آرويو تقاريرَ من زملائِهِ العاملينَ في مرفأِ بالاو النفطيِّ تُؤكِّدُ وقوعَ تسربات أخرى في السنواتِ الأخيرةِ، أُخفيَ العديدُ منها عن التَّدقيقِ العامِّ. أخفي بعضُها قبلَ التَّسبُّبِ في آثارٍ كبيرةٍ، لكنَّ البعضَ الآخرَ وصلَ إلى شواطئَ مثلَ لاس بالماس، وكامارونيس، وتونسوبا، مُخلِّفاً وراءَهُ أسماكاً نافقةً وسواحلَ مُشَبَّعةً بالنفطِ.

شاهدَ أكثرُ من 4,500 صياد سُبُلَ عيشِهم الفوريَّة تُمحَى بالكاملِ بعدَ التسريب. الصورة: جامعةُ PUCESE، تُستخدَمُ بإذنٍ منها.
عندما فتحَتْ وزارةُ البيئةِ مُناقصةً عامَّةً لِتنظيفِ المحمية الطبيعية لاشجار المانجروف عند مَصبِّ نهرِ إسميرالداس، استجابتْ جامعةُ آرويو دونَ تردُّدٍ. سَجَّلَ العشراتُ من الطُّلابِ والمُعلِّمينَ أسماءَهم في الموقعِ الرسميِّ. معَ ذلكَ، بعدَ الحماسِ الأوليِّ، عادَ الصَّمتُ. لم تتلقَّ الجامعةُ أيَّ ردٍّ بشأنِ تسجيلاتِ المُتطوِّعينَ. لم يُوضِحْ أحدٌ مَن الذي قامَ بعمليَّةِ التَّنظيفِ، أو ما هي الأساليبُ المُستخدمَةُ.
لُغَة بيروقراطيَّة غامضة بقدر بُقعة النفط
من مكتبِها في كيتو، أكَّدَتْ شركةُ بتروإكوادور ما كانَ النَّاسُ على أرض الواقع يعرفونَهُ بالفعلِ: أنَّ تمزُّقَ خطِّ الأنابيبِ قد سبَّبَهُ انهيارٌ أرضيٌّ. معَ ذلكَ، لم تُقدِّمِ الشركةُ أيَّ تقريرٍ فنِّيٍّ مُتاحٍ لِلعامَّةِ. كما اعترفُوا بأنَّ الأحداثَ، مثلَ حادثةِ «إل فيرغيل»، التي اعتُبِرَتْ «صغيرةَ النِّطاقِ» وحدثَتْ خارجَ حُدودِ الحَقِّ المَكانيِّ لِخطِّ الأنابيبِ ، غيرُ قابلةٍ للكشفِ بواسطةِ أنظمةِ المُراقبةِ المُعتادةِ لديهم.
طُلِبَتْ مُقابَلةٌ معَ مُتحدِّثٍ باسمِ المُؤسَّسةِ، لكنَّ بتروإكوادور اختارَتِ الرَّدَّ كتابةً. وصلَ الرَّدُّ بعدَ ثلاثةِ أسابيعَ من طلبِهِ. بحلولِ ذلكَ الوقتِ، كانتِ الكارثةُ قد استمرَّتْ لِما يُقاربُ ثلاثةَ أشهرٍ دون تقديمِ أيِّ تفسيراتٍ واضحةٍ لِلمُجتمعاتِ المُتضرِّرةِ، على الرَّغمِ من أنَّ لجنةَ عملياتِ الطوارئِ الإقليميَّةِ لإسميرالداس أعلنَتْ حالةَ كارثةٍ بسببِ التَّلوُّثِ البيئيِّ في 26 آذار/مارس.
