- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

أهالي غزة ينشرون على منصات التواصل عن الرعب والفقدان تحت القصف الإسرائيلي

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, إسرائيل, فلسطين, النشاط الرقمي, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, صحافة المواطن

صورة ملتقطة لآخر ما كتبته ريهام الكولك [1] على الفيسبوك، أياما قبل أن استهدف بيتها قذيفة إسرائيلية، أودتها هي وأسرتها ضمن ضحايا الحرب على قطاع غزة. وقد تفاعل الآلاف مع منشوراتها الأخيرة، ودعوا لها بالرحمة.

ما من أحد لا يخشى الموت، إلا أن هذا الخوف يتفاقم ليصبح رعبا حين يكون المرء جالساً بانتظاره.

عاش أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة المحاصر رعبا متواصلا منذ 10 مايو، حين بدأت القوات الإسرائيلية بإمطار القطاع المحاصر بوابل متواصل من القصف [2] لمدة 11 يوما، وحتى تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار؛ القصف الثقيل جعل سكان غزة يعيشون في انتظارالموت وهم في بيوتهم، متوقعين سقوط إحدى القذائف على منازلهم، فيتحولون إلى أشلاء تحت ركام  في أي وقت.

نتيجة لهذا القصف الإسرائيلي، قتل ما لا يقل عن 248 [3] فلسطينيا في قطاع غزة، منهم 66 طفلا و39 إمرأة، بينما قتلت قذائف تطلقها حركة حماس على الأراضي المحتلة 12 إسرائيليا. بينما تتصدى القبة الحديدية الإسرائيلية للغالبية العظمى من  آلاف القذائف التي تطلقها حماس، أو يهرع الإسرائيليون إلى مأوى يحميهم، فإن لا ساتر أو حاجب لأهالي غزة بلا مأوى أو حماية من الموت والخوف.

هذا ما شعرت به بانياس جواد في غزّة يوم 16 من مايو، حينما كتبت المنشور التالي على تويتر:

هذا القصف الإسرائيلي لغزّة جاء ردًّا على الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس باتجاه مدينة القدس المحتلة بعد أن تجاهل الجيش والمستوطنين الإسرائيلين مهلة منحتها لهم حماس للانسحاب [2]من محيط المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح حيث دارت مواجهات عنيفة لمدة أسابيع، تخللها اطلاق رصاص مطاطي وحي من قبل الجيش والمستوطنين على المتظاهرين الفلسطينين في الموقعين، نتج عنها إصابة المئات. تطورت هذه الأحداث  منذ بداية شهر رمضان [5] فيما أطلق عليه هبّة باب العامود.

مع سقوط القذائف، متسببة في دمار وموت، أخذ أهالي القطاع يغردون عن آلامهم للعالم.

ففي 14 من مايو، كتب أحمد مرتجى على تويتر:

أما مرح الوادية، وهي صحفية مقيمة في غزة، استرجعت تجربتها في حرب عام 2014 [9] التي استمرت سبعة أسابيع وخلفت أكثر من 2,200 ضحية فلسطينية، أغلبهم من المدنيين، وقارنتها بما تعيشه الآن وقد أصبحت أماً.

قالت نور، وهي غزاوية أخرى، على تويتر:

أما ريهام الكولك، فكتبت يوم 15 مايو على صفحتها على فيسبوك [1] “يارب ارحمنا فش فينا اعصاب “. في اليوم التالي، كتبت ريهام آخر منشوراتها: “يا رب سلّم”، وهو المنشور الذي أعيد نشره 8.3 ألف مرة، بعد أن قتلت هي وعائلتها بأكملها جراء القصف الإسرائيلي.

أوقات الرعب هذه لا تقتصر فقط على المقيمين في فلسطين هذه الأيام، بل تتعداها ليشعر بها كل فلسطيني حتى وإن كان خارجها، وتحديدًا أهالي غزّة المقيمين في الخارج.

سعيد يعقوبي، وهو طبيب من غزة مقيم في بريطانيا، نشر [14] بتاريخ 18 مايوعلى الفيسبوك:

والدي جالس على الأنقاض أمام منزلنا المدمر في غزة بعد الليلة التي قُتل فيها 10 من جيراننا على يد الجيش الإسرائيلي الإرهابي (امرأتان و 8 أطفال). عيناه مليئة بالألم ، وجسده مرهق، ويده اليسرى مصابة، والدماء على ملابسه ووجهه الذي يكسر القلب يقول الكثير عن ما نشعر به. #GazaUnderAttack”

التعايش، المقاومة والتحايل على الموت

كتبت رشا أبو شعبان، المقيمة في غزّة، على تويتر باستمرار لتنقل تفاصيل لا يعلمها من هم خارج واقع الحياة في غزة، بما في ذلك محاولة التعايش مع القصف، والإبقاء على مظاهر الحياة الطبيعية، والاحتفال بعيد الفطرالذي استمرت فيه القذائف الإسرائيلية، فكتبت عن عادة وأكلات فلسطينية مرتبطة بالعيد، لم توقفها الحرب:

إلا أن تغريداتها عكست كذلك وطأة ما يعيشه أهالي القطاع، وأثره على نفوسهم وهي ما وصفته في تغريدة أخرى لها بأنه “بروفة ليوم القيامة” [17]:

لا أعرف كيف تتحمل أجهزتنا العصبية كل هذا، أو تكافح من أجل ذلك، ولكن ما أعلمه هو أنه من يكتب له النجاة بعد انتهاء هذا العدوان على غزة فسيحمل معه صدمة سيمضي عمرهكله في التعافي منها.

أمٌ غزاوية أخرى كتبت عن محاولتها “التحايل على الموت”:

أما تغريدة خالد صافي، والتي هي في سياق مشابه عن محاولة التحايل على الموت، فقد أعيد تداولها آلاف المرات على تويتر:

من ناحية أخرى، استغل المدنيون في غزة هواتفهم وكاميراتها لتوثيق لحظات تدمير الأبراج السكنية في المدينة على الهواءِ مباشرة، من بينها برج الجلاء الذي استهدفته إسرائيل يوم السبت رغم أنه يضم مكاتب وكالات اعلام عالمية مختلفة.

الآن، وقد وضعت الحرب أوزارها – ولو مؤقتا كما يخشى البعض – فيكتب الناجون من أهل غزى عن حجم الدمار الذي وقع على نفوسهم والبنية التحتية للمدينة، والتى قد شهدت دمارا كبيرا [28] نتيجة لقصف لم يتوقف طوال 11 يوم.