أفادَتْ شركةُ النفطِ الحكوميَّةُ في ردِّها المكتوبِ بأنَّها استخدمَتْ موادَّ خافِضةً للتوتُّرِ قابلةً للتحلُّلِ الحيويِّ وموادَّ ماصَّةً للنفطِ لِأغراضِ التَّنظيفِ، والتي سيُعادُ نقلُها والتَّخلُّصُ منها لاحقاً كنفاياتٍ خطرةٍ. معَ ذلكَ، لم يُحدَّدْ أيُّ وِجهةٍ نِهائيَّةٍ لهذهِ النفاياتِ، كما لم تُشارَكْ هذهِ المعلوماتُ معَ المُجتمعاتِ المحليَّةِ — بل اقتُصِرَتْ فقط على العُمَّالِ الذينَ استُؤجِرُوا لِتنفيذِ العمليَّةِ.
فيما يتعلَّقُ بالتَّعويضاتِ، أشارَتْ بتروإكوادور إلى قانونِ البيئةِ العُضويِّ وتحدَّثَتْ عن استثمارٍ يزيدُ عن 4 ملايينِ دولارٍ أمريكيٍّ، دونَ أنْ تُحدِّدَ عددَ الأفرادِ أو المُجتمعاتِ التي ستحصلُ على المُساعدةِ، أو كيفيَّةَ توزيعِ الأموالِ.

خيسوس ألبيرتو كايسيدو، طالب جامعةِ PUCESE، يأخذُ عيِّناتِ مياهٍ. الصورة: جامعةُ PUCESE، تُستخدَمُ بإذنٍ منها.
بالمِثلِ، عندما استجابَ آرويو وزملاؤهُ بحُسنِ نيَّةٍ لِمُناقصةِ وزارةِ البيئةِ العامَّةِ لِلمُساعدةِ في تنظيفِ مَحمية الحياةِ البريَّةِ، تمَّ إخمادُ حماسِهم بِسرعةٍ. اعترفَتِ الوزارةُ لاحقاً بانخفاض مُستوى المُشاركةِ، لكنَّها لم تُوضِّحْ أبداً سببَ استبعادِ أولئكَ الذينَ استجابوا بالفعلِ من العمليَّةِ.
عندما فُعِّلَ صندوقُ الطوارئِ البيئيِّ التابعُ للدَّولةِ، لم يُخصَّصْ منهُ فعلياً سوى خمسةِ آلافِ دولارٍ أمريكيٍّ ($5,000 USD). بعدَ ذلكَ، نُقِلَتِ المسؤوليَّةُ الماليَّةُ إلى شركةِ بتروإكوادور بموجبِ مَبدأِ ‘المُلوِّثُ يدفعُ’ — ولكنْ حتى هذا اليومِ، لا يزالُ الطُّلابُ وأعضاءُ هيئةِ التَّدريسِ لا يعرفونَ مَن قامَ فعلاً بتنظيفِ المانجروف، أو ما الذي تُرِكَ مَدفونًا، بالنظرِ إلى الصَّمتِ المُؤسَّسيِّ.
لا يقتصر هذا النَّقصَ في المعلوماتِ — والمواردِ على تجاهُلِ المُساهمةِ الاجتماعيَّةِ لِتلكَ المُجتمعاتِ فحسب؛ بل يمنعُها من تطبيقِ أيِّ مُراقبةٍ طويلةِ الأمدِ أو حمايةٍ بيئيَّةٍ، حيثُ تفتقرُ إلى كلٍّ من الإمداداتِ التَّقنيَّةِ والمعرفةِ الموثوقةِ بِشأنِ الحالةِ الحقيقيَّةِ لِلنِّظامِ البيئيِّ
ما يَخبرنا الإقليم، بَعيدًا عن الأرقام
لم تكُنِ التقاريرُ الرسميَّةُ هي التي كشفَتِ الحالةَ الحقيقيَّةَ لِلنَّهرِ، بل كانَتْ الأعمالُ الميدانيَّةُ الصَّبورةُ لِلمُدافعةِ البيئيَّةِ ألكساندرا ألميدا وفريقِها.قامتْ ألميدا، خَبيرةُ كيمياءَ حيويَّةٍ مع أكثرُ من 30 عام من الخبرةِ في العملِ معَ مُنظَّمةِ “أكسيون إيكولوجيكا” البيئيَّةِ غيرِ الحكوميَّةِ التي تتَّخذُ من كيتو مقرًا لها، بإعادةِ تَتَبُّعِ نفسِ الامتدادِ الذي يبلغُ 80 كيلومتراً من النَّهرِ، والذي قسَّمَتْهُ بتروإكوادور إلى “مَناطقِ تدخُّلٍ”.
في منطقةِ إل فيرغيل، مركزِ التسرب، وجدَ الفريقُ ما لم يُفصِحْ عنهُ أيُّ تقريرٍ رسميٍّ: وجودَ أنابيبَ مَهجورةٍ، وأتربةٍ مَقلوبةٍ، ورواسبَ نفطيَّةٍ تُواصِلُ الأمطارُ جرفَها معَ التيارِ. شدَّدتْ ألميدا على إصرار المُجتمعاتِ كون المياه لا تزالُ غيرَ صالحةٍ للشربِ أو الصَّيدِ؛ وأنَّ محاصيلَ الموزِ، والكسافا، والكاكاو، والقهوةِ قد فُقِدَتْ؛ وأنَّ الماشيةَ نفقَتْ بعدَ شُربِ تلكَ المياهِ.
لم تصلْ التَّعويضاتُ الموعودةُ البالغةُ 4 ملايينَ دولارٍ أمريكيٍّ التي أعلنتْ عنها بتروإكوادور إلى جميعِ المُتضرِّرينَ. اشتكى البعضُ من المُحاباةِ؛ وقالَ آخرونَ إنَّهم تسلَّموا شيكاتٍ بدون رصيد. كما تستمرُّ الشُّكوكُ حولَ الموادِّ الكيميائيَّةِ المُستخدَمةِ في عمليَّةِ التَّنظيفِ: بدلاً من إزالةِ النفطِ الخامِ، ربما تكونُ قد أغرقتْهُ ببساطةٍ إلى عُمقٍ أكبرَ بعيدًا عن الأنظارِ. حتى هذا اليومِ، لا تزالُ هذهِ التساؤلاتُ وغيرها دونَ إجابةٍ.
منذُ شهرِ أيَّارَ/مايو الماضي، تجمَّعَ السُّكَّانُ المحليُّونَ لتشكيلِ “اتِّحادِ المُتضرِّرينَ من انسكاباتِ النفطِ والديزلِ في إسميرالداس”، مُنظَّمةٌ تُمثِّلُ الآنَ أكثرَ من 2,000 شخصٍ من مُقاطعاتٍ مثلِ كوينينديه وإسميرالداس.
تأسَّسَ الاتِّحادُ استجابةً لِلإهمالِ المُتكرِّرِ الذي شَهِدَتْهُ تسربات أعوامِ 2008، و2018، و2023، والآنَ 2025. وفقاً لِمديرِهِ القانونيِّ، خوسيليتو سيبالوس، أخفَقَتْ بتروإكوادور في كلٍّ من التَّنظيفِ الكاملِ لِلإقليمِ والوفاءِ بالتَّعويضاتِ المُجتمعيَّةِ أو الجُبرِ الفرديِّ لِلأضرارِ.يطالبُ السُّكَّانُ بالتعويض الشامل — ليسَ مُجرَّدَ تنظيفِ النَّهرِ فحسب، بل أيضاً تدخُّلاتٌ مُجتمعيَّةٌ وتدابيرُ طويلةُ الأمدِ — لأنَّ الضَّررَ، كما حذَّرَ سيبالوس، لن يزولَ في غُضونِ بضعةِ أشهرٍ فقط. استباقًا لِعَدمِ حصولِهم على ردٍّ، يُعِدُّ الفريقُ بالفعلِ شَكوى جنائيَّةً ضدَّ بتروإكوادور بتُهمةِ الجرائمِ البيئيَّةِ والإضرارِ بالطَّبيعةِ.
بالنسبةِ لِسيبالوس، هذا الإهمالَ دوريٌّ: ظهرت السلطات خلال الضغطُ الانتخابيُّ والإعلاميُّ لشهرِ آذارَ/مارس عبر حملاتِ الجولةِ الثانيةِ من الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ، وعندما تَخفَّفَ هذا الضَّغطُ، تم التخلي عن الإقليمُ مرَّةً أخرى.
إنَّ هذا النَّوعَ من الغيابِ مألوفٌ أيضًا لِبوني، قائدةِ المُجتمعِ في إل روتو، التي تتذكَّرُ كيفَ أنَّ المنطقةَ كانتْ تَعِجُّ بِالوُزراءِ والمسؤولينَ الحكوميِّينَ في الأيامِ الأولى لِلكارثةِ، الذينَ استُدعُوا بفعلِ حالةِ الطوارئِ والأوامرِ الرئاسيَّةِ.
كما حدَّدَ التَّقويمُ الانتخابيُّ توقيتَ الاستجابةِ. بعدَ 9 نيسان/أبريل، أيْ عشيةَ الجولةِ الثانيةِ من الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ، انسحبَتِ الدَّولةُ، وفقاً لِلمُنظَّماتِ المحليَّةِ. لم تَعُدْ هُناكَ فِرَقُ طوارئَ طبيَّةٍ؛ ولا مياهُ شُربٍ صالحةٌ؛ ولا توزيعُ لِلأغذيةِ. أشارتْ بوني إلى أنَّهُ في شيريغويلي، مُجتمعٌ يقعُ على بُعدِ 2.5 كيلومترٍ فقط عبرَ النَّهرِ، تُرِكَتْ حوالي 60 عائلةً عالقةً ، دونِ متاجرَ قريبةٍ ودونِ قاربٍ لِعُبورِ المياهِ التي لا تزالُ مُلوَّثةً حتى يومِنا هذا.
الأمرُ ليسَ مُجرَّدَ إهمالٍ؛ بل هُناكَ أيضًا قضايا هيكليَّةٌ. تُشيرُ بوزو، ليسَ النفطُ وحدَهُ هو الذي يتسرب في إسميرالداس — بل هُناكَ عُنصريَّةٌ بيئيَّةٌ مُتأصِّلةٌ بِعُمقٍ. تَوقَّعَتْ لو وقعت الكارثةَ في كيتو أو غواياكيل، لكانَتِ الاستجابةُ مُختلفةً تماماً: أسرعَ، وأكثرَ وضوحًا، وأكثرَ فعاليَّةً بكثيرٍ. بدلًا من ذلكَ، حدثَتِ الكارثةُ في منطقةٍ مُفقَرةٍ تاريخيًّا ومُنعزلةٍ عِرقيًّا، مما جعلَ التسرب ليس مُجرَّدَ كارثةٍ بيئيَّةٍ فحسب، بل كارثةً اجتماعيَّةً واقتصاديَّةً وعِرقيَّةً أيضًا — ومستمرة في التَّسرُّبِ ليسَ فقط عبرَ الأنهارِ، بل عبرَ صَمتِ المُؤسَّساتِ، والقَراراتِ التي تُهمِلُ بشكلٍ إجراميٍّ كِلا البَشَرِ والبيئةِ الطبيعيَّةِ.
سلسلةُ المُدافعينَ البيئيِّينَ
تُوثِّقُ سلسلةُ المقالاتِ هذهِ، بالتَّعاونِ معَ مَكتبِ أمريكا اللاتينيَّةِ ، أعمالَ المُدافعينَ البيئيِّينَ في مُختلفِ دولِ أميركا اللاتينيَّةِ والكاريبيِّ. وتُسلِّطُ الضَّوءَ على الأخطارِ التي يواجهونَها وإنجازاتِهم في الدِّفاعِ عن بيئاتِهم ومُجتمعاتِه.






